Tuesday, January 14, 2014

836 - يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي

 
عن أنس بن مالك: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله .
فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور .
فقالت : يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقل بعثت بهذا إليك أمي . وهي تقرئك السلام . وتقول : إن هذا لك منا قليل ، يا رسول الله
فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : إن أمي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل ، يا رسول الله
فقال: ضعه ، ثم قال : اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا . ومن لقيت
وسمى رجالا .
فدعوت من سمى ومن لقيت
قلت لأنس : عدد كم كانوا ؟
قال : زهاء ثلاثمائة . وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس  هات التور
فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه
فأكلوا حتى شبعوا . فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم .
فقال لي: يا أنس ، ارفع
فرفعت . فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت .
وجلس طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط . فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على نسائه . ثم رجع .
فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه .
فابتدروا الباب فخرجوا كلهم . وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل . وأنا جالس في الحجرة .
فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج علي . وأنزلت هذه الآية .
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأهن على الناس : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي ؛ إلى آخر الآية .
قال أنس ابن مالك : أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات . وحجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1428 خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زينب بنت جحش، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
حيسا: تمر يخلط بسمن ودقيق ويعجن
 
تور: إِناء يشربُ فيه
 
ثم قال : اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا . ومن لقيت وسمى رجالا: اى ان رسول الله صلى الله عليه و سلم امر انس ان يدعو اشخاص معينة ذكرهم بالأسم لوليمة الزواج بالاضافة لمن يقابله فى طريقه
 
زُهَاءَ: بضم الزاي وفتح الهاء وبالمد ، ومعناه نحو ثلاثمائة
 
الصُّفَّةُ: البَهْو الواسع العالي السَّقف .
و الصُّفَّةُ مكان مظلَّل في مسجد المدينة كان يأوى إليه فقراءُ المهاجرين الصُّفَّةُ ويرعاهم الرسول ، وهم أصحاب الصُّفَّة
 
ليتحلق عشرة عشرة: اى ليجلس عشرة على شكل حلقة حول الاكل ، ثم يليهم عشرة اخرين و هكذا
 
ارفع ، فرفعت: اى ارفع الطعام ، بعد نهاية الوليمة
 
أنا أحدث الناس عهداً بهذه الآيات: أي أقربهم عهداً بنزولها، أي أول من علم بها من الناس
 
ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه مثل ما أولم على زينب بنت جحش، إذ شبع الناس خبزاً ولحماً، ولعل ذلك لأن زواجه منها كان بأمر من الله ولحكمة بالغة، هي إبطال التبني وما يترتب عليه بالفعل بعد القول، بأن تزوج امرأة من كان يدعي ابنه، فكان هذا الزوج في حاجة إلى إعلان كبير لينتشر بين المسلمين. وكان زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش ظرفاً لتشريع آخر، ذاك هو حجاب أمهات المؤمنين، حيث جلس بعض المدعوين لوليمتها في حجرة الطعام بعد الطعام مستأنسين للحديث، فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثقلوا على زوجه التي ظلت مدة طويلة مولية وجهها نحو الحائط، فنزل قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم -أي لا تدخلوا بيوت النبي لسبب من الأسباب إلا بسبب الإذن إلى طعام غير ناظرين إناه أي غير منتظرين نضجه، أي إذا دخلتم لطعام فادخلوا بعد نضجه، لئلا يطول بكم الانتظار ولكن إذا دعيتم بعد تجهيز الطعام فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا أي فاخرجوا وانتشروا في الأرض، وتوجهوا إلى مصالحكم ولا مستأنسين لحديث أي لا يحملكم الاستئناس بالحديث على الجلوس بعد الأكل إن ذلكم الجلوس واللبث كان يؤذي النبي فيمنعه من قضاء حاجاته، ويضيق عليه وعلى أهله في المنزل فيستحيي منكم فلا يقول لكم: اخرجوا والله لا يستحيي من الحق فلا تعودوا لمثل هذا معشر الثقلاء، وعن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم "حسبك في الثقلاء أن الله عز وجل لم يحتملهم" يقول الألوسي: وعندي كالثقيل المذكور من يدعي في وقت معين مع جماعة، فيتأخر عن ذلك الوقت من غير عذر شرعي بل لمحض أن ينتظر، ويظهر بين الحاضرين فريد جلالته وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله [الأحزاب: 53]. صلى الله عليه وسلم" ورضي عن أزواجه أجمعين
 
وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتكثير الطعام
 
وقال النووي : وفي هذا الحديث أنه يستحب لأصدقاء المتزوج أن يبعثوا إليه بطعام يساعدونه به على وليمته وفيه الاعتذار إلى المبعوث إليه وقول الإنسان نحو قول أم سليم هذا منا لك قليل
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment