Monday, December 30, 2013

737 - وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون

 
جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إنا نجد : أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع ، فيقول أنا الملك ،
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4811 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
حبر من الأحبار: المعنى عالم من علماء اليهود
 
نواجذه: انيابه
 
قال : ابن التين : تكلف الخطابي في تأويل الإصبع وبالغ حتى جعل ضحكه - صلى الله عليه وسلم - تعجبا وإنكارا لما قال الحبر ، ورد ما وقع في الرواية الأخرى " فضحك - صلى الله عليه وسلم - تعجبا وتصديقا " بأنه على قدر ما فهم الراوي . قال : النووي : وظاهر السياق أنه ضحك تصديقا له بدليل قراءته الآية التي تدل على صدق ما قال الحبر ، والأولى في هذه الأشياء الكف عن التأويل مع اعتقاد التنزيه ، فإن كل ما يستلزم النقص من ظاهرها غير مراد . وقال : ابن فورك : يحتمل أن يكون المراد بالإصبع إصبع بعض المخلوقات ، وما ورد في بعض طرقه : " أصابع الرحمن " يدل على القدرة والملك
 
هذا من أحاديث الصفات، وقد سبق فيها المذهبان التأويل والإمساك عنه مع الإيمان بها مع اعتقاد أن الظاهر منها غير مراد، فعلى قول المتأولين يتأولون الأصابع هنا على إِلاقتدار أي خلقها مع عظمها بلا تعب ولا ملل، والناس يذكرون الأصبع في هذا للمبالغة وإِلاحتقار فيقول أحدهم: بأصبعي أقتل زيدا أي لا كلفة علي في قتله، وقيل: يحتمل أن المراد أصابع بعض مخلوقاته وهذا غير ممتنع، والمقصود أن يد الجارحة مستحيلة. قوله: "فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له ثم قرأ: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه}" ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صدّق الحبر في قوله إن الله تعالى يقبض السموات والأرضين والمخلوقات بالأصابع ثم قرأ الاَية التي فيها الإشارة إلى نحو ما يقول. قال القاضي: وقال بعض المتكلمين ليس ضحكه صلى الله عليه وسلم وتعجبه وتلاوته للاَية تصديقا للحبر بل هو رد لقوله وإنكار وتعجب من سواء اعتقاده، فإن مذهب اليهود التجسيم ففهم منه ذلك، وقوله تصديقا له إنما هو من كلام الراوي على ما فهم والأول أظهر
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment