Saturday, December 28, 2013

698 - خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ، ثم قال : اذهب فسلم على أولئك من الملائكة ، فاستمع ما يحيونك ، تحيتك وتحية ذريتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه : ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن

 
خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ،
ثم قال : اذهب فسلم على أولئك من الملائكة ، فاستمع ما يحيونك ، تحيتك وتحية ذريتك ،
فقال : السلام عليكم ،
فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه : ورحمة الله ،
فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3326 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
خلق الله آدم على صورته: أي على صورته التي استمر عليها إلى أن أهبط ، وإلى أن مات دفعا لتوهم أن صورته كانت في الجنة على صفة أخرى ،
وقيل : الضمير لله ، والمراد بالصورة الصفة من الحياة والعلم والسمع والبصر ، وإن كانت صفاته تعالى لا يشبهها شيء ،
وقيل : الضمير للعبد المحذوف من السياق ، وإن سبب الحديث أن رجلا ضرب وجه غلام فنهاه عن ذلك وقال : إن الله خلق آدم على صورته . كذا في حاشية البخاري للسيوطي ،
وقال الخطابي : الهاء مرجعها إلى آدم عليه السلام ، فالمعنى : أن ذرية آدم خلقوا أطوارا في مبدأ الخلق نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم صاروا صورا أجنة إلى أن تتم مدة الحمل ، فيولدون أطفالا وينشئون صغارا إلى أن يكبروا ، فيتم طول أجسادهم ، يقول : إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصفة ، ولكنه أول ما تناولته الخلقة وجد خلقا تاما
 
و فى رواية اذْهبْ فَسَلِّم على أُولئِكَ النَّفَرِ: أي الجماعة
 
ذُرِّيَّتكَ: من ذرأ اى خلق، ومنه الذرية: وهي: نسل الثقلين، وذرية الرجل: ولده، والجمع: الذراري، والذريات
 
فقالوا : السلام عليك ورحمة الله: يدل على جواز تقديم السلام في الجواب ، بل على ندبه ; لأن المقام مقام التعليم ، لكن الجمهور على أن الجواب بقوله : وعليكم السلام أفضل سواء زاد أم لا . ولعل الملائكة أيضا أرادوا إنشاء السلام على آدم ، كما يقع كثيرا فيما بين الناس ، لكن يشترط في صحة الجواب أن يقع بعد السلام ، لا أن يقعا معا ، كما يدل عليه فاء التعقيب ، وهذه مسألة أكثر الناس عنها غافلون ، فلو التقى رجلان وسلم كل منهما على صاحبه دفعة واحدة يجب على كل منهما الجواب
 
من يدخل الجنة: أي من أولاده
 
 على صورة آدم: أي يدخل على صورته ، أو فهو على صورته ، وهي تحتمل النوعية والشخصية
 
 وطوله: أي والحال أن طول من يدخل الجنة من ذريته أيضا
 
 ستون ذراع: بناء على أن كل شيء يرجع إلى أصله
 
 فلم يزل : هذه الفاء للترتيب على قوله : طوله ستون ذراعا في صدر الحديث متضمنا لجواب سؤال مقدر تقديره أنه إذا كان آدم طوله ستون ذراعا وذريته يدخلون الجنة أيضا ، وطولهم ستون ذراعا ، فما بالهم نقص طولهم عن طول أبيهم على ما نشاهد في الدنيا ، أهو نقصان تدريجي ، أو غير ذلك ؟ قال : فلم يزل ( الخلق ) أي : غالبهم من أولاد بني آدم ( ينقص ) أي : طولهم
 
في الحديث إشارة إلى خلق آدم، وأنه خلقه الله تعالى بيديه الشريفتين وطوله ستون ذراعاً, ولم ينتقل في النشأة أحوالاً كما هو حال أولاده، بل خلقه الله على الهيئة التي هو عليها.
 
قال ابن حجر: وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّه تَعَالَى أَوْجَدَهُ عَلَى الْهَيْئَة الَّتِي خَلَقَهُ عَلَيْهَا لَمْ يَنْتَقِل فِي النَّشْأَة أَحْوَالًا وَلَا تَرَدَّدَ فِي الْأَرْحَام أَطْوَارًا كَذُرِّيَّتِهِ, بَلْ خَلَقَهُ اللَّه رَجُلًا كَامِلًا سَوِيًّا مِنْ أَوَّل مَا نَفَخَ فِيهِ الرُّوح.
 
 (فَكُلّ مَنْ يَدْخُل الْجَنَّة عَلَى صُورَة آدَم) أَيْ عَلَى صِفَته, وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ صِفَات النَّقْص مِنْ سَوَاد وَغَيْره تَنْتِفِي عِنْد دُخُول الْجَنَّة, وَوَقَعَ عِنْد أَحْمَد مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن الْمُسَيَّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " كَانَ طُول آدَم سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعَة أَذْرُع عَرْضًا "
 
 (فَلَمْ يَزَل الْخَلْقُ يَنْقُص حَتَّى الْآن) أَي: أَنَّ كُلّ قَرْن يَكُون نَشَأْته فِي الطُّول أَقْصَر مِن الْقَرْن الَّذِي قَبْله, فَانْتَهَى تَنَاقُص الطُّول إِلَى هَذِهِ الْأُمَّة وَاسْتَقَرَّ الْأَمْر عَلَى ذَلِكَ
 
و الحديث فيه : أن الوارد على جلوس يسلم عليهم ، وأن الأفضل أن يقول : السلام عليكم بالألف واللام ، ولو قال : سلام عليكم ، كفاه ، وأن رد السلام يستحب أن يكون زيادة على الابتداء ، وأنه يجوز في الرد أن يقول : السلام عليكم ، ولا يشترط أن يقول : وعليكم السلام
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment