Monday, April 21, 2014

1081 - وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم

 
أن أبا بكرٍ- رضي الله عنه- أقبلَ على فَرَسٍ مِن مَسْكنِه بالسُّنْحِ ، حتى نزلَ فدخلَ المسجدَ ، فلم يُكلِّمْ الناسَ حتى دخلَ على عائشةَ ،
فتَيَمَّمَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو مَغْشِيٌّ بثوبِ حِبَرَةٍ ،
فكشفَ عن وجهِه ،ثم أكبَّ عليه فقبَّلَه وبكى ،
ثم قال : بأبي أنت وأمي ! والله لا يَجمَعُ اللهُ عليك مَوْتَتَيْنِ ، أما الموتةَ التي كُتِبَتْ عليك فقد مِتَّها .
قال الزهريُّ : حدَّثَني أبو سَلَمَةَ ، عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ : أن أبا بكرٍ خرجَ وعمرَ بنَ الخطابِ يُكلِّمُ الناسَ ،
فقال : اجلسْ يا عمرُ ، فأبى عمرُ أن يَجلِسَ ،
فأقبلَ الناسُ إليه وتركوا عمرَ ، فقال أبو بكرٍ : أما بعدُ ، فمَن كان منكم يَعبُدُ محمدًا صلى الله عليه وسلم فإن محمدًا قد ماتَ ، ومَن كان منكم يَعبًدً اللهَ فإن اللهَ حيٌّ لا يموتُ .
قال اللهُ : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - إلى قوله - الشاكرين .
واللهِ لكأَنَّ الناسَ لم يَعلَموا أن اللهَ أنزلَ هذه الآيةَ حتى تلاها أبو بكرٍ ، فتلقاها منه الناسُ كلُّهم ، فما أسمعَ بشرًا مِن الناسِ إلا يَتلوها .
فأخبرني سعيدُ بنُ المُسَيِّبِ : أن عمرَ قال : واللهِ ما هو إلا أن سمعتُ أبا بكرٍ تلاها فعَقِرْتُ ، حتى ما تُقِلْني رجلايَ ، وحتى أَهْوَيتُ إلى الأرضِ حينَ سمعتُه تلاها ، علمت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد مات ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4452 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
ِالسُّنْحِ: منطقة في عوالي المدينة
بينها وبين منزل النبي ميل واحد ‏
 
ثوب حِبَرَةٍ: ثوب من قطن أو كتَّان مخطَّط كان يصنَع باليمن
 
فتَيَمَّمَ: اى قصد و توجه و ذهب
 
رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بعد ان مات و كُفن
 
والله لا يَجمَعُ اللهُ عليك مَوْتَتَيْنِ: قيل فى معناها اقوال منها:
فقيل هو على حقيقته ، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا ، فيقطع أيدي رجال ، لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى ، فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين كما جمعهما على غيره كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف ، وكالذي مر على قرية ، وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها .
وقيل : أراد لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره ؛ إذ يحيا ليسأل ثم يموت ، وهذا جواب الداودي .
وقيل : لا يجمع الله موت نفسك وموت شريعتك .
وقيل : كنى بالموت الثاني عن الكرب ، أي لا تلقى بعد كرب هذا الموت كربا آخر
 
و عمرَ بنَ الخطابِ يُكلِّمُ الناسَ: أي يقول لهم : ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
فَعُقِرْتُ: بضم العين وكسر القاف أي هلكت ، وفي رواية بفتح العين أي دهشت وتحيرت ، ويقال : سقطت
 
ما تُقِلُّنِي: بضم أوله وكسر القاف وتشديد اللام أي ما تحملني
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment