Tuesday, January 14, 2014

846 - من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم ، وهم له كارهون ، أو يفرون منه ، صب في أذنه الآنك يوم القيامة ، ومن صور صورة عذب ، وكلف أن ينفخ فيها ، وليس بنافخ

 
من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ،
ومن استمع إلى حديث قوم ، وهم له كارهون ، أو يفرون منه ، صب في أذنه الآنك يوم القيامة ،
ومن صور صورة عذب ، وكلف أن ينفخ فيها ، وليس بنافخ ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7042 خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه]
------------------------------------------------
الشرح:
هذا الحديث قد اشتمل على ثلاثة أحكام :
أولها: الكذب فى المنام ,
ثانيها: الاستماع لحديث من لا يريد له ان يستمع لهذا الحديث ,
ثالثها: التصوير او رسم البشر و الحيوانات
 
من تحلّم: مَن تكلّف حُلُما لم يره في منامه.
 كُلّف أن يعقد بين شعيرتين.. أي: يُكلف أن يعقد حبتي شعير يوم القيامة، وهذا غير ممكن مهما حاول وتحايل، وهذا نوع عذاب.
قال صاحب كتاب تحفة الأحوذي عن الحكمة من هذا العذاب: فإن قيل إن كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته، فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخبر أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحياً، والكاذب في رؤياه يَّدعي أن الله تعالى أراه ما لم يره، وأعطاه جزءاً من النبوة لم يعطه إياه، والكاذب على الله تعالى أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه. أ.هـ.
 
والآنك بالمد وضم النون بعدها كاف الرصاص المذاب , وقيل هو الخالص الرصاص . وقال الداودي : هو القصدير
 
 وقال ابن أبي جمرة إنما سماه حلما ولم يسمه رؤيا لأنه ادعى أنه رأى ولم ير شيئا فكان كاذبا والكذب إنما هو من الشيطان , وقد قال : إن الحلم من الشيطان كما مضى في حديث أبي قتادة , وما كان من الشيطان فهو غير حق فصدق بعض الحديث بعضا .
 قال : ومعنى العقد بين الشعيرتين أن يفتل إحداهما بالأخرى , وهو مما لا يمكن عادة , قال : ومناسبة الوعيد المذكور للكاذب في منامه المصور أن الرؤيا خلق من خلق الله وهي صورة معنوية فأدخل بكذبه صورة لم تقع كما أدخل المصور في الوجود صورة ليست بحقيقية , لأن الصورة الحقيقية هي التي فيها الروح , فكلف صاحب الصورة اللطيفة أمرا لطيفا وهو الاتصال المعبر عنه بالعقد بين الشعيرتين وكلف صاحب الصورة الكثيفة أمرا شديدا وهو أن يتم ما خلقه بزعمه بنفخ الروح , ووقع وعيد كل منهما بأنه يعذب حتى يفعل ما كلف به وهو ليس بفاعل , فهو كناية عن تعذيب كل منهما على الدوام .
 قال : والحكمة في هذا الوعيد الشديد أن الأول كذب على جنس النبوة , وأن الثاني نازع الخالق في قدرته
 
والله تعالى أعلم.
 
للمزيد
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment