أكرموا أصحابي ؛ فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،
ثم يظهر الكذب، حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف، ويشهد ولا يستشهد،
ألا فمن سره بحبوحة الجنة ؛ فليلزم الجماعة ؛ فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد،
ولا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما،
ومن سرته حسنته وساءته سيئته ؛ فهو مؤمن ، صححه الألبانى فى تخريج مشكاة المصابيح
------------------------------------------------
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5957 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
خياركم: افضلكم
الذين يلونهم: من يأتى من بعدهم
يظهر الكذب: اى ينتشر بين الناس دون انكار
ليحلف ولا يستحلف: اى يقسم دون ان يطلب منه احداً ذلك لجرأته على الله
يشهد ولا يستشهد: يشهد دون ان يُطلب منه الشهادة ، قال الترمذي في أواخر الشهادات : المراد به شهادة الزور
سره: اسعده ان يسكن وسط الجنة
بحبوحة الجنة: وسطها و افضلها
عليكم بالجماعة: أي المنتظمة بنصب الإمامة
وإياكم والفرقة: أي احذروا مفارقتها ما أمكن
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا : من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية الحديث ، روى الشيخان عن حذيفة في أثناء حديث : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ، قال الحافظ قوله : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم أي أميرهم ، زاد في رواية أبي الأسود : تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، وكذا في رواية خالد بن سبيع عند الطبراني : فإن رأيت خليفة فالزمه وإن ضرب ظهرك فإن لم يكن خليفة فالهرب
وقال الطبري : اختلف في هذا الأمر وفي الجماعة ، فقال قوم هو للوجوب ، والجماعة السواد الأعظم
ثم ساق محمد بن سيرين عن أبي مسعود أنه وصى من سأله لما قتل عثمان : عليك بالجماعة ، فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة
وقال قوم : المراد بالجماعة الصحابة دون من بعدهم
وقال قوم : المراد بهم أهل العلم لأن الله جعلهم حجة على الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين
قال الطبري : والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره ، فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة ، قال : وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر ، وعلى ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث ، وبه يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها انتهى
فإن الشيطان مع الفذ: أي الفرد الخارج عن طاعة الأمير المفارق للجماعة
وهو: أي الشيطان
من الاثنين أبعد: أي بعيد ، قال الطيبي : أفعل هنا لمجرد الزيادة ولو كان مع الثلاثة لكان بمعنى التفضيل ، إذ البعد مشترك بين الثلاثة والاثنين دون الاثنين والفذ ، على ما لا يخفى
لا يخلون رجل بامرأة: أي امرأة أجنبية لا تحل له
إلا كان ثالثهما الشيطان: والمعنى يكون الشيطان معهما يهيج شهوة كل منهما حتى يلقيهما في الزنا
من سرته حسنته: أي إذا وقعت منه
وساءته سيئته: أي أحزنته إذا صدرت عنه
فذلكم المؤمن: أي الكامل لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة ، وقد قال تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة
و الله تعالى اعلم
للمزيد
No comments :
Post a Comment