Saturday, December 28, 2013

709 - إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا

 
إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ،
وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6094 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
ان الصدق: أي تحريه في الاقوال
 
يهدي: أي يرشد و يوصل
 
الى البر: أي العمل الصالح الخالص من كل مذموم و البر : اسم جامع للخير كله و قيل البر الجنة و يجوز ان يتناول العمل الصالح و الجنة كذا قال المصنف و فيه ان تفسير البر بالجنة يأباه قوله
و ان البر يهدي الى الجنة: فالتفسير الاول هنا متعين
 
و ان الرجل: ال فيه الجنس و هو جار في المرأة ايضا
 
ليصدق: أي يلازمه و يتحراه
 
حتى يكتب عند الله صديقا: من ابنية المبالغة و هو من يتكرر منه الصدق حتى يصير خلقا له
 
و ان الكذب يهدي الى الفجور: أي ان الكذب يوصل الى الاعمال السيئة
 
و ان الفجور يهدي الى النار: أي ان الفجور يوصل الى النار لان المعاصي يقود بعضها الى بعض و هي سبب الورود الى النار
 
و ان الرجل ليكذب: أي يتحرى الكذب
 
حتى يكتب عند الله كذابا: أي يحكم له بتحقق مبالغة الكذب منه و انها الصفة المميزة له مبالغة في كذبه فهو ضد الصديق
 
 و معنى يكتب هنا : يحكم له بذلك و يستحق الوصف بمنزلة الصديقين و ثوابهم او بصفة الكاذبين و عقابهم و المراد اظهار ذلك للمخلوقين اما بأن يكتبه بذلك ليشتهر بحظه في الصفتين في الملأ الاعلى و اما بأن يلقي في قلوب الناس و ألسنتهم كما يوضع له القبول او البغضاء و لال فقدر الله سبحانه و تعالى و كتابه السابق قد سبق بكل ذلك.
 
قال القرطبي حق على كل من فهم عن الله ان يلازم الصدق في الاقوال و الاخلاص في العمل و الصفاء في الاحوال فمن كان كذلك لحق بالابرار ووصل الى رضا الغفار و قد ارشد الله تعالى الى ذلك كله بقوله عند ذكر احوال الثلاثة التائبين (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) و القول في الكذب المحذر عنه على الضد من ذلك
 
هذا الحديث فيه حث على تحري الصدق والاعتناء به ، وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه ; فإنه إذا تساهل فيه كثر منه ، فعرف به ، وكتبه الله لمبالغته صديقا إن اعتاده ، أو كذابا إن اعتاده . ومعنى يكتب هنا يحكم له بذلك ، ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم ، أو صفة الكذابين وعقابهم ، والمراد إظهار ذلك للمخلوقين إما بأن يكتبه في ذلك ليشتهر بحظه من الصفتين في الملأ الأعلى ، وإما بأن يلقي ذلك في قلوب الناس وألسنتهم ، وكما يوضع له القبول والبغضاء وإلا فقدر الله تعالى وكتابه السابق بكل ذلك
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment