Sunday, December 22, 2013

679 - لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج ، وهو القتل القتل ، حتى يكثر فيكم المال فيفيض

لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ،
وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج ، وهو القتل القتل ،
حتى يكثر فيكم المال فيفيض ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1036 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
يقبض العلم: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم والمراد به العلم الشرعي علم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيفية قبض العلم أن يقبض العلماء كما في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )
ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ: ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ فتصبح ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﻬﺮ، وﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﺃﺳﺒﻮﻉ، والأﺳﺒﻮﻉ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻮﻡ، وﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺄﻧﻪ ﺳﺎﻋﺔ، ﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ
و ﻣﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ: ﻳﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻏﻔﻠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺴﺮﻉ الأﻳﺎﻡ، وﺗﺬﻫﺐ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻛﻤﺎ ينشغل ﺍﻟﻨﺎﺱ الآﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻊ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﻊ، ﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭالأﻳﺎﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ، الآﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﻜﻮﻥ، ﻭﻓﻲ ﺃﺯﻣﺎﻥ ﻣﺎﺿﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ، ﻓﺒﻌﺾ الأﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ: ﺇﻧﻬﺎ ﺃﺷﺮﺍﻁ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺘﻜﺮﺭ
الهَرْجُ: شدَّةُ القتل وكثرتُه
و هَرَجَ القومُ : وقعوا في فتنةٍ واختلاط وتقاتُل
قول القرطبي رحمه الله :
" بيَّنَ هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهل من طلب دنيا ، أو اتباع هوى ، فهو الذي أريد بقوله : ( القاتل والمقتول في النار ) " انتهى.
" فتح الباري " (13/34)
ويقول الإمام النووي رحمه الله :
" وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ، ويكون قتالهما عصبية ونحوها " انتهى.
" شرح مسلم " (18/15)
والذي يتحصل من هذه الأحاديث أن القتل يكثر في آخر الزمان ، ولا يكون مبرَّرًا معروف الأسباب ، وذلك يمكن أن يقع في الحالات الآتية :
1-في حالات قتال الفتنة التي يشتبه فيها الحق بالباطل ، فلا يظهر للناس وجه الصواب فيها، ويقع القتال بينهم ، فلا يدري حينئذ القاتل فيم قَتَل ، ولا المقتول لماذا قُتِل ، ومعنى : ( لا يدري ) الواردة في الحديث – بناء على هذا الوجه - أنهم لا يعرفون الحق من الباطل في الفتنة التي أدت إلى القتل ، وإلا فهم يعرفون وقوع الفتنة نفسها .
2-وقد يقع مثل هذا القتل أيام الحروب العصبية ، التي يقع فيها القتل بسبب التعصب للقبيلة أو الطائفة ، ويكون المقاتل جاهلا أهوجَ ، إنما شارك في القتال لاستغاثة أهل قبيلته أو طائفته به ، وهو لا يدري عن سبب وقوع القتال شيئا .
3-ويمكن أن يكون في حالة وقوع القتل العشوائي العام ، كالقتل بأسلحة الدمار الشامل ، فيصاب بهذه الأسلحة كثير من الأبرياء ، فلا يعرف المقتول لماذا قتل ، ولا يعرف القاتل لماذا قتل هؤلاء الأبرياء ، فجملة ( لا يدري ) في الحديث على حقيقتها ، فلا القاتل ولا المقتول يعرفان سبب القتل ، لأنه قتل عشوائي .
4-ومنه أيضا : ما يحصل من السفهاء من التحرش بالناس بالقتل لسفاهته وحمقه والتذاذه، فيقتل الآخرين ، فيصدق عليهما الحديث .
5-ومنه أيضاً : أن المعنى ( لا يدري ) أي : الوجه الشرعي في القتل ، كما جاء في " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (15/352) ترقيم الشاملة: " ( لا يدري القاتل فيم قَتل ) أي : المقتول هل يجوز قتله أم لا ، ( ولا المقتول ) أي : نفسه أو أهله ( فيم قُتل ) هل بسبب شرعي أو بغيره ، كما كثر النوعان في زماننا" انتهى.
وعلى كلٍّ : نسأل الله تعالى السلامة والعافية ، وأن يحفظنا والمسلمين من هذه الأحوال
حتى يكثر فيكم المال فيفيض: فيبحث صاحب المال عن من يقبل صدقته فلا يجد
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment