Wednesday, January 15, 2014

858 - بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك على الطريق فأخره ، فشكر الله له فغفر له . ثم قال : الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغريق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله . وقال : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه . ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا

 
بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك على الطريق فأخره ، فشكر الله له فغفر له .
ثم قال : الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغريق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله .
وقال : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه .
ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ،
ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 652 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
فأخره: فازاحه و ابعده
 
فشكر الله له : تقبّل فعله وجازاه به خيراً
و يحتمل أن يريد جازاه على ذلك بالمغفرة أو أثنى عليه بما اقتضى المغفرة له ويحتمل أن يريد به أمر المؤمنين بشكره والثناء عليه بجميل فعله وقد وصف نفسه في كتابه بالشكر فقال والله شكور حليم
 
المطعون: من مات في الطاعون
 
المبطون:  يقول النووي : هو صاحب داء البطن، وهو الإسهال.
 وقال القاضي : وقيل: هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن.
 وقيل: هو الذي تشتكي بطنه.
 وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا
 
الغريق: من مات غرقاً
 
صاحب الهدم: الذي مات تحت الهدم والأنقاض
 
لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه: النداء هو الأذان والاستهام الاقتراع ، ومعناه أنهم لو علموا فضيلة الأذان وقدرها وعظيم جزائه ، ثم لم يجدوا طريقا يحصلونه به لضيق الوقت عن أذان بعد أذان ، أو لكونه لا يؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا في تحصيله
ولو يعلمون ما في الصف الأول من الفضيلة نحو ما سبق ، وجاءوا إليه دفعة واحدة وضاق عنهم ، ثم لم يسمح بعضهم لبعض به ، لاقترعوا عليه .
وفيه إثبات القرعة في الحقوق التي يزدحم عليها ويتنازع فيها
 
 
لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه: التهجير التبكير إلى الصلاة أي صلاة كانت ، و استبقوا من المسابقة و المنافسة
 
لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا: العتمة و الصبح هما صلاتى العشاء و الصبح ، الحبو هو سير الطفل الرضيع
 
فيه الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين ، والفضل الكثير في ذلك لما فيهما من المشقة على النفس من تنغيص أول نومها وآخره ، ولهذا كانتا أثقل الصلاة على المنافقين .
 
وفي هذا الحديث تسمية العشاء عتمة ، وقد ثبت النهي عنه ، وجوابه من وجهين :
أحدهما أن هذه التسمية بيان للجواز ، وأن ذلك النهي ليس للتحريم ،
والثاني وهو الأظهر أن استعمال العتمة هنا لمصلحة ونفي مفسدة لأن العرب كانت تستعمل لفظة العشاء في المغرب ،
فلو قال : لو يعلمون ما في العشاء والصبح لحملوها على المغرب ، ففسد المعنى ، وفات المطلوب ،
فاستعمل العتمة التي يعرفونها ولا يشكون فيها ، وقواعد الشرع متظاهرة على احتمال أخف المفسدتين لدفع أعظمهما
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment