Wednesday, January 15, 2014

868 - مثلي ومثل ما بعثني الله ، كمثل رجل أتى قوما فقال : رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا ، وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم

 
مثلي ومثل ما بعثني الله ، كمثل رجل أتى قوما فقال : رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ،
فأطاعه طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا ،
وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:6482 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
وإني أنا النذير العريان: قال العلماء : أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه ، وأشار به إليهم إذا كان بعيدا منهم ليخبرهم بما دهمهم ، وأكثر ما يفعل هذا ربيئة القوم ، وهو طليعتهم ورقيبهم . قالوا : وإنما يفعل ذلك لأنه أبين للناظر ، وأغرب وأشنع منظرا ، فهو أبلغ في استحثاثهم في التأهب للعدو .
 
وقيل : معناه أنا النذير الذي أدركني جيش العدو ، فأخذ ثيابي ، فأنا أنذركم عريانا
مثل مشهور سائر بين العرب يضرب لشدة الأمر ودنو المحذور وبراءة المحذر عن التهمة ، وأصله أن الرجل إذا رأى العدو قد هجم على قومه ، وأراد أن يفاجئهم وكان يخشى لحوقهم قبل لحوقه تجرد عن ثوبه وجعله على رأس خشبة وصاح ليأخذوا حذرهم ، وقيل : هو الذي غشيه العدو وكان ربيئة قومه ، أي : جاسوسهم ، فأخذوه وتعلقوا بثيابه فانسل منها ولحق بقومه فأنذرهم ، فلما رأوه على حالته تلك ارتحلوا عن آخرهم ، وقيل : إنه الذي سلب العدو ما عليه من الثياب فأتى قومه عريانا يخبرهم فصدقوه لما عليه من آثار الصدق ، وخص العريان بالذكر لأنه أبين في العين وأغر وأشنع عند البصر
 
 
فالنجاء: اي انجوا النجاء أو اطلبوا النجاة
 
أَدْلَجُوا: معناه ساروا من أول الليل .
 يقال : أَدْلَجُوا بإسكان الدال إدلاجا كأكرمت إكراما ، والاسم الدلجة بفتح الدال .
 فإن خرجت من آخر الليل قلت : ادَّلَجْتُ بتشديد الدال أدلج ادلاجا بالتشديد أيضا .
 والاسم الدُّلْجَةُ بضم الدال
 
على مهلتهم: اى على مهلهم ، فالمعنى انهم ساروا فى رفق وتؤدةٌ لتصديقهم النذير فكان لديهم وقت للرحيل
 
فنجوا: أي بسبب تصديق المنذرين
 
وكذبت طائفة منهم: قال الطيبي : التكذيب يستتبع العصيان يعني فيه إيماء إلى ما قدمناه
 
 فأصبحوا مكانهم: أي دخلوا وقت الصباح في مكانهم لم يتحركوا
 
فَصَبَّحَهُمْ الجيش: أي أتاهم جيش العدو صباحا للإغارة
 
فاجتاحهم:  أي استأصلهم وأهلكهم بالكلية بشؤم التكذيب  
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment