Saturday, December 21, 2013

655 - كان رجلان في بني إسرائيل متؤاخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول : أقصر

 
كان رجلان في بني إسرائيل متؤاخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة،
فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول : أقصر .
 فوجده يوما على ذنب فقال له : أقصر .
فقال : خلني وربي أبعثت علي رقيبا ؟
فقال : والله لا يغفر الله لك – أو لا يدخلك الله الجنة !
فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين،
فقال لهذا المجتهد : كنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا ؟
وقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي،
وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار ، صححه الألبانى فى صحيح أبي داود
 
------------------------------------------------
الراوي:  أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4901 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
مُتَوَاخِيَيِْن: أي اتخذ كل واحد منهما الآخر أخا له في الله تعالى: يتناصحان لعمل الخير، لذلك كان المجتهد في العبادة ينكر على الآخر الذنب، وكانا متقابلين في القصد والسعي؛ فهذا كان قاصدا وساعيا في الخير، وهذا كان قاصدا وساعيا في الشر
 
أقصر: من الإقصار وهو الكف عن الشيء مع القدرة عليه
 
من فوائد الحديث:
 
1- في الحديث تحذير شديد من الحكم بالجنة أو النار لأي شخص، قال شارح الطحاوية رحمه الله: فإنه من أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه بل يخلده في النار، بل هذا حكم الكافر بعد الموت، ثم قال رحمه الله: ولأن الشخص المعين يمكن أن يكون مجتهدا مخطأ مغفورا له أو يمكن أن يكون ممن لم يبلغه ما وراء ذلك من النصوص، ويمكن أن يكون له إيمان عظيم وحسنات أوجبت  له رحمة الله كما غفر للذي قال: إذا مت فاسحقوني ثم ذروني، ثم غفر الله له لخوفه وخشيته من الله
3: .
 
 
2- وفيه بيان خطر اللسان وذلك يفيد التحرز في الكلام كما في حديث معاذ:
قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوهم ـ أو قال على مناخرهم ـ إلا حصائد ألسنتهم
 
3- أن هذا الرجل المسرف الذي قد غفر الله له، إما أن يكون قد وجدت منه أسباب المغفرة بالتوبة، أو أن ذنبه هذا كان دون الشرك فتفضل الله عليه فغفر له، أما لو كان شركا ومات بدون توبة، فإنه لا يغفر له، لأن الله يقول‏:‏‏
إن الله لا يغفر أن يشرك به: ‏[‏النساء‏:‏ 116‏]‏‏.
‏ وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بعشرة أسباب:
 
أولها: التوبة.
 
ثانيها: الاستغفار ولو بدون توبة.
 
ثالثها: الحسنات الماحية كما قال تعالى:
وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين: [هود:114].
 
رابعها: دعاء المؤمن للمؤمن مثل صلاتهم على جنازته، في صحيح مسلم:
ما من رجل مسلم يقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه .
 
خامسها: ما يعمل للميت من أعمال البر كالصدقة ونحوها.
 
سادسها: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره  في أهل الذنوب يوم القيامة مثل: قوله صلى الله عليه وسلم:
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي .
 
سابعها: المصائب التي يكفر الله بها الخطايا في الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم:
ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أدنى من ذلك حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه .
 
ثامنها: ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة، فإن هذا مما يكفر بها الخطايا.
   
تاسعها: أهوال يوم القيامة وكربه وشدائده.
  
عاشرها: وأهمها وأعظمها: عفو أرحم الراحمين من غير شفاعة كما قال سبحانه تعالى:
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء: [النساء:48]
 
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment