Thursday, January 16, 2014

879 - لن ينجي أحدا منكم عمله . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة ، سددوا وقاربوا ، واغدوا وروحوا ، وشيء من الدلجة ، والقصد القصد تبلغوا

 
لن ينجي أحدا منكم عمله . قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟
قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة ، سددوا وقاربوا ، واغدوا وروحوا ، وشيء من الدلجة ، والقصد القصد تبلغوا ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6463 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
سددوا: مشتق من السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط
 
وقاربوا:أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه
 
واغدوا وروحوا وشيء من الدُلجة: أي استعينوا على المداومة في العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة
والغدوة سير أول النهار
والروحة المسير بعد الزوال
والدلجة آخر الليل
 
وهذه الأوقات هي أطيب أوقات المسافر سفرا طويلا فإذا مشى وسافر الليل والنهار جميعا وواصل سيره عجز وانقطع
وإذا جزء مسيره وتحرى أوقات نشاطه وصل إلى مقصده دون مشقة
وهكذا السائر إلى الله تعالى والمسافر إلى الآخرة فله في الضحى وقت  واسع وبعد الزوال كذلك ولا بد له من سير الليل وذلك بقيام الليل ولا يتكلف ما فيه الإشقاق على النفس وتحميلها فوق طاقتها
 
والقصد القصد تبلغوا : أي تبلغوا المقصود
والقصد هو الأخذ بالأوسط المعتدل دون تقصير أو تغالي أوتكلف فوق الطاقة
فمن سار بالعبادة قاصداً مقتصداً بلغ المقصود وانتهى إلى المطلوب وذلك بالاهتداء بالهدي المحمدي والسير على نوره صلى الله عليه وسلم
 
وقال الحافظ في (فتح الباري) في بيان معنى السداد: ومعناه: اقصدوا السداد أي الصواب، وقال: اعملوا واقصدوا بعملكم الصواب، أي اتباع السنة من الإخلاص وغيره، ليقبل عملكم فتنـزل عليكم الرحمة. وقال في معنى
وقاربوا: أي لا تُفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة، لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل فتفرِّطوا. انتهى.
والسداد الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو الحق والصواب، ولابد فيه من أمرين:
أحدهما: أن يكون العمل لله خالصاً، لا شركة لغيره فيه.
و الثاني: أن يكون على النهج الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم . وهذان هما الركنان الأساسيان للعمل الصالح، إخلاص واتباع، إخلاص العبادة لله وحده، وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا إشراك بغير الله، ولا إبتداع في الدين ما لم يأذن به الله.
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment