Saturday, December 21, 2013

661 - ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب ، يعتاده الفينة بعد الفينة ، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه ، حتى يفارق الدنيا ، إن المؤمن خلق مفتنا ، توابا ، نسيا ، إذا ذكر ذكر

 
ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب ، يعتاده الفينة بعد الفينة ، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه ، حتى يفارق الدنيا ،
إن المؤمن خلق مفتنا ، توابا ، نسيا ، إذا ذكر ذكر ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5735 خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 ليس فى الحديث تشجيع على فعل المعصية ، ولا الإقدام عليها ، بل هو لتطمين التائبين بأنه من فعل ذنباً فإنه لا ينبغي له أن يقنط من رحمة ربه ، أو يعتقد أن ذنبه أعظم من عفو الله ورحمته ، فما على المذنب سوى التوبة الصادقة ، والعزم على عدم العود إلى ذنبه مرة أخرى
 
و الحديث يعني أن المؤمنون ثلاثة أقسام :
- قسم يرتكب الذنب ويعتاده مابين آونة وأخرى فليس هو يرتكب الذنب ثم هو يصبح هذا الذنب بالنسبة إليه نسيا منسيا ما يعود إليه لا ليس الأمر كذلك وإنما هو ينتابه مرة بعد أخرى
- شر من هذا هو الذي يقيم على ذنب ولا يفارقه حتى يموت شر من الأول
- المؤمن الكامل هو الذي خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذكره احداً بالله و ان ما يفعله خطأ تذكر ذلك و تاب و اناب
فهذه الأنواع الثلاثة أعلاها وأسماها هو الأخير وأدناها هو الوسط والذي قبله هو خير منه والله أعلم
 
ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة: أي الحين بعد الحين والساعة بعد الساعة يقال لقيته فينة والفينة وهو ما يتعاقب عليه التعريفان العلمي والكلامي ذكره الزمخشري قال : وله ذنب صفة والواو مؤكدة ومحل الصفة مرفوع محمول على محل الجار والمجرور لأنك لا تقول ما من أحد في الدار إلا كريم كما لا تقول إلا عبد الله ولكنك ترفعهما على المحل
 
إن المؤمن خلق مفتنا: بالتشديد أي ممتحنا يمتحنه الله بالبلاء والذنوب مرة بعد أخرى والمفتن الممتحن الذي فتن كثيرا
 
توابا نسيا إذا ذكر ذكر: أي يتوب ثم ينسى فيعود ثم يتذكر فيتوب هكذا يقال فتنه يفتنه إذا امتحنه وقد كثر استعمالها فيما أخرجه الاختيار للمكروه ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر ثم ذكره الطيبي
 
والمعنى المراد من الحديث : هو أن الله كما أحب أن يعطي المحسنين أحب أن يتجاوز عن المسيئين , وقد دل على ذلك غير واحد أسمائه : الغفار ، الحليم ، التواب ، العفو , ولم يكن ليجعلَ العباد شأناً واحداً كالملائكة ، مجبولين على التنزه من الذنوب ، بل يخلق فيهم من يكون بطبعه ميَّالاًَ إلى الهوى ، متلبساً بما يقتضيه ، ثم يكلفه التوقي عنه ، ويحذره من مُدَاناته ، ويعرِّفه التوبة بعد الابتلاء ، فإن وفَّى : فأجره على الله , وإن أخطأ الطريق : فالتوبة بين يديه ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم به : أنكم لو كنتم مجبولين على ما جبلت عليه الملائكة : لجاء الله بقوم يتأتى منهم الذنب ، فيتجلى عليهم بتلك الصفات ، على مقتضى الحكمة ؛ فإن الغفَّار يستدعي مغفوراً ، كما أن الرزَّاق يستدعي مرزوقاً
 
للمزيد
 
 
 

No comments :

Post a Comment