Monday, January 27, 2014

940 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا وسعد جالس ، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا هو أعجبهم إلي ، فقلت : يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما . فسكت قليلا ، ثم غلبني ما أعلم منه ، فعدت لمقالتي فقلت : مالك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما ، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي ، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا سعد إني لأعطي الرجل ، وغيره أحب إلي منه ، خشية أن يكبه الله في النار ، صحيح البخاري

 
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا وسعد جالس ، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا هو أعجبهم إلي ،
فقلت : يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما .
فسكت قليلا ، ثم غلبني ما أعلم منه ، فعدت لمقالتي فقلت : مالك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ، فقال : أو مسلما ،
ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي ، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ثم قال : يا سعد إني لأعطي الرجل ، وغيره أحب إلي منه ، خشية أن يكبه الله في النار ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 27 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
أَعْطَى رَهْطًا: ‏الرَّهْط عَدَد مِنْ الرِّجَال مِنْ ثَلَاثَة إِلَى عَشَرَة
 
وهو أعجبهم إليّ: أي أفضلهم عندي
 
ما لك عن فلان: ‏‏يعني أي سبب لعدولك عنه إلى غيره ؟
 
لَأَرَاهُ: اى اعلمه و اعرفه
 
أَوْ مُسْلِمًا: ليس معناه الإنكار بل المعنى أن إطلاق المسلم على من لم يختبر حاله الخبرة الباطنة أولى من إطلاق المؤمن ; لأن الإسلام معلوم بحكم الظاهر
 
معنى هذا الحديث أن سعدا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي ناسا ويترك من هو أفضل منهم في الدين ، وظن أن العطاء يكون بحسب الفضائل في الدين ، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حال هذا الإنسان المتروك ، فأعلمه به وحلف أنه يعلمه مؤمنا ،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أو مسلما ) فلم يفهم منه النهي عن الشفاعة فيه مرة أخرى ، فسكت ثم رآه يعطي من هو دونه بكثير فغلبه ما يعلم من حسن حال ذلك الإنسان ، فقال : ( يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ ) تذكيرا ،
وجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هم بعطائه من المرة الأولى ثم نسيه فأراد تذكيره ، وهكذا المرة الثالثة ،
إلى أن أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن العطاء ليس هو على حسب الفضائل في الدين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار )
معناه : إني أعطي ناسا مؤلفة ، في إيمانهم ضعف ، لو لم أعطهم كفروا ، فيكبهم الله في النار ، وأترك أقواما هم أحب إلي من الذين أعطيتهم ، ولا أتركهم احتقارا لهم ، ولا لنقص دينهم ، ولا إهمالا لجانبهم ، بل أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم من النور والإيمان التام ، وأثق بأنهم لا يتزلزل إيمانهم لكماله
 
 ومحصل القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع العطاء لمن أظهر الإسلام تألفا , فلما أعطى الرهط وهم من المؤلفة وترك جعيلا وهو من المهاجرين مع أن الجميع سألوه , خاطبه سعد في أمره لأنه كان يرى أن جعيلا أحق منهم لما اختبره منه دونهم , ولهذا راجع فيه أكثر من مرة , فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمرين : أحدهما : إعلامه بالحكمة في إعطاء أولئك وحرمان جعيل مع كونه أحب إليه ممن أعطى ; لأنه لو ترك إعطاء المؤلف لم يؤمن ارتداده فيكون من أهل النار , ‏
‏ثانيهما إرشاده إلى التوقف عن الثناء بالأمر الباطن دون الثناء بالأمر الظاهر , فوضح بهذا فائدة رد الرسول صلى الله عليه وسلم على سعد , وأنه لا يستلزم محض الإنكار عليه , بل كان أحد الجوابين على طريق المشورة بالأولى , والآخر على طريق الاعتذار
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment