Tuesday, December 31, 2013

743 - من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، و من لم يشكر الناس ، لم يشكر الله ، و التحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر ، و الجماعة رحمة ، و الفرقة عذاب

 
من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ،
و من لم يشكر الناس ، لم يشكر الله ،
و التحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر ،
و الجماعة رحمة ، و الفرقة عذاب ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
 
------------------------------------------------
الراوي: النعمان بن بشير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 976 خلاصة الدرجة: حسن صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
لا يشكر الله من لا يشكر الناس: قال في النهاية : معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر أمرهم ; لاتصال أحد الأمرين بالآخر ، وقيل معناه : أن من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له ، وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله عز وجل وأن شكره كما تقول لا يحبني من لا يحبك أي : أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك ، ومن لا يحبك فكأنه لم يحبني .
 
وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله عز وجل ونصبه
 
التحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر: كفـر النعمة والحقوق، وذلك بأن لا يعترف العبد بنعمة الله تعـالى عـليه  ، ومنه أن ينكر معروفًا أسداه إليه أحد المخلوقين
 
ومـن أوضـح الأدلـة عـلى هـذا المثال ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما- في ذكـر صـلاة الكسوف، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  وأُريت النار، فلم أرَ منظرًا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء. قـالوا: بم يـا رسـول الله؟ قال: "بكفرهن"، قيل: يكفـرن بـالله؟ قـال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط
 
الجماعة رحمة ، و الفرقة عذاب: لقد أمر الله عباده المؤمنين أن يلزموا الجماعة ويلتزموا السمع والطاعة, وبين سبحانه أن النجاة تكون بالتمسك والاعتصام بحبله سبحانه الذي هو الجماعة ) هذه أحد المعاني الواردة (لحبل الله) انظر ((زاد المسير في علم   التفسير)) لابن الجوزي (1/ 433).      كما قال سبحانه:وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103]. ومتى ما عملت الأمة بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم عاشت بخير واستطاعت أن تبلغ دينها وتعلي كلمته واستطاعت أن تقود البشرية إلى كل خير في الدنيا والآخرة.
والمتأمل للقرون الماضية في تاريخ الأمة الإسلامية يجد هذا الأمر جلياً واضحاً أنه متى ما تمسكت الأمة بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم واجتمعت على الحق وائتلفت قلوبها قويت هذه الجماعة وسادت وقادت وهذا رحمة من الله بها وما إن تدب الفرقة في صفوف الأمة وتتخلى عن بعض ما أمرت به وتتهاون في تطبيق سنة نبيها صلى الله عليه وسلم تضعف وتهون وتصبح لقمة سائغة في أيدي الأعداء وما ذاك إلا لأن الجماعة رحمة من الله بالأمة أما الفرقة فهي عذاب وعقوبة من الله عز وجل يعاقب بها الأمة حينما تعصيه ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الجماعة رحمة والفرقة عذاب))  رواه عبد الله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (4/278) (18472). من   حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/182):   رواه عبد الله، وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.   وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3109).      
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة, سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها, وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها, وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)) ) رواه مسلم (2890). من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.      
وفي الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: ((لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا قال : أعوذ بوجهك. أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال أعوذ بوجهك. فلما نزلت: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ قال: هاتان أهون أو أيسر))  رواه البخاري (7313). من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.      
قال علي بن خلف بن بطال رحمه الله: "أجاب الله دعاء نبيه في عدم استئصال أمته بالعذاب ولم يجبه في أن لا يلبسهم شيعا أي فرقا مختلفين وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض أي : بالحرب والقتل بسبب ذلك وإن كان ذلك من عذاب الله لكنه أخف من الاستئصال وفيه للمؤمنين كفارة  ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (10/360).      .
ويقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاًقال: الأهواء والاختلاف" وقال في قوله: وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍقال: يسلط بعضكم على بعض بالقتل والعذاب
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment