Monday, January 20, 2014

894 - من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه . ومن كره لقاء الله ، كره الله لقاءه

 
من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه . ومن كره لقاء الله ، كره الله لقاءه . فأتيت عائشة فقلت : يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا . إن كان كذلك فقد هلكنا .
فقالت : إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم . وما ذاك ؟
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه . ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت .
فقالت : قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وليس بالذي تذهب إليه . ولكن إذا شخص البصر ، وحشرج الصدر ، واقشعر الجلد ، وتشنجت الأصابع .
فعند ذلك ، من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه .
ومن كره لقاء الله ، كره الله لقاءه  ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2685 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه: لقاء الله يطلق ويراد به معان مختلفة فيطلق ويراد به البعث ومنه قوله تعالى الذين كذبوا بلقاء الله [يونس 45] ويطلق ويراد به الموت ومنه قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت [العنكبوت 5] وقوله قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم [الجمعة 8] وليسا مرادين هنا ولكن المراد منه هنا المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض منه الموت فعائشة تقول في روايتنا الثالثة "والموت قبل لقاء الله" أي إن الموت غير اللقاء ولكنه معترض دون الغرض المطلوب فيجب أن يصير عليه ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء
 
وتنفي عائشة أن المراد بلقاء الله الموت فتقول في الرواية الرابعة لمن قال لها ليس منا أحد إلا وهو يكره الموت تقول "ليس بالذي تذهب إليه ولكن إذا شخص البصر" بفتح الشين والخاء أي فتح المحتضر عينيه إلى فوق فلم يطرف "وحشرج الصدر" بفتح الحاء وسكون الشين وفتح الراء أي ترددت الروح في الصدر وعلا وانخفض واضطرب الشهيق والزفير "واقشعر الجلد" أي قام شعره "وتشنجت الأصابع" بفتح التاء والنون المشددة بينهما شين أي تقبضت وهذه الأمور هي حالة المحتضر وهذه الزيادة من كلام عائشة ذكرتها استنباطا فكراهة الموت وشدته ليس المراد بلقاء الله فإن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة وقد عاب الله قوما بحب الحياة فقال إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها [يونس 7]
وقال النووي معنى الحديث أن المحبة والكراهة التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة حيث ينكشف الحال للمحتضر ويظهر له ما هو صائر إليه
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

No comments :

Post a Comment