Monday, June 30, 2014

1307 - إن الناس قد صلوا ورقدوا ، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة . قال الحسن : وإن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير ، صحيح البخاري

إن الناس قد صلوا ورقدوا ، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة .
قال الحسن : وإن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 600 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
إن الناس: أي بقية أهل الأرض لما في خبر آخر : لا ينتظرها أحد غيركم ، فتعين المراد من الناس غير أهل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
 وأخذوا مضاجعهم: أي مكانهم للنوم ، يعني وناموا
 وإنكم لم تزالوا في صلاة: أي حكما وثوابا
الحديث يتكلم عن ان رسول الله صلى الله عليه و سلم اخر صلاة العشاء ذات مرة الى قرب نصف الليل
ثم خرج فصلى بالناس ثم التفت اليهم بعد ان انهى الصلاة فقال لهم هذا الحديث
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, June 29, 2014

1305 - إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض . قيل : وما بركات الأرض ؟ قال : زهرة الدنيا . فقال له رجل : هل يأتي الخيربالشر ؟ فصمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت أنه ينزل عليه ، ثم جعل يمسح عن جبينه ، فقال : أين السائل . قال : أنا . قال أبو سعيد : لقد حمدناه حين طلع لذلك . قال : لا يأتي الخير إلا بالخير ، إن هذا المال خضرة حلوة ، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم ، إلا آكلة الخضر ، أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها ، استقبلت الشمس ، فاجترت وثلطت وبالت ، ثم عادت فأكلت . وإن هذا المال حلوة ، من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ، صحيح البخاري

إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض .
قيل : وما بركات الأرض ؟ قال : زهرة الدنيا .
فقال له رجل : هل يأتي الخيربالشر ؟
فصمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظننت أنه ينزل عليه ، ثم جعل يمسح عن جبينه ،
فقال : أين السائل . قال : أنا .
قال أبو سعيد : لقد حمدناه حين طلع لذلك .
قال : لا يأتي الخير إلا بالخير ، إن هذا المال خضرة حلوة ، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطا أو يلم ، إلا آكلة الخضر ، أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها ، استقبلت الشمس ، فاجترت وثلطت وبالت ، ثم عادت فأكلت . وإن هذا المال حلوة ، من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6427 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 زهرة الدنيا: والزهرة مأخوذة من زهرة الشجر وهو نورها بفتح النون والمراد ما فيها من أنواع المتاع والعين والثياب والزروع وغيرها مما يفتخر الناس بحسنه مع قلة البقاء
 هل يأتي الخيربالشر:  أي أتصير النعمة عقوبة ؟ لأن زهرة الدنيا نعمة من الله فهل تعود هذه النعمة نقمة ؟ وهو استفهام استرشاد لا إنكار والباء في قوله : بالشر " صلة لـ يأتي أي هل يستجلب الخير الشر ؟
أنه ينزل عليه ، ثم جعل يمسح عن جبينه: أي الوحي وكأنهم فهموا ذلك بالقرينة من الكيفية التي جرت عادته بها عندما يوحى إليه
لقد حمدناه حين طلع لذلك:  والحاصل أنهم لاموه أولا حيث رأوا سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم - فظنوا أنه أغضبه ثم حمدوه آخرا لما رأوا مسألته سببا لاستفادة ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم
لا يأتي الخير إلا بالخير:  ويؤخذ منه أن الرزق ولو كثر فهو من جملة الخير إنما يعرض له الشر بعارض البخل به عمن يستحقه والإسراف في إنفاقه فيما لم يشرع وأن كل شيء قضى الله أن يكون خيرا فلا يكون شرا وبالعكس ولكن يخشى على من رزق الخير أن يعرض له في تصرفه فيه ما يجلب له الشر
المال خضرة حلوة: ليس هو صفة المال وإنما هو للتشبيه كأنه قال المال كالبقلة الخضراء الحلوة أو التاء في قوله خضرة وحلوة باعتبار ما يشتمل عليه المال من زهرة الدنيا أو على معنى فائدة المال أي أن الحياة به أو العيشة أو أن المراد بالمال هنا الدنيا لأنه من زينتها
يقتل حبطا أو يلم: الحبط انتفاخ البطن من كثرة الأكل يقال حبطت الدابة تحبط حبطا إذا أصابت مرعى طيبا فأمعنت في الأكل حتى تنتفخ فتموت وروي بالخاء المعجمة من التخبط وهو الاضطراب والأول المعتمد وقوله " يلم " بضم أوله أي يقرب من الهلاك
آكلة:  وهو ضرب من الكلأ يعجب الماشية وواحده خضرة
 امتلأت خاصرتاها: تثنية خاصرة بخاء معجمة وصاد مهملة وهما جانبا البطن من الحيوان
أتت: اى جائت
اجترت: أي استرفعت ما أدخلته في كرشها من العلف فأعادت مضغه
وثلطت:  أي ألقت ما في بطنها ، والمعنى أنها إذا شبعت فثقل عليها ما أكلت تحيلت في دفعه بأن تجتر فيزداد نعومة ثم تستقبل الشمس فتحمى بها فيسهل خروجه فإذا خرج زال الانتفاخ فسلمت وهذا بخلاف من لم تتمكن من ذلك فإن الانتفاخ يقتلها سريعا
 قال الأزهري هذا الحديث إذا فرق لم يكد يظهر معناه وفيه مثلان:
أحدهما للمفرط في جميع الدنيا المانع من إخراجها في وجهها وهو ما تقدم أي الذي يقتل حبطا
 والثاني المقتصد في جمعها وفي الانتفاع بها وهو آكلة الخضر فإن الخضر ليس من أحرار البقول التي ينبتها الربيع ولكنها الحبة والحبة ما فوق البقل ودون الشجر التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها ولا منعها من مستحقها فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر وأكثر ما تحبط الماشية إذا انحبس رجيعها في بطنها وقال الزين بن المنير : آكلة الخضر هي بهيمة الأنعام التي ألف المخاطبون أحوالها في سومها ورعيها وما يعرض لها من البشم وغيره والخضر والنبات الأخضر وقيل حرار العشب التي تستلذ الماشية أكله فتستكثر منه ، وقيل هو ما ينبت بعد إدراك العشب وهياجه فإن الماشية تقتطف منه مثلا شيئا فشيئا ولا يصيبها منه ألم وهذا الأخير فيه نظر فإن سياق الحديث يقتضي وجود الحبط للجميع إلا لمن وقعت منه المداومة حتى اندفع عنه ما يضره وليس المراد أن آكلة الخضر لا يحصل لها من أكله ضرر ألبتة والمستثنى آكلة الخضر بالوصف المذكور لا كل من اتصف بأنه آكلة الخضر ولعل قائله وقعت له رواية فيها " يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر " ولم يذكر ما بعده فشرحه على ظاهر هذا الاختصار
ال الزين بن المنير : في هذا الحديث وجوه من التشبيهات بديعة أولها تشبيه المال ونموه بالنبات وظهوره ثانيها تشبيه المنهمك في الاكتساب والأسباب بالبهائم المنهمكة في الأعشاب وثالثها تشبيه الاستكثار منه والادخار له بالشره في الأكل والامتلاء منه ورابعها تشبيه الخارج من المال مع عظمته في النفوس حتى أدى إلى المبالغة في البخل به بما تطرحه البهيمة من السلح ففيه إشارة بديعة إلى استقذاره شرعا وخامسها تشبيه المتقاعد عن جمعه وضمه بالشاة إذا استراحت وحطت جانبها مستقبلة عين الشمس فإنها من أحسن حالاتها سكونا وسكينة وفيه إشارة إلى إدراكها لمصالحها وسادسها تشبيه موت الجامع المانع بموت البهيمة الغافلة عن دفع ما يضرها وسابعها تشبيه المال بالصاحب الذي لا يؤمن أن ينقلب عدوا فإن المال من شأنه أن يحرز ويشد وثاقه حبا له وذلك يقتضي منعه من مستحقه فيكون سببا لعقاب مقتنيه وثامنها تشبيه آخذه بغير حق بالذي يأكل ولا يشبع .
وقال الغزالي : مثل المال مثل الحية التي فيها ترياق نافع وسم ناقع فإن أصابها العارف الذي يحترز عن شرها ويعرف استخراج ترياقها كان نعمة وإن أصابها الغبي فقد لقي البلاء المهلك وفي الحديث جلوس الإمام على المنبر عند الموعظة في غير خطبة الجمعة ونحوها وفيه جلوس الناس حوله والتحذير من المنافسة في الدنيا . وفيه استفهام العالم عما يشكل وطلب الدليل لدفع المعارضة . وفيه تسمية المال خيرا ويؤيده قوله - تعالى - وإنه لحب الخير لشديد وفي قوله : - تعالى - إن ترك خيرا .
وفيه ضرب المثل بالحكمة وإن وقع في اللفظ ذكر ما يستهجن كالبول فإن ذلك يغتفر لما يترتب على ذكره من المعاني اللائقة بالمقام وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينتظر الوحي عند إرادة الجواب عما يسأل عنه وهذا على ما ظنه الصحابة ويجوز أن يكون سكوته ليأتي بالعبارة الوجيزة الجامعة المفهمة وقد عد ابن دريد هذا الحديث وهو قوله إن مما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم من الكلام المفرد الوجيز الذي لم يسبق - صلى الله عليه وسلم - إلى معناه وكل من وقع شيء منه في كلامه فإنما أخذه منه .
ويستفاد منه ترك العجلة في الجواب إذا كان يحتاج إلى التأمل وفيه لوم من ظن به تعنت في السؤال وحمد من أجاد فيه ويؤيد أنه من الوحي قوله يمسح العرق فإنها كانت عادته عند نزول الوحي كما تقدم في بدء الوحي " وإن جبينه ليتفصد عرقا " وفيه تفضيل الغني على الفقير ولا حجة فيه لأنه يمكن التمسك به لمن لم يرجح أحدهما على الآخر .
والعجب أن النووي قال فيه حجة لمن رجح الغني على الفقير وكان قبل ذلك شرح قوله " لا يأتي الخير إلا بالخير " على أن المراد أن الخير الحقيقي لا يأتي إلا بالخير لكن هذه الزهرة ليست خيرا حقيقيا لما فيها من الفتنة والمنافسة والاشتغال عن كمال الإقبال على الآخرة . قلت فعلى هذا يكون حجة لمن يفضل الفقر على الغنى والتحقيق أن لا حجة فيه لأحد القولين .
وفيه الحض على إعطاء المسكين واليتيم وابن السبيل . وفيه أن المكتسب للمال من غير حله لا يبارك له فيه لتشبيهه بالذي يأكل ولا يشبع وفيه ذم الإسراف وكثرة الأكل والنهم فيه ، وأن اكتساب المال من غير حله وكذا إمساكه عن إخراج الحق منه سبب لمحقه فيصير غير مبارك كما قال - تعالى - يمحق الله الربا ويربي الصدقات
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1304 - كيف أنتم وأئمة من بعدي ، يستأثرون بهذا الفيء ؟ ، قلت : أما والذي بعثك بالحق ؛ أضع سيفي على عاتقي ، ثم أضرب به حتى ألقاك ، قال : أولا أدلك على خير من ذلك ؟ تصبر حتى تلقاني ، صححه الألبانى فى تخريج مشكاة المصابيح

كيف أنتم وأئمة من بعدي ، يستأثرون بهذا الفيء ؟ ،
قلت : أما والذي بعثك بالحق ؛ أضع سيفي على عاتقي ، ثم أضرب به حتى ألقاك ،
قال : أولا أدلك على خير من ذلك ؟ تصبر حتى تلقاني ، صححه الألبانى فى تخريج مشكاة المصابيح
------------------------------------------------
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 3637 خلاصة حكم المحدث: صحيح بطريق أخرى
------------------------------------------------
الشرح:
الكلام هنا دار بين النبى صلى الله عليه و سلم و الصحابى الجليل أو ذر الغفارى
كيف أنتم: أي كيف تصنعون أتصبرون أم تقاتلون
وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفيء: أي ينفردون به ويختارونه ولا يعطون المستحقين منه
والفيء ما نيل من المشركين بعد وضع الحرب أوزارها وهو لكافة المسلمين ولا يخمس ، والغنيمة ما نيل منهم عنوة والحرب قائمة وهي تخمس وسائر ما بعد الخمس للغانمين خاصة
ثم أضرب به: أي أحاربهم
حتى ألقاك أو ألحقك: أي حتى أموت شهيدا وأصل إليك
تصبر : خبر بمعنى الأمر ، أي اصبر على ظلمهم
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1303 - حديث وحشى و قتل حمزة

عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ، فلما قدمنا حمص ، قال لي عبيد الله بن عدي : هل لك في وحشي ، نسأله عن قتله حمزة ؟ قلت : نعم ،
وكان وحشي يسكن حمص ، فسألنا عنه ، فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره ، كأنه حميت ، قال : فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا ، فسلمنا فرد السلام ، قال : عبيد الله معتجر بعمامته ، ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه . فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال : لا والله ، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص ، فولدت له غلاما بمكة ، فكنت أسترضع له ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فلكأني نظرت إلى قدميك ، قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال : نعم ، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر ، فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر ، قال : فلما أن خرج الناس عام عينين ، وعينين جبل بحيال أحد ، بينه وبينه واد ، خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما أن اصطفوا للقتال ، خرج سباع فقال : هل من مبارز ، قال : فخرج إليهحمزة بن عبد المطلب ، فقال : يا سباع ، با ابن أم أنمار مقطعة البظور ، أتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ثم أشد عليه ، فكان كأمس الذاهب ، قال وكمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنا مني رميته بحربتي ، فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به ، فلما رجع الناس رجعت معهم ، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا ، فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ، قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال : ( آنت وحشي ) . قلت : نعم ، قال : ( أنت قتلت حمزة ) . قلت : قد كان من الأمر ما بلغك ، قال : ( فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ) . قال : فخرجت ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب ، قلت لأخرجن إلى مسيلمة ، لعلي أقتله فأكافئ به حمزة ، قال : فخرجت مع الناس ، فكان من أمره ما كان ، قال : فإذا رجل قائم في ثلمة جدار ، كأنه جمل أورق ، ثائر الرأس ، قال : فرميته بحربتي ، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه ، قال : ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته . قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار : أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول : فقالت جارية على ظهر بيت ، وا أمير المؤمنين ، قتله العبد الأسود  ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: وحشي بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4072 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
  
كأنه حميت: على وزن رغيف ، أي زق كبير ، وأكثر ما يقال ذلك إذا كان مملوءا
 معتجر: أي لاف عمامته على رأسه من غير تحنيك
أسترضع له: أي أطلب له من يرضعه
فلما أن خرج الناس: أي قريش ومن معهم
 عام عينين: أي سنة أحد
 مقطعة البظور: بالظاء المعجمة جمع بظر وهي اللحمة التي تقطع من فرج المرأة عند الختان ، قال ابن إسحاق : كانت أمه ختانة بمكة تختن النساء ا هـ .
 والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم ، وإلا قالوا : خاتنة
أتحاد:  أي أتعاند
 وكمنت: أي اختفيت
في ثنته: بضم المثلثة وتشديد النون هي العانة ، وقيل : ما بين السرة والعانة
فلما رجع الناس: أي إلى مكة
فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل: أي لا ينالهم منه إزعاج
 فأكافئ به حمزة: بالهمز أي أساويه به
في ثلمة جدار: أي خلل جدار
جمل أورق: أي لونه مثل الرماد ، وكان ذلك من غبار الحرب .
 وقوله : " ثائر الرأس " أي شعره منتفش
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1362 - لا تباشر المرأة المرأة ، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ، صحيح البخاري

لا تباشر المرأة المرأة ، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5240 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ: المباشرة بمعنى الملامسة , وأصله من لمس البشرة البشرة , والبشرة ظاهر جلد الإنسان
وإذا باشرتها فإنها فتحس بنعومة بدنها وغير ذلك ، وقد يكون المراد مطلق الاطلاع على بدنها ، مما يجوز للمرأة أن تراه ولا يجوز أن يراه للرجل
 فَتَنْعَتَهَا: أي تصف ما رأت من حسن بشرتها
 كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا: لدقة الوصف وكثرة الإيضاح ، فيتعلق قلبه بها ويقع بذلك فتنة
قال الحافظ ابن حجر :
قال القابسي : الحكمة في هذا النهي خشية أن يعجب الزوج الوصف المذكور فيفضي ذلك إلى تطليق الواصفة أو الافتتان بالموصوفة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, June 28, 2014

1302 - أن نبي الله وأصحابه بالزوراء ( والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيما ثمه ) دعا بقدح فيه ماء . فوضع كفه فيه . فجعل ينبع من بين أصابعه . فتوضأ جميع أصحابه . قلت : كم كانوا ؟ يا أبا حمزة قال : كانوا زهاء الثلاثمائة . وفي رواية : أن النبي كان بالزوراء . فأتي بإناء ماء لا يغمر أصابعه . أو قدر ما يواري أصابعه ، صحيح مسلم

أن نبي الله وأصحابه بالزوراء ( والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيما ثمه ) دعا بقدح فيه ماء . فوضع كفه فيه . فجعل ينبع من بين أصابعه . فتوضأ جميع أصحابه .
قلت : كم كانوا ؟ يا أبا حمزة
قال : كانوا زهاء الثلاثمائة .
وفي رواية : أن النبي كان بالزوراء . فأتي بإناء ماء لا يغمر أصابعه . أو قدر ما يواري أصابعه ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2279 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
فيما ثمه: اى هناك
ينبع: بضم الباء وفتحها وكسرها، ثلاث لغات، قال النووي: وفي كيفية هذا النبع قولان:
أحدهما: أن الماء كان يخرج من نفس أصابعه صلى الله عليه وسلم وينبع من ذاتها ويؤيد هذا رواية "فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه".
والثاني: يحتمل أن الله كثر الماء في ذاته، فصار يفور من بين أصابعه، لا من نفسها، فهو يفور من بين أصابعه بالنسبة إلى رؤية الرائي، وهو في نفس الأمر للبركة الحاصلة فيه يفور ويكثر، وكفه صلى الله عليه وسلم في الماء فرآه الرائي نابعا من أصابعه، وكلاهما معجزة، والأول أبلغ في المعجزة، وليس في الأخبار ما يرده، قال الحافظ ابن حجر: وهو أولى.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1301 - عن قيس بن عباد: سمعت أبا ذر يقسم قسما : أن هذه الإية : { هذان خصمان اختصموا في ربهم } . نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ، صحيح البخاري

عن قيس بن عباد: سمعت أبا ذر يقسم قسما : أن هذه الإية : { هذان خصمان اختصموا في ربهم } .
نزلت في الذين برزوا يوم بدر : حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3969 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
خرج يعني يوم بدر - عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة عوذ ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ، وعبد الله بن رواحة فقالوا من أنتم؟ قالوا رهط من الأنصار فقالوا حين انتسبوا أكفاء كرام ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث ويا حمزة بن عبد المطلب ويا علي بن أبي طالب ، فلما دنوا قالوا من أنتم؟ فذكروا وقالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد بن عتبة ، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة ، وعلي الوليد ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما أثبت صاحبه فكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا عبيدة إلى أصحابه وقد قطعت رجله ومخها يسيل فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألست شهيدا يا رسول الله؟ قال : " بلى " فقال عبيدة : لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أحق بما قال منه حيث يقول
ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1300 - حديث الشفاعة

انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت . فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى . فاستأذن لنا ثابت . فدخلنا عليه . وأجلس ثابتا معه على سريره .
فقال له : يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة .
قال : حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض .
فيأتون آدم فيقولون له : اشفع لذريتك . فيقول : لست لها . ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام . فإنه خليل الله .
فيأتون إبراهيم . فيقول : لست لها . ولكن عليكم بموسى عليه السلام . فإنه كليم الله .
فيؤتي موسى فيقول : لست لها . ولكن عليكم بعيسى عليه السلام . فإنه روح الله وكلمته .
فيؤتي عيسى . فيقول : لست لها . ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم .
فأوتي فأقول : أنا لها . فأنطلق فأستأذن على ربي . فيؤذن لي .
 فأقوم بين يديه . فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن . يلهمينه الله . ثم أخر له ساجدا .
فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك . وقل يسمع لك . وسل تعطه . واشفع تشفع .
فأقول : رب أمتي . أمتي .
فيقال : انطلق . فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها .
فأنطلق فأفعل . ثم أرجع إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا .
فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك . وقل يسمع لك . وسل تعطه . واشفع تشفع .
فأقول : أمتي . أمتي .
فيقال لي : فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها .
فأنطلق فأفعل . ثم أعود إلى ربي فأحمده بتلك المحامد . ثم أخر له ساجدا .
فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك . وسل تعطه . واشفع تشفع
فأقول : يا رب أمتي . أمتي .
فيقال لي : انطلق . فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار . فأنطلق فأفعل .
هذا حديث أنس الذي أنبأنا به . فخرجنا من عنده . فلما كنا بظهر الجبان قلنا : لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه ، وهو مستخف في دار خليفة . قال فدخلنا عليه فسلمنا عليه . فقلنا : يا أبا سعيد ! جئنا من عند أخيك أبي حمزة . فلم نسمع مثل حديث حدثناه في الشفاعة . قال : هيه ! فحدثناه الحديث . فقال : هيه ! قلنا : ما زادنا . قال : قد حدثنا به منذ عشرين سنة وهو يومئذ جميع ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدثكم فتتكلوا . قلنا له : حدثنا . فضحك وقال : خلق الإنسان من عجل . ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه . " ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتلك المحامد . ثم أخر له ساجدا . فيقال لي : يا محمد ! ارفع رأسك . وقل يسمع لك . وسل تعط . واشفع تشفع . فأقول : يا رب ! ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله . قال : ليس ذاك لك ( أو قال ليس ذاك إليك ) ولكن ، وعزتي ! وكبريائي ! وعظمتي ! وجبريائي ! لأخرجن من قال : لا إله إلا الله " . ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 193 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
وذهبنا معنا بثابت البناني: العلة في ذلك، أن ثابتا البناني كان من خواص أنس -رضي الله عنه-، فيستفاد منه أن الإنسان إذا أراد أن يكلم عالما أو غيره في مسألة أو غيرها، أن يذهب ومعه أحد من خواص هذا العالم؛ ليكون هذا أدعى إلى قبول العالم منه، وأدعى إلى انشراح صدره
فإذا هو في قصره: أي في بستان له خارج البصرة وكأنه خرج -رضي الله عنه- إلى البصرة لكثرة أولاده؛ لأنه -رضي الله عنه- أدرك من أولاده وأولاد أولاده ما يقارب المائة، وذلك ببركة دعوى النبي - صلى الله عليه وسلم - له
فأذن لنا، وهو قاعد على فراشه: بسبب كبر سنه، رضي الله عنه
لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة: أي أنهم قالوا لثابت أول شيء تسأل عنه أنس -رضي الله عنه- حديث الشفاعة لأهميته عندهم
يا أبا حمزة: القائل هو ثابت البناني وأبو حمزة هذه كنية أنس رضي الله عنه
ماج الناس في بعض: وذلك من شدة الهول والكرب، والموج هو الحركة والاختلاط؛ لأن الأمر شديد حيث تدنو الشمس من الرؤوس، فيموج الناس بعضهم إلى بعض، وفي الحديث الآخر: (فيطلبون من يشفع لهم) وكأن المراد بهؤلاء المؤمنون، كما جاء في حديث آخر (فيأتي المؤمنون) لأن الكفار مشغولون بما هم فيه من الشدة والكرب العظيم، والمؤمنون أصابهم كرب لكنه أقل من الكفار
قوله: (فيأتون إبراهيم ) الحديث فيه اختصار؛ لأنه في اللفظ الآخر (فيأتون نوحًا عليه السلام) وفيه أن كل نبي يقول: (لست لها) أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول: (أنا لها) وفي لفظ آخر أن كل نبي يقول:  إن ربي غضب اليوم غضبًا، لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله   وفي الحديث الآخر أن آدم يعتذر بأنه أكل من الشجرة   وهو قد تاب منها، لكن الموقف موقف عظيم  ونوح يعتذر بأنه دعا على أهل الأرض دعوة أغرقتهم، وإبراهيم يعتذر بأنه كذب ثلاث كذبات اثنتان منهن في ذات الله، وموسى يعتذر بأنه قتل نفسًا بغير حق   وذلك قبل النبوة  وعيسى لا يذكر ذنبًا، إلا أنه يقول: إن الناس اتخذوه وأمه إلهين من دون الله  
فيلهمني ربي محامد أحمده بها، لا تحضرني الآن: يفتح الله عليه في ذلك الموقف محامد، لا يحسنها الآن.
 تكون هذه المحامد مقدمات للشفعة، حتى يشفعه الله
يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع: هذا هو الإذن من الله -عز وجل-، فلا أحد يشفع إلا بالإذن حتى نبينا الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أشرف الخلق لا يشفع إلا بالإذن من الله -تعالى- وهو الله - صلى الله عليه وسلم - لا يبدأ بالشفاعة أولا، إنما يحمد الله، ثم يخر له ساجدا، ثم يأتيه الإذن بثلاثة أوامر من الله، سبحانه وتعالى
يا محمد ارفع رأسك: أي من السجود
وقل يسمع: أي: يسمع لقولك
واشفع تشفع: وهذه منقبة عظيمة للنبي الله - صلى الله عليه وسلم
فأقول: يا رب أمتي أمتي: هنا سؤال وهو أنه في أول الحديث ذكر الشفاعة العظمة، وهي الشفاعة لإراحة الناس من موقف يوم القيامة، وهو المقام المحمود، ثم بعد ذلك ذكر الشفاعة في إخراج العصاة من النار؟ والجواب أن في هذا اختصارًا، كما ذكرنا من قبل، وهو أن العلماء حينما يسوقون الحديث يأتون بما فيه رد على الخوارج والمعتزلة الذين أنكروا إخراج العصاة من النار، أما الشفاعة العظمى، فلا ينكرونها، فيذكرون أول الحديث ويذكرون آخره، ويتركون ذكر الشفاعة العظمى وتفاصيلها؛ لأنها معلومة؛ ولأنه لا خلاف فيها بين أهل البدع من المعتزلة والجهمية والأشاعرة إنما يأتون بما فيه الرد على أهل البدع من إنكار إخراج العصاة من النار.
فالخوارج والمعتزلة ينكرون إخراج العصاة من النار، ويقولون: لا يمكن أن يخرج أحد من النار بعد دخولها، ويحكمون على العصاة بأنهم مخلدون في النار؛ لأنهم يكفرونهم بالمعاصي، فيقولون: من دخل أحد الدارين لا يخرج منها، فمن دخل الجنة لا يخرج منها، ومن دخل النار لا يخرج منها، فهذا فيه الرد عليهم
فأنطلق فأفعل: فيه أن أنسا -رضي الله عنه- حدثهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يشفع ثلاث شفاعات في أهل النار، وهذه الشفاعات غير الشفاعة العظمى؛ لأن الشفاعة العظمى خاصة في الموقف، لكن هذه الشفاعات بعد دخول العصاة في النار، فيشفع فيهم الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث شفاعات، فيشفعه الله
ففي المرة الأولى يقول: (أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان) أي: مقدار حبة شعيرة من إيمان
وفي المرة الثانية يشفع فيقول الله -تبارك وتعالى-: (أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة، أو خردلة من إيمان)
وفي المرة الثالثة يشفع فيقول الله -تعالى- له: (أخرج من كان في قلبه مثقال أدنى، أدنى حبة من إيمان) فهذه ثلاث مرات
ووقف أنس -رضي الله عنه- عند هذا، وسيأتي بعد ذلك الشفاعة الرابعة، وكأن أنسًا -رضي الله عنه- نسيها. قوله: فلما خرجنا من عند أنس قلت لأصحابي...) القائل هو معبد بن هلال العنزي راوي الحديث
قوله: (لو مررنا بالحسن وهو متوارٍ في منزل أبي خليفة ) المقصود الحسن البصري -رحمه الله- من كبار التابعين ومن أصحاب أنس -رضي الله عنه-، وكان الحسن مختفيًا في دار أبي خليفة من الحجاج بن يوسف وذلك بسبب ظلمه وجبروته
 (فحدثناه بما حدثنا به أنس ) أي: أن معبدا العنزي يقول: حدثنا الحسن بما حدثناه أنس لننظر ما عنده؛ لأن الحسن صاحب لأنس وروى عنه كثيرًا
قوله: (فقلنا: يا أبا سعيد ) هي كنية الحسن البصري
قوله: (هيه) هذا للاستزادة، والمعنى: هاتوا ما عندكم مما حدثكم به أنس رضي الله عنه
قوله: (فقلنا: لم يزد لنا على هذا) أي: لما وصلوا إلى قوله: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شفع ثلاث شفاعات، قال: (هيه) أي: هاتوا ما عندكم، فقالوا: (لم يزد لنا) أي: أن أنسًا وقف عند هذا
قوله: (لقد حدثني منذ عشرين سنة... فلا أدري أنسي أم خاف أن تتكلوا) يقول الحسن إن أنسًا حدثه منذ عشرين سنة بهذا الحديث، وهو جميع، أي: مجتمع القوى، في وقت قوته ونشاطه
(فلا أدري أنسي) لكبر سنه، أم خاف أن تتكلوا) فاقتصر على ما حدثكم، ولم يذكر الشفاعة الرابعة، حتى لا تعتمدوا على رحمه الله
قوله: (ثم أعود الرابعة، فأحمده بتلك) هذه المرة الرابعة التي أسقطها أنس -رضي الله عنه-، فيشفع نبينا الله - صلى الله عليه وسلم - أربع شفاعات في العصاة
 قوله: (يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله) أي: من كان معه التوحيد، وهذا مثل قوله في الحديث الآخر:  فيخرج من النار قوم لم يعملوا خيرًا قط   أي: زيادة على التوحيد والإيمان، ومعنى الحديث من قال: لا إله إلا الله عن إخلاص وصدق، ولم يقع في عمله شرك؛ لأنه لا بد من إخلاص التعلق والتأله بالله -عز وجل-، وليس المراد أن يقولها بلسانه فقط. والدليل على ما ذكرنا، وهو أن المشرك لا تنفعه الشفاعة، ولا تصل إليه،
قوله -تعالى-:  إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ   
وقوله سبحانه:  إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ   
وقوله:  وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ   
فالكافر ليس له شفاعة، ولا يخرج من النار،
قال -تعالى-: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ   وقال  كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ   
فدل على أن الشفاعة الرابعة فيمن معه أصل التوحيد فقط، أما الذين قبله فمعهم مع التوحيد شيء من الإيمان والأعمال الصالحة، فالأول معه مقدار شعيرة من إيمان، والثاني معه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، والثالث معه أدنى، أدنى شيء من إيمان، والرابع ليس معه إلا التوحيد والإيمان فقط
ولا يضيع عند الله -تعالى- شيء قال سبحانه:  فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ   
قوله: (وعزتي وجلالي، وكبريائي وعظمتي) هذا في إثبات العزة والكبرياء والعظمة والجلال لله -تعالى-، وهي من صفات الله -عز وجل- كما يليق بالله وعظمته،
قال -تعالى- عن إبليس:  فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ   
وفي الحديث الآخر:  العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذبته  
فهذا الحديث، فيه فضل نبينا الله - صلى الله عليه وسلم - حيث خصه الله -تعالى- بالشفاعة العظمى يوم القيامة، وفيه الرد على الخوارج والمعتزلة الذين أنكروا الشفاعة في العصاة لإخراجهم من النار
-----------------------------------
من شرح الحديث للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Sunday, June 22, 2014

1299 - أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام ، وكان صائما ، فقال : قتل مصعب ابن عمير وهو خير مني ، كفن في بردة : إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه ، وأراه قال : وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط ، أو قال : أعطينا من الدنيا ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام ، صحيح البخاري

أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام ، وكان صائما ،
فقال : قتل مصعب ابن عمير وهو خير مني ، كفن في بردة : إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه ،
وأراه قال : وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط ،
أو قال : أعطينا من الدنيا ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4045 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
أُتِيَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف بِطَعَامٍ: ‏في رواية نوفل بن إياس أن الطعام كان خبزا ولحما
وهو صائم: ‏‏ذكر ابن عبد البر أن ذلك كان في مرض موته
قتل مصعب بن عمير: ‏‏تقدم نسبه وذكره في أول الهجرة , وأنه كان من السابقين إلى الإسلام وإلى الهجرة , وكان يقرئ الناس بالمدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم , وكان قتله يوم أحد , وذكر ذلك ابن إسحاق وغيره , وقال ابن إسحاق : وكان الذي قتل مصعب بن عمير عمرو بن قميئة الليثي , فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قريش فقال لهم : قتلت محمدا .
 وفي الجهاد لابن المنذر من مرسل عبيد بن عمير قال : " وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير وهو متجعف على وجهه , وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث
وهو خير مني: ‏‏لعله قال ذلك تواضعا .
 ويحتمل أن يكون ما استقر عليه الأمر من تفضيل العشرة على غيرهم بالنظر إلى من لم يقتل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم , وقد وقع من أبي بكر الصديق نظير ذلك , فذكر ابن هشام أن رجلا دخل على أبي بكر الصديق وعنده بنت سعد بن الربيع وهي صغيرة فقال : من هذه ؟ قال : هذه بنت رجل خير مني , سعد بن الربيع , كان من نقباء العقبة شهد بدرا واستشهد يوم أحد
ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط: ‏يشير إلى ما فتح لهم من الفتوح والغنائم وحصل لهم من الأموال , وكان لعبد الرحمن من ذلك الحظ الوافر
ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام: ‏‏في رواية أحمد عن غندر عن شعبة " وأحسبه لم يأكله " .
 وفي الحديث فضل الزهد , وأن الفاضل في الدين ينبغي له أن يمتنع من التوسع في الدنيا لئلا تنقص , حسناته , وإلى ذلك أشار عبد الرحمن بقوله خشينا أن تكون حسناتنا قد عجلت .
 قال ابن بطال : وفيه أنه ينبغي ذكر سير الصالحين وتقللهم في الدنيا لتقل رغبته فيها قال : وكان بكاء عبد الرحمن شفقا أن لا يلحق بمن تقدمه
الحديث يتكلم عن  عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حين جيء إليه بالطعام وهو صائم، والصائم يشتهي الطعام عادة، ولكنه رضي الله عنه تذكر ما كان عليه الصحابة الأولون، وهو رضي الله عنه من الصحابة الأولين من المهاجرين رضي الله عنهم، لكنه قال احتقاراً لنفسه قال: إن مصعب بن عمير رضي الله عنه كان خيراً مني.
وكان مصعبٌ رجلاً شاباً، كان عند والديه بمكة وكان والداه أغنياء، وأمه وأبوه يلبسانه من خير اللباس : لباس الشباب والفتيان، وقد دلّلاه دلالاً عظيماً، فلما أسلم هجراه وأبعداه، وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان مع المهاجرين، وكان عليه ثوب مرقع بعدما كان في مكة عند أبويه يلبس أحسن الثياب، لكنه ترك ذلك كله مهاجراً إلى الله ورسوله.
وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم أحد ، فاستشهد رضي الله عنه، وكان معه بردة- أي ثوب- إذا غطوا به رأسه بدت رجلاه- وذلك لقصر الثوب- وإن غطوا رجليه بدا رأسه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستر به رأسه وأن تستر رجلاه بالإذخر؛ نبات معروف.
فكان عبد الرحمن بن عوف يذكر حال هذا الرجل ، ثم يقول: إنهم قد مضوا وسلموا مما فتح الله به من الدنيا على من بعدهم من المغانم الكثيرة، كما قال تعالى : (وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا) (الفتح:19) .
ثم قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه :" قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا"؛ لأن الكافر يجزى على حسناته في الدنيا، وله في الآخرة عذاب النار، والمؤمن قد يجزى في الدنيا وفي الآخرة، لكن جزاء الآخرة هو الأهم.
فخشي رضي الله عنه أن تكون حسناتهم قد عجلت لهم في هذه الدنيا، فبكى خوفاً وفرقاً، ثم ترك الطعام رضي الله عنه.
ففي هذا دليلٌ على البكاء من خشية الله ومخافة عقابه
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1298 - تحشرون حفاة عراة غرلا . قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ فقال : الأمر أشد من أن يهمهم ذاك ، صحيح البخاري

تحشرون حفاة عراة غرلا .
قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟
فقال : الأمر أشد من أن يهمهم ذاك ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6527 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
تحشرون: اى يوم القيامة
حفاة: أَيْ بِلَا خُفٍّ وَلَا نَعْلٍ ‏
عراة: جَمْعُ عَارٍ وَهُوَ الَّذِي لَا سِتْرَ لَهُ ‏
غُرْلًا: ‏بِضَمِّ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ جَمْعُ أَغْرَلَ وَهُوَ الْأَقْلَفُ أَيْ غَيْرَ مَخْتُونِينَ
الأمر أشد من أن يهمهم ذاك: يقال أهمه الأمر ، من همه الشيء إذا آذاه و اورثه الهم
الأمر أشد: أي أمر القيامة وأهوال المحشر أشد
من أن يهمهم ذلك: بضم الياء من أهم الرباعي أي يشغلهم وبفتح الياء من همه الشيء إذا أذاه قال ابن حجر والأول أولى والإشارة إلى نظر بعضهم إلى سوأة بعض
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1297 - كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا : مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، صحيح البخاري

كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا :
مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3769 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء: المقصود بالكمال التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى
الثريد أو التشريب: هو نوع من الأكلات التي يعود تاريخها إلى أيام الجاهلية، وهي مشهورة في مصر بالفتّه و جنوب العراق وقطر ومنطقة الخليج العربي وتونس وفي غرب ليبيا يطلق عليها اسم " فتات " وفي شرق ليبيا يطلق عليها اسم " مثرودة " تعرف في المغرب تحت مسمى الرفيسة وفى الجزائر بسم الشخشوخة ، التي تعتمد بصورة أساسية على تقطيع (ثرد) الخضروات أو الخبز (أو كلاهما) إلى قطع صغيرة الحجم في صحن عميق وغمسها بمرقة اللحم. ويستخدم عادة خبز الرقاق في هذه الأكلة
قال النووي :
قال العلماء : معناه أن الثريد من كلّ الطعام أفضل من المرق , فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد , وثريد ما لا لحم فيه أفضل من مرقه , والمراد بالفضيلة نفعه , والشبع منه , وسهولة مساغه , والالتذاذ به , وتيسر تناوله , وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة , وغير ذلك , فهو أفضل من المرق كله ومن سائر الأطعمة ، وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة . وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية ; لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة . " شرح مسلم " ( 15 / 199 ) .
قال ابن القيم - في مبحث التفضيل بين عائشة وفاطمة - :
فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم ، فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله عز وجل : فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص ؛ لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة .
وإن أريد بالتفضيل التفضيل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم وأنفع للأمة وأدّت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها .
وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب : فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير أخواتها .
وإن أريد السيادة : ففاطمة سيدة نساء الأمة .
وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل .  
وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يُفصِّل جهات الفضل ولم يوازن بينهما فيبخس الحق ، وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصب وهوى لمن يفضِّله تكلم بالجهل والظلم . " بدائع الفوائد " ( 3 / 682 ، 683 ) .
وأما خصائص عائشة رضي الله عنها فكثيرة ، منها ما ذكره ابن القيم رحمه الله فقال :
ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها    
ومن خصائصها أيضا : أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .   
ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .   
ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت .   
ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...
ومن خصائصها رضي الله عنها : أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .   
ومن خصائصها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .   
ومن خصائصها : أن الملَك أَرى صورتَها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكن هذا من عند الله يمضه .  
ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين . أ.هـ " جلاء الأفهام " ( ص 237 - 241 )
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1296 - عن عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ، حتى أكون أنا الذي أسام ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، الحريصة على اللهو ، صحيح البخاري

عن عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد ، حتى أكون أنا الذي أسام ،
فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن ، الحريصة على اللهو ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5236 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
فَاقْدُرُوا:  أي قدروا رغبتنا في ذلك إلى أن تنتهي ، بضم الدال وكسرها. لغتان من التقدير، والفاء جواب شرط مقدر، أي حيث قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عذري ورغبتي فقدروا عذر أمثالي
وأنا جارية فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن: معناه أنها تحب اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حبا بليغا وتحرص على إدامته ما أمكنها ولا تمل ذلك إلا بعذر من تطويل
الحديث يتكلم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم
 سمع في يوم عيد صوت صبيان فنظر من باب بيته نحو الصوت، فرأى رجالاً من الحبشة يلعبون بالعصى، كأن بعضهم يضرب بعضاً ويحاول المضروب أن يحمي نفسه من العصا بعرض عصاه وهي لعبة معروفة في البلاد، يرى ذلك فينادي عائشة: هل تحبين رؤية الحبشة يرقصون ويلعبون بالعصى؟ فتقول: نعم أحب ذلك. فيقول لها: تعالى، وقفي ورائي، وانظري وأنت تتسترين بي، فتضع رأسها على كتفه، وخدها على خده، تنظر إلى الحبشة من بين كتفه وأذنه صلى الله عليه وسلم، فإذا طال الوقت سألها: أيكفيك ذلك؟ فتقول: لا تعجل، فإني ما زلت أرغب، فينتظر ثم يقول: أيكفيك ذلك؟ فتقول: لا تعجل، فما زلت أرغب، فينتظر حتى تسأم هي، وتطلب الانصراف، فينصرف بها صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن أم المؤمنين عائشة وعن الصحابة أجمعين.
و الحديث فيه جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ، ويلتحق به في ما معناه من الأسباب المعينة على الجهاد وأنواع البر وفيه جواز نظر النساء إلى لعب الرجال من غير نظر إلى نفس البدن . وأما نظر المرأة إلى وجه الرجل الأجنبي فإن كان بشهوة فحرام بالاتفاق ، وإن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففي جوازه وجهان لأصحابنا : أصحهما تحريمه لقوله تعالى : وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ولقوله - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة وأم حبيبة : ( احتجبا عنه ) أي عن ابن أم مكتوم فقالتا : إنه أعمى لا يبصرنا فقال - صلى الله عليه وسلم : ( أفعمياوان أنتما أليس تبصرانه ) ؟ وهو حديث حسن رواه الترمذي وغيره وقال : هو حديث حسن ، وعلى هذا أجابوا عن حديث عائشة بجوابين وأقواهما : أنه ليس فيه أنها نظرت إلى وجوههم وأبدانهم ، وإنما نظرت لعبهم وحرابهم ، ولا يلزم من ذلك تعمد النظر إلى البدن وإن وقع النظر بلا قصد صرفته في الحال . والثاني : لعل هذا كان قبل نزول الآية في تحريم النظر ، وأنها كانت صغيرة قبل بلوغها ، فلم تكن مكلفة على قول من يقول : إن للصغير المراهق النظر والله أعلم . وفي هذا الحديث بيان ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرأفة والرحمة وحسن الخلق والمعاشرة بالمعروف مع الأهل والأزواج وغيرهم  
للمزيد

1295 - بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن ، فشربت منه ، حتى إني لأرى الرِّيّ يخرج من أطرافي ، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب . فقال من حوله : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : العلم ، صحيح البخاري

بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن ، فشربت منه ، حتى إني لأرى الرِّيّ يخرج من أطرافي ، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب .
فقال من حوله : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : العلم ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7007 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
الرِّيّ: يقال يَعيشُ في رِيٍّ : اى في حُسْنِ حالٍ ونِعْمَةٍ
فضلي: الفضل ما بقي من الشيءِ ، او الزيادة
 قال ابن العربي : اللبن رزق يخلقه الله طيبا بين أخباث من دم وفرث كالعلم نور يظهره الله في ظلمة الجهل , فضرب به المثل في المنام .
 قال بعض العارفين : الذي خلص اللبن من بين فرث ودم قادر على أن يخلق المعرفة من بين شك وجهل ويحفظ العمل عن غفلة وزلل , وهو كما قال : لكن اطردت العادة بأن العلم بالتعلم , والذي ذكره قد يقع خارقا للعادة فيكون من باب الكرامة .
 وقال ابن أبي جمرة : تأول النبي صلى الله عليه وسلم اللبن بالعلم اعتبارا بما بين له أول الأمر حين أتي بقدح خمر وقدح لبن فأخذ اللبن , فقال له جبريل : أخذت الفطرة الحديث , قال : وفي الحديث مشروعية قص الكبير رؤياه على من دونه , وإلقاء العالم المسائل واختبار أصحابه في تأويلها , وأن من الأدب أن يرد الطالب علم ذلك إلى معلمه .
 قال : والذي يظهر أنه لم يرد منهم أن يعبروها وإنما أراد أن يسألوه عن تعبيرها , ففهموا مراده فسألوه فأفادهم , وكذلك ينبغي أن يسلك هذا الأدب في جميع الحالات .
 قال : وفيه أن علم النبي صلى الله عليه وسلم بالله لا يبلغ أحد درجته فيه , لأنه شرب حتى رأى الري يخرج من أطرافه , وأما إعطاؤه فضله عمر ففيه إشارة إلى ما حصل لعمر من العلم بالله بحيث كان لا يأخذه في الله لومة لائم .
 قال : وفيه أن من الرؤيا ما يدل على الماضي والحال والمستقبل , قال : وهذه أولت على الماضي , فإن رؤياه هذه تمثيل بأمر قد وقع , لأن الذي أعطيه من العلم كان قد حصل له وكذلك أعطيه عمر , فكانت فائدة هذه الرؤيا تعريف قدر النسبة بين ما أعطيه من العلم وما أعطيه عمر
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1294 - قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، صححه الألبانى فى صحيح ماجه

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى
فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن
إخلاص العمل لله
والنصيحة لولاة المسلمين
ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، صححه الألبانى فى صحيح ماجه
------------------------------------------------
الراوي: جبير بن مطعم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2498 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
نَضَّرَ اللَّهُ اِمْرَأَ: اى دعا له بالنضارة، وهي في الأصل حسن الوجه والبريق
سمع منا مقالتي: ‏أي سمع بلا واسطة أو بواسطة وهي معنى سمع مقالتي ولا يتقيد بالسماع من فيه صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى هذا العلماء
فرب حامل فقه غير فقيه: المراد بحامل الفقه حافظ الأدلة التي يستنبط منها الفقه ‏، و المقصود انه ربما يكون غير قادر على استنباط الفقه من تلك الأدلة إلى من هو أفقه أي هو فقيه أيضا لكنه يحمل الفقه إلى أفقه منه بأن كان الذي يسمع منه أفقه منه وأقدر على استنباطه
ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : يقال: غَلَى صدره فغلَّ إذا كان ذا غش وضغن وحقد
أي: قلب المسلم لا يغلُّ على هذه الخصال الثلاث، فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيلة جملة، لأن قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ فمن أخلص لربه صرف عنه دواعي السوء والفحشاء فانصرف عنه السوء والفحشاء
والنصيحة لولاة المسلمين: اى نصح من يتولون امور المسلمين بتقوى الله
 وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدين النصيحة ، فهذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل ، وسمى ذلك كله دينا ، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها ، وهو مقام الإحسان ، فلا يكمل النصح لله بدون ذلك ، ولا يتأتى ذلك بدون كمال المحبة الواجبة والمستحبة ، ويستلزم ذلك الاجتهاد في التقرب إليه بنوافل الطاعات على هذا الوجه وترك المحرمات والمكروهات على هذا الوجه أيضا
 قال الخطابي : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، قال : وأصل النصح في اللغة الخلوص ، يقال : نصحت العسل : إذا خلصته من الشمع . فمعنى النصيحة لله سبحانه : صحة الاعتقاد في وحدانيته ، وإخلاص النية [ ص: 220 ] في عبادته ، والنصيحة لكتابه : الإيمان به ، والعمل بما فيه ، والنصيحة لرسوله : التصديق بنبوته ، وبذل الطاعة له فيما أمر به ، ونهى عنه ، والنصيحة لعامة المسلمين : إرشادهم إلى مصالحهم
فإن دعوتهم تحيط من ورائهم: هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبّه دعوة المسلمين بالسُّور والسياج المحيط بهم، المانع من دخول عدوهم عليهم، فتلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام وهم داخلوها، لَمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر أنَّ من لزم جماعة المسلمين؛ أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم. فالدعوة تجمع شمل الأمة، وتلُم شعثها، وتحيط بها، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, June 21, 2014

1293 - نَضَّرَ الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه فرب مبلغ أحفظ من سامع ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه

نَضَّرَ الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه فرب مبلغ أحفظ من سامع ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 190 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
نَضَّرَ اللَّهُ اِمْرَأَ: اى دعا له بالنضارة، وهي في الأصل حسن الوجه والبريق
سمع منا حديثا: ‏أي سمع بلا واسطة أو بواسطة وهي معنى سمع مقالتي ولا يتقيد بالسماع من فيه صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى هذا العلماء
 فَرُبَّ مُبَلَّغ: أي منقول إليه وموصول لديه
أحفظ له: أي أحفظ للحديث وأضبط وأفهم وأتقن له
و قيل ‏أي أفطن وأفهم أو أكثر مراعاة لمعناه وعملا بمقتضاه وليس المراد الحفظ اللساني
من سامع: أي ممن سمع أولا وبلغه
ثانيا
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, June 20, 2014

1292 - نَضَّرَ الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه

نَضَّرَ الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني
فرب حامل فقه غير فقيه
ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 194 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
نَضَّرَ اللَّهُ اِمْرَأَ: اى دعا له بالنضارة، وهي في الأصل حسن الوجه والبريق
فرب حامل فقه غير فقيه: المراد بحامل الفقه حافظ الأدلة التي يستنبط منها الفقه ‏، و المقصود انه ربما يكون غير قادر على استنباط الفقه من تلك الأدلة إلى من هو أفقه أي هو فقيه أيضا لكنه يحمل الفقه إلى أفقه منه بأن كان الذي يسمع منه أفقه منه وأقدر على استنباطه
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Thursday, June 19, 2014

1290 - يا عثمان إن الله مقمصك قميصا ، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

يا عثمان إن الله مقمصك قميصا ، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7947 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
مقمصك قميصا: اى سيلبسك قميصاً ، و هو ما فُسر على انها الخلافة او الولاية
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Wednesday, June 18, 2014

1289 - إذا كان عند الرجل امرأتان ، فلم يعدل بينهما ، جاء يوم القيامة وشقه ساقط ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى

 إذا كان عند الرجل امرأتان ، فلم يعدل بينهما ،
جاء يوم القيامة وشقه ساقط ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1141 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
وشقه: أي أحد جنبيه وطرفه
 ساقط: قال الطيبي : أي نصفه مائل ، قيل : بحيث يراه أهل العرصات ، ليكون هذا زيادة له في التعذيب ، وهذا الحكم غير مقصور على امرأتين فإنه لو كانت ثلاث أو أربع كان السقوط ثابتا ، واحتمل أن يكون نصفه ساقطا وإن لزم الواحدة وترك الثلاث ، أو كانت ثلاثة أرباعه ساقطة على هذا ، فاعتبر ثم إن كانت الزوجتان إحداهما حرة والأخرى أمة ؛ فللحرة الثلثان من القسم وللأمة الثلث ، بذلك ورد الأثر قضى به أبو بكر وعلي - رضي الله عنهم
 و سقوطه عقوبة له على جوره لأن الجزاء من جنس العمل، فكما مال في معاملته لزوجته أمال الله شقه وجعل جسمه غير معتدل عقوبة له
 و الحديث يتكلم عن وجوب العدل بين الزوجات عند التعدد
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1288 - أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال { قل هو الله أحد } ، يعدل ثلث القرآن ، صحيح مسلم

أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟
قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟
قال { قل هو الله أحد } ، يعدل ثلث القرآن ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أبو الدرداء المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 811 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قل هو الله أحد: اى سورة الأخلاص
وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" وذلك على أقوال:
القول الأول: أنها ثلث باعتبار معاني القرآن، لأن القرآن أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار.
والقول الثاني: أنها ثلث القرآن باعتبار الثواب. أي أن ثواب قراءتها يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن، وقيل مثله من غير تضعيف، والأقرب أنه مع التضعيف للإطلاق.
والقول الثالث: أن المراد من عمل بما تضمنته من الإخلاص والتوحيد كان كمن قرأ ثلث القرآن.
والقول الرابع: أن هذا الثواب خاص بذاك الرجل الذي كان يرددها في ليلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها لتعدل....الحديث".
وقيل غير ذلك، وراجع فتح الباري.
والأقرب هو أن ثوابها كثواب ثلث القرآن مع التضعيف.
وفضل الله واسع.
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, June 17, 2014

1287 - لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

 لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7266 خلاصة حكم المحدث: صحيح  
------------------------------------------------
الشرح:
الحديث جزء من حديث اطول ان رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على ابى سلمة رضى الله عنه و قد مات ، فاغمض عينيه فصاح بعض اهله فقال هذا الحديث ثم دعى له فقال:
اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله رب العالمين اللهم افسح له في قبره ونور له فيه
لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير: أي لا تقولوا شرا ووائلا أو الويل لي وما أشبه ذلك
يؤمنون: أي يقولون آمين
على ما تقولون: أي في دعائكم من خير أو شر
اعتاد بعض الناس كلما غضبوا أن يقوموا بالدعاء على أنفسهم أو على أولادهم أو على خدمهم أو على أموالهم، فكان التوجيه النبوي الكريم بالنهي عن ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لأمته: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم)؛ لأن ما يحصل من الإنسان عند الغضب تجده عليه بعد ذلك، يقول عطاء بن أبي رباح: "ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فتهدم عمر خمسين سنة أو ستين سنة أو سبعين سنة، ورُبّ غضبة قد أقحمت صاحبها مقحما ما استقاله".
(لا توافقوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) علة للنهي أي: لئلا توافقوا وتُصَادِفُوا ساعة إِجابة وَنَيْل فَتُسْتجاب دَعوتُكُم السُّوء.
لطف الله بعباده
إن من يدعو بالسوء على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه لا يريد ذلك ولا يقصده غالبا، ولهذا يقول الله تعالى: {وَيَدعُ الإِنسانُ بِالشَّر دُعاءَه بِالخَيرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} (الإسراء: 11)، ويقول عز وجل: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} (يونس: 11)، أي أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، لأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم -والحالة هذه- لطفا ورحمة، ولو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك لأهلكهم، وفوق ذلك يتكرم الله عليهم بالاستجابة لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء
و الله تعالى اعلم
للمزيد