Monday, April 21, 2014

1080 - يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد . قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، أتدري ما حقهم عليه . قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أن لا يعذبهم ، صحيح البخاري

 
يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد .
قال : الله ورسوله أعلم ،
قال : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، أتدري ما حقهم عليه .
قال : الله ورسوله أعلم ،
قال : أن لا يعذبهم ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7373 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
أتدري: أي أتعرف
 
ما حق الله على العباد: حق الله التوحيد والعبادة والطاعة وأن يوجهوا جميع إراداتهم إلى الله عز وجل
و الحق كل موجود متحقق أو ما سيوجد لا محالة ويقال للكلام الصدق حق ؛ لأن وقوعه متحقق لا تردد فيه وكذا الحق المستحق على الغير إذا كان لا تردد فيه ، والمراد هنا ما يستحقه الله على عباده مما جعله محتما عليهم قاله ابن التيمي في التحرير .
وقال القرطبي : حق الله على العباد هو ما وعدهم به من الثواب وألزمهم إياه بخطابه
 
أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا: المراد بالعبادة عمل الطاعات واجتناب المعاصي ، وعطف عليها عدم الشرك لأنه تمام التوحيد ، والحكمة في عطفه على العبادة ، أن بعض الكفرة كانوا يدعون أنهم يعبدون الله ولكنهم كانوا يعبدون آلهة أخرى فاشترط نفي ذلك ، والجملة حالية والتقدير يعبدونه في حال عدم الإشراك به قال ابن حبان : عبادة الله إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح ، ولهذا قال في الجواب : فما حق العباد إذا فعلوا ذلك : فعبر بالفعل ولم يعبر بالقول
 
أتدري ما حقهم عليه: حق العباد ألا يعذبهم إذا التزموا بالتوحيد، وحق الله -تعالى- حق إلزام ووجوب، وحق العباد حق تفضل منه وإكرام، لم يوجبوه على الله -تعالى- بل هو الذي أوجبه على نفسه
 
أن لا يعذبهم: وفي رواية للبخاري :  حق العباد على الله أن لا يعذبهم  .
قال القرطبي : حق العباد على الله ما وعدهم به من الثواب والجزاء ، فحق ذلك ووجب بحكم وعده الصدق وقوله الحق الذي لا يجوز عليه الكذب في الخبر ولا الخلف في الوعد ، فالله سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء بحكم الأمر إذ لا آمر فوقه ، ولا حكم للعقل ؛ لأنه كاشف لا موجب انتهى .
قال الحافظ: وتمسك بعض المعتزلة بظاهره ولا متمسك لهم فيه مع قيام الاحتمال .
قال : وقد تقدم في العلم عدة أجوبة غير هذه ، ومنها : أن المراد بالحق هاهنا المتحقق الثابت أو الجدير ; لأن إحسان الرب لمن لا يتخذ ربا سواه جدير في الحكمة أن لا يعذبه ، أو المراد أنه كالواجب في تحققه وتأكده أو ذكر على سبيل المقابلة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment