Tuesday, December 31, 2013

749 - { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم الذي أوتيته

 
عن أبى سعيد بن المعلى: كنت أصلي في المسجد ، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ،
فقلت : يا رسول الله ، إني كنت أصلي ،
فقال : ألم يقل الله : { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم }
ثم قال لي : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد .
ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج ، قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن .
قال : { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم الذي أوتيته ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو سعيد بن المعلى المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4474 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
فدعاني: اى نادانى
 
فقلت يا رسول الله ، إني كنت أصلي:  اى انه اجابه بعد ان انهى الصلاة و اعتذر بعدم اجابته بانه كان يصلى
 
 فقال : ألم يقل الله : { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم }: تأول القاضيان عبد الوهاب وأبو الوليد أن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فرض يعصي المرء بتركه , وأنه حكم يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم
وما جنح إليه القاضيان من المالكية هو قول الشافعية على اختلاف عندهم بعد قولهم بوجوب الإجابة هل تبطل الصلاة أم لا
 
سورة هي أعظم السور في القرآن: ال ابن التين معناه أن ثوابها أعظم من غيرها , واستدل به على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض وقد منع ذلك الأشعري وجماعة , لأن المفضول ناقص عن درجة الأفضل وأسماء الله وصفاته وكلامه لا نقص فيها , وأجابوا عن ذلك بأن معنى التفاضل أن ثواب بعضه أعظم من ثواب بعض , فالتفضيل إنما هو من حيث المعاني لا من حيث الصفة , ويؤيد التفضيل قوله تعالى
 نأت بخير منها أو مثلها: وقد روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله :
 نأت بخير منها: أي في المنفعة والرفق والرفعة , وفي هذا تعقب على من قال : فيه تقديم وتأخير والتقدير نأت منها بخير , وهو كما قيل في قوله تعالى
 من جاء بالحسنة فله خير منها: لكن قوله في آية الباب
 أو مثلها: يرجح الاحتمال الأول , فهو المعتمد , والله أعلم
 
الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم : وفي هذا تصريح بأن المراد بقوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني) هي الفاتحة .
 وقد روى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس " أن السبع المثاني هي السبع الطوال " أي السور من أول البقرة إلى آخر الأعراف ثم براءة , وقيل يونس .
 وعلى الأول فالمراد بالسبع الآي لأن الفاتحة سبع آيات , وهو قول سعيد بن جبير .
 واختلف في تسميتها " مثاني " فقيل لأنها تثنى كل ركعة أي تعاد , وقيل لأنها يثنى بها على الله تعالى , وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها , قال ابن التين : فيه دليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم ليست آية من القرآن , كذا قال , عكس غيره لأنه أراد السورة , ويؤيده أنه لو أراد " الحمد لله رب العالمين " الآية لم يقل هي السبع المثاني لأن الآية الواحدة لا يقال لها سبع فدل على أنه لو أراد بها السورة
 
القرآن العظيم الذي أوتيته: ‏
‏قال الخطابي : في قوله " هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم , وأن الواو ليست بالعاطفة التي تفصل بين الشيئين .
 وإنما هي التي تجيء بمعنى التفصيل كقوله : (فاكهة ونخل ورمان)
 وقوله : (وملائكته ورسله وجبريل وميكال)
 
و الحديث فيه أن الأمر يقتضي الفور لأنه عاتب الصحابي على تأخير إجابته .
 وفيه استعمال صيغة العموم في الأحوال كلها قال الخطابي : فيه أن حكم لفظ العموم أن يجري على جميع مقتضاه , وأن الخاص والعام إذا تقابلا كان العام منزلا على الخاص , لأن الشارع حرم الكلام في الصلاة على العموم , ثم استثنى منه إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة .
 وفيه أن إجابة المصلي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا تفسد الصلاة , هكذا صرح به جماعة من الشافعية وغيرهم .
 وفيه بحث لاحتمال أن تكون إجابته واجبة مطلقا سواء كان المخاطب مصليا أو غير مصل , أما كونه يخرج بالإجابة من الصلاة أو لا يخرج فليس من الحديث ما يستلزمه .
 فيحتمل أن تجب الإجابة ولو خرج المجيب من الصلاة , وإلى ذلك جنح بعض الشافعية , وهل يختص هذا الحكم بالنداء أو يشمل ما هو أعم حتى تجب إجابته إذا سأل ؟ فيه بحث وقد جزم ابن حبان بأن إجابة الصحابة في قصة ذي اليدين كان كذلك
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment