Sunday, April 20, 2014

1074 - أن المقداد بن الأسود قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا ، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ، ثم لاذ مني بشجرة فقال : أسلمت لله ، أقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتله . فقال : يا رسول الله إنه قطع إحدى يدي ، ثم قال ذلك بعد ما قطعها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتله ، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال ، صحيح البخاري ------------------------------------------------

 
أن المقداد بن الأسود قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا ، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ، ثم لاذ مني بشجرة فقال : أسلمت لله ، أقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتله .
فقال : يا رسول الله إنه قطع إحدى يدي ، ثم قال ذلك بعد ما قطعها ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقتله ، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: المقداد بن الأسود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4019 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
لاذ مني: تحيل في الفرار مني واستتر خلف شجرة واعتصم بها
 
بمنزلتك: محقون الدم يقتل قاتله قصاصا لأنك مسلم
 
 بمنزلته: مهدر الدم تُقتل قصاصا لقتلك مسلما
 
وفي هذا الحديث أيضاً الدليل على أن ما أتلفه الكفار من أموال المسلمين وما جنوه على المسلمين غير مضمون . يعني الكافر لو أتلف شيئاً للمسلمين ، أو قتل نفساً لا يضمن إذا أسلم ، فالإسلام يمحو ما قبله
 
مع العلم بأن الذي يغلب على الظن ما فهمه الصحابى ؛ أن الكافر قال الشهادتين متعوذاً من القتل يستجير بها من القتل ، لكن مع ذلك إذا قال لا إله إلا الله انتهى الأمر ويجب الكف عنه ، ويعصم بذلك دمه وماله ، وإن كان قالها متعوذاً أو قالها نفاقاً ، فحسابه على الله .
فهذا دليل على أننا نحمل الناس في الدنيا على ظواهرهم ، أما ما في القلوب فموعده يوم القيامة ، تنكشف السرائر، ويحصل ما في الضمائر ، ولهذا علينا أيها الأخوة أن نطهر قلوبنا قبل كل شيء ثم جوارحنا .
أما بالنسبة لمعاملتنا لغيرنا ، فعلينا أن نعامل غيرنا بالظاهر . واسمع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إنكم تختصمون إلىّ )) يعني تخاصمون مخاصمات بينكم (( ولعل يعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض )) يعني أفصح وأقوى دعوى (( فأقضي له بنحو ما أسمع ، فمن اقتطعت له من حق أخيه شيئاً فإنما أقتطع له جمرة من نار ، فليستقل أو ليستكثر )) (241) .
فحمل النبي عليه الصلاة والسلام الأمر في الخصومة على الظاهر ، لكن وراءك النار إذا كنت كاذباً في دعواك ، وأنك أخذت القاضي بلسانك وبشهادة الزور ، فإنما يقتطع لك جمرة من النار فاستقل أو استكثر .
وخلاصة ما تقدم : أن الإنسان في الدنيا على الظاهر ، وأما يوم القيامة فعلى الباطن .
فعلينا نحن أن نعامل غيرنا يظهر لنا من حاله ، وأمره إلى الله ، وعلينا نحن أنفسنا أن نطهر قلوبنا ، لا يكون فيها شيء ؛ لا يكون فيها بلاء ، كبر ، حقد ، حسد ، شرك ، شك ، نسأل الله أن يعيذنا من هذه الأخلاق ، فإن هذا خطير جداً .
نسأل الله أن يهدينا وإياكم لأحسن الأخلاق والأعمال ، لا يهدي لأحسنها إلا هو ، وأن يجنبنا سيئات الأخلاق والأعمال ، ولا يجنبنا إياها إلا هو
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment