Sunday, August 31, 2014

1485 - ما شبِعَ رسولُ اللهِ من خُبزٍ قطُّ ، ولا لحمٍ إلا على ضَفَفٍ ، صححه الألبانى فى مختصر الشمائل

ما شبِعَ رسولُ اللهِ من خُبزٍ قطُّ ، ولا لحمٍ إلا على ضَفَفٍ ، صححه الألبانى فى مختصر الشمائل 
------------------------------------------------
الراوي: مالك بن دينار المحدث: الألباني  - المصدر: مختصر الشمائل - الصفحة أو الرقم: 109 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
خبز: التنوين للتنكير فهو شامل لعيش الحنطة - و هو نوع من انواع القمح - والشعير
 إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ: اى عند نزول الضيف ، و فى المعجم:
الضَّفَفُ : الشِّدَّةُ وضيقُ العيش
الضَّفَفُ : الأَكلُ دونَ الشِّبَع
الضَّفَفُ : كثرةُ الأَكَلَةِ مع قلَّة ما يؤْكل
الضَّفَفُ : كثرةُ العيالِ والحشم
الضَّفَفُ : ازدحامُ الناسِ وغيرِهم على الماءِ وغيرِه
الضَّفَفُ : ما دونَ ملء المكيال
 قال مالك: أي ابن دينار .
 سألت رجلا من أهل البادية: : لأنهم أعرف باللغات الغريبة .
  ما الضفف ؟ فقال: : وفي نسخة " قال " .
 أن يتناول: بضم أوله ، وفي نسخة بفتحه ، أي يستعمل الأكل .
  مع الناس: فمعنى الخبر أنه صلى الله عليه وسلم لم يشبع من خبز ولحم إذا أكل وحده ، ولكن شبع منهما إذا كان يأكل مع الناس ، وهذا على التفسير المذكور في الكتاب ، ثم قيل : معناه أنه كان يأكل مع أهل بيته أو مع الأضياف أو في الضيافات والولائم والعقائق ، والمراد بالشبع له صلى الله عليه وسلم أكله ملء ثلثي بطنه ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يأكل ملء البطن قط ، وقال صاحب النهاية : الضفف الضيق والشدة ، أي لم يشبع منهما على حال من الأحوال إلا على حال الضيق والشدة ، وحاصله أنه لم يكن الشبع منهما على حال التنعم والرفاهية .
 وقال في الفائق : في الحديث لم يشبع من طعام إلا على ضفف ، وروي حفف شظف ، الثلاثة في معنى ضيق المعيشة وقلتها وغلظتها ، يقال : أصابها حفف وحفوف وحفت الأرض إذا يبس نباتها ، وعن الأصمعي : أصابهم من العيش ضفف أي شدة ، وفي رأي فلان ضفف أي ضعف ، وما رئي على بني فلان حفف ولا ضفف أي أثر عوز .
 والمعنى أنه لم يشبع إلا والحال خلاف الخصب والرخاء عنده ، وقيل : معناه اجتماع الأيدي وكثرة الآكلين ، أي لم يأكل وحده ولكن مع الناس ، وقال صاحب الصحاح : الضفف كثرة العيال ، وقولهم لا ضفف يشغله ولا ثقل أي لا يشغله عن حجه ونسكه عيال ولا متاع
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1484 - الناس معادن كمعادن الفضة والذهب . خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا . والأرواح جنود مجندة . فما تعارف منها ائتلف . وما تناكر منها اختلف ، صحيح مسلم

الناس معادن كمعادن الفضة والذهب .
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا .
والأرواح جنود مجندة .
فما تعارف منها ائتلف . وما تناكر منها اختلف ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2638 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
الناس معادن: جمع معدن ، والمراد به مستقر الأخلاق
 كمعادن الذهب والفضة: وغيرهما إلى أن ينتهي إلى الأدنى ، فمن كان استعداده أقوى كانت فضيلته أتم ، وفيه إشارة إلى أن ما في معادن الطباع من جواهر مكارم الأخلاق ينبغي أن يستخرج برياضة النفوس كما تستخرج جواهر المعادن بالمقاساة والتعب كذا ذكره ابن الملك .
 وقال الطيبي : المعدن المستقر من عدنت البلد إذا توطنته ، ومنه المعدن لمستقر الجواهر ، ومعادن خبر المبتدأ ، ولا يصح حمله إلا بأحد وجهين : إما على التشبيه كقولك: زيد أسد وحينئذ يكون كمعادن الذهب بدلا منه أي : الناس كمعادن الذهب ، وإما على أن المعادن مجاز عن التفاوت ، فالمعنى أن الناس متفاوتون يعني في مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات تفاوتا مثل تفاوت معادن الذهب ، والمراد بالتفاوت تفاوت النسب في الشرف والضعة يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " فعن معادن العرب تسألونني ؟ " قالوا : نعم أي أصولها التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها ، وإنما جعلت معادن لما فيها من معنى الاستعدادات المتفاوتة ، فمنها قابلة لفيض الله سبحانه على مراتب المعادن ، ومنها غير قابلة .
 خيارهم في الجاهلية: اى افضلهم و خيرهم فى الجاهلية ، و هى جملة مبينة ، شبههم بالمعادن في كونها أوعية للجواهر النفيسة والفلزات المنتفع بها ، المعني بها العلوم والحكم ، فالتفاوت في الجاهلية بحسب الأنساب ، وفي الإسلام بالأحساب ، ولا يعتبر الأول إلا بالثاني ، فالمعنى خيارهم بمكارم الأخلاق في الجاهلية
 إذا فقهوا: بضم القاف ، وقيل بالكسر أي : إذا استووا في الفقه ، وإلا فالشرف للأفقه منه .
 قال في النهاية : فقه الرجل بالكسر إذا علم ، وفقه بالضم إذا صار فقيها عالما وجعله العرب خاصا بعلم الشريعة وتخصيصا بعلم الفروع
الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف: قال العلماء : معناه جموع مجتمعة ، أو أنواع مختلفة .
 وأما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه ، وقيل : إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها ، وتناسبها في شيمها .
 وقيل : لأنها خلقت مجتمعة ، ثم فرقت في أجسادها ، فمن وافق بشيمه ألفه ، ومن باعده نافره وخالفه .
 وقال الخطابي وغيره : تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ ، وكانت الأرواح قسمين متقابلين .
 فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه ، فيميل الأخيار إلى الأخيار ، والأشرار إلى الأشرار
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Friday, August 29, 2014

1480 - أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ، عن نكاح المتعة ، يوم خيبر . وعن لحوم الحمر الأهلية ، صحيح مسلم

 أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ، عن نكاح المتعة ، يوم خيبر . وعن لحوم الحمر الأهلية ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1407 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
نكاح المتعة: اى زواج المتعة و هو تزوج الرجل المرأة إلى أجل او وقت محدد وقد كان ذلك مباحا ثم نسخ و تغير الحكم للنهى و التحريم ، ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة
يوم خيبر: اى فى فتح خيبر
وعن لحوم الحمر الأهلية: فالحمر جمع ومفرده: حمار، وهي نوعان: أهلية، ووحشية.‏
والأهلية هي الإنسية المستأنسة التي تعيش بين الناس وتحمل أثقالهم
قال الإمام المناوي في فيض القدير: ( الحمر ‏الأهلية هي التي تألف البيوت، ولها أصحاب ترجع إليهم، وهي الإنسية ضد الوحشية) أما ‏الوحشية فهي التي تعيش في البراري والصحاري، وليست مملوكة لأحد، وليس لها أهل ‏ترجع إليهم.‏
وقد اتفق جمهور العلماء على حرمة أكل الحمر الأهلية، قال الإمام النووي ( مال إلى ‏تحريم الحمر الأهلية أكثر العلماء من الصحب فمن بعدهم، ولم نجد عن أحد من الصحابة ‏فيه خلافاً إلا عن ابن عباس، وعند المالكية ثلاث روايات، ثالثها الكراهة) ومن الأدلة على ‏التحريم قوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية، ‏فإنها رجس من عمل الشيطان" رواه البخاري ومسلم. وأمره صلى الله عليه وسلم بإكفاء ‏القدور بقوله: "أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئاً" رواه البخاري ومسلم. ‏وفي أمره بإكفاء القدور وإراقة ما فيها دليل على نجاسة الحمر الأهلية وحرمتها.‏
هذا بخلاف الحمر الوحشية فإن أكل لحمها مباح.‏
والله تعالى أعلم
للمزيد

1478 - من ترك صلاة العصر متعمدا فقد حبط عمله ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

من ترك صلاة العصر متعمدا فقد حبط عمله ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب 
------------------------------------------------
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 479 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها ، فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها ، وهى التي فرضت على من كان قبلنا ، فضيعوها
اختلف العلماء رحمهم الله في الوعيد الوارد فيمن ترك صلاة العصر ، هل هو على ظاهره ، أو لا ؟ على قولين :
القول الأول : أنه على ظاهره ، فيكفر من ترك صلاة واحدة متعمداً حتى خرج وقتها ، وهو اختيار إسحاق بن راهويه ، واختاره من المتأخرين الشيخ ابن باز رحمهما الله .
القول الثاني : أن الوعيد الوارد في صلاة العصر ليس على ظاهره ، واختلف أصحاب هذا القول في توجيه الحديث على أقوال ؛ منها : أن الحديث محمول على من تركها استحلالاً .
ومنهم من رأى أن الحبوط خاص بالصلاة نفسها ، فمن ترك صلاة العصر حتى خرج وقتها ، فإنه لا يحصل على أجر من صلاها في وقتها ، فيكون المراد بالعمل الذي حبط في الحديث الصلاة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1476 - عن ابن عباس : { فيما عرضتم به من خطبة النساء } يقول : إني أريد التزويج ، ولوددت أنه ييسر لي امرأة صالحة ، صحيح البخاري

عن ابن عباس : { فيما عرضتم به من خطبة النساء }
يقول : إني أريد التزويج ، ولوددت أنه ييسر لي امرأة صالحة ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: مجاهد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5124 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
فيما عرضتم به من خطبة النساء: المقصود الآية:
ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم ( 235 )
من سورة البقرة
وقد أباح الله تعالى في هذه الآية للمؤمنين أن يعرضوا تعريضاً بخطبة المعتدات - و هن اللوات مات عنهن ازوجهن و فى فترة العدة -، أو أن يكنّوا ذلك في أنفسهم ويعزموا على تزوجهن بعد انقضاء عدتهن، وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعلم أنهم سيذكرونهن إما سراً في أنفسهم، أو علناً بألسنتهم، فرخص في التعريض دون التصريح وقال: (ولكن لا تواعدهن سراً) فنهى عن أخذ ميثاقهن وعهدهن أن لا ينكحن غيرهم.
أما وقوله: (إلا أن تقولوا قولًا معروفاً) فالاستثناء فيه منقطع، أي لكن يجوز لكم أن تقولوا لهن قولاً معروفاً، والقول المعروف هو التعريض الذي أبيح في أول الآية
الجناح : الإثم ، أي لا إثم عليكم ، والتعريض ضد التصريح ، وهو من عرض الشيء : أي جانبه كأنه يحوم به حول الشيء ولا يظهره ، وقيل : هو من قولك : عرضت الرجل : أي أهديت له
وقال في الكشاف : الفرق بين الكناية والتعريض ، أن الكناية أن يذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له .
والتعريض أن يذكر شيئا يدل به على شيء لم يذكره ، كما يقول المحتاج للمحتاج إليه : جئتك لأسلم عليك ، ولأنظر إلى وجهك الكريم ، ولذلك قالوا :
وحسبك بالتسليم مني تقاضيا
وكأنه إمالة الكلام إلى عرض يدل على الغرض ، ويسمى التلويح لأنه يلوح منه ما يريده انتهى .
والخطبة بالكسر : ما يفعله الطالب من الطلب ، والاستلطاف بالقول والفعل ، يقال : خطبها يخطبها خطبة وخطبا .
وأما الخطبة بضم الخاء فهي الكلام الذي يقوم به الرجل خاطبا .
وقوله : " أكننتم " معناه سترتم وأضمرتم من التزويج بعد انقضاء العدة .
والإكنان : [ ص: 161 ] التستر والإخفاء : يقال : أكننته وكننته بمعنى واحد .
ومنه بيض مكنون ، ودر مكنون .
ومنه أيضا أكن البيت صاحبه : أي ستره .
وقوله : علم الله أنكم ستذكرونهن أي علم الله أنكم لا تصبرون عن النطق لهن برغبتكم فيهن ، فرخص لكم في التعريض دون التصريح .
وقال في الكشاف : إن فيه طرفا من التوبيخ كقوله : علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم [ البقرة : 187 ] .
وقوله : ولكن لا تواعدوهن سرا معناه : على سر ، فحذف الحرف لأن الفعل لا يتعدى إلى المفعولين .
وقد اختلف العلماء في معنى السر فقيل : معناه نكاحا : أي لا يقل الرجل لهذه المعتدة تزوجيني بل يعرض تعريضا .
وقد ذهب إلى أن معنى الآية هذا جمهور العلماء ، وقيل : السر الزنا ، أي لا يكن منكم مواعدة على الزنا في العدة ثم التزويج بعده
فأما المطلقة الرجعية : فلا خلاف في أنه لا يجوز لغير زوجها التصريح بخطبتها ولا التعريض لها
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1475 - جاء زيد بن حارثة يشكو ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول :اتق الله ، وأمسك عليك زوجك. قال أنس : لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه . قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات . وعن ثابت : { وتخفي في نفسكما الله مبديه وتخشى الناس } . نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة ، صحيح البخاري

جاء زيد بن حارثة يشكو ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول :اتق الله ، وأمسك عليك زوجك.
قال أنس : لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه .
قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات .
وعن ثابت : { وتخفي في نفسكما الله مبديه وتخشى الناس } . نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7420 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات: المقصود الآية:
وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ( 37 )
من سورة الأحزاب
زينب بنت جحش:
هى ابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
امها اميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فمكا طلقها زيد بن حارثة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة وكانت من المهاجرات
اختار النبي صلى الله عليه وسلم مولاه زيد بن حارثة زوجًا لها، فقالت: أنا لا أرضاه لنفسى وأنا أيِّم قريش. فقال لها صلى الله عليه وسلم: "أنا رضيتُه لك" [البخاري].
  
ونزل قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36]. فنَفَّذَتْ زينب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزوجت زيدًا، وكان صداقها عشرة دنانير، وستين درهمًا، وخمارًا، ودرعًا، وخمسين مُدّا، وعشرة أمداد من تمر.
وعاشت عنده ما يقرب من سنة أو يزيد، ثم حدث خلافٌ بينهما، فذهب زيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يشكو زوجته، ويستأذنه في تطليقها، فنصحه أن يصبر، وقال له: "أمسك عليك زوجكَ واتقِ الله" [البخاري]. ولكنه لم يستطع أن يستكمل معها حياته، فطلقها.
ثم نزل أمر الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بالزواج منها، قال تعالى (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب: 37]. وذلك لإبطال عادة التبنِّى التي سنَّها الجاهليون. وبعد انتهاء عدتها من زيد، أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إليها يخطبها إلى نفسه، وتلا عليها الآيات، ففرحت فرحًا شديدًا، وسجدتْ لله شكرًا، ونذرت صوم شهرين لله.
وكانت السيدة زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: "زوَّجكُنَّ أهليكُنَّ، وزوَّجنى الله من فوق سبع سماوات" [البخاري].
وعاشت -رضى الله عنها- مع النبي صلى الله عليه وسلم حياة كلها حب وإيمان، وكانت تتصف برقة القلب والعطف على المساكين. وكانت تجيد دبغ الجلود وخرزها، فتعمل وتنفق ما تكسبه على المساكين.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لزوجاته : "أسرعكُنَّ لحاقًا بى أطولكُنَّ يدًا (وكان ( يقصد بطول اليد: الصدقة) " [البخاري]. وكانت السيدة زينب -رضى الله عنها- أول من ماتت من أمهات المؤمنين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في سنة 20هـ
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1474 - أن ابن عمر علمهم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر ، كبر ثلاثا ، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى . ومن العمل ما ترضى . اللهم هون علينا سفرنا هذا . واطو عنا بعده . اللهم أنت الصاحب في السفر . والخليفة في الأهل . اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب ، في المال والأهل وإذا رجع قالهن . وزاد فيهن آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون ، صحيح مسلم

أن ابن عمر علمهم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر ، كبر ثلاثا ، ثم قال :
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى . ومن العمل ما ترضى .
اللهم هون علينا سفرنا هذا . واطو عنا بعده .
اللهم أنت الصاحب في السفر . والخليفة في الأهل .
اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب ، في المال والأهل وإذا رجع قالهن .
وزاد فيهن آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1342 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 من وَعْثَاءِ السفر: بفتح الواو وسكون العين المهملة ومثلثة ومد ، أي : مشقته وشدته
وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ: بفتح الكاف والمد ، وهي تغير النفس من حزن ونحوه ، و " المنقلب " بفتح اللام : المرجع
للمزيد

Wednesday, August 27, 2014

1473 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك ، واستخلف عليا ، فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي ، صحيح البخاري

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك ، واستخلف عليا ، فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟
قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟
إلا أنه ليس نبي بعدي ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:4416 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
هذا الحديث قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابى طالب رضى الله عنه عندما أراد الخروج إلى غزوة تبوك، وكان قد استخلفه على المدينة - اى جعله خليفة و حاكما له عليها - بعد أن استنفر الناس للخروج معه، فلم يبق بالمدينة إلا النساء والصبيان وأصحاب الأعذار، فشق ذلك على علي رضى الله عنه ، فجاء للنبي وقال له: أتخلفني - اى اتتركنى خلفك او تجعلنى خليفتك - في النساء والصبيان. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
وقيل: إن بعض المنافقين قال: إنما خلفه لأنه يبغضه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
 ومعلوم من السيرة أن هذا الاستخلاف لم يكن خاصاً بعلي، فقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة غيره عندما كان يخرج غازياً أو حاجاً أو معتمراً، فقد استخلف في غزوة بدر: عبد الله ابن أم مكتوم، واستخلف في غزوة بني سليم: سباع بن عُرفطة الغفاري، أو ابن أم مكتوم على اختلاف في ذلك، واستخلف في غزوة السويق: بشير بن عبد المنذر، واستعمل على المدينة في غزوة بني المصطلق : أبا ذر الغفاري، وفي غزوة الحديبية: نُمَيْلَةَ بن عبد الله الليثي كما استعمله أيضاً في غزوة خيبر، وفي عمرة القضاء استعمل: عويف بن الأضبط الديلي، وفي فتح مكة: كلثوم بن حصين بن عتبة الغفاري، وفي حجة الوداع: أبا دجانة الساعدي
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1472 - عن عائشة: تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة : أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير ، فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال:لا ، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له . فنزلت: يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .{إن تتوبا إلى الله}. لعائشة وحفصة . {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} . لقوله : بل شربت عسلا ، صحيح البخاري

عن عائشة: تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة : أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير ،
فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال:لا ، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له .
فنزلت: يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .{إن تتوبا إلى الله}. لعائشة وحفصة . {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} .
لقوله : بل شربت عسلا ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6691 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح: 
المغافير: صمغ شجر العرفط وله رائحة مختمرة
ومعنى الحديث: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على زوجاته بالنهار ثم يبيت عند صاحبة النوبة، فلاحظت أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه يتأخر عند أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها أكثر من غيرها، فسـألت عن السبب فعلمت أن عندها عسلا تسقي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه يحبه، فتحركت الغيرة في نفس أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفكرت في حيلة لتصرفه عن شرب العسل عند أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها فلا يتأخر عندها، فاتفقت مع أمّ المؤمنين سودة وصفية ـ رضي الله عنهما ـ على أن النبي صلى الله عليه وسلم حين يأتي إلى كل واحدة منهن ويقترب منها فإنها تسأله هل أكل من الصمغ ذي الرائحة غير الطيبة؟ حتى يظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العسل الذي عند حفصة رائحته غير طيبة، وحينها سيمتنع من الشرب منه ولا يتأخر عندها لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحرص على طيب ريح فمه، فلما فعلن ذلك دخل صلى الله عليه وسلم على حفصة وأرادت أن تسقيه العسل رفض أن يشرب منه.
فنزلت  الآيات فى اخر الحديث بسبب ذلك
و الحديث فيه ثبوت الغيرة وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عمن دونهن. وأن عائشة كانت تغار من نساء النبي  لكن كانت تغار من خديجة أكثر وقد بينت سبب ذلك وأنه لكثرة ذكر النبي  إياها ووقع في الرواية التي تلي هذه بأبين من هذا حيث قال فيها من كثرة ذكر رسول الله  إياها.
وأصل غيرة المرأة من تخيل محبة غيرها أكثر منها وكثرة الذكر تدل على كثرة المحبة
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1471 - إن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي تقول : زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سماوات . وفي لفظ : كانت تقول : إن الله أنكحني في السماء ، صححه الألبانى فى مختصر العلو

إن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي تقول : زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سماوات .
وفي لفظ : كانت تقول : إن الله أنكحني في السماء ، صححه الألبانى فى مختصر العلو 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: مختصر العلو - الصفحة أو الرقم: 6 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح: 
الحديث يتكلم ان السيدة زينب بنت جحش - ام المؤمنين و زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم - كانت تتفاخر على باقى زوجات النبى صلى الله عليه و سلم ان امر زواجها جاء من الله سبحانه و تعالى فى القرآن ، و هى تعنى بهذا الآية التالية من سورة الأحزاب:
 وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ( 37 ) الأحزاب
و قولها  " أنتن أنكحكن آباؤكن " فهذا الإطلاق محمول على البعض ، وإلا فالمحقق أن التي زوجها أبوها منهن عائشة وحفصة فقط ،
وفي سودة وزينب بنت خزيمة وجويرية احتمال ،
وأما أم سلمة وأم حبيبة وصفية وميمونة فلم يزوج واحدة منهن أبوها
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Tuesday, August 26, 2014

1469 - إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويُوضع له القبول في أهل الأرض ، صحيح البخاري

إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل إن الله قد أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل
ثم ينادي جبريل في السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه
فيحبه أهل السماء ويُوضع له القبول في أهل الأرض ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7485 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
إذا أحب عبدا: قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : في تعبيره عن كثرة الإحسان بالحب تأنيس العباد وإدخال المسرة عليه ؛ لأن العبد إذا سمع عن مولاه أنه يحبه حصل على أعلى السرور عنده وتحقق بكل خير ، ثم قال : وهذا إنما يتأتى لمن في طبعه فتوة ومروءة وحسن إنابة كما قال تعالى وما يتذكر إلا من ينيب وأما من في نفسه رعونة وله شهوة غالبة فلا يرده إلا الزجر بالتعنيف والضرب ، قال : وفي تقديم الأمر بذلك لجبريل قبل غيره من الملائكة إظهار لرفيع منزلته عند الله تعالى على غيره منهم ، قال : ويؤخذ من هذا الحديث الحث على توفية أعمال البر على اختلاف أنواعها فرضها وسنتها ، ويؤخذ منه أيضا كثرة التحذير عن المعاصي والبدع ؛ لأنها مظنة السخط وبالله التوفيق
يُوضع له القبول في أهل الأرض: إن الله تعالى سيجعل للمؤمنين مودة ومحبة دائمة تقوم على الإيمان وقد تنشأ المودة بسبب القرابة أو المصالح المتبادلة أو الصداقة ، فهذه أسباب المودة فى الدنيا بين الخلق جميعاً مؤمنهم وكافرهم ؛
إنما" سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا "
أى بدون سبب من أسباب المودة الدنياوية فهذه المودة بين الذين آمنوا ، كأن ترى شخصاً لأول مرة فتشعر نحوه بإرتياح كأنك تعرفه ، وتقول له إنى أحبك لله سبحانه وتعالى فدائماً الإرتباط بين الإيمان أى التصديق بالله تعالى والإخلاص له تعالى وبالحضور القلبى وخشوعه فذلك يؤكده العمل الصالح
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Monday, August 25, 2014

1468 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة - الألنجوج ، عود الطيب - وأزواجهم الحور العين ، على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء ، صحيح البخاري

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ،
ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة ،
لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يمتخطون ،
أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة - الألنجوج ، عود الطيب - وأزواجهم الحور العين ،
على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3327 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح: 
 زُمْرَةٍ: مجموعة او جماعة
 الذين يلونهم: من يدخل الجنة بعدهم
أشد كوكب دري: اكثر كوكب مضىء
لا يبولون ولا يتغوطون: اى لا يحتاجون لقضاء حاجتهم و دخول دورة المياه
يتفلون: من التفل او البصق
يمتخطون: من المخاط الذى ينزل من الأنف
مَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ: الألوة العود الذي يتبخر به ، قيل جعلت مجامرهم نفس العود ... والمجامر جمع مجمرة وهي المبخرة ، سميت مجمرة لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به مايوضع فيها من البخور
 الألنجوج بفتح الهمزة واللام ويكون النون بجيمين الأولى مضمومة والواو ساكنة : هو العود الذي يتبخر به
على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء: اى سيكونون جميعاً على هيئة سيدنا آدم ، و الذى كان طوله ستون ذراعاً
رزقنا الله مجاورة النبى صلى الله عليه و سلم فى جنات الفردوس الأعلى
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1467 - أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الملائكة تنزل في العنان ، وهو السحاب ، فتذكر الأمر قضي في السماء ، فتسترق الشياطين السمع فتسمعه ، فتوحيه إلى الكهان ، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ، صحيح البخاري

أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الملائكة تنزل في العنان ، وهو السحاب ، فتذكر الأمر قضي في السماء ،
فتسترق الشياطين السمع فتسمعه ، فتوحيه إلى الكهان ، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3210 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 المعنى أن الملائكة ينزلوا من السماء في السحاب ، فيحكي بعضهم لبعض الأمور التي قضيت في السماء و هى التى يقضي الله تعالى بها في كل يوم من الحوادث في الدنيا فيحدث بعضهم بعضا فيسترقه الشيطان ، فيلقيه إلى الكهان او السحرة و العرافين فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم
و هذا هو سبب موافقتهم في بعض الأخبار للواقع ، لكن لما كان الغالب عليهم الكذب سد الشارع باب الاستفادة منهم ، وقال : إنهم ليسوا بشيء
والله تعالى أعلم
للمزيد

1466 - إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة ، غفر له ما تقدم من ذنبه . وقال ابن شهاب : وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : آمين ، صحيح البخاري

إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة ، غفر له ما تقدم من ذنبه .
وقال ابن شهاب : وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : آمين ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 780 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 في هذا الحديث استحباب التأمين عقب الفاتحة للإمام ، والمأموم ، والمنفرد ، وأنه ينبغي أن يكون تأمين المأموم مع تأمين الإمام لا قبله ولا بعده لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ولا الضالين ) فقولوا : آمين
وأما رواية : إذا أمن فأمنوا فمعناها إذا أراد التأمين وقد قدمنا بيان هذا قريبا في حديث أبي موسى في باب التشهد ، ويسن للإمام والمنفرد الجهر بالتأمين ، وكذا للمأموم على المذهب الصحيح . هذا تفصيل مذهبنا وقد اجتمعت الأمة على أن المنفرد يؤمن وكذلك الإمام والمأموم في الصلاة السرية ، وكذلك قال الجمهور في الجهرية ، وقال مالك - رحمه الله تعالى - في رواية ، لا يؤمن الإمام في الجهرية ، وقال أبو حنيفة - رضي الله عنه - والكوفيون ومالك في رواية لا يجهر بالتأمين . وقال الأكثرون : يجهر
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : من وافق قوله قول الملائكة ومن وافق تأمينه تأمين الملائكة معناه : وافقهم في وقت التأمين فأمن مع تأمينهم فهذا هو الصحيح والصواب . وحكى القاضي عياض قولا أن معناه وافقهم في الصفة والخشوع والإخلاص ، واختلفوا في هؤلاء الملائكة فقيل هم الحفظة وقيل غيرهم لقوله - صلى الله عليه وسلم - : فوافق قوله قول أهل السماء وأجاب الأولون عنه بأنه إذا قالها الحاضرون من الحفظة قالها من فوقهم حتى ينتهي إلى أهل السماء
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1465 - نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش ، وأطعم عليها يومئذ خبزا ولحما ، وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت تقول : إن الله أنكحني في السماء ، صحيح البخاري

نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش ،
وأطعم عليها يومئذ خبزا ولحما ،
وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت تقول : إن الله أنكحني في السماء ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7421 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
نزلت آية الحجاب: المقصود الآية:
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ( 53 )
من سورة الأحزاب
و هى نزلت فى اليوم الذى اقام النبى صلى الله عليه و سلم وليمة بمناسبة زواجه منها
وأطعم عليها يومئذ خبزا ولحما: اى فى وليمة زواجها
  
إن الله أنكحني في السماء : المقصود الآية:
وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ( 37 )
من سورة الأحزاب
زينب بنت جحش:
هى ابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
امها اميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فمكا طلقها زيد بن حارثة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة وكانت من المهاجرات
اختار النبي صلى الله عليه وسلم مولاه زيد بن حارثة زوجًا لها، فقالت: أنا لا أرضاه لنفسى وأنا أيِّم قريش. فقال لها صلى الله عليه وسلم: "أنا رضيتُه لك" [البخاري].
ونزل قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36]. فنَفَّذَتْ زينب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزوجت زيدًا، وكان صداقها عشرة دنانير، وستين درهمًا، وخمارًا، ودرعًا، وخمسين مُدّا، وعشرة أمداد من تمر.
وعاشت عنده ما يقرب من سنة أو يزيد، ثم حدث خلافٌ بينهما، فذهب زيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يشكو زوجته، ويستأذنه في تطليقها، فنصحه أن يصبر، وقال له: "أمسك عليك زوجكَ واتقِ الله" [البخاري]. ولكنه لم يستطع أن يستكمل معها حياته، فطلقها.
ثم نزل أمر الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم بالزواج منها، قال تعالى (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب: 37]. وذلك لإبطال عادة التبنِّى التي سنَّها الجاهليون. وبعد انتهاء عدتها من زيد، أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إليها يخطبها إلى نفسه، وتلا عليها الآيات، ففرحت فرحًا شديدًا، وسجدتْ لله شكرًا، ونذرت صوم شهرين لله.
وكانت السيدة زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: "زوَّجكُنَّ أهليكُنَّ، وزوَّجنى الله من فوق سبع سماوات" [البخاري].
وعاشت -رضى الله عنها- مع النبي صلى الله عليه وسلم حياة كلها حب وإيمان، وكانت تتصف برقة القلب والعطف على المساكين. وكانت تجيد دبغ الجلود وخرزها، فتعمل وتنفق ما تكسبه على المساكين.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لزوجاته : "أسرعكُنَّ لحاقًا بى أطولكُنَّ يدًا (وكان ( يقصد بطول اليد: الصدقة) " [البخاري]. وكانت السيدة زينب -رضى الله عنها- أول من ماتت من أمهات المؤمنين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في سنة 20هـ
و الله تعالى اعلم
للمزيد

Saturday, August 23, 2014

1464 - أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول : لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر ما اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا. وحلق بإصبعه وبالتي تليها ، فقالت زينب بنت جحش: فقلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث ، صحيح البخاري

أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول :
لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر ما اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا.
وحلق بإصبعه وبالتي تليها ،
فقالت زينب بنت جحش: فقلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟
قال : نعم ، إذا كثر الخبث ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: زينب بنت جحش المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3598 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح: 
ردم يأجوج ومأجوج: السد الذى بناه ذو القرنين حتى يمنعهم من الخروج
 حلق بإصبعه وبالتي تليها: اى عمل شكل حلقة باصبعيه
 إذا كثر الْخَبَثُ:  فسروه بالزنا وبأولاد الزنا وبالفسوق والفجور
و الحديث فيه البيان بأن الخير يهلك بهلاك الشرير إذا لم يغير عليه خبثه ، وكذلك إذا غير عليه لكن حيث لا يجدي ذلك ويصر الشرير على عمله السيئ ; ويفشو ذلك ويكثر حتى يعم الفساد فيهلك حينئذ القليل والكثير ، ثم يحشر كل أحد على نيته . وكأنها فهمت من فتح القدر المذكور من الردم أن الأمر إن تمادى على ذلك اتسع الخرق بحيث يخرجون ، وكان عندها علم أن في خروجهم على الناس إهلاكا عاما لهم
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1462 - مقتل عبد الله بن الزبير

عن أبو نوفل بن أبي عقرب: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة .
 قال فجعلت قريش تمر عليه والناس .
 حتى مر عليه عبد الله بن عمر .
 فوقف عليه .
 فقال : السلام عليك ، أبا خبيب ! السلام عليك ، أبا خبيب ! السلام عليك ، أبا خبيب ! أما والله ! لقد كنت أنهاك عن هذا .
 أما والله ! لقد كنت أنهاك عن هذا .
 أما والله ! لقد كنت أنهاك عن هذا .
 أما والله ! إن كنت ، ما علمت ، صواما .
 قواما .
 وصولا للرحم .
 أما والله ! لأمة أنت أشرها لأمة خير .
 ثم نفذ عبد الله بن عمر .
 فبلغ الحجاج موقف عبدالله وقوله .
 فأرسل إليه .
 فأنزل عن جذعه .
 فألقي في قبور اليهود .
 ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر .
 فأبت أن تأتيه .
 فأعاد عليها الرسول : لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك .
 قال فأبت وقالت : والله ! لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني .
 قال فقال : أروني سبتي .
 فأخذ نعليه .
 ثم انطلق يتوذف .
 حتى دخل عليها .
 فقال : كيف رأيتني صنعت بعدو الله ؟ قالت : رأيتك أفسدت عليه دنياه ، وأفسد عليك آخرتك .
 بلغني أنك تقول له : يا ابن ذات النطاقين ! أنا ، والله ! ذات النطاقين .
 أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطعام أبي بكر من الدواب .
 وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه .
 أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا " أن في ثقيف كذابا ومبيرا " فأما الكذاب فرأيناه .
 وأما المبير فلا إخالك إلا إياه .
 قال فقام عنها ولم يراجعها 
------------------------------------------------
الراوي: أبو نوفل بن أبي عقرب المحدث: مسلم  - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2545 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
رأيت عبد الله بن الزبير على عَقَبَةِ المدينة: يريد على عقبة مكة واقعة في طريق أهل المدينة حين ينزلون مكة ، وكان عبد الله بن الزبير مصلوبا هناك بعد ان قتله الحجاج بن يوسف الثقفى و جنوده.
 ولذا جعل له قبر في الحجون قريب العقبة ، لكنه غير ثابت ، وكذا سائر قبور الصحابة في مقبرة مكة ليس لها محل معين على وجه الصحة حتى تربة خديجة - رضي الله عنها - أيضا ، وإنما بنى عليها اعتمادا على رؤيا بعض الأولياء والله أعلم
والناس: أي وسائر الناس يمرون عليه أيضا
حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه قال : السلام عليك أبا خُبَيْبٍ ، بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة الأولى بعدها تحتية ساكنة ، كنية ابن الزبير كني بابنه خبيب أكبر أولاده ،
 السلام عليك أبا خُبَيْبٍ ، السلام عليك أبا خُبَيْبٍ ، فيه استحباب تثليث السلام على الميت ولو قبل الدفن .
 لقد كنت أنهاك عن هذا ، لقد كنت أنهاك عن هذا ، لقد كنت أنهاك عن هذا:  المشار إليه بهذا صلبه ، والمعنى كنت أنهاك عما يؤدي إلى ما أراك فيه .
عَلِمْتُ: أي علمتك
 صَوَّامًا: أي كثير الصيام في النهار
 قَوَّامًا: كثير القيام في الليل
 وَصُولًا: أي مبالغا في الصلة
 لِلرَّحِمِ: أي للقرابة
وقد أراد ابن عمر بهذا القول براءة ابن الزبير مما نسب إليه الحجاج من قول عدو الله وظالم ونحوه ، وإعلام الناس بمحاسنه ، وأن ابن الزبير كان مظلوما ومرجوما وعاش سعيدا ومات شهيدا أما كرره تأكيدا
 والله لأمة: أي لجماعة
 أنت أَشَرُّهَا: أي اكثرهم شراً بزعمهم
 لأمة خير: أي ان كنت انت بزعمهم اكثر الناس شراً ، فالخير بهذه الأمة عظيم
 وأنت شرها صفتها أي : ولأمة أنت أكثر من وصل إليه شر الناس لأمة خير ، فالحكم فرضي وتقديري ، أوزعمي وادعائي على طريق الإنكاري .
 ثم نَفَذَ: اى ذهب
 موقف عبد الله ، وقوله: أي خبر وقوفه عليه ، وقوله في حقه لديه
 فأرسل: أي الحجاج
 إلى: أي إلى ابن الزبير
فَأُنْزِلَ: بصيغة المجهول
 عن جذعه: أي المصلوب عليه
 فَأُلْقِيَ: بصيغة المجهول أي فطرح
 في قبور اليهود: أي في موضع قبورهم من سكان مكة ، أو من واديها من غير أهلها ، وهذا لا ينافي ما سبق من أنه مدفون في أعلى المعلى ; لأنه حمل بعد ذلك من ذلك المحل الأدنى ودفن في الموضع الأول .
 ثم أرسل: أي الحجاج
 إلى أمه أسماء بنت أبي بكر: أي يطلبها
 فأبت أن تأتيه: أي فامتنعت من الإتيان إليه ، والوقوف لديه والسلام عليه ،
 فأعاد عليها الرسول: أي قائدا على لسانه
 لتأتيني: :بتشديد النون على صيغة الخطاب   
أو لأبعثن إليك: أي لأرسلن إلى إتيانك إلي
 من يسحبك: بفتح الحاء أي يجرك
 بِقُرُونِكِ: أي بضفائر شعرك
 والله لا آتيك: لا أجيئك
فقال: أي الحجاج
أروني سِبْتَيَّ:  أي نعلي والمعنى ائتوني بهما أو قدموهما لي ، وكذا ضبطه النووي وقال : هي النعل التي لا شعر عليها
ففي النهاية : السبت بالكسر الجلود المدبوغة بالقرظ ، وهو بالتحريك ورق السلم يتخذ منها النعال أي : السبتية سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها أي : حلق وأزيل . وقيل : لأنها انسبتت بالدباغ أي : لانت ، ويقال للنعل المتخذ منها سبت اتساعا ، ومنه : يا صاحب السبتين ، ويروى السبتيتين على النسب ، وقال أبو داود : منسوب إلى موضع يقال له : سوق السبت
فأخذ نعليه: أي فلبسهما
 ثم انطلق يَتَوَذَّفُ: قال أبو عبيد : معناه يسرع ، وقيل : يتبختر
 فقال : كيف رأيتني: أي كيف وجدتني
صنعت بعدو الله: أراد به ابنها على زعمه الفاسد ، واعتقاده الكاسد
 رأيتك أفسدت عليه دنياه: اى بقتله
وأفسد عليك آخرتك: اى بما تنتظره من عذاء الله جزاء على قتله
 بلغني أنك تقول له: أي في حياته أو بعد مماته
 يا ابن ذات النِّطَاقَيْنِ: بكسر النون وهو ما تشد به المرأة وسطها عند معاناة الأشغال ، لترفع به ثوبها ، وسميت بذلك لأنها قطعت نطاقها نصفين عند مهاجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشدت بأحدهما قربته ، وبالآخر سفرته ، فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ ذات النطاقين ، وقيل : شدت بأحدهما سفرته ، وبالآخر وسطها للشغل ، وكان الحجاج من خبثه حمل قوله - صلى الله عليه وسلم - في حقها ذات النطاقين على الذم ، وأنها خدامة وخراجة ولاجة تشد نطاقها للخدمة ، فكأنها سلمت أنها ذات نطاقين ، ولكن نطاق ليس هذا شأنه
أنا والله ذات النطاقين : أما أحدهما ، فكنت أرفع به طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعام أبي بكر من الدواب: متعلق بأرفع أي أربط به سفرة طعامهما ، وأعلقها مرفوعة خشية من الدواب كالفأرة والذرة ونحوهما
 وأما الآخر ، فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه:  إما لخدمتها المتعارفة في بيتها الممدوحة في حقها ، وإما لربطها في وسطها إبقاء لحالها خشية أن تصير بطونية ، كما هو الآن عادة العرب من الحزام ، المصنوع من الجلد للفقراء ، وألحقوا به المصنوع من الذهب والفضة للأغنياء
في ثقيف كذابا وَمُبِيرًا: أي مفسدا او مهلك او قاتل
فأما الكذاب فرأيناه: تعني المختار ، و هو شخص ادعى النبوة من ثقيف
وأما الْمُبِيرُ فلا إخالك: أي فلا أظنك
 إلا إياه: أي ذلك الْمُبِيرُ
 قال النووي : في سلام ابن عمر عليه وهو مصلوب استحباب السلام على الميت وتكريره ، وفيه الثناء على الموتى بجميل صفاتهم المعروفة ، وفيه منقبة عظيمة لابن عمر لقوله الحق في الملأ وعدم اكتراثه بالحجاج ; لأنه يعلم أن مقامه وثناءه عليه يبلغه ، فلم يمنعه ذلك أن يقول الحق ، ويشهد لابن الزبير بما يعلمه فيه من الخير ، وبطلان ما أشاع عنه الحجاج من قوله : عدو الله وظالم ونحوه ، فأراد ابن عمر - رضي الله عنهما - براءة ابن الزبير من الذي نسب إليه الحجاج ، وإعلام الناس بمحاسنه ، ومذهبنا أن ابن الزبير كان مظلوما انتهى
فقام عنها: أي الحجاج
فلم يُرَاجِعْهَا: أي فلم يردها في الكلام ، ثم إنها ماتت بعد قتل ابنها بعشرة أيام ، ولها مائة سنة ولم يقع لها سن
و الله تعالى اعلم
للمزيد

1461 - لما كان يوم أحد انهزم ناس عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بجحفة . قال : وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع . وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا . قال : فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل . فيقول : انثرها لأبي طلحة . قال : ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم . فيقول أبو طلحة : يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف لا يصبك سهم من سهام القوم . نحري دون نحرك . قال : ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان . أرى خدم سوقهما . تنقلان القرب على متونهما . ثم تفرغانه في أفواههم . ثم ترجعان فتملآنها . ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم . ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين أو ثلاثا ، من النعاس ، صحيح مسلم

لما كان يوم أحد انهزم ناس عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بجحفة . قال : وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع . وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا .
قال : فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل . فيقول : انثرها لأبي طلحة .
قال : ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم . فيقول أبو طلحة : يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف لا يصبك سهم من سهام القوم . نحري دون نحرك .
قال : ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان . أرى خدم سوقهما . تنقلان القرب على متونهما . ثم تفرغانه في أفواههم . ثم ترجعان فتملآنها . ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم .
ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين أو ثلاثا ، من النعاس ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1811 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
في هذا الحديث إيثار أبي طلحة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه بالحياة والسلامة من المكاره فقد فداه بنفسه فقال: (نحري دون نحرك) وجوب عليه بحجفة له، وهذا إيثار أعلى مما قبله إيثار بالنفس، وذلك في ميدان الجهاد وقد أوجبه الله على المؤمنين، وكتب لمن قتل فيه الشهادة، ولمن أصيب فيه الأجر الجزيل. ثم هو إيثار واجب بالنفس والأعضاء لمن هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم. وفيه أن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ووقاه بيده حتى أصيبت بشلل
كان النساء يشهدن مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد او المعارك ويسقين المقاتلة ويداوين الجرحى ، فهن لا يقاتلن وإن خرجن في الغزو
 خدم سوقهما: بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة وهي الخلاخيل ، وهذه كانت قبل الحجاب
 تنقزان: قال الداودي : معناه تسرعان المشي كالهرولة ،
وقال عياض : قيل معنى تنقزان تثبان ، والنقز : الوثب والقفز ، كناية عن سرعة السير
للمزيد

Friday, August 22, 2014

1460 - انظروا إلى من أسفل منكم . ولا تنظروا إلى من هو فوقكم . فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله ، صحيح مسلم

انظروا إلى من أسفل منكم . ولا تنظروا إلى من هو فوقكم .
فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله ، صحيح مسلم 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم  - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2963 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
أجدر: أحق
تزدروا: تحقروا
قال ابن جرير وغيره : هذا حديث جامع لأنواع من الخير ; لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك ، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى ، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه . هذا هو الموجود في غالب الناس . وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه ، فشكرها ، وتواضع ، وفعل فيه الخير
للمزيد

Thursday, August 21, 2014

1459 - رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ، صحيح البخاري

رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: مصعب بن سعد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2896 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
رأى: أي ظن
على من دونه: زاد النسائي " من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي بسبب شجاعته ونحو ذلك
 قال ابن بطال : تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا ، وقال المهلب : أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حض سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حالة
 وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة ، فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهام القاتلة سواء فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه
للمزيد

1458 - اللهم رب السموات و الأرض ، و رب كل شيء ، فالق الحب و النوى منزل التوراة و الإنجيل و القرآن ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين ، و أغنني من الفقر ، صححه الألبانى فى صحيح الأدب المفرد

اللهم رب السموات و الأرض ، و رب كل شيء ، فالق الحب و النوى منزل التوراة و الإنجيل و القرآن ،
أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ،
أنت الأول فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء ،
اقض عني الدين ، و أغنني من الفقر ، صححه الألبانى فى صحيح الأدب المفرد
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 919 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
اللهم رب السماوات ورب الأرضين: أي ‏‏خالقهما ومربي أهلهما ‏
 ورب كل شيء: ‏‏تعميم بعد تخصيص ‏
 فالق الحب: ‏‏الفلق بمعنى الشق ‏
والنوى: ‏جمع النواة وهي عظم النخل وفي معناه عظم غيرها والتخصيص لفضلها أو لكثرة وجودها في ديار العرب , يعني : يا من شقهما فأخرج منهما الزرع والنخيل ‏
ومنزل التوراة: ‏من الإنزال وقيل من التنزيل ‏
والإنجيل والقرآن: ‏‏لعل ترك الزبور لأنه مندرج في التوراة أو لكونه مواعظ ليس فيه أحكام .
قال الطيبي : فإن قلت ما وجه النظم بين هذه القرائن , قلت وجهه أنه فيه لما ذكر أنه تعالى رب السماوات والأرض أي مالكهما ومدبر أهلهما عقبه بقوله فالق الحب والنوى لينتظم معنى الخالقية والمالكية ; لأن قوله تعالى : { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي } تفسير لفالق الحب والنوى ومعناه يخرج الحيوان النامي من النطفة والحب من النوى ويخرج الميت من الحي أي يخرج هذه الأشياء من الحيوان النامي ثم عقب ذلك بقوله : " منزل التوراة " ليؤذن بأنه لم يكن إخراج الأشياء من كتم العدم إلى فضاء الوجود إلا ليعلم ويعبد ولا يحصل ذلك إلا بكتاب ينزله ورسول يبعثه , كأنه قيل يا مالك يا مدبر يا هادي أعوذ بك ‏
أعوذ: ‏أي أعتصم وألوذ ‏
من شر كل ذي شر: ‏وفي رواية لمسلم من شر كل شيء ‏
‏أنت آخذ بناصيته: ‏أي من شر كل شيء من المخلوقات لأنها كلها في سلطانه وهو آخذ بنواصيها .
 وفي رواية لمسلم : من شر كل دابة أنت آخذ بنواصيها .
 وفي رواية لمسلم : من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ‏
أنت الأول: ‏أي القديم بلا ابتداء ‏
فليس قبلك شيء: ‏قيل هذا تقرير للمعنى السابق وذلك أن قوله أنت الأول مفيد للحصر بقرينة الخبر باللام فكأنه قيل أنت مختص بالأولية فليس قبلك شيء ‏
وأنت الآخر فليس بعدك شيء: ‏أي الباقي بعد فناء خلقك لا انتهاء لك ولا انقضاء لوجودك ‏
 والظاهر فليس فوق: ‏أي فوق ظهورك ‏
شيء: ‏يعني ليس شيء أظهر منك لدلالة الآيات الباهرة عليك ‏
والباطن: ‏أي الذي حجب أبصار الخلائق عن إدراكك ‏
فليس دونك شيء: ‏أي لا يحجبك شيء عن إدراك مخلوقاتك ‏
اقض عني الدين: ‏قال النووي : يحتمل أن المراد بالدين هنا حقوق الله تعالى وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع .
 وأما معنى الظاهر من أسماء الله فقيل هو من الظهور بمعنى القهر والغلبة وكمال القدرة ومنه ظهر فلان على فلان , وقيل الظاهر بالدلائل القطعية والباطن المحتجب عن خلقه , وقيل العالم بالخفيات وأما تسميته سبحانه وتعالى بالآخر فقال الإمام أبو بكر الباقلاني معناه الباقي بصفاته من العلم والقدرة وغيرهما التي كان عليها في الأزل ويكون كذلك بعد موت الخلائق وذهاب علومهم وقدرهم وحواسهم وتفرق أجسامهم انتهى
فالق الحب والنوى: حب الزرع.  
النوى: نوى الغرس؛ فالأشجار التي تخرج: إما زروع أصلها النوى؛
فما للأشجار يسمى نوى، وما للزروع يسمى حباً ؛
( فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى)(الأنعام: من الآية95).
هذا الحب والنوى اليابس الذي لا ينمو ولا يزيد ، يفلقه الرب عز وجل؛ أي: يفتحه حتى تخرج منه الأشجار والزروع ، ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك؛ مهما بلغ الناس في القدرة؛ ما استطاعوا أن يفلقوا حبة واحدة أبداً! والنوى كذلك الذي كالحجر؛ لا ينمو، ولا يزيد ؛ يفلقه الله عز وجل، وينفرج، ثم تكون منه الغريسة التي تنمو، ولا أحد يستطيع ذلك ؛ إلا الذي فلقها سبحانه وتعالى
 أعوذ بك من شر نفسي": أعتصم بالله من شر نفسي.
إذاً ؛ في نفسك شر؛ (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء)(يوسف: من الآية53)
لكن النفس نفسان:
1- نفس مطمئنة طيبة تأمر بالخير.
2- نفس شريرة أمارة بالسوء.
والنفس اللوامة؛ هل هي ثالثة، أو وصف للثنتين السابقتين؟!
فيه خلاف: بعضهم يقول: أنها نفس ثالثة. وبعضهم يقول : هي وصف للثنتين السابقتين؛ فالمطمئنة تلومك والأمارة بالسوء تلومك؛ فيكون قوله تعالى : (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (القيامة:2)؛ يشمل النفسين جميعاً.
فالمطمئنة تلومك على التقصير في الواجب؛ إذا أهملت واجباً؛ لامتك، وإذا فعلت محرماً ؛ لامتك.
والأمارة بالعكس ؛ إذا فعلت الخير؛ لامتك وتلومك إذا فوت ما تأمرك به من السوء.
إذاً؛ صارت اللوَّامة على القول الراجح وصفاً لنفسين معاً.
وقوله هنا:" أعوذ بك من شر نفسي": المراد بها النفس الأمارة بالسوء.
قوله:" ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها": الدابة : كل ما يدب على الأرض، حتى الذي يمشي على بطنه داخل في هذا الحديث؛ كقوله تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ )(النور: من الآية45) ، وقوله: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا )(هود: من الآية6) .
وإن كانت الدابة تطلق في العرف على ذوات الأربع، فوفي عرف أخص تطلق على الحمار فقط، لكنها في مثل هذا الحديث يراد بها كل ما يدب على الأرض، وما يدب على الأرض فيه شرور، أما بعضه فشر محض بالنسبة لذاته، وأما بعضه ففيه خير وفيه شر، وحتى الذي فيه خير ؛ لا يسلم من الشر.
*قوله :" أنت آخذ بناصيتها " : مقدم الرأس، وإنما نص على الناصية؛ لأنه هو المقدم ، وهو الذي يمسك به لقيادة البعير وشبهه وقيل : خص ذلك؛ لأن المخ الذي فيه التصور والتلقي يكون في مقدمة الرأس ، والعلم عند الله
قوله:" أنت الأول؛ فليس قبلك شيء": هذا تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم لقوله :" الأول" والأول من أسماء الله.
وقد ذكرنا عند تفسير الآية أن أهل الفلسفة يسمون الله : القديم، وذكرنا أن القديم ليس من أسماء الله الحسنى، وأنه لا يجوز أن يسمى به، لكن يجوز أن يخبر به عنه، وباب الخبر أوسع من باب التسمية؛ لأن القديم ليس من الأسماء الحسنى، والقديم فيه نقص؛ لأن القدم قد يكون قدماً نسبياً ؛ ألم تر إلى قوله تعالى : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يّـس:39)، والعرجون القديم حادث، لكنه قديم بالنسبة لما بعده.
*قوله:" " وأنت الظاهر ؛ فليس فوقك شيء": الظاهر من الظهور، وهو العلو؛ كما قال تعالى : (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) (الكهف:97)؛( يَظْهَرُوهُ) ؛ أي : يعلو عليه.
 وأما من قال : الظاهر بآياته؛ فهذا خطأ؛ لأنه لا أحد أعلم بتفسير كلام الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال:" الظاهر ؛ فليس فوقك شيء": بل هو فوق كل شيء سبحانه.
قوله:" وأنت الباطن؛ فليس دونك شيء": المعنى : ليس دون الله شيء؛ لا أحد يدبر دون الله ، ولا أحد ينفرد بشيء دون الله، ولا أحد يخفى على الله ؛ كل شيء؛ فالله محيط به ، ولهذا قال:" ليس دونك شيء" يعني : لا يحول دونك شيء، ولا يمنع دونك شيء، ولا ينفع ذا الجد منك الجد... وهكذا.
قوله:" اقض عني الدين": الدين: ما يستحق على الإنسان من مال أو حق؛ اشتريت منك حاجة، ولم أنقدك الثمن؛ فهذا يسمى ديناً، وإن كان غير مؤجل.
قوله:" أغنني من الفقر": الفقر: خلو ذات اليد، ولا شك أن الفقر فيه إيلام للنفس ، والدين فيه ذل؛ والمدين ذليل للدائن، والفقير معوز ربما يجره الفقر إلى أمر محرم.
و الله تعالى اعلم
للمزيد