Tuesday, January 14, 2014

839 - كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء ، لا تسبق ، قال حميد : أو لا تكاد تسبق ، فجاء أعرابي على قعود فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ، فقال : حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه

 
كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء ، لا تسبق ، قال حميد : أو لا تكاد تسبق ،
فجاء أعرابي على قعود فسبقها ،
فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ،
فقال : حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2872 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
  
قعود: اى ناقة ليست كبيرة، أو جمل ليس بكبير ،  و هى إبل ذلول تقتعده كل أحد .
قال الطيبي : القعود من الإبل ما أمكن أن يركب وأدناه أن يكون له سنتان ، ثم هو قعود إلى السنة السادسة ، ثم هو جمل
 
فاشتد ذلك: أي صعب سبقه ; إياها على المسلمين
 
العضباء: اسم ناقته صلى الله عليه و سلم و هي غير القصواء التي حجّ عليها، هذه ناقة أخرى، وكان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أنه يسمي دوابه وسلاحه وما أشبه ذلك
 
فالعضباء هذه كان الصحابة رضي الله عنهم يرون أنها لا تسبق أو لا تكاد تسبق، فجاء هذا الأعرابي بقعوده فسبق العضباء، فكأن ذلك شق على الصحابة رضي الله عنهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما عرف ما في نفوسهم: حق على الله ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه فكل ارتفاع يكون في الدنيا فإنه لابد أن يؤول إلى انخفاض، فإن صحب هذا الارتفاع ارتفاع في النفوس وعلم في النفوس فإن الوضع إليه أسرع، لأن الوضع يكون عقوبة، أما إذا لم يصحبه شيء فإنه لابد أن يرجع ويوضع، كما قال الله تبارك وتعالى: إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ أي ظهر فيه من كل نوع .
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأمْسِ } ذهبت كلها، كل هذه الزينة، وكل هذا النبات الذي اختلط من كل صنف كله يزول كأن لم يكن وهكذا الدنيا كلها تزول كأن لم تكن، حتى الإنسان نفسه يبدو صغيرا ضعيفا ثم يقوى فإذا انتهت قوته عاد إلى الضعف والهرم، ثم إلى الفناء والعدم فما من شيء ارتفع من الدنيا إلا وضعه الله عز وجل .
وفي قوله عليه الصلاة والسلام: من الدنيا دليل على أن ما ارتفع من أمور الآخرة فإنه لا يضعه الله، فقوله: { يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } فهؤلاء لا يعضهم الله عز وجل ما داموا على وصف العلم والإيمان، فإنه لا يمكن أن يضعهم الله .
بل يرفع لهم الذكر، ويرفع درجاتهم في الآخرة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment