Wednesday, December 31, 2014

1542 - ويل للنساء من الأحمرين ، الذهب و المعصفر ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

ويل للنساء من الأحمرين ، الذهب و المعصفر ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 339 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
يعني ويل للنساء اللاتى يتحلين بحلي الذهب ويلبسن الثياب المزعفرة ويتبرجن متعطرات متبخترات كأكثر نساء زمننا ليفتن الناس بهن
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, December 26, 2014

1541 - نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثَّرَ في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وما للدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى

نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثَّرَ في جنبه
فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء
فقال ما لي وما للدنيا ،
ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2377 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
فقام: أي عن النوم
وقد أثر: أي أثر الحصير
لو اتخذنا لك وطاءً: بكسر الواو وفتحها ككتاب وسحاب أي فراشا وكلمة
لو: تحتمل أن تكون للتمني وأن تكون للشرطية والتقدير لو اتخذنا لك بساطا حسنا وفراشا لينا لكان أحسن من اضطجاعك على هذا الحصير الخشن
مالي وللدنيا: قال القاري : ما نافية أي ليس لي ألفة ومحبة مع الدنيا ولا للدنيا ألفة ومحبة معي حتى أرغب إليها ، وأنبسط عليها وأجمع ما فيها ولذتها أو استفهامية أي : أي ألفة ومحبة لي مع الدنيا أو أي شيء لي مع الميل إلى الدنيا أو ميلها إلي فإني طالب الآخرة وهي ضرتها المضادة لها .
قال واللام في للدنيا مقحمة للتأكيد إن كان الواو بمعنى مع وإن كان للعطف فالتقدير مالي مع الدنيا وما للدنيا معي
استظل تحت شجرة ثم راح وتركها: وجه التشبيه سرعة الرحيل وقلة المكث ومن ثم خص الراكب
قصة الحديث:
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أزهدَ الناس في الدنيا وأكثرهم إقبالاً على ما ينفعه في الآخرة؛ فلم يطلبها قلبُه فضلاً عن أن ينشغل بجمعها، فقد روى أبو نُعيم في (حلية الأولياء)، والبيهقي في (شعب الإيمان) بإسناديهما عن أبي أُمامة – رضي الله تعالى عنه – أنه قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَرض عليّ ربي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكن أجوع يومًا وأشبع يومًا، فإذا شبعت حمدتُك وشكرتُك، وإذا جُعتُ تضرعتُ إليك ودعوتُك"، وروى البخاري في (صحيحه) عن أبي ذر – رضي الله تعالى عنه – أنه قال:  كنت أمشي مع النبي -  صلى الله عليه وسلم - في حَرَّة المدينة، فاستَقْبَلَنا أُحُدٌ، فقال: "يا أبا ذر!" قلت: لبيك يا رسول الله! قال: "ما يسُرني أن عندي مثلَ أُحُدٍ هذا ذهبًا تمضي علي ثالثةٌ وعندي منه دينار إلا شيئًا أرصُدُه لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا"؛ عن يمينه وعن شماله ومن خلفه.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحبَ شيء إلى أصحابه، وكانوا لا يتحملون أن يرَوه متألما أو حزينًا، وذات يومٍ نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير، كما هي عادته في عدم الاكتراث بمتاع الدنيا، فقام من نومه وقد أثَّر ذلك الحصير الخشن في جنبه الشريف، فلما رأى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أثر الحصير في جنبه قالوا: يا رسول الله! لو اتخذنا لك بِساطًا حسنًا وفراشًا لينًا لكان أحسن من اضطجاعك على هذا الحصير الخشن. فقال - صلى الله عليه وسلم – : "ما لي وما للدنيا؟" أي: ليس لي ألفة بها ولا محبة لها حتى أرغب فيها وأنبسط إليها وأجمع ما فيها، أو: أيُّ ألفة ومحبة لي مع الدنيا وأيُّ شيء يربطني بها حتى أشتغل بتحصيلها؟ فإني طالب الآخرة وهي ضَرَّتها المضادة لها. فهو استفهام بمعنى النفي؛ أي: لا أَرب ولارغبة لي فيها، ثم قال: "ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"، أي: ليس حالي معها إلا كحال راكب طريقُه طويلة، وغايته بعيدة، فنزل يستظل بظل شجرة، ثم ما لبث أن قام ورحَل عنها.
موقف المسلم من الدنيا:
لا حرج على المسلم في أن يصيب شيئًا من الدنيا؛ فإن الله سخرها للعباد، قال الله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} [البقرة:29]، وقال تعالى أيضًا: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيبًا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون} [المائدة: 87،88]، ولكن يُشترط لكي يُصيب المسلم من الدنيا شرطان؛ أولهما: أن يكون طريق حصوله عليها مشروعًا يُقره الإسلام ويرتضيه، وثانيهما: أن لا تكون هذه الدنيا في قلبه، بل تكون في يده، فإذا أثرت سلبًا على دينه تركها راضيًا ابتغاء رضوان الله والدار الآخرة.
ومما يستفاد من الحديث:
الصبر على مشاق الحياة ومتاعبها وآلامها إلى لقاء الله؛ فقد شبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – نفسه الشريفة بمسافر ركب دابته في يوم شديد الحر، فلما اشتد به التعب نزل عن دابته ليستريح ساعة يُجمّ بها نفسه ليتقوى على مواصلة المسير حتى يصل إلى مبتغاه، وكذلك المسلم في الحياة الدنيا يلاقي كثيرًا من المشاقّ والمتاعب والعقبات، ويتعرض لكثير من الفتن والمحن والبلايا، وواجبه أن يستعين بالله تعالى ويصبر لعلمه يقينًا أن الدنيا ليست نهاية المطاف، وإنما الحياة الحقيقية في الآخرة، {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} [العنكبوت: 64]
فالدنيا بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك، الدنيا ساعة اجعلها طاعة
اسأل الله سبحانه و تعالى ان يطيل اعمارنا على طاعته
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, December 25, 2014

1540 - من اقتراب الساعة أو من أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقا ، حسنه الألبانى فى صحيح السلسلة الصحيحة

من اقتراب الساعة أو من أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقا ، حسنه الألبانى فى صحيح السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 5/369 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
 تتخذ المساجد طرقا: اى اتخاذ الناس المساجد طرقاً وعبوراً من غير أن يؤدي المار فيها تحية المسجد، ويشهد لهذا المعنى حديث ابن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد لا يصلي فيه ركعتين. وفي رواية: أن يجتاز الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, December 21, 2014

1539 - وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب ، وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب ، وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم:4/541 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
 ثلاث حثيات: أي ثلاث غرف او قبضات بيديه ، واحدها حثية .
وفي حديث آخر : ثلاث حثيات من حثيات ربي تبارك وتعالى هو كناية عن المبالغة في الكثرة ، وإلا فلا كف ثم ولا حثي ، جل الله عن ذلك وعز .
* وفي حديث عائشة وزينب رضي الله عنهما : " فتقاولتا حتى استحثتا " هو استفعل . [ ص: 340 ] من الحثي ، والمراد أن كل واحدة منهما رمت في وجه صاحبتها التراب .
* ومنه حديث العباس رضي الله عنه في موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ودفنه : " وإن يكن ما تقول يا ابن الخطاب حقا فإنه لن يعجز أن يحثو عنه تراب القبر ويقوم " أي يرمي به عن نفسه .
( هـ ) وفي حديث عمر : " فإذا حصير بين يديه عليه الذهب منثورا نثر الحنا " هو بالفتح والقصر : دقاق التبن
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, December 19, 2014

1538 - عن أبى سفيان بن حرب: أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا ، فإن كذبني فكذبوه ، فذكر الحديث ، فقال للترجمان : قل له : إن كان ما تقول حقا ، فسيملك موضع قدمي هاتين ، صحيح البخاري

عن أبى سفيان بن حرب: أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ،
ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا ، فإن كذبني فكذبوه ، فذكر الحديث ،
فقال للترجمان : قل له : إن كان ما تقول حقا ، فسيملك موضع قدمي هاتين ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو سفيان بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7196 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش: اى ان هرقل عظيم الروم ارسل الى أبى سفيان عندما كان فى مجموعة من قريش ذاهبة للتجارة فى الشام ليذهب اليه فى القدس ليسأله عن خبر رسول الله صلى الله عليه و سلم
لترجمانه: اى لمترجمه
لهم: اى للمجموعة من قريش و التى كانت تقف خلف أبى سفيان حينما كانوا فى مجلس هرقل
فإن كذبني فكذبوه: اى ان كذب علىّ فى الكلام فاشيروا لى من خلفه انه يكذب
فذكر الحديث: و هو حديث طويل سأل فيه هرقل ابا سفيان عن صفات رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سيأتى ذكره فى اخر الشرح
فسيملك موضع قدمي هاتين: كناية عن تملكه للروم
و الحديث مروى برواية اخرى اطول كالتالى:
أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش - وكانوا تجاراً بالشام في المدة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش - فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسباً فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنده. ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه. قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله. وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أن لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألت أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل. وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألت أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه، فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بمَ يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين. وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه. ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل، فقرأ فإذا فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين: ((يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)). قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات، وأخرجنا. فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى أدخل الله عليّ الإسلام". [رواه البخاري في كتاب بدء الوحي وكتاب الجهاد].
معاني الألفاظ:
الركب: هم أولو الإبل العشرة فما فوق.
المدة التي مادّ فيها: هي صلح الحديبية وذلك في السنة السادسة من الهجرة.
إيلياء: بيت المقدس.
عظماء الروم: هم البطارقة والقسيسون والرهبان.
الترجمان: المعبر عن لغة بلغة أخرى.
اجعلوهم عند ظهره: أجلسوهم وراءه لئلا يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب.
من أن يأثروا علي كذباً: من أن ينقلوا علي الكذب.
كيف نسبه فيكم: أي ما حال نسبه فيكم من أشرافكم هو أم لا؟.
هو فينا ذو نسب: أي عظيم النسب.
أشراف الناس: أهل النخوة والتكبير.
لم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً: ما استطعت أن أجد كلمة انتقصه فيها.
الحرب بيننا وبينه سجال: ينتصر علينا مرة وننتصر عليه أخرى.
الغدر: ترك الوفاء.
اتركوا ما يقول آباؤكم: اتركوا ما كانوا عليه من أمر الجاهلية.
حين تخالط بشاشته القلوب: أي حين تمازج حلاوة الإيمان القلوب.
فسيملك موضع قدمي هاتين: أي بيت المقدس.
تجشمت لقاءه: تكلفت الوصول إليه.
لغسلت عن قدمه: مبالغة في العبودية والخدمة.
دعاية الإسلام: الكلمة الداعية إلى الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
يؤتك الله أجرك مرتين: يعطي الأجر مرتين لكونه كان مؤمناً بنبيه ثم آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. أو يكون له أجر إسلامه وأجر إسلام أتباعه.
الأريسيين: جمع أريسي، وهو الأكّار أو الفلاح.
الصخب: اللغط، وهو اختلاط الأصوات في المخاصمة.
أمِرَ: عظم.
ابن أبي كبشة: المراد به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن عادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد غامض.
ملك بني الأصفر: بنو الأصفر هم الروم، وملكهم هرقل ولقبه قيصر.
أحكام فقهية ودروس مستفادة من الحديث:
1- للدعاة الصادقين صفات يتميزون بها، وعلامات تدل على صدقهم، لأن الدعوة إلى الله مهمة الأنبياء، والعلماء هم ورثة الأنبياء.
2- الاهتمام بمعرفة الأحساب والأنساب.
3 - الكذب قبيح عقلاً وشرعاً.
4 - التعرف على شخصية الداعية وسيرته.
5 - الإيمان بالله يشرح الصدور ويتمكن في القلوب السليمة.
6 - أصحاب الدعوة السليمة يزيدون ولا ينقصون.
7 - احترام الدعاة إلى الله وتكريمهم وطاعتهم.
8 - يجب على الداعية أن يعرض منهجه بصدق ووضوح اتباعاً لأمر الله - تعالى -: ((فاصدع بما تؤمر))، ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك))، ((وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)).
9 - قبل الإقدام على العمل أو اتخاذ القرار لابد من التفكير وتقليب وجهات النظر، ألا ترى الفارق بين موقف هرقل وموقف كسرى، الأول استقبل كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتوقير والاحترام فكانت له بقية وأما الآخر مزق كتاب رسول الله فمزق الله ملكه.
10 - يفتتح الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم.
11 - جواز إرسال بعض القرآن إلى أرض العدو وكذا السفر به
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, December 18, 2014

1537 - من آمن بالله ورسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ، كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، هاجر في سبيل الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها . قالوا : يا رسول الله ، أفلا ننبئ الناس بذلك ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، صحيح البخاري

من آمن بالله ورسوله ، وأقام الصلاة ، وصام رمضان ،
كان حقا على الله أن يدخله الجنة ،
هاجر في سبيل الله ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها .
قالوا : يا رسول الله ، أفلا ننبئ الناس بذلك ؟
قال : إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ،
فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ،
وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7423 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
من آمن بالله ورسوله: يعني وبما جاء من عندهما مجملا ومفصلا
 وأقام الصلاة: أي في مواقيتها
 وصام رمضان: خصهما بالذكر من بين العبادات البدنية تنبيها على عظم شأنهما وتحريضا عليهما لصعوبة موقعهما على الطباع ، ومن راعاهما مع كونهما أشق لا يترك غيرهما غالبا ، ويمكن أن ورود هذا الحديث قبل وجوب الزكاة والحج ، أو عدم ذكرهما لاختصاصهما بالأغنياء
 كان حقا: أي : ثابتا بوعده الصادق
 على الله أن يدخل الجنة: أي دخولا أوليا ، وإلا فمجرد الإيمان كاف لمطلق الدخول ، وقيل : المراد رفع الدرجات من باب ذكر اللازم ، وإرادة الملزوم ; لأن رفعها يستلزم الدخول ، فلا يرد أن الدخول بالفضل والرفع بالأعمال
 جاهد في سبيل الله: ، وروي : هاجر
 أو جلس في أرضه التي ولد فيها: أي ولم يجاهد ولم يهاجر ، والتسوية تدل على أن الجهاد فرض كفاية .
 قال ابن الملك : هذا يدل على أن الحديث صدر يوم فتح مكة ; لأن الهجرة قبله كانت فريضة لكل مؤمن في الابتداء .
 قالوا : أفلا نبشر: وفي نسخة : به
 الناس ؟ قال : إن في الجنة: قال السيوطي : القائل في قالوا معاذ بن جبل كما في الترمذي ، وزاد بعده قال : " ذر الناس يعملون فإن في الجنة "
 مائة درجة: زاد الترمذي : لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم
 أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله: ، هم الغزاة ، أو الحجاج ، أو الذين جاهدوا أنفسهم في مرضاة الله
 ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض: ورد في حديث : إن ما بينهما مسيرة خمسمائة عام ،
 فإذا سألتم الله: أي على الجهاد درجة عالية
 فسلوه: بالتخفيف والنقل ; أي : فاطلبوا منه
 الفردوس فإنه: أي الفردوس
 أوسط الجنة: أي أعدلها وأفضلها وأوسعها وخيرها ذكره السيوطي
 وأعلى الجنة: ، قيل : فيه دلالة على أن السماوات كرية ، فإن الوسط لا يكون أعلى إلا إذا كان كريا .
 قال الطيبي : النكتة في الجمع بين الأعلى والأوسط أنه أراد بأحدهما الحسي وبالآخر المعنوي ، فإن وسط الشيء أفضله وخياره ، وإنما كان كذلك ; لأن الأطراف يتسارع إليها الخلل ، والأوساط محمية محفوظة .
 قال الطيبي : كانت هي الوسط المحمي ، فاكتنفت بها الحوادث حتى أصبحت طرفا .
 وفوقه عرش الرحمن: فهو سقف الجنة كما ورد في الحديث ، وفوق بالنصب وفي نسخة بالرفع .
 قال التوربشتي : قيده الأصيلي بضم القاف ; أي أعلاه ، والجمهور بالنصب على الظرف .
 ومنه: أي من الفردوس
 تفجر: أي تتفجر
 أنهار الجنة: أي أصول الأنهار الأربعة من الماء واللبن والخمر والعسل
قال الطيبي ، فإن قلت : كيف التوفيق بين هذا الحديث وبين ما ورد في صفة أهل الجنة : في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها ؟ قلت : هو مطلق محمول على هذا المقيد ، أو تفسير للمجاهدين بالعموم درجة والدرجات بحسب مراتبهم في الجهاد ، فيكون الفردوس لمن جاهد حق جهاده .
 قال القاضي عياض : يحتمل أن تجرى الدرجات على ظاهره محسوسا كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراءون كالكوكب الدري وأن تجرى على المعنى ، والمراد كثرة النعيم وعظيم الإحسان مما لم يخطر على قلب بشر ذكره النووي في شرح مسلم ( رواه البخاري )
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, December 15, 2014

1535 - إن روح القدس نفث في روعي ، أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

إن روح القدس نفث في روعي ، أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ،
فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ،
فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع 
------------------------------------------------
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2085 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
روح القدس نفث في روعي: اى ان الله سبحانه و تعالى اوحى الي رسول الله صلى الله عليه و سلم
أجملوا في الطلب : اى ليكون اسلوبكم جميل فى طلب الرزق فتأخذوا ما احل الله ، و تدعوا ما حرم
قال المناوي في فيض القدير:
إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها: الذي كتبه لها الملك وهي في بطن أمها فلا وجه للوله والتعب والحرص والنصب إلا عن شك في الوعد
 وتستوعب رزقها: كذلك فإنه سبحانه وتعالى قسم الرزق وقدره لكل أحد بحسب إرادته، لا يتقدم ولا يتأخر، ولا يزيد ولا ينقص، بحسب علمه القديم الأزلي، ولهذا سئل حكيم عن الرزق فقال: إن قسم فلا تعجل، وإن لم يقسم فلا تتعب
فاتقوا الله: أي ثقوا بضمانه لكنه أمرنا تعبدا بطلبه من حله فلهذا قال
وأجملوا في الطلب: بأن تطلبوه بالطرق الجميلة المحللة بغير كد ولا حرص ولا تهافت على الحرام والشبهات
ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق: أي استعجال حصوله عليه و الشعور بتأخر رزقه عنه مما يدفعه للحرام
أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده: من الرزق وغيره إلا بطاعته.
 انتهى
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, December 13, 2014

1534 - قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك ، و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا ، و أبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا ، و انصرنا على من عادانا ، و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، و لا مبلغ علمنا ، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا ، حسنه الألبانى فى الكلم الطيب

قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه:
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معاصيك ،
و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ،
اللهم متعنا بأسماعنا ، و أبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ،
واجعله الوارث منا ، و اجعل ثأرنا على من ظلمنا ، و انصرنا على من عادانا ،
و لا تجعل مصيبتنا فى ديننا ، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، و لا مبلغ علمنا ، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا ، حسنه  الألبانى فى الكلم الطيب
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: الكلم الطيب - الصفحة أو الرقم: 226 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح: 
 قلَّمَا: تدل على القلة والندرة
اقسم: قسمة ونصيباً
خشيتك: الخشية الخوف مقترن بالتعظيم
اليقين: هو استقرار العلم الذي لا يتقلب، ولا يحول، ولا يتغيّر، وهو أعلى درجات الإيمان، فهو إيمان لا شك فيه
تهون: أي سهل وخفف
الثأر: الذحل... والطَّلَبُ بالدَّمِ، وقيل الدم نفسه
واجعله : أي المذكور من الأسماع والأبصار والقوة
الوارث : أي الباقي ، كناية عن الاستمرارية إلى آخر العمر
منا : أي بأن يبقى إلى الموت
هذه الدعوة جامعةٌ لأبواب الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، فقد جمعت من مقاصد ومطالب جليلة فيما يحتاجه العبد في دينه ودنياه، ومعاده؛ لهذا كان عليه الصلاة والسلام نادراً ما يقوم من مجلس إلا وقد رطب لسانه من هذه الكلمات، والدعوات الجميلة، [فقد ذكر الترمذي وغيره عن خالد بن أبي عمران أن ابن عمران قال: ((قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه))  الحديث]. فيحسن بالعبد أن يتعلم معانيها، ويعمل بمقاصدها ويكثر منها، خاصة في المجالس اتباعاً واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم  
قوله: ((اللَّهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك)): اللَّهم اجعل لنا حظَّاً ونصيباً من خوفك المقترن بتعظيمك وإجلالك، ما يكون حاجزاً لنا ومانعاً من الوقوع في المعاصي والذنوب والآثام، وهذا فيه دلالةٌ على أن خشية اللَّه هي أعظم رادع وحاجز للإنسان عن الوقوع في الذنوب؛ ولهذا كان العلماء هم أكثر خشية للَّه جل وعلا لمعرفتهم وعلمهم باللَّه جل وعلا، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّه مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾، فكلما ازدادت معرفة العبد باللَّه بما له من الأسماء الحسنى والصفات العُلا، امتلأ القلب خشية، وأحجمت الأعضاء، والجوارح، جميعها عن ارتكاب المعاصي .
قوله: ((ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك)): ويسر لي من طاعتك ما يكون سبباً لنيل رضاك، وبلوغ جنتك العظيمة، التي أعددتها لعبادك المتقين.
قوله: ((ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا)): أي اقسم لنا من اليقين الذي هو أعلى الإيمان، وأكمله، كما قال عبد اللَّه بن مسعود رضى الله عنه اليقين: هو الإيمان كله .
فهو إيمان لا شك فيه، ولا تردد، فالغائب عنده كالمشاهد من قوته، قال سفيان الثوري: لو أن اليقين وقع في القلب، لطار اشتياقاً إلى الجنة وهروباً من النار .
فنسألك من اليقين ما يكون سبباً لتهوين المصائب والنوازل التي تحل علينا، واليقين كلما قوي في الإنسان كان ذلك فيه أدعى إلى الصبر على البلاء؛ لعلم الموقن أن كل ما أصابه إنما هو من عند اللَّه الحكيم العليم، فيرضى ويسلم ويكون برداً وسلاماً على قلبه.
قوله: ((ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا)): أي أدم عليَّ السمع والبصر وسائر قواي أتمتع بها في مدة حياتي؛ لأنها الدلائل الموصلة إلى معرفتك وتوحيدك، من البراهين المأخوذة: إما من الآيات المنزلة وطريق ذلك السمع، أو من الآيات في الآفاق والأنفس، وطريق ذلك البصر .
قوله: ((وأجعله الوارث منا)): اجعل يا اللَّه تمتعنا بالحواس والقوى صحيحة وسليمة إلى أن نموت، وقوله ((وقواتنا ما أحييتنا)): أي متعنا بسائر قوانا من الحواس الظاهرة والباطنة، وكل أعضائنا البدنية، سأل التمتع بكامل قواه طول حياته إلى موته؛ لأن الضعف وسقوط القوة في الكبر يضرُّ الدين والدنيا مما لا يخفى.
قوله: ((الوارث منا)): يحتمل معنيين: الأول: الباقي بعدنا؛ لأن وارث المرء إلا الدين يبقى بعده، ومعنى بقائه دوامه إلى يوم الحاجة إليه، والثاني: الذي يرث ذكرنا فنذكر به بعد انقضاء الآجال وانقطاع الأعمال، وهذا المعنى سؤال خليل الرحمن: ]وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ[ .
قوله: ((واجعل ثأرنا على من ظلمنا)): أي وفقنا للأخذ بثأرنا ممن ظلمنا، دون أن نتعدَّى فنأخذ بالثأر من غير الظالم.
قوله: ((وانصرنا على من عادانا)): تعميم بعد تخصيص أي اكتب لنا الظفر والفوز على من تعدَّى علينا بغير حق.
 قوله: ((ولا تجعل مصيبتنا في ديننا)): أي لا تُصيبنا بما ينقص ديننا ويذُهبه من اعتقاد سيئ، أو تقصير في الطاعات، أو فعل المحرمات، أو كتسليط الكفار، والمنافقين، والظلمة على أهل الدين والإيمان؛ لأن مصيبة الدين هي أعظم المصائب، التي لا تنجبر ولا يُعوِّض عنها، خلاف مصائب الدنيا.
قوله: ((ولا تجعل الدنيا أكبر همنا)): أي لا تجعل أكبر قصدنا وتعلقنا، وحزننا لأجل الدنيا؛ فإن من كان أكبر همه الدنيا كان في معزل عن الآخرة، بل اجعله مصروفاً في عمل الآخرة، وفي هذا دليل على أن القليل من الهمّ لابُدَّ منه في الدنيا ويُرخص فيه .
قوله: ((ومبلغ علمنا)): أي لا تجعل أكثر علمنا وتفكيرنا في أحوال الدنيا كالكافرين، قال تعالى: ]يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ[.
قوله: ((ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا)): أي لا تجعلنا مغلوبين من الكفار، والظلمة، والفجرة، بتوليتهم علينا، فيكونوا سبباً لتعذيبنا في ديننا ودنيانا، ويجوز حمله على ملائكة العذاب في القبر، أو في النار، ولا مانع من إرادة الجميع، واللَّه تعالى أعلم. ويحسن بالداعي أن يستحضر كل هذه المعاني حال دعائه
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, December 12, 2014

1533 - يوضع الميزان يوم القيامة ، فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي ، فيقولون : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

يوضع الميزان يوم القيامة ، فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت ،
فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟
فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي ،
فيقولون : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب 
------------------------------------------------
الراوي: سلمان الفارسي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3626 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره  
------------------------------------------------
الشرح:
إن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان ولسان وهو من الضخامة والوسع والكبر والدقة والحساسية بمكان ، بل كفتاه تسع السماوات والأرض يملأه الله بأقل القليل قال تعالى  وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ  الآية (الأنبياء : 47).
روى الإمام أحمد من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون ؟ قال: لا يا رب فيقول: ألك عذر أو حسنة ؟ فيبهت الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم عليك، فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه، فيقول يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال : إنك لا تظلم، قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء مع بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانك ربي، الملائكة الذين يقول الله تعالى عنهم: {لا يعصون الله ما أمرهم}، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السماء: «ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى»، هؤلاء الملائكة يقولون لله يوم القيامة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.
فجدير بنا أن نقارن الفارق الشاسع جدا بين عبادة الملائكة التي لا تنقطع بعبادتنا في رمضان[  ]  الفائت (من صلاة وصيام وصدقة وغيرها)، وهي وإن كانت من أكثر أيام العام التي نتعبد فيها لله، فهي على الرغم من ذلك ضئيلة جدا جدا جدا.
وحري بنا أيضا أن نتذكر سعة حلم الله بنا، وستره علينا، وسعة عطائه، وجميل نعمه، ونقرن ذلك بمعاصينا وقلة شكرنا، وقليل عبادتنا.
عندها سندرك معنى ذلك الحديث الذي جاء ما فيه في صحيح مسلم[  ]  وغاب عن الكثير معناه، عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله» قال رجل: ولا إياك يا رسول الله قال: «ولا إياي إلا أن يتغمدني الله برحمة منه».
وحاشاك يا رسول الله عن المعاصي، ولكنه الإدراك لمقام العبودية وحقيقتها، ومقام الربوبية وحقوقها.
وعندها لن يسعنا إلا أن نناجي ربنا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.
اللهم ارزقنا عبودية صادقة لك، وخشوعا وقنوتا إليك، وارحم ضعفنا وعجزنا واجبر تقصيرنا
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, December 4, 2014

1531 - عن عبدالله بن عباس: أنه دخل على عمر حين طعن ، فقال : أبشر يا أمير المؤمنين أسلمت مع رسول الله حين كفر الناس ، وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك رجلان ، وقتلت شهيدا . فقال : أعد ، فأعاد ، فقال : المغرور من غررتموه ، لو أن لي ما على الأرض من بيضاء وصفراء ؛ لافتديت به من هول المطلع ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد

عن عبدالله بن عباس: أنه دخل على عمر حين طعن ، فقال : أبشر يا أمير المؤمنين
أسلمت مع رسول الله حين كفر الناس ،
وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ،
وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك رجلان ، وقتلت شهيدا . فقال : أعد ، فأعاد ،
فقال : المغرور من غررتموه ، لو أن لي ما على الأرض من بيضاء وصفراء ؛ لافتديت به من هول المطلع ، صححه الألبانى فى صحيح الموارد
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1837 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره دون قوله: "المغرور من غررتموه)
------------------------------------------------
الشرح:
المغرور من غررتموه: المقصود عدم  الاغترار بثناء الناس
بيضاء وصفراء: الفضة و الذهب
هول المطلع: يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت، فشبّهه بالمُطلع الذي يشرف عليه من موضع عال
حجَّ عمر- رضي الله عنه - بالمسلمين آخر حجة له، ووقف يوم عرفة، فخطب الناس، ثم استدعى أمراءَ الأقاليم، وحاسبهم جميعًا أمام الناس، واقتصَّ للناس منهم، وبعد أن انتهى ذهب ليرمي الجمرات، فرماه أحدُ الحجاج بحصاة في رأسه، فسال دمه، فقال عمر: هذا قتلي – يعني: أنني سوف أقتل - قال سعيد بن المسيب - رضي الله عنه -: "لَمَّا صدر عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - من منى، أناخ بالأبطح، ثم كوم كومة من بطحاء، ثم طرح عليها رداءه، واستلقى، ثم مدَّ يديه إلى السماء، فقال: اللَّهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرِّط".
فرجع إلى المدينة وهو يتمنَّى الشهادة، قالت له حفصة ابنته: يا أبتِ، موت في سبيل الله، وقتل في مدينة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إن من أراد أن يقتلَ، فلْيذهب إلى الثُّغور، فيجيب عمر: سألت ربِّي، وأرجو أن يُلبي لي ربي ما سألت".
وَصَلَ عمر - رضي الله عنه - إلى المدينة، ورأى في المنام أنَّ ديكًا ينقره نقرتين أو ثلاثًا، فعبروا له الرُّؤيا، فقالوا: يقتلك رجل من العجم، فقام وخطب الناس، وقدَّم نفسه للمُحاسبة، وجِسْمَه للقصاص، ومالَه للمُصادرة، وأعلن في الناس: إنْ كان ضيع أحدًا أو ظلم أحدًا أو سفك دَمَ أحد، فهذا جسمي، فليقتص منه، فلما فعل ذلك، ارتجَّ المسجد بالبكاء، وأحسَّ المسلمون أنَّه يودعهم، ثُمَّ نزل من على المنبر، واستودع اللهَ الأُمَّة، وكانت هذه هي آخر جمعة يلتقي فيها أمير المؤمنين بأُمَّة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.
فبينما عمر يصلِّي بالناس صلاةَ الفجر، إذْ طعنه أبو لؤلؤةَ المجوسي، وطعن معه ثلاثةَ عشر رجلاً، فقال عمر: قتلني الكلبُ، وتناول عمر يدَ عبدالرحمن بن عوف، فقدَّمه ليتمَّ الصلاة، وأهلُ المسجد لا يدرون ما يَجرِي إلاَّ مَن كان خلفَ عمر، غيرَ أنَّهم فقدوا صوتَ عمر، وهم يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فصلَّى بهم عبدالرحمن صلاةً خفيفة، فلمَّا انصرفوا، قال عمر: يا ابنَ عباس، انظر من قتَلني، فذهب ابنُ عباس، ثم عاد، فقال: قتلك غلامُ المغيرة، قال عمر: قاتله الله، لقد أمرتُ به معروفًا، الحمد لله الذي لم يجعل مِيتَتي بِيَد رجُلٍ يَدَّعي الإسلام، فاحتمل إلى بيته فانطلَقنا معه، وكأن الناس لم تصِبهم مُصيبة قبل يومئِذ، فقائل يقول: لا بأسَ، وقائل يقول: أخاف عليه، فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه، ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه، فعلموا أنه ميِّت، وقال لابنه عبدالله: انطلِق إلى عائشة أم المؤمنين، وقل: يستأذن عمرُ بن الخطاب أنْ يبقى مع صاحبيه، فسلَّم عبدالله بن عمر، واستأذن، ثم دخل عليها، فوجدها تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السَّلام، ويستأذن أنْ يُدفَن مع صاحبيه، فقالت: "كنت أريده لنفسي، ولأوثرنَّه به اليوم على نفسي".
قال ابنُ عباس - رضي الله عنه -: "دخلتُ على عمر حين طُعن، فقلت: أبْشِرْ بالجنة يا أمير المؤمنين، أسلمتَ حين كَفَرَ الناس، وجاهدت مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين خذله النَّاس، وقبض رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو عنك راضٍ، ولم يختلفْ في خلافَتِك اثنان، وقُتلت شهيدًا، فقال عمر: أعدْ عليَّ، فأعدت عليه، فقال: "والله الذي لا إله إلا هو، لو أنَّ لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء، لافتديت به من هول المطلع".
وقال عثمان - رضي الله عنه -: أنا آخركم عهدًا بعمَر، دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبدالله بن عمر، فقال له: ضع خَدِّي بالأرض، قال: فهل فخذي والأرض إلاَّ سواء؟ قال ضع خدي بالأرض لا أمَّ لك - في الثانية أو في الثالثة - ثم شبك بين رجليه، فسمعته يقول: ويلي، وويل أمِّي إن لم يغفر الله لي، حتَّى فاضت روحه.
وكان عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عندما يُذكر له عمر، يبكي حتَّى تبتلَّ الحصى من دُموعه، ثم يقول: إنَّ عمرَ كان حصنًا للإسلام يدخلون فيه، ولا يخرجون منه، فلما مات انثَلَم الحصنُ، فالناس يخرجون من الإسلام، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خير هذه الأمَّة بعد نبيِّها أبو بكر ثمَّ عمر))؛ البخاري، وقد كان السَّلف يُعلِّمون أولادهم حبَّ أبي بكر وعمر، كما   يعلمونهم السور من القرآن
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, November 28, 2014

1530 - عن شهر بن حوشب : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ؟ قالت : كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت : يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟ قال : يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ . فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذي

عن شهر بن حوشب : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ؟
قالت : كان أكثر دعائه : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
فقلت : يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟
قال : يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ .
فتلا معاذ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذي 
------------------------------------------------
الراوي:  شهر بن حوشب المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3522 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
ما لأكثر دعائك: أي ما السبب في إكثارك هذا الدعاء
 فمن شاء أقام: أي فمن شاء الله أقام قلبه وثبته على دينه وطاعته
 ومن شاء أزاغ: أي ومن شاء الله أمال قلبه وصرفه عن دينه وطاعته
فإذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضلهم المعصوم من الكبائر والإصرار على الصغائر كان يكثر من هذا الدعاء فما يصنع غيره من البشر ، خصوصا في هذا الزمان الذي يكون فيه زيادة على التقليب السرعة في التقليب
وفي هذا الحديث إشارة إلى إثبات صفة التقليب لله - عز وجل - وأصل التقليب تغيير من حال إلى حال وتقليب القلوب والبصائر صرفها من رأي إلى رأي ، وهذه الصفة من الصفات الفعلية ومرجعها إلى القدرة ففيه الرد على المعتزلة  حيث فسروا الآية بمعنى الطبع ، والطبع عندهم الترك فالمعنى عندهم : نتركهم وما اختاروا لأنفسهم ، وليس هذا معنى التقليب في لغة العرب فلا يصح تفسير الطبع بالترك ، فالصواب أن الطبع كما قال أهل السنة والجماعة : خلق الكفر في قلب الكافر واستمراره عليه إلى أن يموت
نسأل الله السلامة و العافية
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, November 26, 2014

1528 - يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/455 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
و المقصود النهى عن رفع الصوت بقراءة القرآن و الذكر و غيره فيؤذى المصلين و الذكرين الله تعالى و غيرهم
فإذا كان الجهر بالقرآن في المسجد يؤدي إلى التشويش على المصلين أو القارئين، فلا يجوز فعله لما فيه من أذيتهم، ومنع قلوبهم من الحضور والتدبر أثناء القراءة أو الصلاة
قال الباجي في شرح الموطأ: ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن لأن في ذلك إيذاء بعضهم لبعض، ومنعاً من الإقبال على الصلاة، وتفريغ السر لها، وتأمل ما يناجي به ربه من القرآن، وإذا كان رفع الصوت بقراءة القرآن ممنوعاً حينئذ لإذاية المصلين، فإن منع رفع الصوت بالحديث وغيره أولى وأحرى لما ذكرناه، ولأن في ذلك استخفافاً بالمساجد، واطراحاً لتوقيرها وتنزيهها الواجب، وإفرادها لما بنيت له من ذكر الله تعالى
فالإيذاء هنا كما لا يخفى على أحد إيذاء معنوي ألا وهو التشويش على المصلين وعلى التالين وعلى الذاكرين,فإن من الملاحظ أن بعض الناس قد يسبقون في بعض صلواتهم فإذا رفع الجالسون وراء الإمام أصواتهم؛ بل لو رفع نفس الإمام صوته بالتكبير لشوش على هؤلاء المسبوقين الذين فاتتهم رعكة او اكثر من صلاة الجماعة ، بل و لشوش أيضًا على الذاكرين الذين يريدون أن يأتوا ببعض الأذكار المشروعة بعد الصلاة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, November 25, 2014

1527 - قال الله تعالى : يابن آدم مهما عبدتني و رجوتني و لم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك ، و إن استقبلتني بملء السماء و الأرض خطايا و ذنوبا استقبلتك بملئهن من المغفرة ، وأغفر لك و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

قال الله تعالى : يابن آدم  مهما عبدتني و رجوتني و لم تشرك بي شيئا غفرت لك على ما كان منك ،
و إن استقبلتني بملء السماء و الأرض خطايا و ذنوبا استقبلتك بملئهن من المغفرة ، وأغفر لك و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع 
------------------------------------------------
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4341 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
تضمن حديث أبو الدرداء المبدوء بذكره أن هذه الأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة :
أحدها : الدعاء مع الرجاء ، فإن الدعاء مأمور به ، وموعود عليه بالإجابة ، كما قال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم [ غافر : 60 ] . وفي " السنن الأربعة " عن النعمان بن بشير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الدعاء هو العبادة ثم تلا هذه الآية . وفي حديث آخر خرجه الطبراني مرفوعا : من أعطي الدعاء ، أعطي الإجابة ، لأن الله تعالى يقول : ادعوني أستجب لكم . وفي حديث آخر : ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ، ويغلق عنه باب الإجابة
لكن الدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه ، وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف إجابته ، لانتفاء بعض شروطه ، أو وجود بعض موانعه ، وقد سبق ذكر [ ص: 403 ] بعض شرائطه وموانعه وآدابه في شرح الحديث العاشر . ومن أعظم شرائطه : حضور القلب ، ورجاء الإجابة من الله تعالى
 ولهذا نهي العبد أن يقول في دعائه : اللهم اغفر لي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، فإن الله لا مكره له . ونهي أن يستعجل ، ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة ، وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة ، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء . وجاء في الآثار : إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه ، قال : يا جبريل ، لا تعجل بقضاء حاجة عبدي ، فإني أحب أن أسمع صوته ، وقال تعالى : وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين [ الأعراف : 56 ] . [ ص: 404 ] فما دام العبد يلح في الدعاء ، ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء ، فهو قريب من الإجابة ، ومن أدمن قرع الباب ، يوشك أن يفتح له
 ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه ، أو ما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ، ودخول الجنة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : حولها ندندن يعني : حول سؤال الجنة والنجاة من النار . قال أبو مسلم الخولاني : ما عرضت لي دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الاستعاذة منها . ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا ، فيصرفها عنه ، ويعوضه خيرا منها ، إما أن يصرف عنه بذلك سوءا ، أو أن يدخرها له في الآخرة ، أو يغفر له بها ذنبا
السبب الثاني للمغفرة : الاستغفار ، ولو عظمت الذنوب ، وبلغت الكثرة عنان السماء ، وهو السحاب . وقيل : ما انتهى إليه البصر منها
فأفضل الاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار ، وهو حينئذ توبة نصوح ، وإن قال بلسانه : أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه ، فهو داع لله بالمغفرة ، كما يقول : اللهم اغفر لي ، وهو حسن وقد يرجى له الإجابة ، وأما من قال : " توبة الكذابين ، فمراده أنه ليس بتوبة ، كما يعتقده بعض الناس ، وهذا حق ، فإن التوبة لا تكون مع الإصرار
السبب الثالث من أسباب المغفرة : التوحيد ، وهو السبب الأعظم ، فمن فقده فقد المغفرة ، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة ، قال تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 48 ] فمن [ ص: 417 ] جاء مع التوحيد بقراب الأرض - وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها - خطايا ، لقيه الله بقرابها مغفرة ، لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غفر له ، وإن شاء أخذه بذنوبه ، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار ، بل يخرج منها ، ثم يدخل الجنة . قال بعضهم : الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار ، ولا يلقى فيها ما يلقى الكفار ، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار ، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه ، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه ، أو بقلبه ولسانه عند الموت ، أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ، ومنعه من دخول النار بالكلية . فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه ، أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيما وإجلالا ومهابة ، وخشية ، ورجاء وتوكلا ، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات ، كما سبق ذكره في تبديل السيئات حسنات
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, November 24, 2014

1526 - خلق الله آدم ، فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن ، ثم ضرب كتفه اليسرى ، فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم ، قال : هؤلاء في الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

خلق الله آدم ، فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن ، ثم ضرب كتفه اليسرى ، فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم ،
قال : هؤلاء في الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع 
------------------------------------------------
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3234 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث متعلق بمرتبة العلم، فالله عز وجل قد علم عمل كل طائفة، فقال عن طائفة ‏أهل الإيمان: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وقال عن طائفة أهل الكفر: هؤلاء للنار ولا أبالي.
ولا يشعر أحد من الطائعين أو العاصين أنه مجبور على فعل من الأفعال ، بل كل منهم يفعل باختياره وإرادته . وما كتب عليهم شيء مجهول لهم ، لا يعرفه واحد منهم ، وإنما يعرف الخير والشر الذي أمامه ، فمنهم من يتقي الله ومنهم من يعصيه. كل منهم يفعل ما يفعل مختاراً، مع أمرهم جميعاً بالخير، ونهيهم عن الشر والكفر، وتكافؤ الفرص أمام الفريقين في المؤاخذة والعذر.
وليس معنى هذا أن أعمالهم خارجة عن مشيئة الله وإرادته، بل هي بمشيئته سبحانه، فمن ‏شاء الله هدايته للخير هداه وأعانه عليه، ومن شاء إضلاله منعه التوفيق فلم يعنه ولم يثبته. وليس ‏في ترك إعانة من لم يعنه ظلم لهم، إذ لم يمنعهم حقاً لهم.
والمؤمن يوقن بأن الله تعالى غني عن خلقه ، وأنه عدل رحيم لا يظلمهم مثقال ذرة ، بل هو سبحانه ينعم عليهم ويتفضل ، وهم يتبغضون إليه بالمعاصي ، خيره إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد . فكيف يظن العبد أن الله تعالى سيظلمه ؟!
الله عدل حكيم، ‏و قدم الإسلام لا تثبت إلا على أرض التسليم والاستسلام، و الخوض في القدر مزلة ‏أقدام، ومضلة أفهام، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتجادلون في القدر، ‏فغضب صلى الله عليه وسلم حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم؟ أن ‏تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم ‏مما هنا في شيء، انظروا إلى الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا" ‏رواه عبد الله بن أحمد في السنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا" ‏رواه الطبراني وحسنه المباركفورى في تحفة الأحوذي، وما ذلك إلا لخفاء في أمر القدر، ‏وصعوبة في فهمه عند أكثر الناس، ويوم خاض الناس في القدر وعصوا أمره صلى الله عليه ‏وسلم تفرقوا شيعاً وأحزاباً.
وبعد هذه المقدمة التي لم نرد منها إلا بيان خطورة الخوض في ‏القدر، نبين المذهب الحق الذي عليه سادات الأمة من الصحابة، وأئمة الهدى في القرون ‏الثلاثة المفضلة، فنقول وبالله التوفيق، مراتب القدر أربعة:‏
الأولى: العلم، ومعناه: إحاطة علم الله بكل شيء، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم ‏يكن لو كان كيف يكون.‏
الثانية المشيئة، ومعناها: أن كل ما يجري في الكون وما جرى هو بمشيئة الله سبحانه، فلا ‏يخرج شيء عن إرادته ومشيئته.‏
الثالثة: الكتابة، بمعنى أن الله كتب ما قضاه وقدره في اللوح المحفوظ، قال تعالى: (ما فرطنا ‏في الكتاب من شيء) [الأنعام:38] وقال صلى الله عليه وسلم: " أول ما خلق الله القلم، ‏فقال له: اكتب، قال رب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء" رواه الترمذي ‏وصححه.‏
الرابعة: الخلق، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء من الخير والشر. قال تعالى: ( ذلكم ‏الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) ‏‏[الأنعام:102] فإذا تبين لك ذلك كان لزاماً أن تنزل على مراتب القدر ما أشكل عليك ‏فهمه من قوله صلى الله عليه وسلم: " ثم خلق الله آدم، ثم خلق الخلق من ظهره، ثم قال: ‏هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي" . رواه الحاكم وقال صحيح
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, November 20, 2014

1525 - إن الله عز وجل قبض قبضة فقال : في الجنة برحمتي ، و قبض قبضة فقال : في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

إن الله عز وجل قبض قبضة فقال : في الجنة برحمتي ،
و قبض قبضة فقال : في النار و لا أبالي ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 47 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
الحديث متعلق بمرتبة العلم، فالله عز وجل قد علم عمل كل طائفة، فقال عن طائفة ‏أهل الإيمان: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وقال عن طائفة أهل الكفر: هؤلاء للنار ولا أبالي.
ولا يشعر أحد من الطائعين أو العاصين أنه مجبور على فعل من الأفعال ، بل كل منهم يفعل باختياره وإرادته . وما كتب عليهم شيء مجهول لهم ، لا يعرفه واحد منهم ، وإنما يعرف الخير والشر الذي أمامه ، فمنهم من يتقي الله ومنهم من يعصيه. كل منهم يفعل ما يفعل مختاراً، مع أمرهم جميعاً بالخير، ونهيهم عن الشر والكفر، وتكافؤ الفرص أمام الفريقين في المؤاخذة والعذر.
وليس معنى هذا أن أعمالهم خارجة عن مشيئة الله وإرادته، بل هي بمشيئته سبحانه، فمن ‏شاء الله هدايته للخير هداه وأعانه عليه، ومن شاء إضلاله منعه التوفيق فلم يعنه ولم يثبته. وليس ‏في ترك إعانة من لم يعنه ظلم لهم، إذ لم يمنعهم حقاً لهم.
والمؤمن يوقن بأن الله تعالى غني عن خلقه ، وأنه عدل رحيم لا يظلمهم مثقال ذرة ، بل هو سبحانه ينعم عليهم ويتفضل ، وهم يتبغضون إليه بالمعاصي ، خيره إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد . فكيف يظن العبد أن الله تعالى سيظلمه ؟!
الله عدل حكيم، ‏و قدم الإسلام لا تثبت إلا على أرض التسليم والاستسلام، و الخوض في القدر مزلة ‏أقدام، ومضلة أفهام، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتجادلون في القدر، ‏فغضب صلى الله عليه وسلم حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم؟ أن ‏تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم ‏مما هنا في شيء، انظروا إلى الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا" ‏رواه عبد الله بن أحمد في السنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا" ‏رواه الطبراني وحسنه المباركفورى في تحفة الأحوذي، وما ذلك إلا لخفاء في أمر القدر، ‏وصعوبة في فهمه عند أكثر الناس، ويوم خاض الناس في القدر وعصوا أمره صلى الله عليه ‏وسلم تفرقوا شيعاً وأحزاباً.
وبعد هذه المقدمة التي لم نرد منها إلا بيان خطورة الخوض في ‏القدر، نبين المذهب الحق الذي عليه سادات الأمة من الصحابة، وأئمة الهدى في القرون ‏الثلاثة المفضلة، فنقول وبالله التوفيق، مراتب القدر أربعة:‏
الأولى: العلم، ومعناه: إحاطة علم الله بكل شيء، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم ‏يكن لو كان كيف يكون.‏
الثانية المشيئة، ومعناها: أن كل ما يجري في الكون وما جرى هو بمشيئة الله سبحانه، فلا ‏يخرج شيء عن إرادته ومشيئته.‏
الثالثة: الكتابة، بمعنى أن الله كتب ما قضاه وقدره في اللوح المحفوظ، قال تعالى: (ما فرطنا ‏في الكتاب من شيء) [الأنعام:38] وقال صلى الله عليه وسلم: " أول ما خلق الله القلم، ‏فقال له: اكتب، قال رب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء" رواه الترمذي ‏وصححه.‏
الرابعة: الخلق، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء من الخير والشر. قال تعالى: ( ذلكم ‏الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) ‏‏[الأنعام:102] فإذا تبين لك ذلك كان لزاماً أن تنزل على مراتب القدر ما أشكل عليك ‏فهمه من قوله صلى الله عليه وسلم: " ثم خلق الله آدم، ثم خلق الخلق من ظهره، ثم قال: ‏هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي" . رواه الحاكم وقال صحيح
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, November 15, 2014

1524 - إن الله عز و جل خلق آدم ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، و قال : هؤلاء إلى الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء إلى النار و لا أبالي ، فقال قائل : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟ قال : على مواقع القدر ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

إن الله عز و جل خلق آدم ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، و قال : هؤلاء إلى الجنة و لا أبالي ، و هؤلاء إلى النار و لا أبالي ،
فقال قائل : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟
قال : على مواقع القدر ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالرحمن بن قتادة السلمي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 48 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 الحديث متعلق بمرتبة العلم، فالله عز وجل قد علم عمل كل طائفة، فقال عن طائفة ‏أهل الإيمان: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وقال عن طائفة أهل الكفر: هؤلاء للنار ولا أبالي.
ولا يشعر أحد من الطائعين أو العاصين أنه مجبور على فعل من الأفعال ، بل كل منهم يفعل باختياره وإرادته . وما كتب عليهم شيء مجهول لهم ، لا يعرفه واحد منهم ، وإنما يعرف الخير والشر الذي أمامه ، فمنهم من يتقي الله ومنهم من يعصيه. كل منهم يفعل ما يفعل مختاراً، مع أمرهم جميعاً بالخير، ونهيهم عن الشر والكفر، وتكافؤ الفرص أمام الفريقين في المؤاخذة والعذر.
وليس معنى هذا أن أعمالهم خارجة عن مشيئة الله وإرادته، بل هي بمشيئته سبحانه، فمن ‏شاء الله هدايته للخير هداه وأعانه عليه، ومن شاء إضلاله منعه التوفيق فلم يعنه ولم يثبته. وليس ‏في ترك إعانة من لم يعنه ظلم لهم، إذ لم يمنعهم حقاً لهم.
والمؤمن يوقن بأن الله تعالى غني عن خلقه ، وأنه عدل رحيم لا يظلمهم مثقال ذرة ، بل هو سبحانه ينعم عليهم ويتفضل ، وهم يتبغضون إليه بالمعاصي ، خيره إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد . فكيف يظن العبد أن الله تعالى سيظلمه ؟!
الله عدل حكيم، ‏و قدم الإسلام لا تثبت إلا على أرض التسليم والاستسلام، و الخوض في القدر مزلة ‏أقدام، ومضلة أفهام، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتجادلون في القدر، ‏فغضب صلى الله عليه وسلم حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم؟ أن ‏تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم ‏مما هنا في شيء، انظروا إلى الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا" ‏رواه عبد الله بن أحمد في السنة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا ذكر القدر فأمسكوا" ‏رواه الطبراني وحسنه المباركفورى في تحفة الأحوذي، وما ذلك إلا لخفاء في أمر القدر، ‏وصعوبة في فهمه عند أكثر الناس، ويوم خاض الناس في القدر وعصوا أمره صلى الله عليه ‏وسلم تفرقوا شيعاً وأحزاباً.
وبعد هذه المقدمة التي لم نرد منها إلا بيان خطورة الخوض في ‏القدر، نبين المذهب الحق الذي عليه سادات الأمة من الصحابة، وأئمة الهدى في القرون ‏الثلاثة المفضلة، فنقول وبالله التوفيق، مراتب القدر أربعة:‏
الأولى: العلم، ومعناه: إحاطة علم الله بكل شيء، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم ‏يكن لو كان كيف يكون.‏
الثانية المشيئة، ومعناها: أن كل ما يجري في الكون وما جرى هو بمشيئة الله سبحانه، فلا ‏يخرج شيء عن إرادته ومشيئته.‏
الثالثة: الكتابة، بمعنى أن الله كتب ما قضاه وقدره في اللوح المحفوظ، قال تعالى: (ما فرطنا ‏في الكتاب من شيء) [الأنعام:38] وقال صلى الله عليه وسلم: " أول ما خلق الله القلم، ‏فقال له: اكتب، قال رب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء" رواه الترمذي ‏وصححه.‏
الرابعة: الخلق، فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء من الخير والشر. قال تعالى: ( ذلكم ‏الله ربكم، لا إله إلا هو، خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) ‏‏[الأنعام:102] فإذا تبين لك ذلك كان لزاماً أن تنزل على مراتب القدر ما أشكل عليك ‏فهمه من قوله صلى الله عليه وسلم: " ثم خلق الله آدم، ثم خلق الخلق من ظهره، ثم قال: ‏هؤلاء للجنة ولا أبالي، وهؤلاء للنار ولا أبالي" . رواه الحاكم وقال صحيح
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, November 10, 2014

1523 - قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان فيك و لا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان فيك و لا أبالي
، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك و لا أبالي ،
يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 127 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
تضمن حديث أنس المبدوء بذكره أن هذه الأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة :
أحدها : الدعاء مع الرجاء ، فإن الدعاء مأمور به ، وموعود عليه بالإجابة ، كما قال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم [ غافر : 60 ] . وفي " السنن الأربعة " عن النعمان بن بشير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الدعاء هو العبادة ثم تلا هذه الآية . وفي حديث آخر خرجه الطبراني مرفوعا : من أعطي الدعاء ، أعطي الإجابة ، لأن الله تعالى يقول : ادعوني أستجب لكم . وفي حديث آخر : ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ، ويغلق عنه باب الإجابة
لكن الدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه ، وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف إجابته ، لانتفاء بعض شروطه ، أو وجود بعض موانعه ، وقد سبق ذكر [ ص: 403 ] بعض شرائطه وموانعه وآدابه في شرح الحديث العاشر . ومن أعظم شرائطه : حضور القلب ، ورجاء الإجابة من الله تعالى
 ولهذا نهي العبد أن يقول في دعائه : اللهم اغفر لي إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ، فإن الله لا مكره له . ونهي أن يستعجل ، ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة ، وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة ، فإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء . وجاء في الآثار : إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه ، قال : يا جبريل ، لا تعجل بقضاء حاجة عبدي ، فإني أحب أن أسمع صوته ، وقال تعالى : وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين [ الأعراف : 56 ] . [ ص: 404 ] فما دام العبد يلح في الدعاء ، ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء ، فهو قريب من الإجابة ، ومن أدمن قرع الباب ، يوشك أن يفتح له
 ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه ، أو ما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ، ودخول الجنة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : حولها ندندن يعني : حول سؤال الجنة والنجاة من النار . قال أبو مسلم الخولاني : ما عرضت لي دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الاستعاذة منها . ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا ، فيصرفها عنه ، ويعوضه خيرا منها ، إما أن يصرف عنه بذلك سوءا ، أو أن يدخرها له في الآخرة ، أو يغفر له بها ذنبا
السبب الثاني للمغفرة : الاستغفار ، ولو عظمت الذنوب ، وبلغت الكثرة عنان السماء ، وهو السحاب . وقيل : ما انتهى إليه البصر منها
فأفضل الاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار ، وهو حينئذ توبة نصوح ، وإن قال بلسانه : أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه ، فهو داع لله بالمغفرة ، كما يقول : اللهم اغفر لي ، وهو حسن وقد يرجى له الإجابة ، وأما من قال : " توبة الكذابين ، فمراده أنه ليس بتوبة ، كما يعتقده بعض الناس ، وهذا حق ، فإن التوبة لا تكون مع الإصرار
السبب الثالث من أسباب المغفرة : التوحيد ، وهو السبب الأعظم ، فمن فقده فقد المغفرة ، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة ، قال تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ النساء : 48 ] فمن [ ص: 417 ] جاء مع التوحيد بقراب الأرض - وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها - خطايا ، لقيه الله بقرابها مغفرة ، لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غفر له ، وإن شاء أخذه بذنوبه ، ثم كان عاقبته أن لا يخلد في النار ، بل يخرج منها ، ثم يدخل الجنة . قال بعضهم : الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار ، ولا يلقى فيها ما يلقى الكفار ، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار ، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه ، وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه ، أو بقلبه ولسانه عند الموت ، أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ، ومنعه من دخول النار بالكلية . فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه ، أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيما وإجلالا ومهابة ، وخشية ، ورجاء وتوكلا ، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات ، كما سبق ذكره في تبديل السيئات حسنات
و الله تعالى اعلم
للمزيد