Wednesday, April 30, 2014

1130 - لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة ، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم ، حين ينتهبها وهو مؤمن ، صحيح البخاري

 
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ،
ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ،
ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ،
ولا ينتهب نهبة ، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم ، حين ينتهبها وهو مؤمن ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2475 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
لا  الزاني حين يزني ، وهو مؤمن: قيل أن المراد المؤمن الكامل في إيمانه ، أو ذو أمن من عذاب الله تعالى ، أو المراد المؤمن المطيع لله
 أو معناه الزجر والوعيد ، أو الإنذار لمرتكب هذه الكبائر بسوء العاقبة ، إذ مرتكبها لا يؤمن عليه أن يقع في الكفر الذي هو ضد الإيمان ، أو أن الإيمان إذا زنى الرجل خرج منه ، وكان فوق رأسه مثل الظلة ، فإذا انقلع رجع إليه
وقيل : معنى مؤمن مستح من الله تعالى ؛ لأن الحياء شعبة من الإيمان ، فلو استحى منه واعتقد أنه ناظر لم يرتكب هذا الفعل الشنيع وقيل : إن صيغ الأفعال وإن كانت واردة على طريق الإخبار فالمراد منها النهي
 
ولا ينتهب: انتهب ونهب ، إذا أغار على أحد وأخذ ماله قهرا
 
 نهبة: بالضم : المال الذي ينتهب ، فهو مفعول به ، وبالفتح المصدر
 
 يرفع الناس: صفة نهبة
 
 إليه: أي إلى المنتهب
 
 فيها: أي بسببها ولأجلها ، أو في حال فعلها أو أخذها
 
 أبصارهم: أي تعجبا من جراءته ، أو خوفا من سطوته
 
حين ينتهبها وهو مؤمن: والمعنى لا يأخذ رجل مال قوم قهرا وهم ينظرون إليه ، ويتضرعون لديه ، ويبكون ، ولا يقدرون على دفعه - وهو مؤمن ، فإن هذا ظلم عظيم لا يليق بحال المؤمن
 
ولا يغل أحدكم: الغلول : الجناية أو الخيانة في الغنيمة باخذ شيئاً منها دون حق ، والغل الحقد
 
حين يغل: أي يسرق شيئا من غنيمة ، أو يخون في أمانة
 
 وهو مؤمن فإياكم إياكم: التكرير توكيد ومبالغة أي أحذركم من فعل هذه الأشياء المذكورة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

1129 - عن عبدالله بن عمر : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء ، لا يسقط ورقها ولا يتحات . فقال القوم : هي شجرة كذا ، هي شجرة كذا ، فأردت أن أقول : هي النخلة ، وأنا غلام شاب فاستحييت ، فقال : هي النخلة ، فحدثت به عمر فقال : لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا ، صحيح البخاري

 
عن عبدالله بن عمر : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء ، لا يسقط ورقها ولا يتحات .
فقال القوم : هي شجرة كذا ، هي شجرة كذا ،
فأردت أن أقول : هي النخلة ، وأنا غلام شاب فاستحييت ،
فقال : هي النخلة ،
فحدثت به عمر فقال : لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6122 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]  
------------------------------------------------
الشرح:
 
 لايتحات ورقها: أي لا يسقط ورقها
 
فحدثت به عمر فقال : لو كنت قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا:
اى ان عبد الله بن عمر بن الخطاب حديث اباه بهذا الحديث فاخبره بانه لو اخبر بها النبى صلى الله عليه و سلم حين لم يستطع الأخرون ان يعرف انه يتكلم عن النخلة ، لكان احب اليه من امتلاك العديد من الأشياء
 
شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة، دائمة الأوراق، يانعة الثمار، ثمارها غذاء أساسي في حياة الإنسان، شجرة معمرة، بعض الصفات التي في النخلة، شبِّه بها المؤمن، عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ ))
 يعني عطاؤها دائم، الشجر الآخر في فصل الشتاء حطب، وفي فصل الربيع مزهر، وفي فصل الصيف مثمر وفي فصل الخريف تتساقط أوراقه، أما عطاء المؤمن ثابت ومستمر، من هنا قال عليه الصلاة والسلام: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.. فالمؤمن كالنخلة، دائمة الاخضرار، عطاؤها مستمر
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 

1126 - سُئل رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

 
 سُئل رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
يبتلى الناس على قدر دينهم
فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه
وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
 
------------------------------------------------
الراوي:  سعد بن أبي وقاص المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3402 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
أي الناس أشد: ‏‏أي أكثر وأصعب ‏
 بلاء: ‏‏أي محنة ومصيبة ‏
 قال الأنبياء: ‏‏أي هم أشد في الابتلاء لأنهم يتلذذون بالبلاء كما يتلذذ غيرهم بالنعماء , ولأنهم لو لم يبتلوا لتوهم فيهم الألوهية , وليتوهن على الأمة الصبر على البلية .
ولأن من كان أشد بلاء كان أشد تضرعا والتجاء إلى الله تعالى ‏
ثم الأمثل فالأمثل: ‏‏قال الحافظ : الأمثل أفعل من المثالة والجمع أماثل وهم الفضلاء .
 وقال ابن الملك : أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى رتبة ومنزلة .
 يعني من هو أقرب إلى الله بلاؤه أشد ليكون ثوابه أكثر
قال الطيبي : ثم فيه للتراخي في الرتبة والفاء للتعاقب على سبيل التوالي تنزلا من الأعلى إلى الأسفل واللام في الأنبياء للجنس .
قال القاري : ويصح كونها للاستغراق إذ لا يخلو منهم من عظيم محنة وجسيم بلية بالنسبة لأهل زمنه , ويدل عليه ‏
 
 يبتلى الرجل على حسب دينه: ‏
‏أي مقداره ضعفا وقوة ونقصا وكمالا .
 قال الطيبي : الجملة بيان للجملة الأولى واللام في الرجل للاستغراق في الأجناس المتوالية ‏
 
ثخن: شديداً قوياً سميكاً غليظاً
 
وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة: كناية عن خلاصه من الذنوب , فكأنه كان محبوسا ثم أطلق وخلي سبيله يمشي ما عليه بأس
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

 

1125 - مثل المؤمن كمثل الزرع . لا تزال الريح تميله . ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء . ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد ، صحيح مسلم

 
مثل المؤمن كمثل الزرع . لا تزال الريح تميله . ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء .
ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2809 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
معنى الحديث أن المؤمن كثير الآلام في بدنه أو أهله أو ماله ، وذلك مكفر لسيئاته ، ورافع لدرجاته ، وأما الكافر فقليلها ، وإن وقع به شيء لم يكفر شيئا من سيئاته ، بل يأتي بها يوم القيامة كاملة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

Tuesday, April 29, 2014

1124 - أنَّ عروة بن الزبير سأل عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أرأيتَ قولَهُ : { حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوْا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوْا } . أو كُذِبُوا ؟ قالت : بل كَذَّبَهُمْ قومهم ، فقلتُ : واللهِ لقد استيقنوا أنَّ قومهم كذَّبوهم وما هو بالظَّنِّ . فقالت : يا عُرَيَّةُ لقد استيقنوا بذلك ، قلتُ : فلعلَّها أو كُذِبُوا ، قالت : معاذَ اللهِ ، لم تكن الرسلُ تظُنُّ ذلك بربها . وأما هذهِ الآيةُ ، هم أتباعُ الرسلِ ، الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم ، وطال عليهمُ البلاءُ ، واستأخرَ عنهم النصرُ ، حتى إذا استيأستْ ممن كذَّبهم من قومهم ، وظنُّوا أنَّ أتباعهم كذَّبوهم ، جاءهم نصرُ اللهِ ، صحيح البخاري

 
أنَّ عروة بن الزبير سأل عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أرأيتَ قولَهُ : { حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوْا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوْا } . أو كُذِبُوا ؟
قالت : بل كَذَّبَهُمْ قومهم ،
فقلتُ : واللهِ لقد استيقنوا أنَّ قومهم كذَّبوهم وما هو بالظَّنِّ .
فقالت : يا عُرَيَّةُ لقد استيقنوا بذلك ،
قلتُ : فلعلَّها أو كُذِبُوا ،
قالت : معاذَ اللهِ ، لم تكن الرسلُ تظُنُّ ذلك بربها . وأما هذهِ الآيةُ ،
 هم أتباعُ الرسلِ ، الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم ، وطال عليهمُ البلاءُ ، واستأخرَ عنهم النصرُ ، حتى إذا استيأستْ ممن كذَّبهم من قومهم ، وظنُّوا أنَّ أتباعهم كذَّبوهم ، جاءهم نصرُ اللهِ ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: البخاري  - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3389 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
كُذِّبُوْا: اى ان الرسل كذّبهم اتباعهم و قومهم
 
كُذِبُوا: اى ان الرسل كَانُوا بَشَرًا ضَعُفُوا وَأَيِسُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا
  
عُرَيَّةُ : تخفيف عروة
 
هم أتباعُ الرسلِ ، الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم ، وطال عليهمُ البلاءُ ، واستأخرَ عنهم النصرُ: اى المعنى انه اتباع الرسل يأسوا من محاربتهم و طول البلاء و انتظارهم للنصر
 
اختلف العلماء فى معنى الآية:
فحسب كلام الحافظ بن حجر في فتح الباري حول هذه الآية:
 فَقِيلَ الْجَمِيع مَقُول الْجَمِيع ، وَقِيلَ الْجُمْلَة الْأُولَى مَقُول الْجَمِيع وَالْأَخِيرَة مِنْ كَلَام اللَّه . وَقَالَ آخَرُونَ الْجُمْلَة الْأُولَى وَهِيَ ( مَتَى نَصْر اللَّه ) مَقُول الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ . وَالْجُمْلَة الْأَخِيرَة وَهِيَ ( أَلَا إِنَّ نَصْر اللَّه قَرِيب ) مَقُول الرَّسُول ، وَقُدِّمَ الرَّسُول فِي الذِّكْر لِشَرَفِهِ وَهَذَا أَوْلَى ، وَعَلَى الْأَوَّل فَلَيْسَ قَوْل الرَّسُول ( مَتَى نَصْر اللَّه ) شَكًّا بَلْ اِسْتِبْطَاء لِلنَّصْرِ وَطَلَبًا لَهُ ، وَهُوَ مِثْل قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ " اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتنِي " قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَا شَكَّ أَنَّ اِبْن عَبَّاس لَا يُجِيز عَلَى الرُّسُل أَنَّهَا تُكَذِّب بِالْوَحْيِ ، وَلَا يُشَكّ فِي صِدْق الْمُخْبِر ، فَيُحْمَل كَلَامه عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّهُمَا لِطُولِ الْبَلَاء عَلَيْهِمْ وَإِبْطَاء النَّصْر وَشِدَّة اِسْتِنْجَاز مَنْ وَعَدُوهُ بِهِ تَوَهَّمُوا أَنَّ الَّذِي جَاءَهُمْ مِنْ الْوَحْي كَانَ حُسْبَانًا مِنْ أَنْفُسهمْ ، وَظَنُّوا عَلَيْهَا الْغَلَط فِي تَلَقِّي مَا وَرَدَ عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَكُون الَّذِي بُنِيَ لَهُ الْفِعْل أَنْفُسهمْ لَا الْآتِي بِالْوَحْيِ ، وَالْمُرَاد بِالْكَذِبِ الْغَلَط لَا حَقِيقَة الْكَذِب كَمَا يَقُول الْقَائِل كَذَبَتْك نَفْسك .
قُلْت : وَيُؤَيِّدهُ قِرَاءَة مُجَاهِد ( وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا ) بِفَتْحِ أَوَّله مَعَ التَّخْفِيف أَيْ غَلِطُوا ، وَيَكُون فَاعِل ( وَظَنُّوا ) الرُّسُل ، وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون أَتْبَاعهمْ . وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ بِأَسَانِيدَ مُتَنَوِّعَةٍ مِنْ طَرِيق عِمْرَانَ بْن الْحَارِث وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي الضُّحَى وَعَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة وَالْعَوْفِيّ كُلّهمْ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة قَالَ : أَيِسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان قَوْمهمْ ، وَظَنَّ قَوْمهمْ أَنَّ الرُّسُل كَذَبُوا .
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنْ صَحَّ هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس فَقَدْ أَرَادَ بِالظَّنِّ مَا يَخْطِر بِالْبَالِ وَيَهْجِس فِي النَّفْس مِنْ الْوَسْوَسَة وَحَدِيث النَّفْس عَلَى مَا عَلَيْهِ الْبَشَرِيَّة ، وَأَمَّا الظَّنّ وَهُوَ تَرْجِيح أَحَد الطَّرَفَيْنِ فَلَا يُظَنّ بِالْمُسْلِمِ فَضْلًا عَنْ الرَّسُول .
 
وَقَالَ أَبُو نَصْر الْقُشَيْرِيُّ وَلَا يَبْعُد أَنَّ الْمُرَاد خَطَرَ بِقَلْبِ الرُّسُل فَصَرَفُوهُ عَنْ أَنْفُسهمْ ، أَوْ الْمَعْنَى قَرَّبُوا مِنْ الظَّنّ كَمَا يُقَال بَلَغْت الْمَنْزِل إِذَا قَرُبَتْ مِنْهُ .
 
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم : وَجْهه أَنَّ الرُّسُل كَانَتْ تَخَاف بَعْدَ أَنْ وَعَدَهُمْ اللَّه النَّصْر أَنْ يَتَخَلَّف النَّصْر ، لَا مِنْ تُهْمَة بِوَعْدِ اللَّه بَلْ لِتُهْمَةِ النُّفُوس أَنْ تَكُون قَدْ أَحْدَثَتْ حَدَثًا يَنْقُض ذَلِكَ الشَّرْط ، فَكَانَ الْأَمْر إِذَا طَالَ وَاشْتَدَّ الْبَلَاء عَلَيْهِمْ دَخَلَهُمْ الظَّنّ مِنْ هَذِهِ الْجِهَة .
 
قُلْت : وَلَا يُظَنّ بِابْنِ عَبَّاس أَنَّهُ يُجَوِّز عَلَى الرَّسُول أَنَّ نَفْسَهُ تُحَدِّثُهُ بِأَنَّ اللَّه يُخْلِف وَعْدَهُ ، بَلْ الَّذِي يُظَنّ بِابْنِ عَبَّاس أَنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ " كَانُوا بَشَرًا " إِلَى آخِر كَلَامه مَنْ آمَنَ مِنْ أَتْبَاع الرُّسُل لَا نَفْس الرُّسُل ، وَقَوْل الرَّاوِي عَنْهُ " ذَهَب بِهَا هُنَاكَ " أَيْ إِلَى السَّمَاء مَعْنَاهُ أَنَّ أَتْبَاع الرُّسُل ظَنُّوا أَنَّ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ الرُّسُل عَلَى لِسَان الْمَلِك تَخَلَّفَ ، وَلَا مَانِع أَنْ يَقَع ذَلِكَ فِي خَوَاطِر بَعْض الْأَتْبَاع .
وَعَجَب لِابْنِ الْأَنْبَارِيّ فِي جَزْمه بِأَنَّهُ لَا يَصِحّ . ثُمَّ الزَّمَخْشَرِيّ فِي تَوَقُّفه عَنْ صِحَّة ذَلِكَ عَنْ اِبْن عَبَّاس ، فَإِنَّهُ صَحَّ عَنْهُ ، لَكِنْ لَمْ يَأْتِ عَنْهُ التَّصْرِيح بِأَنَّ الرُّسُل هُمْ الَّذِينَ ظَنُّوا ذَلِكَ ، وَلَا يَلْزَم ذَلِكَ مِنْ قِرَاءَة التَّخْفِيف ، بَلْ الضَّمِير فِي " وَظَنُّوا " عَائِد عَلَى الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ ، وَفِي " وَكُذِبُوا " عَائِد عَلَى الرُّسُل أَيْ وَظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل كُذِبُوا ، أَوْ الضَّمَائِر لِلرُّسُلِ وَالْمَعْنَى يَئِسَ الرُّسُل مِنْ النَّصْر وَتَوَهَّمُوا أَنَّ أَنْفُسهمْ كَذَبَتْهُمْ حِينَ حَدَّثَتْهُمْ بِقُرْبِ النَّصْر ، أَوْ كَذَبَهُمْ رَجَاؤُهُمْ . أَوْ الضَّمَائِر كُلّهَا لِلْمُرْسَلِ إِلَيْهِمْ أَيْ يَئِسَ الرُّسُل مِنْ إِيمَان مَنْ أُرْسِلُوا إِلَيْهِ ، وَظَنَّ الْمُرْسَل إِلَيْهِمْ أَنَّ الرُّسُل كَذَّبُوهُمْ فِي جَمِيع مَا اِدَّعُوهُ مِنْ النُّبُوَّة وَالْوَعْد بِالنَّصْرِ لِمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْوَعِيد بِالْعَذَابِ لِمَنْ لَمْ يُجِبْهُمْ ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مُحْتَمَلًا وَجَبَ تَنْزِيه اِبْن عَبَّاس عَنْ تَجْوِيزه ذَلِكَ عَلَى الرُّسُل ، وَيُحْمَل إِنْكَار عَائِشَة عَلَى ظَاهِر مَسَاقهمْ مِنْ إِطْلَاق الْمَنْقُول عَنْهُ
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

1123 - ألا هلك المتنطعون ألا هلك المتنطعون ، ألا هلك المتنطعون ، صححه الألبانى فى غاية المرام

 
ألا هلك المتنطعون ألا هلك المتنطعون ، ألا هلك المتنطعون ، صححه الألبانى فى غاية المرام
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 7 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
المتنطعون: المتعمقون المشددون في غير موضع التشديد
 المتنطع المتعمق في الشيء، المتكلف البحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم. ومن التنطع : الامتناع من المباح مطلقاً كالذي يمتنع من أكل اللحم والخبز، ومن لبس الكتان والقطن، ولا يلبس إلا الصوف، ويمتنع من نكاح النساء، ويظن أن هذا من الزهد المستحب
 
 يعني: أن الإنسان إذا بالغ في مجانبة الأمور التي قد يخيل إليه أن تركها أحب إلى الله، وهو في ذلك ليس على دليل؛ لأن الإنسان في كل ما يتعبد به يجب أن يكون على دليل، ولا يجوز أن يعمل برأيه أو بقياسه أو بالنظر إلى ما الناس عليه؛ لأن العبد مقيد في عبادة الله جل وعلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء قدر على فعل ذلك أو لم يقدر؛ لأنه ليس كل إنسان يستطيع أن يأتي بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: (ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه) ، فقيد الفعل بالمستطاع، أما الترك فيجب أن يجتنب جميعاً، ولا يقول: ما استطعت أن أترك هذا، فكل منهي عنه يستطيع أن يجتنبه. فالإنسان إذا لم يكن متقيداً بالشرع فهو على خطر عظيم، ولا بد أن يقع في التقصير أو يقع في التفريط، إما أن يقع في البدع أو يقع في المعاصي، ولا يخلو من ذلك إذا لم يكن متقيداً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 

1122 - أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ، الذين يألفون و يؤلفون ، و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ، الذين يألفون و يؤلفون ، و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 751 خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده
------------------------------------------------
الشرح:
 
أكمل المؤمنين إيمانًا: فيه أن الإيمان يزيد وينقص كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
 
الموطؤون أكنافا: التوطئة لين وتواضع ، هم الذين جوانبهم وطيئة لينة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى بهم ، فهم يفرحون بالحسنة ويتجاوزون عن السيئة ويعفو ويصفحون
و فيه أن على دعاة الخير أن يكونوا أولى الناس بحسن الخلق، ليألفهم الناس، ولأن من أسباب قبول دعوة الخير محبة الناس لمن دعاهم، وحسن خلق الداعي لهم يهيئهم لقبول دعوته، بل لمحبة دعوته، كما أن سوء الخلق ينفرهم عن دعوته
فأراد بقوله: "موطأ الأكناف" أن ناحيته يتمكن فيها صاحبه غير مؤذى، ولا ناب به موضعه.و الأكناف الجوانب،
يقال: في المثل: فلان في كنف فلان، كما فلان في ظل فلان
 
الذين يألفون و يؤلفون: من الألفة او المحبة ، و هي محبة الناس، وحسن الخلق معهم، ما يدعو الناس إلى حبك، ويكون ذلك سبباً في اجتماع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 

1119 - إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت ، والإمام يخطب ، فقد لغوت ، صحيح البخاري

 
إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت ، والإمام يخطب ، فقد لغوت ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 934 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
فيجب على من حضر الجمعة أن ينصت للإمام وهو يخطب ، ولا يجوز له الكلام مع غيره ، حتى لو كان الكلام لإسكاته ، ومن فعل فقد لغا ، ومن لغا فلا جمعة له .
ويشمل المنع – كذلك – الإجابة عن سؤال شرعي ، فضلاً عن غيره مما يتعلق بأمور الدنيا
و اللَّغْو: هو الكلام الذى لا اصل له من الباطل و شبهه
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%81%D8%AA%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%20%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A%20**/%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%92%D8%A5%D9%90%D9%86%D9%92%D8%B5%D9%8E%D8%A7%D8%AA%D9%90%20%D9%8A%D9%8E%D9%88%D9%92%D9%85%D9%8E%20%D8%A7%D9%84%D9%92%D8%AC%D9%8F%D9%85%D9%8F%D8%B9%D9%8E%D8%A9%D9%90%20%D9%88%D9%8E%D8%A7%D9%84%D9%92%D8%A5%D9%90%D9%85%D9%8E%D8%A7%D9%85%D9%8F%20%D9%8A%D9%8E%D8%AE%D9%92%D8%B7%D9%8F%D8%A8%D9%8F%20%D9%88%D9%8E%D8%A5%D9%90%D8%B0%D9%8E%D8%A7%20%D9%82%D9%8E%D8%A7%D9%84%D9%8E%20%D9%84%D9%90%D8%B5%D9%8E%D8%A7%D8%AD%D9%90%D8%A8%D9%90%D9%87%D9%90%20%D8%A3%D9%8E%D9%86%D9%92%D8%B5%D9%90%D8%AA%D9%92%20%D9%81%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%AF%D9%92%20%D9%84%D9%8E%D8%BA%D9%8E%D8%A7/i9&d18076&c&p1
 
 
 
 
 
 

Monday, April 28, 2014

1118 - خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه

 
خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه
------------------------------------------------
الراوي: أسماء بنت يزيد بن السكن المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3/349 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
 
خياركم : افضلكم
 
اى ان اكثركم خيراً و افضلكم ، من اذا رأهم الناس ذكروا الله عز و جل
 
إِذَا رُءُوا: ‏أَيْ أَنَّهُمْ مِنْ الْخَشْيَة وَالْخَوْف مِنْ اللَّه أَوْ مِنْ كَثْرَة ذِكْر اللَّه بِحَيْثُ إِنَّ النَّاس يَذْكُرُونَ اللَّه عِنْد حُضُورهمْ
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

1117 - خياركم أحاسنكم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ، و شراركم الثرثارون ، المتفيهقون ، المتشدقون ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

 
خياركم أحاسنكم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا ،
و شراركم الثرثارون ، المتفيهقون ، المتشدقون ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3260 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
الموطؤون أكنافا: هم الذين جوانبهم وطيئة لينة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى بهم ، فهم يفرحون بالحسنة ويتجاوزون عن السيئة ويعفو ويصفحون
فأراد بقوله: "موطأ الأكناف" أن ناحيته يتمكن فيها صاحبه غير مؤذى، ولا ناب به موضعه.و الأكناف الجوانب،
يقال: في المثل: فلان في كنف فلان، كما فلان في ظل فلان
 
"الثرثارون" يعني الذين يكثرون الكلام تكلفاً و تجاوزاً و خروجاً عن الحق
وقوله صلى الله عليه وسلم" المتفيهقون" هم المتكبرون
والمتشدق الذي يتطاول على الناس في الكلام ويبذو عليهم.
ومن معاني المتشدق: المستهزى بالناس يلوي بشدقه بهم وعليهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 

1116 - ألا أنبئكم بخيركم ؟ قالوا : نعم قال : خياركم أطولكم أعمارا ، وأحسنكم أعمالا ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

 
ألا أنبئكم بخيركم ؟ قالوا : نعم
قال : خياركم أطولكم أعمارا ، وأحسنكم أعمالا ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3361 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
 
اى افضلكم من طال عمره و ملأه بالأعمال الصالحة
لأن المرء كلما طال عمره وحسن عمله يغتنم من الطاعات ويراعي الأوقات فيتزود منها للآخرة ويكثر من الأعمال الموجبة للسعادة الأبدية (ك عن جابر) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى فذكره
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

Sunday, April 27, 2014

1115 - خياركم خياركم لنسائهم ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه

 
خياركم خياركم لنسائهم ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1622 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
اى افضلكم افضلكم معاملة لزوجاتكم
 
و المراد خيركم خيركم لأهله، كما جاء ذلك في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم خيركم لأهله وأنا خيرك لأهلي فينبغي للإنسان أن يكون مع أهله خير صاحب وخير محب وخير مربي لأن الأهل أحق بحسن خلقك من غيرهم فابدأ بالأقرب فالأقرب .
على العكس من ذلك حال بعض الناس اليوم وقبل اليوم تجده مع الناس حسن الخلق، لكن مع أهله سيئ الخلق - والعياذ بالله - وهذا خلاف هدى النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أن تكون مع أهلك حسن الخلق ومع غيرهم أيضا لكن هم أولى بحسن الخلق من غيرهم .
ولهذا لما سئلت عائشة ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت: كان في مهنة أهله .
أي يساعدهم على مهمات البيت حتى إنه صلى الله عليه وسلم كان يحلب الشاة لأهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه وهكذا ينبغي للإنسان مع أهله أن يكون من خير الأصحاب لهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

1114 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تضربن إماء الله فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قد ذئر النساء على أزواجهن فأمر بضربهن فضربن فطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم طائف نساء كثير فلما أصبح قال لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها فلا تجدون أولئك خياركم ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه

 
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تضربن إماء الله
فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قد ذئر النساء على أزواجهن
فأمر بضربهن فضربن فطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم طائف نساء كثير
فلما أصبح قال لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها
فلا تجدون أولئك خياركم ، صححه الألبانى فى صحيح ابن ماجه
 
------------------------------------------------
الراوي: إياس بن عبدالله بن أبي ذباب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1628 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
إماء: جمع أَمَةُ و هى جارية ، امرأةٌ مملوكة عكسها حُرَّة ، ونقول : يا أَمَةَ الله ، كما نقول : يا عبدَ الله
و المقصود الزوجات
 
ذَئِرَ: اى تجرءوا
 
طاف بآل محمد: اى زار زوجات النبى صلى الله عليه و سلم
 
فلا تجدون أولئك خياركم: اى لا تجدون هؤلاء افضلكم و احسنكم
 
و الحديث محمول على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان قد نهاهم عن ضربهن في حالة غير حالة النشوز ؛ لأن كتاب الله دل على جواز ضرب المرأة إذا نشزت ، ولهذا قال في الحديث ذئر النساء ، أي : تجرأن ، قال الشاعر :
 
 
ولقد أتانا عن تميم أنهم ذئروا لقتلي عامرا وتغضبوا
 
 
أي : تجرءوا ، وعلى الجملة وقع الإذن موافقا لظاهر الكتاب ؛ لأن الجرأة من مبادئ النشوز
 
 
حكم ضرب الزوجة: لا يخلو أمر تأديب الزوجة بالضرب من حالتين:
الحالة الأولى: أن يضرب الزوج زوجته لحق الله تبارك وتعالى، كضربها لأجل تقصيرها في أمر الطهارة والصلاة والصيام ونحوها، فيستحب له ذلك، وصرَّح ابن البزري بالوجوب[1].
 
الحالة الثانية: أن يكون ضرب الزوج زوجته لحق نفسه، كضربها لأجل النشوز والعصيان في حقوق النكاح فيباح له ذلك[2]، "ولا يجوز له أن يضربها إلا أن يتحقق أنه لا عذر لها في الامتناع منه في ذلك الوقت، وإنما تذهب إلى الإضرار به في منعه بما أحله الله له من الاستمتاع بها"[3].
 
لقوله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾[4].
 
فالأمر في الآية بالضرب للإباحة لما ورد في بعض الأحاديث من المنع من ضرب النساء؛ ولأجل أن خيار المسلمين من لا يفعل ذلك.
 
ومن ذلك: قوله - عليه الصلاة والسلام -: "لا تضربُن إماء الله"، فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، قد ذئر النساء على أزواجهن، فأمر بضربهن فضُربن، فأطاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم طائف نساء كثير، فلما أصبح قال:"لقد أطاف بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها، فلا تجدون أولئك خياركم"[5].
 
قال البغوي رحمه الله:
"فيه دليل على أن ضرب النساء في منع حقوق النكاح مباح"[6].ا.هـ.
 
قال النووي رحمه الله: "وأشار الشافعي رحمه الله إلى أن تأويلين له - يعني حديث النهي عن ضرب النساء -:
أحدهما: أنه منسوخ بالآية أو حديث آخر بضربهن.
والثاني: حمل النهي على الكراهة أو ترك الأولى، وقد يحمل النهي على الحال الذي لم يوجد في السبب المجوِّز للضرب[7].
 
قلت - أي النووي -:
هذا التأويل الأخير هو المختار، فإن النسخ لا يصار إليه إلا إذا تعذر الجمع، وعلمنا التاريخ، والله أعلم"[8]. ا. هـ.
 
ولذا نصَّ كثير من محققي الفقهاء من المالكية[9] والشافعية[10] والحنابلة[11] على أن الأولى والأفضل للزوج شرعًا العفو عن زوجته وعدم ضربها، إبقاءً للمودة والرحمة في الحياة الزوجية، وأنه "ينبغي للزوج مداراة زوجته"[12].
 
ويؤيد هذه الأفضلية في ترك ضرب الزوجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب زوجة له قط، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:"ما ضرب رسول الله خادمًا له، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا"[13].
 
"قال عطاء[14] رحمه الله: لا يضربها وإن أمرها ونهاها فلم تُطِعْه، ولكن يغضب عليها.
 
قال القاضي - ابن العربي، معلقًا على قول عطاء -:
هذا من فقه عطاء، فإنه من فهمه بالشريعة ووقوفه على مظان الاجتهاد، علم أن الأمر بالضرب ها هنا أمر إباحة، ووقف على الكراهية من طريق أخرى، في قول النبي صلى الله عليه وسلم...:"إني لأكره للرجل يضرب أمته عند غضبه، ولعله أن يضاجعها من يومه"[15]، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استؤذن في ضرب النساء، فقال:"اضربوا، ولن يضرب خياركم"[16].
 
فأباح وندب إلى الترك، وإن في الهجر لغاية الأدب.
 
والذي عندي - أي ابن العربي - أن الرجال والنساء لا يستوون في ذلك، فإن العبد يُقرع بالعصا، والحر تكفيه الإشارة، ومن النساء، بل من الرجال من لا يقيمه إلا الأدب، فإذا عَلِمَ ذلك الرجل، فله أن يؤدِّب، وإن ترك فهو أفضل"[17]. ا. هـ.
-----------------------------
[1] انظر: ما تقدم حول هذه الحالة في ص(236).
[2] انظر: الحاوي للماوردي (13/423).
[3] البيان والتحصيل لابن رشد (6/75).
[4] من الآية (34)، من سورة النساء.
[5] تقدم تخريجه في ص(228).
[6] شرح السنة للبغوي (9/187)، وانظر: الحاوي للماوردي (13/423)، ومعونة أولي النهى (7/414).
[7] وهذا تأويلٌ ثالث حاصله: أن إباحة ضرب النساء الوارد في الآية، والخبر المجوِّز للضرب محمول على النشوز، وما ورد من النهي عن الضرب في الخبر ففي غير النشوز، فأبيح الضرب مع وجود سببه، و نهي عنه مع ارتفاع سببه، وهذا متَفقٌ لا يعارض بعضه بعضاً. انظر: الحاوي للماوردي (9/600).
[8] روضة الطالبين (7/368).
[9] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/536).
[10] انظر: روضة الطالبين (7/368)، وتحفة المحتاج (7/455 مع حاشية الشرواني وابن القاسم)، وأسنى المطالب (3/239).
[11] انظر: المبدع (7/215)، ومعونة أولي النهى (7/413)، وكشاف القناع (5/210).
[12] معونة أولي النهى (7/414).
[13] رواه الإمام أحمد في "مسنده" (6/32، 206، 229، 232، 281)، وأبو داود في "سننه" كتاب الأدب. باب التجاوز في الأمر برقم (4786)، وابن ماجه في "سننه" كتاب النكاح. باب ضرب النساء برقم (1984)، واللفظ له، والدارمي في "سننه" كتاب النكاح. باب في النهي عن ضرب النساء برقم (2138)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" برقم (4003)، و"صحيح سنن ابن ماجه" برقم (1614).
[14] هو: عطاء بن أبي رباح، أبو محمد القرشي مولاهم، مفتي الحرم، ولد في أثناء خلافة عثمان رضي الله عنه، وتوفي سنة (115هـ).
انظر: كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد (6/20)، وحلية الأولياء (3/310)، وسير أعلام النبلاء (5/78).
[15] تقدم تخريجه في ص(153).
[16] تقدم تخريجه في ص(228).
[17] أحكام القرآن لابن العربي (1/536).
 
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 

1113 - خياركم من أطعم الطعام ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
خياركم من أطعم الطعام ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
 
------------------------------------------------
الراوي: صهيب بن سنان الرومي القرشي المحدث: الألباني  - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 44 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
خياركم: افضلكم
 
أطعم الطعام: في الدنيا للعِيال والفقراء والأضياف والإخوان ونحوهم
 
وخير الناس مَن أطْعَم الطعام ؛ لأن إطعام الطّعام دليل على خيريّة الإنسان .
فقد سُئلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن رجب : وجَمَع في الحديث بَيْن إطعام الطعام وإفشاء السلام ؛ لأنه به يجتمع الإحسان بالقَول والفِعل ، وهو أكمل الإحسان ، وإنما كان هذا خير الإسلام بعد الإتيان بفرائض الإسلام وواجباته ، فمن أتى بفرائض الإسلام ثم ارتقى إلى درجة الإحسان إلى الناس كان خيرا ممن لم يَرْتَقِ إلى هذه الدرجة . اهـ .
 
وفي المسند : خَيْرُكم مَن أطْعَم الطعام .
وكان صهيب رضي الله تعالى عنه يُطعِم الطعام الكثير، فقال له عمر : ياصهيب ، إنك تُطْعِم الطعام الكثير ، وذلك سَرَف في المال ، فقال صهيب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خياركم مَن أطعم الطعام ، وَرَدّ السلام " . فذلك الذي يَحْمِلني على أن أُطْعِم الطَّعَام .
 
قال المناوي : "خيركم مَن أطعم الطعام " للإخوان والجيران والفقراء والمساكين ؛ لأن فيه قِوام الأبدان وحَياة كل حيوان . اهـ .
 
ومِن بِرّ الحج إطعام الطعام ..
ففي مسند الإمام أحمد من طريق محمد بن ثابت قال : حدثنا محمد بن المنكدِر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنة . قالوا : يا نبي الله ما الحج المبرور ؟ قال : إطعام الطعام ، وإفشاء السلام . وصححه الألباني والأرنؤوط
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 

1112 - أكرموا أصحابي ؛ فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب، حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف، ويشهد ولا يستشهد، ألا فمن سره بحبوحة الجنة ؛ فليلزم الجماعة ؛ فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنته وساءته سيئته ؛ فهو مؤمن ، صححه الألبانى فى تخريج مشكاة المصابيح

 
 أكرموا أصحابي ؛ فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،
ثم يظهر الكذب، حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف، ويشهد ولا يستشهد،
ألا فمن سره بحبوحة الجنة ؛ فليلزم الجماعة ؛ فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد،
ولا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما،
ومن سرته حسنته وساءته سيئته ؛ فهو مؤمن ، صححه الألبانى فى تخريج مشكاة المصابيح
------------------------------------------------
 الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني  - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5957 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
خياركم: افضلكم
 
الذين يلونهم: من يأتى من بعدهم
 
يظهر الكذب: اى ينتشر بين الناس دون انكار
 
ليحلف ولا يستحلف: اى يقسم دون ان يطلب منه احداً ذلك لجرأته على الله
 
يشهد ولا يستشهد: يشهد دون ان يُطلب منه الشهادة ، قال الترمذي في أواخر الشهادات : المراد به شهادة الزور
 
سره: اسعده ان يسكن وسط الجنة
 
بحبوحة الجنة: وسطها و افضلها
 
عليكم بالجماعة: أي المنتظمة بنصب الإمامة
 
وإياكم والفرقة: أي احذروا مفارقتها ما أمكن
 وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا : من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية الحديث ، روى الشيخان عن حذيفة في أثناء حديث : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ، قال الحافظ قوله : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم أي أميرهم ، زاد في رواية أبي الأسود : تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، وكذا في رواية خالد بن سبيع عند الطبراني : فإن رأيت خليفة فالزمه وإن ضرب ظهرك فإن لم يكن خليفة فالهرب
وقال الطبري : اختلف في هذا الأمر وفي الجماعة ، فقال قوم هو للوجوب ، والجماعة السواد الأعظم
 ثم ساق محمد بن سيرين عن أبي مسعود أنه وصى من سأله لما قتل عثمان : عليك بالجماعة ، فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة
وقال قوم : المراد بالجماعة الصحابة دون من بعدهم
وقال قوم : المراد بهم أهل العلم لأن الله جعلهم حجة على الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين
 قال الطبري : والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره ، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة ، قال : وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر ، وعلى ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث ، وبه يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها انتهى
 
فإن الشيطان مع الفذ: أي الفرد الخارج عن طاعة الأمير المفارق للجماعة
 
وهو: أي الشيطان
 
من الاثنين أبعد: أي بعيد ، قال الطيبي : أفعل هنا لمجرد الزيادة ولو كان مع الثلاثة لكان بمعنى التفضيل ، إذ البعد مشترك بين الثلاثة والاثنين دون الاثنين والفذ ، على ما لا يخفى
 
لا يخلون رجل بامرأة: أي امرأة أجنبية لا تحل له
 
إلا كان ثالثهما الشيطان: والمعنى يكون الشيطان معهما يهيج شهوة كل منهما حتى يلقيهما في الزنا
 
من سرته حسنته: أي إذا وقعت منه
 
وساءته سيئته: أي أحزنته إذا صدرت عنه
 
فذلكم المؤمن: أي الكامل لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة ، وقد قال تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة  
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Saturday, April 26, 2014

1111 - خياركم ألينكم مناكب في الصلاة ، و ما من خطوة أعظم أجرا من خطوه مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
خياركم ألينكم مناكب في الصلاة ، و ما من خطوة أعظم أجرا من خطوه مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها ، صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2533 خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه
------------------------------------------------
الشرح:
خياركم: افضلكم
 
ألينكم مناكب في الصلاة : إذا جاء رجل إلى الصف فذهب يدخل في فرجة فيه ، فينبغي أن يلين له كل رجل منكبه حتى يدخل في الصف .
وهذا للأسف قلما نجده بين الإخوة المصلين في المساجد بحجج واهية منها ان المسجد فيه متسع و لا يحب الأخ المصلي " الحشرة " أي يرغب في البحبحة و الوساع و الراحة في الصلاة وهذا كله جهلاً منهم بدين الله و منهج نبيه صلى الله عليه و سلم
اللهم علمنا ما ينفعنا و نفعنا بما علمتنا
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

1110 - أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و خياركم خياركم لنسائهم ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

 
 أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، و خياركم خياركم لنسائهم ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1232 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا: وفي هذا حث عظيم على حسن الخلق حسن الخلق مع الله وحسن الخلق مع الناس أما حسن الخلق مع الله فأن يرضي الإنسان بشريعته وينقاد إليها مسلما راضيا مطمئنا بها سواء كان أمرا يأمر به أو نهيا ينهي عنه .
وأن يرضي الإنسان بقدر الله عز وجل ويكون الذي قدر الله عليه مما يسوءه كالذي قدر الله عليه مما يسره فيقول يا رب كل شيء من عندك فأنا راض بك ربا إن أعطيتني مما يسرني شكرت وإن أصابني ما يسوءني صبرت فيرضي بالله قضاء وقدرا وأمرا وشرعا هذا حسن الخلق مع الله أما حسن الخلق مع الناس فظاهر فكف الأذى وبذل الندي والصبر عليهم وعلى أذاهم هذا من حسن الخلق مع الناس أن تعاملهم بهذه المعاملة تكف أذاك عنهم وتبذل نداك الندي يعني العطاء سواء مالا أو جاها أو غير ذلك وكذلك تصبر على البلاء منهم فإذا كنت كذلك كنت أكمل الناس إيمانا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي فخير الناس هو خيرهم لأهله لأن الأقربين أولى بالمعروف فإذا كان فيك خير فليكن أهلك هم أول المستفيدين من هذا الخير وهذا عكس ما يفعله بعض الناس اليوم تجده سيئ الخلق مع أهله حسن الخلق مع غيرهم وهذا خطأ عظيم أهلك أحق بإحسان الخلق أحسن الخلق معهم لأنهم هم الذين معك ليلا ونهارا سرا وعلانية إن أصابك شيء أصيبوا معك وإن سررت سروا معك وإن حزنت حزنوا معك فلتكن معاملتك معهم خيرا من معاملتك مع الأجانب فخير الناس خيرهم لأهله نسأل الله أن يكمل لي وللمسلمين الإيمان وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلينا ومن لهم حق علينا
 
خياركم خياركم لنسائهم:  المراد خيركم خيركم لأهله ، فينبغي للإنسان أن يكون مع أهله خير صاحب وخير محب وخير مربي لأن الأهل أحق بحسن خلقك من غيرهم فابدأ بالأقرب فالأقرب .
على العكس من ذلك حال بعض الناس اليوم وقبل اليوم تجده مع الناس حسن الخلق، لكن مع أهله سيئ الخلق - والعياذ بالله - وهذا خلاف هدى النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أن تكون مع أهلك حسن الخلق ومع غيرهم أيضا لكن هم أولى بحسن الخلق من غيرهم .
ولهذا لما سئلت عائشة ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت: كان في مهنة أهله .
أي يساعدهم على مهمات البيت حتى إنه صلى الله عليه وسلم كان يحلب الشاة لأهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه وهكذا ينبغي للإنسان مع أهله أن يكون من خير الأصحاب لهم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 

1108 - سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم ؟ قال : أكرمهم عند الله أتقاهم . قالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن خليل الله . قالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : فعن معادن العرب تسألونني . قالوا : نعم ، قال : فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ، إذا فقهوا ، صحيح البخاري

 
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم ؟ قال : أكرمهم عند الله أتقاهم .
قالوا : ليس عن هذا نسألك ،
قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن خليل الله .
قالوا : ليس عن هذا نسألك ،
قال : فعن معادن العرب تسألونني . قالوا : نعم ،
قال : فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ، إذا فقهوا ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4689 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
إن أكرمكم عند الله أتقاكم: أي إنما تتفاضلون عند الله بالتقوى لا بالأحساب
 
 قالوا يا نبي الله ليس عن هذا نسألك ، قال : فأكرم الناس يوسف: الجواب الأول من جهة الشرف بالأعمال الصالحة ، والثاني من جهة الشرف بالنسب الصالح
 
 أفعن معادن العرب: أي أصولهم التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها ، وإنما جعلت معادن لما فيها من الاستعداد المتفاوت ، أو شبههم بالمعادن لكونهم أوعية الشرف كما أن المعادن أوعية للجواهر
 
فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا: يحتمل أن يريد بقوله " خياركم " جمع خير ، ويحتمل أن يريد أفعل التفضيل تقول في الواحد خير وأخير ثم القسمة رباعية ، فإن الأفضل من جمع بين الشرف في الجاهلية والشرف في الإسلام وكان شرفهم في الجاهلية بالخصال المحمودة من جهة ملاءمة الطبع ومنافرته خصوصا بالانتساب إلى الآباء المتصفين بذلك ، ثم الشرف في الإسلام بالخصال المحمودة شرعا ، ثم أرفعهم مرتبة من أضاف إلى ذلك التفقه في الدين ، ومقابل ذلك من كان مشروفا في الجاهلية واستمر مشروفا في الإسلام فهذا أدنى المراتب ; والقسم الثالث من شرف في الإسلام وفقه ولم يكن شريفا في الجاهلية ، ودونه من كان كذلك لكن لم يتفقه ، والقسم الرابع من كان شريفا في الجاهلية ثم صار مشروفا في الإسلام فهذا دون الذي قبله ، فإن تفقه فهو أعلى رتبة من الشريف الجاهل
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 

1107 - لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول : إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ، صحيح البخاري

 
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ، وكان يقول : إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3559 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 فاحشا ولا متفحشا: الفاحش الذي يقول الفحش ، والفحش كل ما خرج عن مقداره حتى يستقبح ، ويدخل في القول والفعل والصفة ، والمتفحش الذي يستعمل الفحش ليضحك الناس
 
خياركم: افضلكم و احسنكم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 

Friday, April 25, 2014

1106 - كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سن من الإبل ، فجاءه يتقاضاه ، فقال صلى الله عليه وسلم : أعطوه . فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سنا فوقها ، فقال : أعطوه . فقال : أوفيتني أوفى الله بك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن خياركم أحسنكم قضاء ، صحيح البخاري

 
كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سن من الإبل ، فجاءه يتقاضاه ،
فقال صلى الله عليه وسلم : أعطوه .
فطلبوا سنه فلم يجدوا له إلا سنا فوقها ، فقال : أعطوه .
فقال : أوفيتني أوفى الله بك ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن خياركم أحسنكم قضاء ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2393 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
سن من الإبل: اى جملاً له سن معين
 
فجاءه يتقاضاه: أي يطلب منه قضاء الدين
 
فلم يجدوا له إلا سنا فوقها: اى جملاً اكبر سناً ، فهو افضل مما اخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم
 
خياركم: افضلكم
 
أحسنكم قضاء: ما عنده للناس
 
وفي الحديث جواز المطالبة بالدين إذا حل أجله . وفيه حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وعظم حلمه وتواضعه وإنصافه ، وأن من عليه دين لا ينبغي له مجافاة صاحب الحق ، وأن من أساء الأدب على الإمام كان عليه التعزير بما يقتضيه الحال إلا أن يعفو صاحب الحق . وفيه ما ترجم له وهو استقراض الإبل ويلتحق بها جميع الحيوانات وهو قول أكثر أهل العلم
وفيه جواز وفاء ما هـو أفضل من المثل المقترض إذا لم تقع شرطية ذلك في العقد فيحرم حينئذ اتفاقا وبه قال الجمهور ، وعن المالكية تفصيل في الزيادة إن كانت بالعدد منعت ، وإن كانت بالوصف جازت .
 وفيه أن الاقتراض في البر والطاعة وكذا الأمور المباحة لا يعاب ، وأن للإمام أن يقترض على بيت المال لحاجة بعض المحتاجين ليوفي ذلك من مال الصدقات ، واستدل به الشافعي على جواز تعجيل الزكاة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

1105 - ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون } ، حسنه الألبانى فى صحيح الترمذي

 
ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون } ، حسنه الألبانى فى صحيح الترمذي
------------------------------------------------
الراوي: صدي بن عجلان بن وهب أبو أمامة المحدث: الألباني  - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3253 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
 
كانوا عليه: ‏‏أي على الهدى ‏
 إلا أوتوا الجدل: ‏‏أي أعطوه وهو حال مقدرة والمستثنى منه أعم عام الأحوال وصاحبها الضمير المستتر في خبر كان , والمعنى ما كان ضلالتهم ووقوعهم في الكفر إلا بسبب الجدال وهو الخصومة بالباطل مع نبيهم وطلب المعجزة منه عنادا أو جحودا , وقيل مقابلة الحجة بالحجة , وقيل المراد هنا العناد والمراد في القرآن ضرب بعضه ببعض لترويج مذاهبهم وآراء مشايخهم من غير أن يكون لهم نصرة على ما هو الحق وذلك محرم لا المناظرة لغرض صحيح كإظهار الحق فإنه فرض كفاية ‏
 ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏أي استشهادا على ما قرره ‏
 
ما ضربوه }: ‏‏أي هذا المثل ‏
 { لك }: ‏‏يا محمد وهو قولهم أآلهتنا خير أم هو , أرادوا بالآلهة هنا الملائكة يعني الملائكة خير أم عيسى يريدون أن الملائكة خير من عيسى فإذا عبدت النصارى عيسى فنحن نعبد الملائكة أي ما قالوا ذلك القول ‏
 { إلا جدلا }: ‏‏أي إلا لمخاصمتك وإيذائك بالباطل لا لطلب الحق , كذا قال بعض العلماء .
 قال القاري : والأصح في معنى الآية أن ابن الزبعرى جادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } آلهتنا أي الأصنام خير عندك أم عيسى فإن كان في النار فلتكن آلهتنا معه , وأما الجواب عن هذه الشبهة .
 فأولا - أن ما لغير ذوي العقول فالإشكال نشأ عن الجهل بالقواعد العربية , وثانيا - أن عيسى والملائكة خصوا عن هذا بقوله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون }
 
{ بل هم }: ‏أي الكفار ‏
 
‏{ قوم خصمون } : ‏أي كثير الخصومة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

Thursday, April 24, 2014

1104 - أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ،
و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ،
و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 273 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا: اى أنه صلى الله عليه وسلم ضامن لكل من يترك المراء وهو الجدال ولو كان محقا أن يعطيه الله سبحانه وتعالى بيتا في ربض الجنة. أي أدناها
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 

1103 - أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة

 
أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا ،
و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا ،
و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ، حسنه الألبانى فى السلسلة الصحيحة
------------------------------------------------
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 273 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا: اى أنه صلى الله عليه وسلم ضامن لكل من يترك المراء وهو الجدال ولو كان محقا أن يعطيه الله سبحانه وتعالى بيتا في ربض الجنة. أي أدناها
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 

1103 - ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب ، أو بلاء ، من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه ؟ دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

 
ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب ، أو بلاء ، من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه ؟
دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
------------------------------------------------
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2605 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
ذي النون: اى صاحب الحوت ، والنون هو الحوت ، و المقصود يونس عليه السلام
 
سُبْحَانَكَ: أصله من التسبيح: وهو تنزيه اللَّه تعالى، أي إبعاد اللَّه تعالى عن كل سوء ونقص، المتضمِّن لكل كمال
 
لفظ الدعاء والدعوة في القرآن يتناول معنيين‏:‏ دعاء العبادة، ودعاء المسألة‏
 
 ولفظ الصلاة في اللغة‏:‏ أصله الدعاء، وسميت الصلاة دعاء لتضمنها معنى الدعاء، وهو العبادة والمسألة‏.
 
‏‏ وقد فسر قوله تعالى‏:‏ ‏{‏‏ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏ 60‏]‏، بالوجهين، قيل‏:‏ اعبدوني وامتثلوا أمري أستجب لكم‏.
 
‏‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ‏}‏‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 26‏]‏ أي‏:‏ يستجيب لهم، وهو معروف في اللغة، يقال‏:‏ استجابه واستجاب له
 
والمقصود هنا أن لفظ الدعوة والدعاء، يتناول هذا وهذا، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}‏‏ ‏[‏يونس‏:‏ 10‏]‏، وفي الحديث" أفضل الذكر لا إله إلا اللّه، وأفضل الدعاء الحمد للّه‏"‏‏ رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا‏.‏
 
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره "دعـوة أخي ذي النون"‏‏ ‏{‏‏لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ‏}‏‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 87‏]‏، ما دعا بها مكروب إلا فرج اللّه كربته‏)‏، سماها دعوة، لأنها تتضمن نوعي الدعاء‏.
 
‏‏ فقوله لا إله إلا أنت اعتراف بتوحيد الإلهية‏.‏
 
وتوحيد الإلهية يتضمن أحد نوعي الدعاء، فإن الإله هو المستحق؛ لأن يدعي دعاء عبادة، ودعاء مسألة، وهو اللّه لا إله إلا هو‏.
 
‏‏ وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ‏}‏‏ اعتراف بالذنب، وهو يتضمن طلب المغفرة، فإن الطالب السائل تارة يسأل بصيغة الطلب، وتارة يسأل بصيغة الخبر، إما بوصف حاله، وإما بوصف حال المسئول، وإما بوصف الخالين‏.‏
 
كقول نوح عليه السلام‏:‏ ‏{‏‏رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ‏}‏‏ ‏[‏هود‏:‏ 47‏]‏ فهذا ليس صيغة طلب، وإنما هو إخبار عن اللّه أنه إن لم يغفر له ويرحمه خسر‏.
 
‏‏ ولكن هذا الخبر يتضمن سؤال المغفرة، وكذلك قول آدم عليه السلام‏:‏ ‏{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 23‏]‏، هو من هذا الباب، ومن ذلك قول موسى عليه السلام‏:‏ ‏{‏‏رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ‏}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏ 24‏]‏، فإن هذا وصف لحاله بأنه فقير إلى ما أنزل اللّه إليه من الخير، وهو متضمن لسؤال اللّه إنزال الخير إليه
 
فهذا فيه وصف العبد لحال نفسه المقتضى حاجته إلى المغفرة، وفيه وصف ربه الذي يوجب، أنه لا يقدر على هذا المطلوب غيره، وفيه التصريح بسؤال العبد لمطلوبه، وفيه بيان المقتضى للإجابة، وهو وصف الرب بالمغفرة، والرحمة، فهذا ونحوه أكمل أنواع الطلب‏.
 
‏‏ وكثير من الأدعية يتضمن بعض ذلك، كقول موسى عليه السلام‏:‏ ‏{‏‏أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 155‏]‏، فهذا طلب ووصف للمولى بما يقتضي الإجابة‏.‏
 
وقوله‏:‏ ‏{‏‏رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي‏}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏ 16‏]‏، فيه وصف حال النفس والطلب، وقوله‏:‏ ‏{‏‏إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ‏}‏‏ ‏[‏القصص‏:‏ 24‏]‏، فيه الوصف المتضمن للسؤال بالحال، فهذه أنواع لكل نوع منها خاصة‏.
 
‏‏ يبقى أن يقال‏:‏ فصاحب الحوت ومن أشبهه لماذا ناسب حالهم صيغة الوصف والخبر دون صيغة الطلب‏؟‏
 
فيقال‏:‏ لأن المقام مقام اعتراف، بأن ما أصابني من الشر كان بذنبي، فأصل الشر هو الذنب، والمقصود دفع الضر، والاستغفار جاء بالقصد الثاني، فلم يذكر صيغة طلب كشف الضر لاستشعاره أنه مسيء ظالم، وهو الذي أدخل الضر على نفسه، فناسب حاله أن يذكر ما يرفع سببه من الاعتراف بظلمه، ولم يذكر صيغة طلب المغفرة؛ لأنه مقصود للعبد المكروب بالقصد الثاني، بخلاف كشف الكرب، فإنه مقصود له في حال وجــوده بالقصد الأول، إذ النفس بطبعها تطلب ما هي محتاجة إليه من زوال الضرر الحاصل من الحال قبل طلبها، زوال ما تخاف وجوده من الضرر في المستقبل بالقصد الثاني، والمقصود الأول في هذا المقام هو المغفرة وطلب كشف الضر، فهذا مقدم في قصده وإرادته، وأبلغ ما ينال به رفع سببه، فجاء بما يحصل مقصوده‏.
 
‏‏ وهذا يتبين بالكلام على قوله‏:‏ ‏{‏‏سُبْحَانَك‏}‏‏ فإن هذا اللفظ يتضمن تعظيم الرب وتنزيهه، والمقام يقتضى تنزيهه عن الظلم والعقوبة بغير ذنب، يقول‏:‏ أنت مقدس ومنزه عن ظلمي وعقوبتي بغير ذنب؛ بل أنا الظالم الذي ظلمت نفسي، قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‏}‏‏ ‏[‏النحل‏:‏ 118‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ}‏‏‏[‏هود‏:‏ 101‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ‏}‏‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 76‏]‏، وقال آدم عليه السلام ‏:‏ ‏{‏‏رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 23‏]‏‏
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد