Monday, January 20, 2014

900 - أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله

 
أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله ، وكان يلقب حمارا ، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب ، فأتي به يوما فأمر به فجلد ،
فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه ، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6780 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
في الحديث قوله: لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله، فيه الإنكار على من خالف منهج الإنكار، قد يكون المنكر المعروف ارتكب خطأ فينكر عليه، ولهذا قد يخطئ الناصح، قد يخطئ المنكر، الرجل الذي كان ينصح أخاه في الحياء، يعظ أخاه في الحياء، هل أقره النبي عليه الصلاة والسلام، أم أنكر عليه، أنكر عليه، قال: دعه، هو ينصح أخاه، قصده سليم، قال: « دعه، فإن الحياء لا يأتي إلا بخير » كذلك هنا أخطئوا في الإنكار عليه، لعنوه، ولو كان قصدهم الإنكار فقد يقع صاحب تغيير المنكر في منكر آخر، لا تلعنوه، أيضا في الحديث الترفق بالمنكر عليه، ولو تكرر المنكر، إذا عُلِمَ منه أنه يحب الخير.
بعض المنكرين إذا رأى الشخص قد تكرر منه المنكر قد يتغير، يفرق بين الأشخاص، بعض الناس تغلبه نفسه، ويُعلم أنه يحب الخير، لكن النفس أمارة بالسوء، بعض الناس لا، تعلم أنه لا يحب الخير، ويتعمد تكرار المنكر، مطاوعة لشيطانه وهواه، ولم يُعرف بحب الخير، فينبغي أن نفرق، ثم أيضا ينبغي على دعاة الخير، أن ينظروا للمنْكَرِ عليهم بنظرة النصح والشفقة، تختلف المنكرات حتى في المنكر العقدي، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ننظر إلى هؤلاء المخالفين بمنهج أهل السنة والجماعة بمنظارين: بعين القدر نرحمهم، بعين الشرع نبغضهم، نبغضهم لأعمالهم، لكن نحمد الله أن عافانا مما ابتلاهم به، وندعو لهم بالتوفيق والهداية، أيضا فيه النهي عن اللعن بغير حق.
وفي الحديث أيضا فيه ذكر ما في صاحب المعصية من خصال الخير، لعل ذلك يكون دافعا له لترك الشر، وأيضا لتذكير المنكرين بالترفق مع المنكر عليه، يشرب الخمر مرارا ويجلد، ثم لما لعن، نهاهم عن اللعن -عليه الصلاة والسلام- وقال: « والله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله » وفيه أيضا أن مرتكب الكبيرة لا يَكفُر، خلافا لمن كفر كالخوارج ومن سار على نهجهم، لا يكفر، الخمر من كبائر الذنوب، وتكرر شربه، ومع هذا لم يكفر، بل يحب الله ورسوله، فعلى دعاة الخير أن يعلموا هذه الأصول وتلك الفروع في مسائل الإنكار، كم من محب للخير جلب على نفسه شرا، وجلب على المدعوين شرا، لعدم فقهه بهذه المسائل الشرعية العظيمة
 
للمزيد
 
 

No comments :

Post a Comment