Wednesday, January 29, 2014

950 - الحياء والإيمان قرناء جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

 
 الحياء والإيمان قرناء جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ، صححه  الألبانى فى صحيح الترغيب
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2636 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قرناء: مترافقان و متلازمان
رفع: لم يعد موجود
 
فالحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

949 - نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه ، صحيح مسلم

 
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه ، صحيح مسلم

------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1536 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
اى انه نهى عن بيع الثمر حتى  يبدو صلاحها وتصير طعاما يطيب أكلها
 
لئلا يأكل البائع مال أخيه بالباطل إذا هلكت الثمرة
 
و الأمر فيه تفصيل اكثر فى الروابط
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

948 - نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة . وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه . ولا يباع إلا بالدينار والدرهم . إلا العرايا ، صحيح مسلم

 
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة .
وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه .
ولا يباع إلا بالدينار والدرهم .
إلا العرايا ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1536 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
المحاقلة: هي بيع الزرع في حقله بعد تقديره بمكيل من نوعه، وهذا لا يجوز
 
مثلاً ان شخص لديه ارض زرعها قمح مثلاً و القمح لا يزال فى سنابله و لم يصل الى مرحلة الحصاد ، فذهب الى تاجر و باعه القمح الموجود فى الحقل عندما يحصده بكمية محددة من القمح يأخذها من التاجر قبل الحصاد ، و هذا لا يجوز؛ لأنك قدرت ما هو موجود في الحقل -وهو مجهول الكمية- وبعته بما هو معلوم، وكان الثمن من جنسه، وهما صنفان ربويان من صنوف التجارة
 
 ومن المحاقلة أيضاً: الإجارة، وصورتها: أن يأتي صاحب الحقل الكبير ويعطيه لمزارع، ويقول له: هذه الأرض تزرعها قمحاً، على أن لي ما ينبت على القناطر، وفي رءوس الجداول، ولك ما كان في وسط الأحياض، أو أجرتك هذا الحقل، أو الأجرة من هذا الجانب الغربي الشمالي...
إلخ، فيعين له محلاً من المزرعة، ويجعله أجرة له مقابل عمله، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
 
المزابنة: من الزبن، والزبن: الدفع او الأبعاد ، ومنه زبانية جهنم -عياذاً بالله- فقالوا: سميت المحاقلة مزابنة؛ لأن كلاً من الطرفين: البائع، والمشتري، والمؤجر، والمستأجر، يدفع عن نفسه الغبن و هى بيع السلعة بسعر زائد عن تقويم المقومين
 
المخابرة: مأخوذة من خيبر ، المخابرة هى ما كان عليه أهل خيبر مع الرسول صلى الله عليه وسلم لما فتح الله عليه خيبر، عندما أتاه اليهود وقالوا: يا محمد نحن أعلم بالزراعة، ومتفرغون لها، دعنا نخدمك فيها، فقال صلى الله عليه وسلم: نقركم ما أقركم الله، وأعطاهم إياها على النصف مما تُخرج، وكان هذا العقد على كل أرض خيبر: نخيلها، وما يأتي به من التمر والرطب، وكرومها، وما يأتي به من العنب، وأرضها البيضاء، وما تأتي به من الحب، فيجمع الجميع ويعطى نصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فبعضهم يقول: المخابرة كانت خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الآخرين يقولون: بل هذا تشريع عام، وقد بقيت إلى زمن عمر ، وبقيت معاملتهم بذلك حتى أجلاهم عمر رضي الله تعالى عنه لما بلغه حديث: (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) . إذاً: المخابرة نوع من المعاملة في الزراعة بجزء مما يخرج من الأرض، فإن كان هذا الجزء معيناً: النصف، أو الربع، أو الثلث؛ فلا بأس بذلك
 
 نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه ولا يباع إلا بالدينار والدرهم إلا العرايا: معناه لا يباع الرطب بعد بدو صلاحه بتمر ، بل يباع بالدينار والدرهم وغيرهما .
والممتنع إنما هو بيعه بالتمر إلا العرايا - و هو أن يشتري رجل من آخر ما على نخلته من الرطب بقدره من التمر تخمينا ليأكله أهله رطبا - فيجوز بيع الرطب فيها بالتمر بشرطه
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

947 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تتبايعوا الثمر حتى يبدو صلاحها ، ولا تبيعوا الثمر بالتمر ، صحيح البخاري

 
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تتبايعوا الثمر حتى يبدو صلاحها ،
ولا تبيعوا الثمر بالتمر ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2199 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
ولا تبيعوا الثمر بالتمر: اى لا تبيعوا الثمر على الأشجار قبل الحصاد ، بما يقابله من التمر ، لعل آفة تصيب المحصول فيقل عن المقدر او المتفق عليه مع المشترى
 
سبب النهي عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه ما ورد في البخاري "أنهم كانوا يتبايعون الثمار، فإذا جذ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع: إنه أصاب الثمر العفن والدمان (الفساد والتعفن) وأصابه قشام (عيب يمنع التمر من أن يرطب) عاهات يحتجون بها، فقال صلى الله عليه وسلم لما كثرت عنده الخصومة: "لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه" فضلا عما فيه من عدم الانتفاع بالثمر، ومذاهب العلماء في ذلك البيع أنه إذا اشترط القطع صح البيع بالإجماع، وإن باع بشرط التبقية فالبيع باطل بالإجماع، لأنه ربما تتلف الثمرة قبل إدراكها، فيكون البائع قد أكل مال أخيه بالباطل، أما إذا شرط القطع فقد انتفى هذا الضرر، وعلة النهي أولا عن بيع الثمر بالتمر (وهو المسمى بيع المزابنة) أن الثمر وهو الرطب على النخل أو العنب على الشجر لا يمكن كيله ولا وزنه، فتقديره بأي كيل أو وزن لا يخلو من الغرر
 
و قد رخص النبى صلى الله عليه و سلم بعد ذلك فى بيع التمر على النخل بالتمر اليابس على الأرض للحاجة الماسة وقتها لذلك
وعلة الترخيص فيه ثانيا (وهو المسمى بيع العرايا) شدة الحاجة إليه، وفي قول الراوي: بالرطب أو التمر قال بعض العلماء: إن "أو" للتخيير وعليه فيجوز بيع الرطب على النخل بالرطب على الأرض أو التمر الجاف، والجمهور على منع بيع الرطب على النخل بالرطب على الأرض، وحملوا "أو" في هذه الرواية على أنها للشك من الراوي، وقالوا: إن أكثر الروايات يدل على أنه صلى الله عليه وسلم إنما قال :العرية بالتمر، وقاس العلماء العنب والبر على الرطب، بجامع أن الكل زكوي يمكن خرصه ويدخر يابسه وهو مشهور مذهب الشافعية، وألحق المالكية بالرطب كل ما يدخر يابسه، بخلاف ما لا يتحقق فيه هذا الجامع، كالمشمش والبرتقال، لأنها متفرقة مستورة بالأوراق، فلا يتأتى فيها الخرص، وهو المقصود بقوله: "ولم يرخص في غيره"
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Tuesday, January 28, 2014

946 - إن الحياء ، والعفاف ، والعي – عي اللسان لا عي القلب – والفقه : من الإيمان ، وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا ، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا . وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق ، وإنهن ينقصن من الآخرة ، ويزدن في الدنيا ، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
إن الحياء ، والعفاف ، والعي – عي اللسان لا عي القلب – والفقه : من الإيمان ،
وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا ،
وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا .
وإن الشح والفحش والبذاء من النفاق ،
وإنهن ينقصن من الآخرة ، ويزدن في الدنيا ،
وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
 
------------------------------------------------
الراوي: قرة بن إياس المزني المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3381 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
العِيٌّ: عَجْزٌ فِي النُّطْقِ ، وَعَدَمُ التَّمَكُّنِ مِنْ إِظْهَارِ قَصْدِهِ وَمُرَادِهِ مِنْ كَلاَمِهِ ، و المراد قلة الكلام
 
والفقه: بمعرفة الحلال من الحرام، و الأفضل من الفاضل
 
 يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا: فمن لديه هذه الصفات يحافظ على حسناته ، سواء بزيادتها او بعدم ظلم الناس او اقتراف المزيد من الذنوب ، فتكون له خيراً فى الآخرة
اما فى الدنيا فقد تكون سبباً لأن سبباً لترك الحرام حتى و لو جلب له المال الوفير لفقه بان هذا حرام ، و حيائه و عفته ، فقد تكون سبباً لنقصان حظه من الدنيا
 
الشُحٌّ: البخل
 
الفُحْشٌ وَالْبَذَاءُ: اى القبيح والسيء من القول أو الفعل ، وَالْبَذَاءُ عكس الحياء والناشئ منه الفحش في القول , والسوء في الخلق ‏
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

945 - عن زيد بن ثابت: أن النبي علمه دعاء و أمره أن يتعاهده و يتعاهد به أهله : اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء و برد العيش بعد الموت و لذة النظر في وجهك و شوقا إلى لقاك ، صححه الألبانى فى تخريج كتاب السنة

 
عن زيد بن ثابت: أن النبي علمه دعاء و أمره أن يتعاهده و يتعاهد به أهله :
اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء
و برد العيش بعد الموت
و لذة النظر في وجهك
و شوقا إلى لقاك ، صححه الألبانى فى تخريج كتاب السنة
 
------------------------------------------------
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 426 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
يتعاهده: يلتزم به و يداوم عليه
 
أسألك الرضى بعد القضاء: سأل الرضى بعد حلول القضاء؛ لأنه حينئذ تتبين حقيقة الرضا، وأما الرضى قبل القضاء، فهو عزم ودعوى من العبد، فإذا وقع القضاء، فقد تنفسخ العزائم، وسؤال اللَّه الرضى بعد القضاء يتضمن الرضا بما فيه من خير أو شر، فأما في الخير فيرضى ويقنع به ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به. وأما في الشر فيصبر، ولا يتكلّف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر ولا ينزعج ولا يتسخّط، ويتلّقاه بوجهٍ منبسطٍ،وخاطرٍ منشرحٍ،وشكرٍ مستمرٍّ ، والرضى بالقضاء مقام عظيم، من حصل له فقد رضي اللَّه عنه، فإن الجزاء من جنس العمل
 
وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت: أي أسألك الراحة بعد الموت، ويكون ذلك برفع الروح إلى الجنان في عليين، وهذا يدل على أن العيش وطيبه، وبرده، إنما يكون بعد الموت للمؤمن، فإن العيش قبل الموت منغصٌ لما فيه من الهموم والغموم
 
وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك: جمع هذا الدعاء أطيب وأهنأ شيء في الدنيا، وهو الشوق إلى لقاء اللَّه عز وجل وأنعم وأطيب شيء في الآخرة هو النظر إلى وجه اللَّه الكريم، الذي لا شيء أجمل، ولا أنعم، ولا أهنأ من رؤيته، فعن صهيب رضى الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُريدُونَ شَيئاً أَزيدُكُمْ؟ فَيقُولُونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ ألَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قال: فَيَكْشِفُ الحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِمْ  عز وجل ]) فهو أعظم من كل نعيم في الجنة وما فيها
 
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 

944 - اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي . اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الفقر والغنى ، وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بالقضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة . اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

 
اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي .
اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة ،
وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب ،
وأسألك القصد في الفقر والغنى ،
وأسألك نعيما لا ينفد
وأسألك قرة عين لا تنقطع ،
وأسألك الرضا بالقضاء ،
وأسألك برد العيش بعد الموت ،
وأسألك لذة النظر إلى وجهك ، والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة .
اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
 
------------------------------------------------
الراوي: عمار بن ياسر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1301 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
القصد: التوسط والاعتدال .
 
نعيماً لا ينفد: أي لا ينقطع ولا ينتهي.
 
قرة عين لا تنقطع: ما تقرّ به العين من لذة وسرور.
 
برد العيش: أصل البرد في الكلام: السهولة.
 
خشيتك: خوف مقترن مع تعظيم.
 
ضراء: عكس السراء, وهي الحال المضرة.
 
فتنة: الاختبار والامتحان
 
اللَّهم بعلمك الغيب: الباء للاستعطاف والتذلّل, أي أنشدك بحق علمك ما خفي على خلقك ، ولم يخف عليك مما استأثرت به, فيه تفويض العبد أموره إلى اللَّه جل شأنه, وطلب الخيرة في أحواله، وشأنه منه جل وعلا, وتوسلاً إليه سبحانه وتعالى بعلمه الذي وسع كل شيء, وأحاط بكل شيء.
 
وبقدرتك على الخلق: توسل لكمال قدرته النافذة على جميع المخلوقات: إنسها، وجنّها، وملائكتها، وهذا توسل بصفة القدرة بعد صفة العلم، أرجَى في قبول الدعاء واستجابته؛ لأن التوسل بأسماء اللَّه وصفاته كما سبق مراراً هو أكبر الوسائل التي يرجى معها استجابة الدعاء.
 
وينبغي أن يعلم أن الحاجات التي يطلبها العبد من اللَّه تعالى نوعان:
 
النوع الأول: ما عُلِم أنه خير محضٍ، كسؤال خشيته من اللَّه تعالى, وطاعته وتقواه، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار, فهذا يطلب من اللَّه تعالى بغير تردد، ولا تعليم بالعلم بالمصلحة؛ لأنه خير محض.
 
النوع الثاني: ما لا يعلم هل هو خير للعبد أم لا، كالموت والحياة، والغنى والفقر، والولد والأهل، وكسائر حوائج الدنيا التي يجهل عواقبها، فهذه لا ينبغي أن يُسأل اللَّه منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد؛ لأن العبد جاهل بعواقب الأمور، وقد تضمّن الدعاء في هذا الحديث النوعين معاً؛ فإنه لما سأل الموت والحياة قيّد ذلك بما يعلم اللَّه تعالى أن فيه الخيرة لعبده, ولما سأل الخشية وما بعدها مما هو خير صرف جزم به، ولم يقيّده بشيء
 
ولهذا ينبغي للعبد أن يفقه في باب الدعاء، ما يدعو به؛ لأنه يدعو رب الأرض والسموات، فينبغي أن يتخيَّر لمولاه أجمل الألفاظ، وأحسن المعاني، وأنبل الأماني
 
أحيني ما علمت الحياة خيراً لي: أسألك بأن تحيني حياة طيبة، بأن يغلب خيري على شرّي, بأن أتمسك بشريعتك، متبعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم إذا كانت الحياة خيراً لي, وفي هذا تفويض كامل للَّه تعالى, وتقديم اختياره تعالى على اختيار نفسه, لعجزه، وضعف اختيار العبد لنفسه، فهو عاجز عن تحصيل مصالحه، ودفع مضارّه إلا بما أعانه اللَّه عليه، ويَسَّره له, وفيه كذلك حسن الظن باللَّه جل وعلا بكمال أفعاله، وصفاته المقترنة بكمال الحكمة والعلم والعدل.
 
وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي: بأن تغلب سيئاتي على حسناتي, بأن تقع الفتن والفساد والشر في الدين، ففي هذه الحال يكون الموت خيراً لما فيه من الراحة للمؤمن، والسلامة من البلايا؛ ولهذا جاء النهي في السنة عن تمني الموت لضُر نزل بالعبد لجهله بالعواقب،
ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ)).
أي علّة النهي عن تمني الموت بأن العبد إن كان محسناً فحياته يرجى أن يزداد بها إحساناً، وإن كان مسيئاً فإنه يسترضي اللَّه بالإقلاع عن الذنوب، وطلب المغفرة
 
وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة: أي أسألك يا إلهي دوام الخشية مع الخوف في السر والعلن، والظاهر والباطن في حال كوني مع الناس، أو غائباً عنهم، فإن خشيتك رأس كُل خير، فقد مدح اللَّه جل وعلا في عدة آيات من يخشاه بالغيب، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"،
وقال: "مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ"
 
وقد فُسّر الغيب في هذه الآيات بالدنيا؛ لأن أهلها في غيب عما وعدوا به من أمر الآخرة، والموجب لخشية اللَّه تعالى في السر والعلانية، أمور منها:
 
1-قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي.
2-النظر في شدة بطشه وانتقامه وقوته وقهره.
3-قوة المراقبة للَّه، والعلم بأنه شاهد ورقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع عباده، حيث كانوا
 
وأسألك كلمة الحق في الرضى والغضب: وهذا المطلب عزيز جداً يقلّ في واقع العبد، لذلك سأله ربَّه تعالى، وأسألك يا اللَّه النطق بالحق في جميع أحوالي، في حال غضبي، وفي حال رضاي، فلا أداهن في حال رضى الناس وغضبهم عليَّ، ويكون الحق مقصدي في جميع الأحوال
 
وأسألك القصد في الغنى والفقر: وبأن أكون مقتصداً معتدلاً في حال غناي وفقري، فلا أنفق في الغنى بسرف، ولا طغيان، ولا أضيّق في حال فقري خوف نفاد الرزق، كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا"
والقوام هو القصد، والتوسّط، وفي كل الأمور
 
وأسألك نعيماً لا ينفد: أي أسألك نعيماً لا ينقضي، ولا ينتهي، وليس ذلك إلا نعيم الآخرة
 
وأسألك قرة عين لا تنقطع: وقرة العين هي من جملة النعيم الذي أسأله في الدنيا والآخرة؛ لأن النعيم منه ما هو منقطع، ومنه ما لا ينقطع، فمن قرّت عينه بالدنيا فقُرَّة عينه منقطعة، سروره فيها زائل؛ لأن لذاتها مشوبة بالفجائع والمنغصات، فلا تقرَّ عين المؤمن في الدنيا إلا باللَّه عز وجل وذكره ومحبته والأنس به، والمحافظة على طاعته في الليل والنهار، ومن أعظمها الصلاة،
كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:((وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ))، وقرّة العين في الآخرة تشمل النعيم في البرزخ، وفي الجنة، وقرّة العين التي لاتنقطع هي التي لا تنتهي، فإنّ من قرَّت عينه باللَّه جلّ وعلا فقد حصلت له قرة عين لا تنقطع في الدنيا، ولا في البرزخ، ولا في الآخرة
 
وأسألك الرضى بعد القضاء: سأل الرضى بعد حلول القضاء؛ لأنه حينئذ تتبين حقيقة الرضا، وأما الرضى قبل القضاء، فهو عزم ودعوى من العبد، فإذا وقع القضاء، فقد تنفسخ العزائم، وسؤال اللَّه الرضى بعد القضاء يتضمن الرضا بما فيه من خير أو شر، فأما في الخير فيرضى ويقنع به ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به. وأما في الشر فيصبر، ولا يتكلّف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر ولا ينزعج ولا يتسخّط، ويتلّقاه بوجهٍ منبسطٍ،وخاطرٍ منشرحٍ،وشكرٍ مستمرٍّ ، والرضى بالقضاء مقام عظيم، من حصل له فقد رضي اللَّه عنه، فإن الجزاء من جنس العمل
 
وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت: أي أسألك الراحة بعد الموت، ويكون ذلك برفع الروح إلى الجنان في عليين، وهذا يدل على أن العيش وطيبه، وبرده، إنما يكون بعد الموت للمؤمن، فإن العيش قبل الموت منغصٌ لما فيه من الهموم والغموم
 
وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك: جمع هذا الدعاء أطيب وأهنأ شيء في الدنيا، وهو الشوق إلى لقاء اللَّه عز وجل وأنعم وأطيب شيء في الآخرة هو النظر إلى وجه اللَّه الكريم، الذي لا شيء أجمل، ولا أنعم، ولا أهنأ من رؤيته، فعن صهيب رضى الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُريدُونَ شَيئاً أَزيدُكُمْ؟ فَيقُولُونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ ألَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قال: فَيَكْشِفُ الحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلَى رَبِّهِمْ  عز وجل ]) فهو أعظم من كل نعيم في الجنة وما فيها
 
في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مُضلة: أي أسألك شوقاً لا يوجد فيه ما يُضرني في ديني، ولا في دنياي بأن أحيا حياة خالية من الضرّ والبلاء الذي لا صبر عليه، وخالية من الفتن المضلّة، الموقعة في الحيرة، ومفضية إلى الهلاك
 
واجعلنا هداة مهتدين: بأن نهدي أنفسنا، ونهدي غيرنا، وهذا أفضل الدرجات
 
ووصف الهداة بالمهتدين، وذلك أن يكون العبد عالماً بالحق متبعاً له، معلّماً لغيره ومرشداً له، ويدخل فيمن دعا إلى الهدى، ومن دعا إلى التوحيد من الشرك إلى السنة من البدعة ، فحقّ على الداعي أن يعتني بهذا الدعاء العظيم الجامع والشامل لكل خيرات الدنيا والآخرة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 

943 - عن أبى ثعلبة الخشني: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إنا بأرض قوم أهل الكتاب ، نأكل في آنيتهم ، وأرض صيد أصيد بقوسي ، وأصيد بكلبي المعلم والذي ليس معلما ، فأخبرني : ما الذي يحل لنا من ذلك ؟ فقال : أما ما ذكرت أنك بأرض قوم أهل الكتاب تأكل في آنيتهم : فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها ، وإن لم تجدوا فاغسلوها ثم كلوا فيها . وأما ما ذكرت أنك بأرض صيد : فما صدت بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل ، وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كل ، وما صدت بكلبك الذي ليس معلما فأدركت ذكاته فكل ، صحيح البخاري

 
عن أبى ثعلبة الخشني: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت : يا رسول الله ، إنا بأرض قوم أهل الكتاب ، نأكل في آنيتهم ، وأرض صيد أصيد بقوسي ، وأصيد بكلبي المعلم والذي ليس معلما ،
فأخبرني : ما الذي يحل لنا من ذلك ؟
فقال : أما ما ذكرت أنك بأرض قوم أهل الكتاب تأكل في آنيتهم :
فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها ،
وإن لم تجدوا فاغسلوها ثم كلوا فيها .
وأما ما ذكرت أنك بأرض صيد : فما صدت بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل ، وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كل ، وما صدت بكلبك الذي ليس معلما فأدركت ذكاته فكل ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو ثعلبة الخشني المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5488 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
آنيتهم: جمع اناء و هو الوعاء الذى يوضع فيه الطعام
 
 إنا نرسل كلابا لنا معلمة: المراد بالمعلمة التي إذا أغراها صاحبها على الصيد طلبته، وإذا زجرها انزجرت، وإذا أخذ الصيد حبسته على صاحبها، وهذا الثالث مختلف في اشتراطه ، و هى مثل بعض الطيور الجارحة المدربة التى تستخدم فى الصيد سواء بقتل الفريسة او احضارها الى صاحبها بعد رميها بالسهم
 
فأدركت ذكاته: الذَّكاةُ الذّبح أَو النَّحر ،  أي أدركته حيا فذبحته
 
 قال الحافظ: وفيه تحريم أكل الصيد الذي أكل الكلب منه ولو كان الكلب معلماً. وقد علل في الحديث بالخوف من أنه إنما أمسك على نفسه، وهذا قول الجمهور، وهو الراجح من قولي الشافعى. وقال في القديم: وهو قول مالك، ونقل عن بعض الصحابة يحل، واحتجوا بما ورد في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أعرابيًا يقال له أبو ثعلبة قال: يا رسول الله إن لي كلابًا مكلبة فأفتني في صيدها، قال: كل مما أمسكن عليك، قال وإن أكل منه؟ قال: وإن أكل منه. أخرجه أبو داود ولا بأس بسنده
 
و قيل في سبل السلام: استدل به على نجاسة آنية أهل الكتاب وهل هو لنجاسة رطوبتهم أو لجواز أكلهم الخنزير وشربهم الخمر أو للكراهة، ذهب إلى الأول القائلون بنجاسة رطوبة الكفار، واستدلوا أيضًا بظاهر قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ والكتابي يسمى مشركًا إذ قد قالوا الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ و عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وذهب الشافعي وغيره إلى طهارة رطوبتهم وهو الحق لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ولأنه صلى الله عليه وسلم توضأ من مزادة مشركة، ولحديث جابر عند أحمد وأبي داود: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم ولا يعيب ذلك علينا.
 
وأجيب بأن هذا كان بعد الاستيلاء ولا كلام فيه، قلنا في غيره من الأدلة غنية عنه فمنها ما أخرجه أحمد من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم دعاه يهودي إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأكل منها. قال في البحر: لو حرمت رطوبتهم لاستفاض بين الصحابة نقل توقيهم لقلة المسلمين حينئذ مع كثرة استعمالاتهم التي لا يخلو منها ملبوسًا ومطعومًا، والعادة في مثل ذلك تقضي بالاستفاضة. قال: وحديث أبي ثعلبة إما محمول على كراهة الأكل في آنيتهم للاستقذار لا لكونها نجسة إذ لو كانت نجسة لم يجعله مشروطاً بعدم وجدان غيرها، إذ الإناء المتنجس بعد إزالة نجاسته هو وما لم يتنجس على سواء ولسد ذريعة المحرم، أو لأنها نجسة لما يطبخ فيها لا لرطوبتهم كما تفيده رواية أبي داود وأحمد بلفظ. إنا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وجدتم غيرها لحديث، وحديثه الأول مطلق وهذا مقيد بآنية يطبخ فيها ما ذكر ويشرب فيحمل المطلق على المقيد، وأما الآية فالنجس لغة المستقذر فهو أعم من المعنى الشرعي، وقيل معناه ذو نجس لأن معهم الشرك الذي هو بمنزلة النجس، ولأنهم لا يتطهرون ولا يغتسلون ولا يتجنبون النجاسات فهي ملابسة لهم، وبهذا يتم الجمع بين هذا وبين آية المائدة والأحاديث الموافقة لحكمها، وآية المائدة أصرح في المراد انتهى ما في السبل. وقال صاحب المنتقى: ذهب بعض أهل العلم إلى المنع من استعمال آنية الكفار حتى تغسل إذا كانوا ممن لا تباح ذبيحته، وكذلك من كان من النصارى بموضع متظاهراً فيه بأكل لحم الخنزير متمكناً فيه أو يذبح بالسن والظفر ونحو ذلك، وأنه لا بأس بآنية من سواهم جمعاً بذلك بين الأحاديث. واستحب بعضهم غسل الكل لحديث الحسن بن علي قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه انتهى
 
قد يقال : هذا الحديث مخالف لما يقول الفقهاء ، فإنهم يقولون : إنه يجوز استعمال أواني المشركين إذا غسلت ، ولا كراهة فيها بعد الغسل ، سواء وجد غيرها أم لا ، وهذا الحديث يقتضي كراهة استعمالها إن وجد غيرها ، ولا يكفي غسلها في نفي الكراهة ، وإنما يغسلها ويستعملها إذا لم يجد غيرها .
والجواب أن المراد النهي عن الأكل في آنيتهم التي كانوا يطبخون فيها لحم الخنزير ، ويشربون الخمر  - أهل الكتاب -  كما صرح به في رواية أبي داود ؛ وإنما نهى عن الأكل فيها بعد الغسل للاستقذار ، وكونها معتادة للنجاسة ، كما يكره الأكل في المحجمة المغسولة ، وأما الفقهاء فمرادهم مطلق آنية الكفار التي ليست مستعملة في النجاسات ، فهذه يكره استعمالها قبل غسلها ، فإذا غسلت فلا كراهة فيها ؛ لأنها طاهرة وليس فيها استقذار ، ولم يريدوا نفي الكراهة عن آنيتهم المستعملة في الخنزير وغيره من النجاسات .
 
والله تعالى أعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Monday, January 27, 2014

941 - صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فخطب فحمد الله ثم قال : ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ، فوالله إني لأعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ، صحيح البخاري

 
صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ،
فخطب فحمد الله ثم قال :
ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ، فوالله إني لأعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6101 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه: اى سمح بحدوثه
فتنزه عنه قوم: اى كرهوا ان يفعلوا هذا الفعل و تنزهوا عنه
 فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية: جمع بين القوة العلمية والقوة العملية ، أي إنهم توهموا أن رغبتهم عما أفعل أقرب لهم عند الله ، وليس كذلك إذ هو أعلمهم بالقربة وأولاهم بالعمل بها
 
 قال ابن بطال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - رفيقا بأمته فلذلك خفف عنهم العتاب ; لأنهم فعلوا ما يجوز لهم من الأخذ بالشدة ، ولو كان ذلك حراما لأمرهم بالرجوع إلى فعله . قلت : أما المعاتبة فقد حصلت منه لهم بلا ريب ، وإنما لم يميز الذي صدر منه ذلك سترا عليه ، فحصل منه الرفق من هذه الحيثية لا بترك العتاب أصلا . وأما استدلاله يكون ما فعلوه غير حرام فواضح من جهة أنه لم يلزمهم بفعل ما فعله هو . وفي الحديث الحث على الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وذم التعمق والتنزه عن المباح ، وحسن العشرة عند الموعظة ، والإنكار والتلطف في ذلك ، ولم أعرف أعيان القوم المشار إليهم في هذا الحديث ، ولا الشيء الذي ترخص فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم وجدت ما يمكن أن يعرف به ذلك
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

940 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا وسعد جالس ، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا هو أعجبهم إلي ، فقلت : يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما . فسكت قليلا ، ثم غلبني ما أعلم منه ، فعدت لمقالتي فقلت : مالك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما ، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي ، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا سعد إني لأعطي الرجل ، وغيره أحب إلي منه ، خشية أن يكبه الله في النار ، صحيح البخاري

 
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا وسعد جالس ، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا هو أعجبهم إلي ،
فقلت : يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما .
فسكت قليلا ، ثم غلبني ما أعلم منه ، فعدت لمقالتي فقلت : مالك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما ،
ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي ، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم قال : يا سعد إني لأعطي الرجل ، وغيره أحب إلي منه ، خشية أن يكبه الله في النار ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 27 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
أَعْطَى رَهْطًا: ‏الرَّهْط عَدَد مِنْ الرِّجَال مِنْ ثَلَاثَة إِلَى عَشَرَة
 
وهو أعجبهم إليّ: أي أفضلهم عندي
 
ما لك عن فلان: ‏‏يعني أي سبب لعدولك عنه إلى غيره ؟
 
لَأَرَاهُ: اى اعلمه و اعرفه
 
أَوْ مُسْلِمًا: ليس معناه الإنكار بل المعنى أن إطلاق المسلم على من لم يختبر حاله الخبرة الباطنة أولى من إطلاق المؤمن ; لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر
 
معنى هذا الحديث أن سعدا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي ناسا ويترك من هو أفضل منهم في الدين ، وظن أن العطاء يكون بحسب الفضائل في الدين ، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حال هذا الإنسان المتروك ، فأعلمه به وحلف أنه يعلمه مؤمنا ،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو مسلما ) فلم يفهم منه النهي عن الشفاعة فيه مرة أخرى ، فسكت ثم رآه يعطي من هو دونه بكثير فغلبه ما يعلم من حسن حال ذلك الإنسان ، فقال : ( يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ ) تذكيرا ،
وجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هم بعطائه من المرة الأولى ثم نسيه فأراد تذكيره ، وهكذا المرة الثالثة ،
إلى أن أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن العطاء ليس هو على حسب الفضائل في الدين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار )
معناه : إني أعطي ناسا مؤلفة ، في إيمانهم ضعف ، لو لم أعطهم كفروا ، فيكبهم الله في النار ، وأترك أقواما هم أحب إلي من الذين أعطيتهم ، ولا أتركهم احتقارا لهم ، ولا لنقص دينهم ، ولا إهمالا لجانبهم ، بل أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم من النور والإيمان التام ، وأثق بأنهم لا يتزلزل إيمانهم لكماله
 
 ومحصل القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفا , فلما أعطى الرهط وهم من المؤلفة وترك جعيلا وهو من المهاجرين مع أن الجميع سألوه , خاطبه سعد في أمره لأنه كان يرى أن جعيلا أحق منهم لما اختبره منه دونهم , ولهذا راجع فيه أكثر من مرة , فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين : أحدهما : إعلامه بالحكمة في إعطاء أولئك وحرمان جعيل مع كونه أحب إليه ممن أعطى ; لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمن ارتداده فيكون من أهل النار , ‏
‏ثانيهما إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر , فوضح بهذا فائدة رد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد , وأنه لا يستلزم محض الإنكار عليه , بل كان أحد الجوابين على طريق المشورة بالأولى , والآخر على طريق الاعتذار
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

939 - جعل الله الرحمة في مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا ، وأنزل في الأرض جزءا واحدا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه ، صحيح البخاري

 
جعل الله الرحمة في مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا ، وأنزل في الأرض جزءا واحدا ،
فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6000 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
يتراحم الخلق: اى يرحم بعضهم بعضاً
 
حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه: قال ابن أبي جمرة :
خص الفرس بالذكر لأنها أشد الحيوان المألوف الذي يعاين المخاطبون حركته مع ولده , ولما في الفرس من الخفة والسرعة في التنقل , ومع ذلك تتجنب أن يصل الضرر منها إلى ولدها
 
وفي الحديث إشارة إلى أن الرحمة التي في الدنيا بين الخلق تكون فيهم يوم القيامة يتراحمون بها أيضا , وصرح بذلك المهلب فقال : الرحمة التي خلقها الله لعباده وجعلها في نفوسهم في الدنيا هي التي يتغافرون بها يوم القيامة التبعات بينهم .
 قال : ويجوز أن يستعمل الله تلك الرحمة فيهم فيرحمهم بها سوى رحمته التي وسعت كل شيء وهي التي من صفة ذاته ولم يزل موصوفا بها , فهي التي يرحمهم بها زائدا على الرحمة التي خلقها لهم , قال : ويجوز أن تكون الرحمة التي أمسكها عند نفسه هي التي عند ملائكته المستغفرين لمن في الأرض ; لأن استغفارهم لهم دال على أن في نفوسهم الرحمة لأهل الأرض .
 قلت : وحاصل كلامه أن الرحمة رحمتان , رحمة من صفة الذات وهي لا تتعدد , ورحمة من صفة الفعل وهي المشار إليها هنا .
 ولكن ليس في شيء من طرق الحديث أن التي عند الله رحمة واحدة بل اتفقت جميع الطرق على أن عنده تسعة وتسعين رحمة , وزاد في حديث سلمان أنه يكملها يوم القيامة مائة بالرحمة التي في الدنيا , فتعدد الرحمة بالنسبة للخلق .
 وقال القرطبي : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع , فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم , فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي فبلغت مائة وكلها للمؤمنين
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

937 - الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك ، و إلا فارجع

 
الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك ، و إلا فارجع ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري و أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2771 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 لأن المستأذن عليهم قد يكونوا مشغولين، فإذا استأذنت ثلاث ولم يرد عليك، فانصرف حتى لا تعطل نفسك ولا تؤذي أهل البيت، يقول: السلام عليكم، ثم تعيدها مرةً ثانية، ثم ثالثة، فإن لم يرد عليها ترك، لئلا يكلفهم ويؤذيهم، قد يكونوا مشغولين، وفي ذلك خير للمسلمين ومنفعة كبيرة، لأن الإلحاح قد يضر أهل البيت
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

936 - الاستئذان ثلاث . فإن أذن لك ، وإلا فارجع

 
جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فقال : السلام عليكم . هذا عبدالله بن قيس . فلم يأذن له .
فقال : السلام عليكم . هذا أبو موسى .
السلام عليكم . هذا الأشعري .
ثم انصرف .
فقال عمر : رُدُّوا عَلَيَّ . رُدُّوا عَلَيَّ .
فجاء فقال : يا أبا موسى ما ردك ؟ كنا في شغل .
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الاستئذان ثلاث . فإن أذن لك ، وإلا فارجع .
قال : لتأتيني على هذا ببينة . وإلا فعلت وفعلت .
فذهب أبو موسى .
قال عمر : إن وجد بينة تجدوه عند المنبر عشية .
وإن لم يجد بينة فلم تجدوه . فلما أن جاء بالعشي وجدوه .
قال : يا أبا موسى ما تقول ؟ أقد وجدت ؟
قال : نعم . أبي بن كعب .
قال : عدل .
 قال : يا أبا الطفيل ما يقول هذا ؟
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك يا ابن الخطاب فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : سبحان الله إنما سمعت شيئا . فأحببت أن أتثبت ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2154 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
عمر بن الخطاب: عندما كان خليفة للمسلمين
 
فلم يأذن له: وكأن عمر كان مشغولا بأمر من أمور المسلمين
 
رُدُّوا عَلَيَّ: اى رُدُّوه عَلَيَّ ، او اطلبوا منه الدخول و العودة ، عندما انتبه لذلك
 
يا أبا موسى ما ردك ؟ كنا في شغل: اى لماذا انصرفت ، فقد كنت مشغولاً وقتها ، فلماذا لم تنتظر حتى افرغ
 
الاستئذان ثلاث . فإن أذن لك ، وإلا فارجع: اى انك تستأذن للدخول ثلاث مرات ، فان لم يؤذن لك ترجع
 
ببينة: اى بدليل فيما نقلت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لأنه لم يعرفه من قبل
 
وإلا فعلت وفعلت: كنوع من التهديد
 
عَشِيَّةُ: أول ظلام الليل او من المغرب إلى آخر العتمة
 
عدل: اى ان أبي بن كعب شاهد عدل تقبل شهادته
 
فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : سبحان الله إنما سمعت شيئا . فأحببت أن أتثبت: اى يا ابن الخطاب. لا تشتد ولا تكن عذاباً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تشك فيهم وفي صدقهم، ولا تتوعدهم بمثل هذا الوعيد، قال له عمر: يا سبحان الله!! ما أخطأت. سمعت شيئاً لم أحفظه، فأردت أن أتثبت. ماذا حصل؟ أنا لم أتهم أبا موسى بالكذب، والله إن أبا موسى لأمين على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أردت أن لا يتجرأ الناس على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتهت القضية بالحفاظ على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

Sunday, January 26, 2014

935 - اطلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه ، فقال : لو أعلم أنك تنظر ، لطعنت به في عينك ، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر

 
اطلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه ،
فقال : لو أعلم أنك تنظر ، لطعنت به في عينك ، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6241 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:

مدرى: المشط او ما يُعمَل منْ حديدٍ أَو خشب على شكل سِنٍّ من أسنان المُشْط ، وأَطول منه ، يُسَرّح به الشعر المتلبِّد
 
و الحديث يتكلم عن ان حكم النظر داخل بيت مثل الدخول اليه ، لا بد من الأستذان اولاً
فالنبى صلى الله عليه و سلم كان جالساً داخل بيته يمشط شعره ، فاطلع عليه رجل من فتحة بالباب او الجدار دون ان يعلم
فلما علم بذلك قال له: لو أعلم أنك تنظر ، لطعنت به - يقصد بالمشط او الشىء الحاد الذى كان يمشط به - في عينك
 
لأنه لا بد للشخص ان يستأذن صاحب البيت قبل ان ينظر داخله حتى لا يطلع على حرمات البيت و من بداخله
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64415

http://www.yanabi.com/Hadith.aspx?HadithID=5890

http://www.sonnaonline.com/DisplayExplanation.aspx?ExplainId=52500,58928,120614&HadithID=3255


http://www.alimam.ws/ref/1370/print

http://www.saaid.net/female/087.htm

http://www.philadelphia.edu.jo/almaktabah/book27/home/5/81-c6/43112-----2-21310

http://www.philadelphia.edu.jo/almaktabah/book14/home/8/11-c7/54923--------3931

934 - أن عمر – رضوان الله عليه – ناشد الناس في الجنين ، فقام حمل بن مالك ابن النابغة فقال : كنت بين امرأتين ، فضربت إحداهما الأخرى ، فقتلتها وجنينها ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بغرة : عبد أو أمة ، وأن تقتل بها

  
أن عمر – رضوان الله عليه – ناشد الناس في الجنين ،
فقام حمل بن مالك ابن النابغة فقال :
كنت بين امرأتين ، فضربت إحداهما الأخرى ، فقتلتها وجنينها ،
 فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بغرة : عبد أو أمة ، وأن تقتل بها ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1271 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
اى ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه سأل الناس ان كانوا يعلموا شيئاً عن عقوبة او دية الجنين المقتول فى بطن امه مما حكم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقام اليه احد الصحابة و اجابه بأنه كان متزوج امرأتين فضربت احداهما الأخرى و هى حامل ، فقتلتها و جنينها
فقضى النبى صلى الله عليه و سلم فى الجنين بتحرير رقبة عبد - مذكر او مؤنث - و فى المرأة المقتولة بأن تُقتل المرأة القاتلة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

933 - دخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس ، و عَلِيٌّ ، والفضل ، رضوان الله عليهم ، وسوّى لحده رجل من الأنصار ، وهو الذي سوى لحود الشهداء يوم بدر

 
دخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس ، و عَلِيٌّ ، والفضل ، رضوان الله عليهم ،
وسوّى لحده رجل من الأنصار ، وهو الذي سوى لحود الشهداء يوم بدر ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1811 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
اللَّحْدُ : الشَّقُّ يكون في جانب القبر للميِّت ، و هو شق يتسع للميت يجعل في أسفل الجدار القبلي من القبر
 
فالذى غسّل النبى صلى الله عليه و سلم عند موته عَلِيٌّ بن ابى طالب و قد اسنده الى صدره  وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد ، وشقران ، مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه - رضوان الله عليهم اجمعين -
وعَلِيٌّ يغسله ، قد أسنده إلى صدره ، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ، لا يفضي - اى لا يلامس - بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏
 
و عَلِيٌّ يقول ‏:‏ بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حياً وميتاً
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

931 - إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه

 
إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ،
و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ، صححه  الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: بلال بن الحارث المزني المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 888 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
وقد فسر كثير من أهل العلم هذا الحديث بأن المراد به الكلمة عند السلطان .
قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد" (13/ 51) : "لا أعلم خلافا في قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) أنها الكلمة عند السلطان الجائر الظالم ليرضيه بها فيما يسخط الله عز وجل ويزين له باطلا يريده من إراقة دم أو ظلم مسلم ونحو ذلك مما ينحط به في حبل هواه فيبعد من الله وينال سخطه ، وكذلك الكلمة التي يرضي بها الله عز وجل عند السلطان ليصرفه عن هواه ويكفه عن معصية يريدها يبلغ بها أيضا من الله رضوانا لا يحسبه والله أعلم . وهكذا فسره ابن عيينة وغيره" انتهى .
وقال ابن بطال رحمه الله في "شرح صحيح البخاري" (10/ 186) : "وقال أهل العلم : هي الكلمة عند السلطان بالبغي والسعي على المسلم ، فربما كانت سببًا لهلاكه ، وإن لم يرد ذلك الباغي ، لكنها آلت إلى هلاكه ، فكتب عليه إثم ذلك . والكلمة التي يكتب الله له بها رضوانه الكلمة يريد بها وجه الله بين أهل الباطل ، أو الكلمة يدفع بها مظلمة عن أخيه المسلم ، ويفرج عنه بها كربةً من كرب الدنيا ، فإن الله تعالى يفرج عنه كربةً من كرب الآخرة ، ويرفعه بها درجات يوم القيامة" انتهى .
والله أعلم
 
للمزيد
 
 

930 - ثلاثة من السعادة ، وثلاثة من الشقاء ، فمن السعادة : المرأة الصالحة ؛ تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون وطيئة ؛ فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق . ومن الشقاء : المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون قطوفا ، فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك ، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق

 
ثلاثة من السعادة ، وثلاثة من الشقاء ،
فمن السعادة :
المرأة الصالحة ؛ تراها فتعجبك ، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك ،
والدابة تكون وطيئة ؛ فتلحقك بأصحابك ،
والدار تكون واسعة كثيرة المرافق .
ومن الشقاء :
المرأة تراها فتسوؤك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ،
والدابة تكون قطوفا ، فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك ،
والدار تكون ضيقة قليلة المرافق ، حسنه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3056 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
 
ثلاثة من السعادة: أي كلُّ أمرٍ من هذه الأمور الثلاثة فيه سعادةٌ لصاحبه، وسرُّ هذه السعادة أنَّ كلَّ أمرٍ من هذه الأمور الثلاثة مُلازِم للإنسان؛ فلا يُفارِقه الإنسان تقريبًا إلا ويَعُود إليه مرَّة أخرى، فصُحبة الزوجة أو المسكن، أو المركب، صُحبة حياة وملازمة دائمة.
 
وهذه السعادة وإن كانت سعادة دنيويَّة وثمرتها عاجلة، إلاَّ أنَّ أسبابها ووجودها من أعظم ما يُعِين العبدَ على أمرِ دينه وآخرته
 
المرأة الصالحة: فالمرأة الصالحة خيرُ مَتاع الدنيا، كما قال - صلى الله عليه وسلم
فمع كون المرأة الصالحة مَتاعًا دنيويًّا بما تُدخِله على زوجها من سُرُور وبهجة، وبما تحمل معه من هُمُوم ومَشاكِل، فهي كذلك تُعِين زوجَها على أمر الآخرة
وكذلك من سعادة المرأة المسلمة الزوج الصالح، وهو الذي يَكفِي امرأتَه مُؤَنَ الحياة، ويُعِينها على أمر دينها
 
 والدار تكون واسعة كثيرة المرافق: فالمسكن الواسِع أبهج للنفوس وأحبُّ إليها؛ لأنَّ في السعة عامَّة راحةً نفسيَّة، كما أن الدار الواسِعَة أجمع لحاجات أصحابها
 
والدابة تكون وطيئة: اى الدابة او الناقة التى يستخدمها للتنقل تكون مطيعة و سريعة ، وفي زماننا هذا اختلفت الدواب ، لكن منها كذلك ما هو هَنِيء مُرِيح لصاحبه، ومنها ما هو سيِّئ مُتعب.
 
والمركب الهَنِيء عادة لا يُؤَخِّر صاحبه عن مقصده وحاجته، كما لا يلحق به مَتاعِب الطريق المعوج غير المُذَلَّل، واليوم المركب الهَنِيء لا يشعر صاحبه بِمَتاعِب الجوِّ، سواء أكان الجوُّ حارًّا أم باردًا، كما يكون سهلاً في قيادته، وكلُّ هذا لا شكَّ من السعادة الدنيويَّة ومن راحة الإنسان في هذه الحياة الدنيا
 
ثلاثة من الشَّقَاء: وهي بضدِّ الأولى، والشَّقاء هنا هو المشقَّة والتَّعَب، وهذا الشقاء يَكُون للمؤمن الديِّن بلاء واختبارًا من الله - عزَّ وجلَّ - يرفع به درجته، ويحطُّ به خطيئته، ولغير المؤمن جزاء وعقابًا
 
 
المرأة تراها فتسوؤك: فمنظرها عند زوجها قبيح، ولسانها عليه حادٌّ، ولنفسها وماله غير حافظة.
 
وصِفة واحدة من هذه الصفات في المرأة مُؤذِنة بكراهية زوجها لها وشقائه بها، فكيف إذا جمعت هذه الصفات كلها أو زادت عليها؟!
 
والدابة تكون قطوفا:  اى التى تسيء السير وتبطىء ، والسيارة السيِّئة في أيامنا نحن، إن تركتها على ما هي عليه أتعبَتْك، وإن حاوَلتَ إصلاحها كلَّفَتْك المال والجهد، ولم تستَقِم لك كما تريد
 
والدار تكون ضيقة قليلة المرافق: فشقاؤه في أنَّه لا يسع أهله ولا يَفِي بأغراضهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 

929 - أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء . أربع من الشقاء : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق

 
أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء .
أربع من الشقاء : الجار السوء ، والمرأة السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق ، صححه  الألبانى فى صحيح الترمذى
------------------------------------------------
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2576 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
أربعٌ من السعادة: أي كلُّ أمرٍ من هذه الأمور الأربعة فيه سعادةٌ لصاحبه، وسرُّ هذه السعادة أنَّ كلَّ أمرٍ من هذه الأمور الأربعة مُلازِم للإنسان؛ فلا يُفارِقه الإنسان تقريبًا إلا ويَعُود إليه مرَّة أخرى، فصُحبة الزوجة أو المسكن، أو الجار أو المركب، صُحبة حياة وملازمة دائمة.
 
وهذه السعادة وإن كانت سعادة دنيويَّة وثمرتها عاجلة، إلاَّ أنَّ أسبابها ووجودها من أعظم ما يُعِين العبدَ على أمرِ دينه وآخرته
 
المرأة الصالحة: فالمرأة الصالحة خيرُ مَتاع الدنيا، كما قال - صلى الله عليه وسلم
فمع كون المرأة الصالحة مَتاعًا دنيويًّا بما تُدخِله على زوجها من سُرُور وبهجة، وبما تحمل معه من هُمُوم ومَشاكِل، فهي كذلك تُعِين زوجَها على أمر الآخرة
وكذلك من سعادة المرأة المسلمة الزوج الصالح، وهو الذي يَكفِي امرأتَه مُؤَنَ الحياة، ويُعِينها على أمر دينها
 
والمسكن الواسِع: فالمسكن الواسِع أبهج للنفوس وأحبُّ إليها؛ لأنَّ في السعة عامَّة راحةً نفسيَّة، كما أن الدار الواسِعَة أجمع لحاجات أصحابها
 
والجار الصالح)): فهو الذي يكفُّ أذاه عن جِيرانه، ويُحسِن إليهم في مَعاشِهم وآخرتهم، وقد وصَّانا ربُّنا - تبارك وتعالى - بالجار فقال: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾ [النساء: 36]
 
والمركب الهَنِيء: وفي زماننا هذا اختلفت المراكب، لكن منها كذلك ما هو هَنِيء مُرِيح لصاحبه، ومنها ما هو سيِّئ مُتعب.
 
والمركب الهَنِيء عادة لا يُؤَخِّر صاحبه عن مقصده وحاجته، كما لا يلحق به مَتاعِب الطريق المعوج غير المُذَلَّل، واليوم المركب الهَنِيء لا يشعر صاحبه بِمَتاعِب الجوِّ، سواء أكان الجوُّ حارًّا أم باردًا، كما يكون سهلاً في قيادته، وكلُّ هذا لا شكَّ من السعادة الدنيويَّة ومن راحة الإنسان في هذه الحياة الدنيا
 
وأربعٌ من الشَّقَاء: وهي بضدِّ الأولى، والشَّقاء هنا هو المشقَّة والتَّعَب، وهذا الشقاء يَكُون للمؤمن الديِّن بلاء واختبارًا من الله - عزَّ وجلَّ - يرفع به درجته، ويحطُّ به خطيئته، ولغير المؤمن جزاء وعقابًا
 
 
المرأة السوء: فمنظرها عند زوجها قبيح، ولسانها عليه حادٌّ، ولنفسها وماله غير حافظة.
 
وصِفة واحدة من هذه الصفات في المرأة مُؤذِنة بكراهية زوجها لها وشقائه بها، فكيف إذا جمعت هذه الصفات كلها أو زادت عليها؟!
 
والجار السوء)): فهو السيِّئ الأخلاق، الذي لا يكفُّ أذاه عن جارِه، ولا يَعرِف حقوقَه عليه
 
والمركب السوء: والسيارة السيِّئة في أيامنا نحن، إن تركتها على ما هي عليه أتعبَتْك، وإن حاوَلتَ إصلاحها كلَّفَتْك المال والجهد، ولم تستَقِم لك كما تريد
 
والمسكن الضيِّق: في رواية الحاكم: ((قليلة المَرافِق))، وشقاؤه في أنَّه لا يسع أهله ولا يَفِي بأغراضهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

927 - لروحة في سبيل الله ، أو غدوة ، خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة ، أو موضع قيد - يعني سوطه - خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها

 
لروحة في سبيل الله ، أو غدوة ، خير من الدنيا وما فيها ،
ولقاب قوس أحدكم من الجنة ، أو موضع قيد - يعني سوطه - خير من الدنيا وما فيها ،
ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ، ولملأته ريحا ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2796 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
الْغَدْوَةُ: السير أول النهار إلى الزوال او الظهر
الرَّوْحَةُ:  السير من الزوال او الظهر إلى آخر النهار
في سبيل الله: أي الجهاد
 
وَقَابَ قوس أحدكم: أي قدره ، والقاب معناه القدر
وقيل القاب ما بين مقبض القوس وسيته ، وقيل ما بين الوتر والقوس ، وقيل المراد بالقوس هنا الذراع الذي يقاس به ، وكأن المعنى بيان فضل قدر الذراع  - و هى وحدة لقياس الطول - من الجنة
 
نصيفها: حجابها
 
ومعن الحديث : أن الروحة يحصل بها هذا الثواب ، وكذا الغدوة ، والظاهر أنه لا يختص ذلك بالغدو والرواح من بلدته ، بل يحصل هذا الثواب بكل غدوة أو روحة في طريقه إلى الغزو ، وكذا بغدوة وروحة في موضع القتال ؛ لأن الجميع يسمى غدوة وروحة في سبيل الله . ومعنى هذا الحديث : أن فضل الغدوة والروحة في سبيل الله وثوابهما خير من نعيم الدنيا كلها لو ملكها الإنسان ، وتصور تنعمه بها كلها ؛ لأنه زائل ونعيم الآخرة باق
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 

926 - إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا ، فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد

 
إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا ، فقلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك ؟
قال : قولوا :
 اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .
اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: كعب بن عجرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6357 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
قولهم رضي الله عنهم : " يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ : فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ "
فيه أدب الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه حبّهم للنبي صلى الله عليه وسلم .
فهم قد علِموا كيفية السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألوا عما جهِلوا ، وهو كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فَهُم أرادوا امتثال هذا الأمر ، فسألوا .
قال أبو عمر [ ابن عبد البر ] : روى شعبة والثوري عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال : لما نزل قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه ، فكيف الصلاة ؟ فقال : قُل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
قال ابن عباس : ما رأيت قوما خيرا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة ، كلهن في القرآن (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) ، (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ) ، (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى) ، ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم
 
وردت عدة صيغ في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، في الصلاة الإبراهيمية التي تُقال في التشهد الأخير من الصلوات .
من هذه الصيغ :
 
أ - اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته ،كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد . رواه الإمام أحمد ، ورواه البخاري ومسلم دون ذكر " أهل بيته " .
ب - اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . رواه البخاري ومسلم .
جـ - اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد النبي الأمي كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . رواه مسلم .
د - اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .
هـ - اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
و – اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . رواه النسائي .
ز - اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم . رواه البخاري .
 
فأي صيغة ذكرها أجزأته ، ولا يكفي أن يقول : اللهم صل على محمد .
وهذه الصيغ قد ذكرها الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم .
 
حُكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، أي حُكم قول الصلاة الإبراهيمية في الصلاة .
قال القرطبي في آية الأحزاب المتقدِّمة : أمر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون أنبيائه تشريفا له ، ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة ، وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي ، لا يَسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه . اهـ .
وقال أيضا : واختَلَف العلماء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ؛ فالذي عليه الجمّ الغفير والجمهور الكثير أن ذلك من سنن الصلاة ومستحباتها . قال ابن المنذر : يُستحب ألاّ يُصلي أحدٌ صلاة إلا صلى فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن تَرَكَ ذلك تارِك فصلاته مجزية في مذهب مالك وأهل المدينة وسفيان الثوري وأهل الكوفة من أصحاب الرأي وغيرهم ، وهو قول جلّ أهل العلم ، وحُكي عن مالك وسفيان أنها في التشهد الأخير مستحبة وأن تاركها في التشهد مُسيء
 
سبب عدم القول بالوجوب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالصلاة على هذه الصفة في الصلاة ، وإنما خَرَج هذا القول مَخْرَج الجواب .
فإن قال قائل : جواب النبي صلى الله عليه وسلم للسائل عن ماء البحر ، وجوابه صلى الله عليه وسلم : هو الطهور ماؤه ، الحلّ ميتته .
فالجواب : أن هذا لا يُفيد الوجوب أيضا ، فليس بواجب على من ركب البحر أن يتوضأ منه إلا إذا لم يجِد غيره ، وأما من لا يكون بِقُرب البحر فإنه لا يُخاطَب أصلا بهذا الحديث لعدم حاجته إليه .
 
معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
قال أبو العالية : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة الدعاء .
وقال ابن عباس : (يُصَلُّونَ) يُبَرِّكُون . ذكر ذلك البخاري تعليقاً .
قال ابن حجر في قوله ابن عباس هذا : أي يَدْعُون له بالبركة
 
معنى : حميد :
قال ابن عطية : و حَمِيد : أي أفعاله تقتضي أن يُحمَد .
وقال ابن جُزي الكلبي في التفسير : حميد أي محمود
 
معنى مجيد :
قال ابن عطية : و مَجِيد : أي مُتَّصِف بأوصاف العلو ، و مَجَد الشيء إذا حسنت أوصافه .
وقال ابن جُزي الكلبي في التفسير : مجيد من المجد ، وهو العلو والشرف .
وقال ابن منظور في لسان العرب : المجد المروءة والسخاء ، والمجد الكرم والشرف . قال ابن سِيده : المجد نيل الشرف ، وقيل : لا يكون إلا بالآباء . وقيل : المجد كرم الآباء خاصة ، وقيل : المجد الأخذ من الشرف والسؤدد ما يكفي . وقد مجد يمجد مجدا فهو ماجد ، و مَجُد بالضم مجادة فهو مجيد وتمجّد ، والمجد كرم فعاله ، وأمجده ومجدّه كلاهما عظَّمَه وأثنى عليه
 
قال ابن القيم :
فالحميد : فعيل من الحمد ، وهو بمعنى محمود وأكثر ما يأتي فعيلا في أسمائه تعالى بمعنى فاعل كسميع وبصير وعليم وقدير وعلي وحكيم وحليم ، وهو كثير وكذلك فعول كغفور وشكور وصبور ... وأما الحميد فلم يأتِ إلا بمعنى المحمود ، وهو أبلغ من المحمود .
وقال : فالحميد هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يَقتضي أن يكون محموداً ، وإن لم يحمده غيره ، فهو حميد في نفسه ، والمحمود من تَعَلَّق به حَمْد الحامدين ، وهكذا المجيد والممجَّد ، والكبير والمكبَّر ، والعظيم والمعظَّم . والحمد والمجد إليهما يَرجع الكمال كله ، فإن الحمد يستلزم الثناء والمحبة للمحمود ، فمن أحْبَبْتَه ولم تُثْنِ عليه لم تكن حامداً له حتى تكون مُثْنِياً عليه مُحِباً له ، وهذا الثناء والحب تَبَع للأسباب المقتضية له ، وهو ما عليه المحمود من صفات الكمال ونعوت الجلال والإحسان إلى الغير
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد