Sunday, December 22, 2013

680 - لن يبرح هذا الدين قائما ، يقاتل عليه عصابة من المسلمين ، حتى تقوم الساعة

 
لن يبرح هذا الدين قائما ، يقاتل عليه عصابة من المسلمين ، حتى تقوم الساعة ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن سمرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1922 خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
 
ذهب أكثر السلف إلى أن الطائفة المنصورة هم العلماء وأهل الحديث كما قال البخاري وأحمد بن حنبل ولكن يُشكل عليهم قوله صلى الله عليه وسلم «هذا الدين قائما يقاتل عليه»وغيرها من الروايات التي تذكر صراحة أن القتال هو من خصائص هذه الطائفة كرواية جابر بن عبد الله وعمران بن حصين ويزيد بن الأصم عن معاوية وعقبة بن عامر.
فلا يمكن الطائفة في العلماء فقط بل هم أهل العلم والجهاد، ولهذا فقد ذكر النووي أقوال البخاري وأحمد وغيرهم ثم قال (ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم مُحَدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض)صحيح مسلم بشرح النووي ج 13 ص 67
 
وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فتواه بقتال التتار الناطقين بالشهادتين الحاكمين بغير شريعة الإسلام قال إن أهل الجهاد من أحق الناس دخولا في الطائفة المنصورة حيث قال :[أما الطائفة بالشام ومصر ونحوهما، فهم في هذا الوقت المقاتلون عن دين الإسلام، وهم من أحق الناس دخولا في الطائفة المنصورة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عنه:«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة» وفي رواية لمسلم: «لا يزال أهل الغرب»].
 
ولا شك أن العلماء العاملين هم أول الناس دخولا في هذه الطائفة وبقية الناس من المجاهدين وغيرهم تبع لهم.
 
والذي حدا بالسلف إلى القول بأن الطائفة هم العلماء هو أن الجهاد لم يكن عليه خلاف بين المسلمين وكانت الثغور مشحونة بالجند والجيوش موجهة إلى ديار الحرب وكان أكثر ما يخل بالدين في زمانهم هي البدع والضلالات الكبرى وفرسان هذا الميدان هم العلماء.
 
أما نحن اليوم فبحاجة إلى جهود العلماء والمجاهدين كل في ميدانه. فالدين لا يقوم بالعلم وحده ولا بالجهاد وحده بل بهما معا
كما قال تعالى في آية الحديد {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولن يقوم الدين إلا بالكتاب والميزان والحديد، كتاب يهدي به وحديد ينصره، كما قال تعالى{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا .. الآية} فالكتاب به يقوم العلم والدين، والميزان به تقوم الحقوق قي العقود المالية والقبوض، والحديد به تقوم الحدود ، )مجموع الفتاوى ج 35 ص 36
 
وقال أيضا: (وسيوف المسلمين تنصر هذا الشرع وهو الكتاب والسنة، كما قال جابر بن عبد الله(أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا ـ يعني السيف ـ من خرج عن هذا ـ يعني المصحف ـ) مجموع الفتاوى ج 25 ص 365.
 
وقال أيضا: ( فإن قوام الدين بالكتاب الهادي والحديد الناصر كما ذكره الله تعالى ).مجموع الفتاوى ج 28 ص 396. وغيرها من المواضع
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment