Wednesday, December 18, 2013

639 - عن أنس بن مالك قال : لما كثر الناس ، قال : ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه ، فذكروا أن يوروا نارا ، أو يضربوا ناقوسا ، فأمر بلال أن يشفع الأذان ، وأن يوتر الإقامة

 
عن أنس بن مالك قال : لما كثر الناس ، قال : ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه ، فذكروا أن يوروا نارا ، أو يضربوا ناقوسا ، فأمر بلال أن يشفع الأذان ، وأن يوتر الإقامة ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 606 خلاصة الدرجة: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
كان المسلمون في أول عهدهم بالإسلام يجتمعون للصلاة في مواعيدها، من غير دعوة، فلما كثروا،  وزاد عددهم،  فكر الرسول -صلى الله عليه و سلم-  في طريقة  يدعو بها الناس إلى الصلاة،  فاقترح عليه بعض المسلمين أن يرفع راية في موعد الصلاة،  فإذا رآها المسلمون أقبلوا،  فلم يعجبه ذلك،  فقال بعضهم :  نستعمل البوق لننادى به على الصلاة  كما تفعل اليهود، فلم يعجبه ذلك أيضًا .
 
فقال آخرون : نستعمل الناقوس (الجرس)،  فندقه ليعلم المسلمون أن موعد الصلاة قد حان .
 
وكان أحد الصحابة وهو "عبد الله بن زيد"- رضى الله عنه- موجودا بينهم ، وكان  مسلمًا مؤمنًا،  يحب الله ورسوله، ويتقى الله في أعماله .
 
سمع "عبد الله بن زيد" هذا الكلام،  وانصرف إلى بيته، ونام وهو يفكر في حل لهذه المسألة .
 
وفى منامه رأى رؤيا عجيبة،  وعندما طلع الصباح  أسرع إلى الرسول -صلى الله عليه و سلم- وقص عليه تلك الرؤيا ، وقال إنه رأى رجلاً يلبس ملابس خضراء، يحمل ناقوسًا في يده،  فقال له :
 
هل تبيعني هذا الناقوس ؟
فقال الرجل صاحب الملابس الخضراء : وماذا تصنع به ؟
 
قال "عبد الله بن زيد" : ندعو به إلى الصلاة .
 
قال الرجل : هل أدلك على خير من ذلك ؟
 
قال "عبد الله بن زيد" : وما هو ؟
 
قال الرجل ذو الملابس الخضراء : تقول :
 
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..
 
أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله ..
 
أشهد أن محمدًا رسول الله .. أشهد أن محمدًا رسول الله ..
 
حي على الصلاة .. حي على الصلاة ..
 
حي على الفلاح .. حي على الفلاح ..
 
الله أكبر .. الله أكبر ..
 
لا إله إلا الله ..
 
 
فلما سمع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- هذه الرؤيا . قال :
 
- إنها لرؤيا حق .. إن شاء الله ..
 
وطلب الرسول من "عبد الله بن زيد" أن يقوم مع "بلال" - رضى الله عنه- ويخبره بهذه الكلمات ليؤذن بها .. ففعل .
 
وأذن "بلال" رضى الله عنه - فسمعه "عمر بن الخطاب" - رضى الله عنه- وهو في بيته،  فخرج إلى الرسول -صلى الله عليه و سلم- ، وقال له :
 
- يا نبي الله . والذي بعثك بالحق،  لقد رأيت مثل الذي رأى،  فقال الرسول -صلى الله عليه و سلم-:  فلله الحمد على ذلك
 
فأمر بلال أن يشفع الأذان ، وأن يوتر الإقامة: اى ان يكرر كلمات الأذان مرتين عند الأذان ، و يقولها مرة واحدة عند اقامة الصلاة
 
ذكر ابن الملقِّن أن العلماء ذكروا أربع حكم في الأذان :
الأولى : إظهار شعار الإسلام والتوحيد
الثانية : الإعلام بدخول وقت الصلاة
الثالثة : الإعلام بمكان الصلاة
الرابعة : الدعاء إلى الجماعة
ويُضاف إلى ما ذكره :
الخامسة : عصمة الدم ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير إذا طلع الفجر ، وكان يستمع الأذان فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار
 
الأذان في اللغة: الإعلام قال الله تعلى وأذان من الله ورسوله.
وفي الشرع: الإعلام بوقت الصلاة وهو اللفظ المعلوم المشروع في أوقات الصلوات للإعلام بصفتها
 
قال الحافظ: (قال القرطبي وغيره: الأذان على قلة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة لأنه بدأ بالأكبرية وهي تتضمن وجود الله وكماله، ثم ثنى بالتوحيد ونفي الشريك، ثم بإثبات الرسالة لمحمد - صلى الله عليه وسلم- ثم دعا إلي الطاعة المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة لأنها لا تعرف إلا من جهة الرسول، ثم دعا إلى الفلاح وهو البقاء الدائم وفيه الإشارة إلي المعاد، ثم أعاد ما أعاد توكيدا. ويحصل من الأذان الإعلام بدخول الوقت، والدعاء إلى الجماعة، وإظهار شعائر الإسلام. والحكمة في اختيار القول له دون الفعل سهولة القول وتيسره لكل أحد في كل زمان ومكان، واختلف أيهما أفضل الأذان أو الإمامة؟ ثالثها إن علم من نفسه القيام بحقوق الأمانة فهي أفضل وإلا فالأذان، وفي كلام الشافعي ما يومئ إليه)
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment