Saturday, April 19, 2014

1069 - عن ابن عباس قال : كنت خلف رسول الله يوما فقال: يا غلام ألا أعلمك كلمات ؟ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ، صححه الألبانى فى شرح الطحاوية

 
عن ابن عباس قال : كنت خلف رسول الله يوما فقال:
يا غلام ألا أعلمك كلمات ؟
احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك
إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك
ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ، صححه الألبانى فى شرح الطحاوية
------------------------------------------------
الراوي:  عبدالله بن عباس المحدث:الألباني - المصدر: شرح الطحاوية - الصفحة أو الرقم: 266 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
 
كُنْتُ خَلْفَ النبي: يحتمل أنه راكب معه ويحتمل أنه يمشي خلفه
 
يَا غُلامُ: لأن ابن عباس رضي الله عنهما كان صغيراً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وابن عباس قد ناهز الاحتلام يعني من الخامسة عشر إلى السادسة عشر أو أقل
 
إني أُعَلمُكَ كَلِمَاتٍ: قال ذلك من أجل أن ينتبه لها
 
اِحْفَظِ اللهَ يَحفَظكَ: احفظ الله بحفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه وكذلك بأن تتعلم من دينه ما تقوم به عبادتك و معاملاتك وتدعو به إلى الله عزّ وجل ، يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانه وأهم هذه الأشياء هو أن يحفظك في دينك ويسلمك من الزيغ والضلال لأن الإنسان كلما اهتدى زاده الله عزّ وجل هدى
 
احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تجَاهَكْ:  يعني تجد الله عزّ وجل أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه ويذود عنك كل شر ولا سيما إذا حفظت الله بالاستعانة به فإن الإنسان إذا استعان بالله عزّ وجل وتوكل عليه كان الله حسبه ولا يحتاج إلى أحد بعد الله
 
إذَا سَألْتَ فَاسْأَلِ الله: إذا سالت حاجة فلا تسأل إلاالله عزّ وجل ولاتسأل المخلوق شيئاً وإذا قدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عزّ وجل لو شاء لمنعه من إعطائك سؤالك فاعتمد على الله تعالى
 
وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ: فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب العون إلا من الله عزّ وجل، لأنه هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة بالله وتوكلت عليه أعانك، وإذا استعنت بمخلوق فيما يقدر عليه فاعتقد أنه سبب، وأن الله هو الذي سخره لك. وفي هاتين الجملتين دليل على أنه من
نقص التوحيد أن الإنسان يسأل غير الله، ولهذا تكره المسألة لغير الله عزّ وجل في قليل أو كثير، والله سبحانه وتعالى إذا أراد عونك يسر لك العون سواء كان بأسباب معلومة أو غير معلومة، فقد يعينك الله بسبب غير معلوم لك, فيدفع عنك من الشر ما لا طاقة لأحد به، وقد يعينك الله على يد أحد من الخلق يسخره لك ويذلِّله لك حتى يعينك، ولكن مع ذلك لا يجوز لك إذا أعانك الله على يد أحد أن تنسى المسبب وهو الله عزّ وجل
 
وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك: اى ان الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله عزّ وجل ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزّ وجل
 
وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ: وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره، ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك
 
رفعت الأقلام وجَفّت الصُّحُف: هو كنايةٌ عن تقدُّم كتابة المقادير كلِّها ، والفراغ منها من أمدٍ بعيد ، فإنَّ الكتابَ إذا فُرِغَ من كتابته ، ورفعت الأقلامُ عنه ، وطال عهده ، فقد رُفعت عنه الأقلام ، وجفتِ الأقلام التي كتب بها مِنْ مدادها ، وجفت الصَّحيفة التي كتب فيها بالمداد المكتوب به فيها ، وهذا من أحسن الكنايات وأبلغِها . كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله .
 
وهو مُتعلِّق بِما قدّره الله عزّ وجلّ على الإنسان ، فيكون مُطمئنا أنه لا يُصيبه إلاّ ما كَتَب الله له ، وهذا كقوله تعالى : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ، وهذه العقيدة تحمل المؤمن على الثقة بالله ، وبأن كيد الكائدين ومَكْر الماكرين زائل ، لن يضُرّ إلاّ بإذن الله وأمْرِه .
 
وأما ما قدّره الله على الإنسان مِن صِحّة أو مَرض أو خاتمة ، فهو قابل للتغيّر إذا قابَل ذلك دعاء ، وهو مِن قَدَر الله ، أي : أن الله عزّ وجلّ كَتَب على فلان كذا ، وعَلِم سبحانه وتعالى أن فلانا يدعوه ويتضرّع إليه ، فَقَدّر تخفيف ذلك أو دفعه بالدعاء ، ولذلك جاء في الحديث : لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلاَّ الْبِرُّ . رواه الترمذي ، وقال الألباني : حَسَن .
 
فالدعاء مما يُستدفع به البلاء .
والدعاء ينفع مما نَزَل مِن البلاء ومما لم ينَزِل .
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ؛ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ . رواه الترمذي ، وقال الألباني : حَسَن .
 
والله تعالى أعلم
 
للمزيد
 
 

No comments :

Post a Comment