Friday, November 28, 2014

1530 - عن شهر بن حوشب : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ؟ قالت : كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت : يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟ قال : يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ . فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذي

عن شهر بن حوشب : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ؟
قالت : كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
فقلت : يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟
قال : يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ .
فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذي 
------------------------------------------------
الراوي:  شهر بن حوشب المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3522 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
ما لأكثر دعائك: أي ما السبب في إكثارك هذا الدعاء
 فمن شاء أقام: أي فمن شاء الله أقام قلبه وثبته على دينه وطاعته
 ومن شاء أزاغ: أي ومن شاء الله أمال قلبه وصرفه عن دينه وطاعته
فإذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم المعصوم من الكبائر والإصرار على الصغائر كان يكثر من هذا الدعاء فما يصنع غيره من البشر ، خصوصا في هذا الزمان الذي يكون فيه زيادة على التقليب السرعة في التقليب
وفي هذا الحديث إشارة إلى إثبات صفة التقليب لله - عز وجل - وأصل التقليب تغيير من حال إلى حال وتقليب القلوب والبصائر صرفها من رأي إلى رأي ، وهذه الصفة من الصفات الفعلية ومرجعها إلى القدرة ففيه الرد على المعتزلة  حيث فسروا الآية بمعنى الطبع ، والطبع عندهم الترك فالمعنى عندهم : نتركهم وما اختاروا لأنفسهم ، وليس هذا معنى التقليب في لغة العرب فلا يصح تفسير الطبع بالترك ، فالصواب أن الطبع كما قال أهل السنة والجماعة : خلق الكفر في قلب الكافر واستمراره عليه إلى أن يموت
نسأل الله السلامة و العافية
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, November 26, 2014

1528 - يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/455 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
و المقصود النهى عن رفع الصوت بقراءة القرآن و الذكر و غيره فيؤذى المصلين و الذكرين الله تعالى و غيرهم
فإذا كان الجهر بالقرآن في المسجد يؤدي إلى التشويش على المصلين أو القارئين، فلا يجوز فعله لما فيه من أذيتهم، ومنع قلوبهم من الحضور والتدبر أثناء القراءة أو الصلاة
قال الباجي في شرح الموطأ: ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن لأن في ذلك إيذاء بعضهم لبعض، ومنعاً من الإقبال على الصلاة، وتفريغ السر لها، وتأمل ما يناجي به ربه من القرآن، وإذا كان رفع الصوت بقراءة القرآن ممنوعاً حينئذ لإذاية المصلين، فإن منع رفع الصوت بالحديث وغيره أولى وأحرى لما ذكرناه، ولأن في ذلك استخفافاً بالمساجد، واطراحاً لتوقيرها وتنزيهها الواجب، وإفرادها لما بنيت له من ذكر الله تعالى
فالإيذاء هنا كما لا يخفى على أحد إيذاء معنوي ألا وهو التشويش على المصلين وعلى التالين وعلى الذاكرين,فإن من الملاحظ أن بعض الناس قد يسبقون في بعض صلواتهم فإذا رفع الجالسون وراء الإمام أصواتهم؛ بل لو رفع نفس الإمام صوته بالتكبير لشوش على هؤلاء المسبوقين الذين فاتتهم رعكة او اكثر من صلاة الجماعة ، بل و لشوش أيضًا على الذاكرين الذين يريدون أن يأتوا ببعض الأذكار المشروعة بعد الصلاة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, November 25, 2014

1527 - قال الله تعالى : يابن آدم مهما عبدتني و رجوتني و لم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك ، و إن استقبلتني بملء السماء و الأرض خطايا و ذنوبا استقبلتك بملئهن من المغفرة ، وأغفر لك و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

قال الله تعالى : يابن آدم  مهما عبدتني و رجوتني و لم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك ،
و إن استقبلتني بملء السماء و الأرض خطايا و ذنوبا استقبلتك بملئهن من المغفرة ، وأغفر لك و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع 
------------------------------------------------
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4341 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
تضمن حديث أبو الدرداء المبدوء بذكره أن هذه الأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة :
أحدها : الدعاء مع الرجاء ، فإن الدعاء مأمور به ، وموعود عليه بالإجابة ، كما قال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم [ غافر : 60 ] . وفي " السنن الأربعة " عن النعمان بن بشير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الدعاء هو العبادة ثم تلا هذه الآية . وفي حديث آخر خرجه الطبراني مرفوعا : من أعطي الدعاء ، أعطي الإجابة ، لأن الله تعالى يقول : ادعوني أستجب لكم . وفي حديث آخر : ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ، ويغلق عنه باب الإجابة
لكن الدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه ، وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف إجابته ، لانتفاء بعض شروطه ، أو وجود بعض موانعه ، وقد سبق ذكر [ ص: 403 ] بعض شرائطه وموانعه وآدابه في شرح الحديث العاشر . ومن أعظم شرائطه : حضور القلب ، ورجاء الإجابة من الله تعالى
 ولهذا نهي العبد أن يقول في دعائه : اللهم اغفر لي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، فإن الله لا مكره له . ونهي أن يستعجل ، ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة ، وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة ، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء . وجاء في الآثار : إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه ، قال : يا جبريل ، لا تعجل بقضاء حاجة عبدي ، فإني أحب أن أسمع صوته ، وقال تعالى : وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين [ الأعراف : 56 ] . [ ص: 404 ] فما دام العبد يلح في الدعاء ، ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء ، فهو قريب من الإجابة ، ومن أدمن قرع الباب ، يوشك أن يفتح له
 ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه ، أو ما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ، ودخول الجنة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : حولها ندندن يعني : حول سؤال الجنة والنجاة من النار . قال أبو مسلم الخولاني : ما عرضت لي دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الاستعاذة منها . ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا ، فيصرفها عنه ، ويعوضه خيرا منها ، إما أن يصرف عنه بذلك سوءا ، أو أن يدخرها له في الآخرة ، أو يغفر له بها ذنبا
السبب الثاني للمغفرة : الاستغفار ، ولو عظمت الذنوب ، وبلغت الكثرة عنان السماء ، وهو السحاب . وقيل : ما انتهى إليه البصر منها
فأفضل الاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار ، وهو حينئذ توبة نصوح ، وإن قال بلسانه : أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه ، فهو داع لله بالمغفرة ، كما يقول : اللهم اغفر لي ، وهو حسن وقد يرجى له الإجابة ، وأما من قال : " توبة الكذابين ، فمراده أنه ليس بتوبة ، كما يعتقده بعض الناس ، وهذا حق ، فإن التوبة لا تكون مع الإصرار
السبب الثالث من أسباب المغفرة : التوحيد ، وهو السبب الأعظم ، فمن فقده فقد المغفرة ، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة ، قال تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 48 ] فمن [ ص: 417 ] جاء مع التوحيد بقراب الأرض - وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها - خطايا ، لقيه الله بقرابها مغفرة ، لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غفر له ، وإن شاء أخذه بذنوبه ، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار ، بل يخرج منها ، ثم يدخل الجنة . قال بعضهم : الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار ، ولا يلقى فيها ما يلقى الكفار ، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار ، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه ، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه ، أو بقلبه ولسانه عند الموت ، أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ، ومنعه من دخول النار بالكلية . فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه ، أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيما وإجلالا ومهابة ، وخشية ، ورجاء وتوكلا ، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات ، كما سبق ذكره في تبديل السيئات حسنات
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, November 24, 2014

1526 - خلق الله آدم ، فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن ، ثم ضرب كتفه اليسرى ، فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم ، قال : هؤلاء في الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

خلق الله آدم ، فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن ، ثم ضرب كتفه اليسرى ، فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم ،
قال : هؤلاء في الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع 
------------------------------------------------
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3234 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث متعلق بمرتبة العلم، فالله عز وجل قد علم عمل كل طائفة، فقال عن طائفة ‏أهل الإيمان: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وقال عن طائفة أهل الكفر: هؤلاء للنار ولا أبالي.
ولا يشعر أحد من الطائعين أو العاصين أنه مجبور على فعل من الأفعال ، بل كل منهم يفعل باختياره وإرادته . وما كتب عليهم شيء مجهول لهم ، لا يعرفه واحد منهم ، وإنما يعرف الخير والشر الذي أمامه ، فمنهم من يتقي الله ومنهم من يعصيه. كل منهم يفعل ما يفعل مختاراً، مع أمرهم جميعاً بالخير، ونهيهم عن الشر والكفر، وتكافؤ الفرص أمام الفريقين في المؤاخذة والعذر.
وليس معنى هذا أن أعمالهم خارجة عن مشيئة الله وإرادته، بل هي بمشيئته سبحانه، فمن ‏شاء الله هدايته للخير هداه وأعانه عليه، ومن شاء إضلاله منعه التوفيق فلم يعنه ولم يثبته. وليس ‏في ترك إعانة من لم يعنه ظلم لهم، إذ لم يمنعهم حقاً لهم.
والمؤمن يوقن بأن الله تعالى غني عن خلقه ، وأنه عدل رحيم لا يظلمهم مثقال ذرة ، بل هو سبحانه ينعم عليهم ويتفضل ، وهم يتبغضون إليه بالمعاصي ، خيره إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد . فكيف يظن العبد أن الله تعالى سيظلمه ؟!
الله عدل حكيم، ‏و قدم الإسلام لا تثبت إلا على أرض التسليم والاستسلام، و الخوض في القدر مزلة ‏أقدام، ومضلة أفهام، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتجادلون في القدر، ‏فغضب صلى الله عليه وسلم حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم؟ أن ‏تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم ‏مما هنا في شيء، انظروا إلى الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا" ‏رواه عبد الله بن أحمد في السنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا" ‏رواه الطبراني وحسنه المباركفورى في تحفة الأحوذي، وما ذلك إلا لخفاء في أمر القدر، ‏وصعوبة في فهمه عند أكثر الناس، ويوم خاض الناس في القدر وعصوا أمره صلى الله عليه ‏وسلم تفرقوا شيعاً وأحزاباً.
وبعد هذه المقدمة التي لم نرد منها إلا بيان خطورة الخوض في ‏القدر، نبين المذهب الحق الذي عليه سادات الأمة من الصحابة، وأئمة الهدى في القرون ‏الثلاثة المفضلة، فنقول وبالله التوفيق، مراتب القدر أربعة:‏
الأولى: العلم، ومعناه: إحاطة علم الله بكل شيء، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم ‏يكن لو كان كيف يكون.‏
الثانية المشيئة، ومعناها: أن كل ما يجري في الكون وما جرى هو بمشيئة الله سبحانه، فلا ‏يخرج شيء عن إرادته ومشيئته.‏
الثالثة: الكتابة، بمعنى أن الله كتب ما قضاه وقدره في اللوح المحفوظ، قال تعالى: (ما فرطنا ‏في الكتاب من شيء) [الأنعام:38] وقال صلى الله عليه وسلم: " أول ما خلق الله القلم، ‏فقال له: اكتب، قال رب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء" رواه الترمذي ‏وصححه.‏
الرابعة: الخلق، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء من الخير والشر. قال تعالى: ( ذلكم ‏الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) ‏‏[الأنعام:102] فإذا تبين لك ذلك كان لزاماً أن تنزل على مراتب القدر ما أشكل عليك ‏فهمه من قوله صلى الله عليه وسلم: " ثم خلق الله آدم، ثم خلق الخلق من ظهره، ثم قال: ‏هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي" . رواه الحاكم وقال صحيح
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, November 20, 2014

1525 - إن الله عز وجل قبض قبضة فقال : في الجنة برحمتي ، و قبض قبضة فقال : في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

إن الله عز وجل قبض قبضة فقال : في الجنة برحمتي ،
و قبض قبضة فقال : في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 47 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
الحديث متعلق بمرتبة العلم، فالله عز وجل قد علم عمل كل طائفة، فقال عن طائفة ‏أهل الإيمان: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وقال عن طائفة أهل الكفر: هؤلاء للنار ولا أبالي.
ولا يشعر أحد من الطائعين أو العاصين أنه مجبور على فعل من الأفعال ، بل كل منهم يفعل باختياره وإرادته . وما كتب عليهم شيء مجهول لهم ، لا يعرفه واحد منهم ، وإنما يعرف الخير والشر الذي أمامه ، فمنهم من يتقي الله ومنهم من يعصيه. كل منهم يفعل ما يفعل مختاراً، مع أمرهم جميعاً بالخير، ونهيهم عن الشر والكفر، وتكافؤ الفرص أمام الفريقين في المؤاخذة والعذر.
وليس معنى هذا أن أعمالهم خارجة عن مشيئة الله وإرادته، بل هي بمشيئته سبحانه، فمن ‏شاء الله هدايته للخير هداه وأعانه عليه، ومن شاء إضلاله منعه التوفيق فلم يعنه ولم يثبته. وليس ‏في ترك إعانة من لم يعنه ظلم لهم، إذ لم يمنعهم حقاً لهم.
والمؤمن يوقن بأن الله تعالى غني عن خلقه ، وأنه عدل رحيم لا يظلمهم مثقال ذرة ، بل هو سبحانه ينعم عليهم ويتفضل ، وهم يتبغضون إليه بالمعاصي ، خيره إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد . فكيف يظن العبد أن الله تعالى سيظلمه ؟!
الله عدل حكيم، ‏و قدم الإسلام لا تثبت إلا على أرض التسليم والاستسلام، و الخوض في القدر مزلة ‏أقدام، ومضلة أفهام، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتجادلون في القدر، ‏فغضب صلى الله عليه وسلم حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم؟ أن ‏تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم ‏مما هنا في شيء، انظروا إلى الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا" ‏رواه عبد الله بن أحمد في السنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا" ‏رواه الطبراني وحسنه المباركفورى في تحفة الأحوذي، وما ذلك إلا لخفاء في أمر القدر، ‏وصعوبة في فهمه عند أكثر الناس، ويوم خاض الناس في القدر وعصوا أمره صلى الله عليه ‏وسلم تفرقوا شيعاً وأحزاباً.
وبعد هذه المقدمة التي لم نرد منها إلا بيان خطورة الخوض في ‏القدر، نبين المذهب الحق الذي عليه سادات الأمة من الصحابة، وأئمة الهدى في القرون ‏الثلاثة المفضلة، فنقول وبالله التوفيق، مراتب القدر أربعة:‏
الأولى: العلم، ومعناه: إحاطة علم الله بكل شيء، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم ‏يكن لو كان كيف يكون.‏
الثانية المشيئة، ومعناها: أن كل ما يجري في الكون وما جرى هو بمشيئة الله سبحانه، فلا ‏يخرج شيء عن إرادته ومشيئته.‏
الثالثة: الكتابة، بمعنى أن الله كتب ما قضاه وقدره في اللوح المحفوظ، قال تعالى: (ما فرطنا ‏في الكتاب من شيء) [الأنعام:38] وقال صلى الله عليه وسلم: " أول ما خلق الله القلم، ‏فقال له: اكتب، قال رب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء" رواه الترمذي ‏وصححه.‏
الرابعة: الخلق، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء من الخير والشر. قال تعالى: ( ذلكم ‏الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) ‏‏[الأنعام:102] فإذا تبين لك ذلك كان لزاماً أن تنزل على مراتب القدر ما أشكل عليك ‏فهمه من قوله صلى الله عليه وسلم: " ثم خلق الله آدم، ثم خلق الخلق من ظهره، ثم قال: ‏هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي" . رواه الحاكم وقال صحيح
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, November 15, 2014

1524 - إن الله عز و جل خلق آدم ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، و قال : هؤلاء إلى الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء إلى النار و لا أبالي ، فقال قائل : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟ قال : على مواقع القدر ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

إن الله عز و جل خلق آدم ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، و قال : هؤلاء إلى الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء إلى النار و لا أبالي ،
فقال قائل : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟
قال : على مواقع القدر ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالرحمن بن قتادة السلمي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 48 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 الحديث متعلق بمرتبة العلم، فالله عز وجل قد علم عمل كل طائفة، فقال عن طائفة ‏أهل الإيمان: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وقال عن طائفة أهل الكفر: هؤلاء للنار ولا أبالي.
ولا يشعر أحد من الطائعين أو العاصين أنه مجبور على فعل من الأفعال ، بل كل منهم يفعل باختياره وإرادته . وما كتب عليهم شيء مجهول لهم ، لا يعرفه واحد منهم ، وإنما يعرف الخير والشر الذي أمامه ، فمنهم من يتقي الله ومنهم من يعصيه. كل منهم يفعل ما يفعل مختاراً، مع أمرهم جميعاً بالخير، ونهيهم عن الشر والكفر، وتكافؤ الفرص أمام الفريقين في المؤاخذة والعذر.
وليس معنى هذا أن أعمالهم خارجة عن مشيئة الله وإرادته، بل هي بمشيئته سبحانه، فمن ‏شاء الله هدايته للخير هداه وأعانه عليه، ومن شاء إضلاله منعه التوفيق فلم يعنه ولم يثبته. وليس ‏في ترك إعانة من لم يعنه ظلم لهم، إذ لم يمنعهم حقاً لهم.
والمؤمن يوقن بأن الله تعالى غني عن خلقه ، وأنه عدل رحيم لا يظلمهم مثقال ذرة ، بل هو سبحانه ينعم عليهم ويتفضل ، وهم يتبغضون إليه بالمعاصي ، خيره إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد . فكيف يظن العبد أن الله تعالى سيظلمه ؟!
الله عدل حكيم، ‏و قدم الإسلام لا تثبت إلا على أرض التسليم والاستسلام، و الخوض في القدر مزلة ‏أقدام، ومضلة أفهام، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتجادلون في القدر، ‏فغضب صلى الله عليه وسلم حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم؟ أن ‏تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم ‏مما هنا في شيء، انظروا إلى الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا" ‏رواه عبد الله بن أحمد في السنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا" ‏رواه الطبراني وحسنه المباركفورى في تحفة الأحوذي، وما ذلك إلا لخفاء في أمر القدر، ‏وصعوبة في فهمه عند أكثر الناس، ويوم خاض الناس في القدر وعصوا أمره صلى الله عليه ‏وسلم تفرقوا شيعاً وأحزاباً.
وبعد هذه المقدمة التي لم نرد منها إلا بيان خطورة الخوض في ‏القدر، نبين المذهب الحق الذي عليه سادات الأمة من الصحابة، وأئمة الهدى في القرون ‏الثلاثة المفضلة، فنقول وبالله التوفيق، مراتب القدر أربعة:‏
الأولى: العلم، ومعناه: إحاطة علم الله بكل شيء، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم ‏يكن لو كان كيف يكون.‏
الثانية المشيئة، ومعناها: أن كل ما يجري في الكون وما جرى هو بمشيئة الله سبحانه، فلا ‏يخرج شيء عن إرادته ومشيئته.‏
الثالثة: الكتابة، بمعنى أن الله كتب ما قضاه وقدره في اللوح المحفوظ، قال تعالى: (ما فرطنا ‏في الكتاب من شيء) [الأنعام:38] وقال صلى الله عليه وسلم: " أول ما خلق الله القلم، ‏فقال له: اكتب، قال رب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء" رواه الترمذي ‏وصححه.‏
الرابعة: الخلق، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء من الخير والشر. قال تعالى: ( ذلكم ‏الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) ‏‏[الأنعام:102] فإذا تبين لك ذلك كان لزاماً أن تنزل على مراتب القدر ما أشكل عليك ‏فهمه من قوله صلى الله عليه وسلم: " ثم خلق الله آدم، ثم خلق الخلق من ظهره، ثم قال: ‏هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي" . رواه الحاكم وقال صحيح
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, November 10, 2014

1523 - قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان فيك و لا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان فيك و لا أبالي
، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي ،
يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 127 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
تضمن حديث أنس المبدوء بذكره أن هذه الأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة :
أحدها : الدعاء مع الرجاء ، فإن الدعاء مأمور به ، وموعود عليه بالإجابة ، كما قال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم [ غافر : 60 ] . وفي " السنن الأربعة " عن النعمان بن بشير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الدعاء هو العبادة ثم تلا هذه الآية . وفي حديث آخر خرجه الطبراني مرفوعا : من أعطي الدعاء ، أعطي الإجابة ، لأن الله تعالى يقول : ادعوني أستجب لكم . وفي حديث آخر : ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ، ويغلق عنه باب الإجابة
لكن الدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه ، وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف إجابته ، لانتفاء بعض شروطه ، أو وجود بعض موانعه ، وقد سبق ذكر [ ص: 403 ] بعض شرائطه وموانعه وآدابه في شرح الحديث العاشر . ومن أعظم شرائطه : حضور القلب ، ورجاء الإجابة من الله تعالى
 ولهذا نهي العبد أن يقول في دعائه : اللهم اغفر لي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، فإن الله لا مكره له . ونهي أن يستعجل ، ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة ، وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة ، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء . وجاء في الآثار : إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه ، قال : يا جبريل ، لا تعجل بقضاء حاجة عبدي ، فإني أحب أن أسمع صوته ، وقال تعالى : وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين [ الأعراف : 56 ] . [ ص: 404 ] فما دام العبد يلح في الدعاء ، ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء ، فهو قريب من الإجابة ، ومن أدمن قرع الباب ، يوشك أن يفتح له
 ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه ، أو ما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ، ودخول الجنة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : حولها ندندن يعني : حول سؤال الجنة والنجاة من النار . قال أبو مسلم الخولاني : ما عرضت لي دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الاستعاذة منها . ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا ، فيصرفها عنه ، ويعوضه خيرا منها ، إما أن يصرف عنه بذلك سوءا ، أو أن يدخرها له في الآخرة ، أو يغفر له بها ذنبا
السبب الثاني للمغفرة : الاستغفار ، ولو عظمت الذنوب ، وبلغت الكثرة عنان السماء ، وهو السحاب . وقيل : ما انتهى إليه البصر منها
فأفضل الاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار ، وهو حينئذ توبة نصوح ، وإن قال بلسانه : أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه ، فهو داع لله بالمغفرة ، كما يقول : اللهم اغفر لي ، وهو حسن وقد يرجى له الإجابة ، وأما من قال : " توبة الكذابين ، فمراده أنه ليس بتوبة ، كما يعتقده بعض الناس ، وهذا حق ، فإن التوبة لا تكون مع الإصرار
السبب الثالث من أسباب المغفرة : التوحيد ، وهو السبب الأعظم ، فمن فقده فقد المغفرة ، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة ، قال تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 48 ] فمن [ ص: 417 ] جاء مع التوحيد بقراب الأرض - وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها - خطايا ، لقيه الله بقرابها مغفرة ، لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غفر له ، وإن شاء أخذه بذنوبه ، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار ، بل يخرج منها ، ثم يدخل الجنة . قال بعضهم : الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار ، ولا يلقى فيها ما يلقى الكفار ، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار ، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه ، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه ، أو بقلبه ولسانه عند الموت ، أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ، ومنعه من دخول النار بالكلية . فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه ، أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيما وإجلالا ومهابة ، وخشية ، ورجاء وتوكلا ، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات ، كما سبق ذكره في تبديل السيئات حسنات
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, November 7, 2014

1522 - بادروا بالأعمال ستا : الدجال ، والدخان ، ودابة الأرض ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأمر العامة ، وخويصة أحدكم ، صحيح مسلم

بادروا بالأعمال ستا :
الدجال ،
والدخان ،
ودابة الأرض ،
وطلوع الشمس من مغربها ،
وأمر العامة ،
وخويصة أحدكم ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2947 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
في هذا الحديث الشريف يأمرنا  بالمبادرة بالأعمال، أي: الإسراع بالأعمال الصالحة والتعجيل بها قبل أن تأتي هذه الفتن وهذه الصوارف التي تعيق الإنسان عن العمل الصالح
بادروا بالأعمال: اى سارعوا بالأعمال الصالحة قبل حدوث هذه الأشياء ، التى قد تكون علامة لقرب قيام الساعة ، و حينها لا تنفع نفس ايمانها ما لم تكن آمنت من قبل
الدجال : اى خروج المسيح او المسيخ الدجال
والدخان: من علامات يوم القيامة ، و الدخان يطلق في اللغة على ما يتصاعد عند إيقاد الحطب، وهذا الدخان المذكور اختلف في ماهيته وفي زمن وقوعه، فقيل المراد به ما أصاب قريشا من الشدة والجوع عندما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم حين لم يستجيبوا له ، فأصبحوا يرون السماء كهيئة الدخان.
  جاء في التحرير والتنوير: قال أبو عبيدة وابن قتيبة: الدخان في الآية هو: الغبار الذي يتصاعد من الأرض من جراء الجفاف، وأن الغبار يسميه العرب دخانا، وهو الغبار الذي تثيره الرياح من الأرض الشديدة الجفاف .
 وإلى هذا القول ذهب عبدالله بن مسعود رضي الله عه وتبعه جماعة من السلف؛ فقد قال رضي الله عنه: خمس قد مضين : اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان. صحيح البخاري.
ولما حدث رجل من كندة عن الدخان وقال: إنه يجيئ دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، غضب ابن مسعود رضي الله عنه وقال: من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم لا أعلم ، فإن الله قال لنبيه: قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين، وإن قريشا أبطؤوا الإسلام، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف . فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان. رواه البخاري ومسلم.
 وقيل: إن هذا الدخان من الآيات المنتظرة التي لم تجئ بعد، وسيقع قرب قيام الساعة، وإلى هذا القول ذهب ابن عباس وبعض الصحابة والتابعين، فقد روى الطبري وابن أبي حاتم عن عبدالله بن أبي مليكة قال: غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال: ما نمت الليلة حتى أصبحت. قلت: لم ؟ قال : قالوا: طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت. قال ابن كثير : وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن........ - إلى أن قال - مع أنه ظاهر القرآن، قال الله تعالى ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي: بين واضح يراه كل أحد، على أن ما فسر به ابن مسعود رضي الله عنه إنما كان هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد. وهكذا قوله ( يغشى الناس ) أي : يتغشاهم ويعمهم، ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه ( يغشى الناس)
وقد ذهب بعض العلماء إلى الجمع بين هذه الآثار بأنهما آيتان ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى وهي التي ستقع آخر الزمان. قال القرطبي : قال مجاهد : كان ابن مسعود يقول: هما دخانان قد مضى أحدهما ، والذي بقي يملأ ما بين السماء والأرض، ولا يجد المؤمن منه إلا كالزكمة ، وأما الكافر فتثقب مسامعه .
 وقال النووي في شرح مسلم تحت هذا الحديث: هذا الحديث يؤيد قول من قال إن الدخان يأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام، وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبا من قيام الساعة، وقال ابن مسعود: إنما هو عبارة عما نال قريشا من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان، وقد وافق ابن مسعود جماعة، وقال بالقول الآخر حذيفة وابن عمر والحسن ورواه حذيفة عن النبي وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما، ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار. انتهى.
 وقال القرطبي في التذكرة: قال ابن دحية: والذي يقتضيه النظر الصحيح حمل ذلك على قضيتين إحداهما وقعت وكانت الأخرى ستقع وتكون، فأما التي كانت فهي التي كانوا يرون فيها كهيئة الدخان غير الدخان الحقيقي الذي يكون عند ظهور الآيات التي هي من الأشراط والعلامات، ولا يمتنع إذا ظهرت هذه العلامة أن يقولوا ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ) فيكشف عنهم ثم يعودون لقرب الساعة، وقول ابن مسعود رضي الله عنه لم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من تفسيره، وقد جاء النص عن رسول الله بخلافه
دابة الأرض: من علامات الساعة خروج دابة، لقوله سبحانه وتعالى (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) [النمل:82].
قال ابن كثير: هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق، يخرج الله لهم دابة من الأرض، قيل: من مكة، وقيل: من غيرها... فتكلم الناس على ذلك.
وأخرج مسلم وأحمد وأصحاب السنن عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: "أَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ غُرْفَةٍ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السّاعَةَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لاتَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَالدّابّةُ وَثَلاَثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٍ بالمَشْرِقِ وَخَسْفٍ بالمَغْرِبِ وَخَسْفٍ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النّاسَ أَوْ تَحْشُرُ النّاسَ فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا".
وروى مسلم والترمذي وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض."
وروى مسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أول الآيات خروجاً: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى. وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها."
 وليس في وصفها حديث مرفوع نعلمه؛ وإن وردت في ذلك آثار عن السلف:
فعن ابن أبي حاتم أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إن الدابة فيها من كل لون، ما بين قرنيها فرسخ للراكب.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي مثل الحربة الضخمة.
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إنها دابة لها ريش وزغب وحافر، وما لها ذنب، ولها لحية.
وعن ابن الزبير رضي الله عنه أنه قال: رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هر، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً، تخرج معها عصا موسى، وخاتم سليمان، فلا يبقى مؤمن إلا نكتت في وجهه نكتة  بيضاء فتفشو فى وجهه حتى يبيض وجهه  ولا كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة السوداء حتى يسود لها وجهه، حتى إن الناس ليتبايعون في الأسواق بكم ذا يا مؤمن؟ بكم ذا يا كافر؟ وحتى إن أهل البيت يجلسون على مائدتهم فيعرفون مؤمنهم من كافرهم، ثم تقول له الدابة: يا فلان أبشر أنت من أهل الجنة، ويا فلان أنت من أهل النار، فذلك قول الله تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ ) [النمل:82]
أمر العامة: أي قبل أن يتوجه إليكم أمر العامة والرياسة فيشغلكم عن صالح الأعمال
خويصة أحدكم: يريد حادثة الموت التي ستصيب كل إنسان ،  "خويصة" وهو تصغير خاصة وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, November 5, 2014

1521 - بادروا بالأعمال ستا : إمارة السفهاء ، و كثرة الشرط ، و بيع الحكم ، و استخفافا بالدم ، و قطيعة الرحم ، و نشؤ يتخذون القرآن مزامير ، يقدمون أحدهم ليغنيهم ، و إن كان أقلهم فقها ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

بادروا بالأعمال ستا :
إمارة السفهاء ،
و كثرة الشرط ،
و بيع الحكم ،
و استخفافا بالدم ،
و قطيعة الرحم ،
و نشؤ يتخذون القرآن مزامير ،
يقدمون أحدهم ليغنيهم ، و إن كان أقلهم فقها ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي:  عابس الغفاري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2812 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
في هذا الحديث الشريف يأمرنا  بالمبادرة بالأعمال، أي: الإسراع بالأعمال الصالحة والتعجيل بها قبل أن تأتي هذه الفتن وهذه الصوارف التي تعيق الإنسان عن العمل الصالح
بادروا بالأعمال: اى سارعوا بالأعمال الصالحة قبل حدوث هذه الأشياء
إمارة السفهاء: الذين لا يحسنون قيادة البلد ولا التصرف في شؤون شعبه، بل أحمقٌ صاحب هوى؛ وهكذا
كثرة الشُرَط: اى كثرة رجال الشرطة والأمن والمراقبة ومن في معناهم وعلى شاكلتهم
بيع الحكم: جعله سلعةً لمن هو في يده؛ أو هو من أهل حله وعقده؛ في أخذ الرشوة على ذلك ونحوها
استخفافا بالدم: أن يكون إزهاق نفس الإنسان وقتله ولو على أتفه سبب سهلة يسيرة عند من يريد ذلك، لا يردعه رادع ولا يخيفه واعظ
نشؤ يتخذون القرآن مزاميرا:
نشؤ من من النشوء والنشأة والنّاشئة وهم أقوام وطوائف يقرؤون القرآن التماسا للشهرة
قوله: (مزامير) جمع مزمار، وهو بكسر الميم آلة الزمر يتغنون به ويتمشدقون، ويأتون به بنغمات مطربة، وقد كثر ذلك في هذا الزمان، وانتهى الأمر إلى التباهي بإخراج ألفاظ القرآن عن وضعها
اى أنهم يتخذون أئمة للصلوات لحلاوة صوتهم فقط وليسوا أهلاً لها؛ إذ السنة تقديم الأعلم
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, November 4, 2014

1520 - بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى

بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ،
يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ،
ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ،
يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2195 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
في هذا الحديث الشريف يأمرنا  بالمبادرة بالأعمال، أي: الإسراع بالأعمال الصالحة والتعجيل بها قبل أن تأتي هذه الفتن وهذه الصوارف التي تعيق الإنسان عن العمل الصالح
العرض: الأموال والأثاث والأمتعة ، و غيرها من متاع الدنيا و التى يتمتع بها الأنسان فى حياته
للمزيد

Saturday, November 1, 2014

1519 - بادروا بالأعمال خصالا ستا : إمارة السفهاء ، و كثرة الشرط ، و قطيعة الرحم ، و بيع الحكم ، و استخفافا بالدم ، و نشوا يتخذون القرآن مزاميرا ، يقدمون الرجل ليس بأفقههم و لا أعلمهم ، مايقدمونه إلا ليغنيهم ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

بادروا بالأعمال خصالا ستا :
إمارة السفهاء ،
و كثرة الشرط ،
و قطيعة الرحم ،
و بيع الحكم ،
و استخفافا بالدم ،
و نشوا يتخذون القرآن مزاميرا ،
يقدمون الرجل ليس بأفقههم و لا أعلمهم ، مايقدمونه إلا ليغنيهم ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: ابن عم عابس الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 979 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
في هذا الحديث الشريف يأمرنا  بالمبادرة بالأعمال، أي: الإسراع بالأعمال الصالحة والتعجيل بها قبل أن تأتي هذه الفتن وهذه الصوارف التي تعيق الإنسان عن العمل الصالح
بادروا بالأعمال: اى سارعوا بالأعمال الصالحة قبل حدوث هذه الأشياء
إمارة السفهاء: الذين لا يحسنون قيادة البلد ولا التصرف في شؤون شعبه، بل أحمقٌ صاحب هوى؛ وهكذا
كثرة الشُرَط: اى كثرة رجال الشرطة والأمن والمراقبة ومن في معناهم وعلى شاكلتهم
بيع الحكم: جعله سلعةً لمن هو في يده؛ أو هو من أهل حله وعقده؛ في أخذ الرشوة على ذلك ونحوها
استخفافا بالدم: أن يكون إزهاق نفس الإنسان وقتله ولو على أتفه سبب سهلة يسيرة عند من يريد ذلك، لا يردعه رادع ولا يخيفه واعظ
نشوا يتخذون القرآن مزاميرا:
نشوا من من النشوء والنشأة والنّاشئة وهم أقوام وطوائف يقرؤون القرآن التماسا للشهرة
قوله: (مزامير) جمع مزمار، وهو بكسر الميم آلة الزمر يتغنون به ويتمشدقون، ويأتون به بنغمات مطربة، وقد كثر ذلك في هذا الزمان، وانتهى الأمر إلى التباهي بإخراج ألفاظ القرآن عن وضعها
اى أنهم يتخذون أئمة للصلوات لحلاوة صوتهم فقط وليسوا أهلاً لها؛ إذ السنة تقديم الأعلم
و الله تعالى اعلم
للمزيد