Tuesday, December 31, 2013

758 - قال لي جبريل : من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، أو لم يدخل النار . قال : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإ

 
  قال لي جبريل : من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، أو لم يدخل النار .
قال : وإن زنى وإن سرق ؟
قال : وإن ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3222 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
هذا الحديث من جملة الأدلة التي استدل بها أهل السنة على أن من مات محققا للتوحيد، فمصيره الجنة، فإن كان من أصحاب الذنوب فمات وهو مصر عليها، فإنه تحت المشيئة، إن شاء الله تعالى عفا عنه وأدخله الجنة من أول مرة، وإن شاء أدخله النار فعذبه بذنبه، لكن في النهاية مصيره الجنة
 
 قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: فحكي عن جماعة من السلف رحمهم الله منهم ابن المسيب أن هذا كان قبل نزول الفرائض والأمر والنهي. وقال بعضهم: هي مجملة تحتاج إلى شرح ومعناه: من قال الكلمة وأدى حقها وفريضتها. وهذا قول الحسن البصري. وقيل: إن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات على ذلك. وهذا قول البخاري. وهذه التأويلات إنما هي إذا حملت الأحاديث على ظاهرها. وأما إذا نزلت منازلها فلا يشكل تأويلها على ما بينه المحققون. فنقرر أولا أن مذهب أهل السنة بأجمعهم من السلف الصالح وأهل الحديث والفقهاء والمتكلمين أن أهل الذنوب في مشيئة الله تعالى، وأن كل من مات على الإيمان وتشهد مخلصا من قلبه بالشهادتين فإنه يدخل الجنة، فإن كان تائبا أو سليما من المعاصي دخل الجنة برحمة ربه وحرم على النار بالجملة...اهـ
 
والحاصل أن العصاة من المؤمنين قد يعذبون جزاء ما اكتسبوا من الآثام، وقد لا يعذبون إذا لم يكن لهم ذنوب، أو أنهم تابوا منها قبل الموت، أو أن الله تفضل عليهم بمغفرتها من غير توبة، وكل ذلك يجوز في حقه تعالى، وليس فيه تعارض مع النصوص الواردة في الموضوع.
 
ومن مات من غير أن يشرك بالله شيئا وكان قد تاب من ذنوبه فقد يكون من المبشرين بالنجاة من العذاب في الحديث المذكور، وقد لا يكون إذا لم يخلص في توبته أو وقع في شيء من موانع قبول التوبة، وهذه أمور غيبية، لا يستطاع الجزم بما سيكون عليه الإنسان منها.
 
والواجب هو البعد عن الشرك وعن سائر الآثام والتوبة مما حصل منها والإخلاص في ذلك، فإذا فعل العبد جميع ذلك كان مرجوا له أن ينجو من عذاب الله
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment