Thursday, May 29, 2014

1238 - كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام على الله . السلام على فلان . فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم: إن الله هو السلام . فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات . السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالح ، في السماء والأرض . أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير من المسألة ما شاء ، صحيح مسلم

كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام على الله . السلام على فلان .
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم:
إن الله هو السلام . فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل :
التحيات لله والصلوات والطيبات .
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالح ، في السماء والأرض .
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ثم يتخير من المسألة ما شاء ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 402 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
فيه تشهد ابن مسعود وتشهد ابن عباس وتشهد أبي موسى الأشعري رضي الله عنهم . واتفق العلماء على جوازها كلها ، واختلفوا في الأفضل منها ، فمذهب الشافعي - رحمه الله تعالى - وبعض أصحاب مالك أن تشهد ابن عباس أفضل لزيادة لفظة المباركات فيه وهي موافقة لقول الله عز وجل : تحية من عند الله مباركة طيبة ولأنه أكده بقوله : يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن . وقال أبو حنيفة وأحمد رضي الله عنهما ، وجمهور الفقهاء ، وأهل الحديث : تشهد ابن مسعود أفضل لأنه عند المحدثين أشد صحة ، وإن كان الجميع صحيحا .
وقال مالك - رحمه الله تعالى - : تشهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الموقوف عليه أفضل لأنه علمه الناس على المنبر ، ولم ينازعه أحد ، فدل على تفضيله وهو : التحيات لله الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله سلام عليك أيها النبي إلى آخره . واختلفوا في التشهد هل هو واجب أم سنة؟ فقال الشافعي - رحمه الله تعالى - وطائفة : التشهد الأول سنة ، والأخير واجب . وقال جمهور المحدثين : هما واجبان .
وقال أحمد - رضي الله عنه - : الأول واجب ، والثاني فرض . وقال أبو حنيفة ومالك رضي الله عنهما ، وجمهور الفقهاء : هما سنتان . وعن مالك - رحمه الله - رواية بوجوب الأخير . وقد وافق من لم يوجب التشهد على وجوب القعود بقدره في آخر الصلاة .
وأما ألفاظ الباب ففيه لفظة التشهد سميت بذلك للنطق بالشهادة بالوحدانية والرسالة .
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله هو السلام فمعناه أن السلام اسم من أسماء الله تعالى ومعناه السالم من النقائض وسمات الحدوث ومن الشريك والند ، وقيل : المسلم أولياءه وقيل : المسلم عليهم ، وقيل غير ذلك . وأما التحيات فجمع تحية وهي الملك ، وقيل البقاء ، وقيل العظمة ، وقيل الحياة ، وإنما قيل التحيات بالجمع لأن ملوك العرب كان كل واحد منهم تحييه أصحابه بتحية مخصوصة ، فقيل : جميع تحياتهم لله تعالى ، وهو المستحق لذلك حقيقة . والمباركات والزاكيات في حديث عمر - رضي الله عنه - بمعنى [ ص: 89 ] واحد ، والبركة كثرة الخير ، وقيل : النماء ، وكذا الزكاة أصلها النماء ، والصلوات هي الصلوات المعروفة . وقيل : الدعوات والتضرع ، وقيل : الرحمة ، أي الله المتفضل بها ، والطيبات أي الكلمات الطيبات . وقوله في حديث ابن عباس : ( التحيات المباركات الصلوات الطيبات ) تقديره والمباركات والصلوات والطيبات كما في حديث ابن مسعود وغيره ، ولكن حذفت الواو اختصارا وهو جائز معروف في اللغة ومعنى الحديث أن التحيات وما بعدها مستحقة لله تعالى ، ولا تصلح حقيقتها لغيره .
وقوله : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) وقوله في آخر الصلاة ( السلام عليكم ) فقيل : معناه التعويذ بالله ، والتحصين به سبحانه وتعالى ، فإن السلام اسم له - سبحانه وتعالى - تقديره الله عليكم حفيظ وكفيل ، كما يقال : الله معك أي بالحفظ والمعونة واللطف ، وقيل : معناه السلامة والنجاة لكم ، ويكون مصدرا كاللذاذة واللذاذ كما قال الله تعالى : فسلام لك من أصحاب اليمين .
واعلم أن السلام الذي في قوله : ( السلام عليك أيها النبي السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) يجوز فيه حذف الألف واللام فيقال : سلام عليك أيها النبي وسلام علينا ، ولا خلاف في جواز الأمرين هنا ، ولكن الألف واللام أفضل ، وهو الموجود في روايات صحيحي البخاري ومسلم . وأما الذي في آخر الصلاة وهو سلام التحليل فاختلف أصحابنا فيه ، فمنهم من جوز الأمرين فيه هكذا ويقول : الألف واللام أفضل ، ومنهم من أوجب الألف واللام لأنه لم ينقل إلا بالألف واللام ، ولأنه تقدم ذكره في التشهد ، فينبغي أن يعيده بالألف واللام ليعود التعريف إلى سابق كلامه ، كما يقول : جاءني رجل فأكرمت الرجل .
قوله : ( وعلى عباد الله الصالحين ) . قال الزجاج ، وصاحب المطالع ، وغيرهما : العبد الصالح هو القائم بحقوق الله تعالى وحقوق العباد .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإذا قالها أصابت كل عبد لله صالح في السماء ) فيه دليل على أن الألف واللام داخلتين على الجنس تقتضي الاستغراق والعموم .
قوله : ( وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) قال أهل اللغة : يقال : رجل محمد ومحمود إذا كثرت خصاله المحمودة . قال ابن فارس : وبذلك سمي نبينا - صلى الله عليه وسلم - محمدا يعني لعلم الله تعالى بكثرة خصاله المحمودة ألهم أهله التسمية بذلك .
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ثم يتخير من المسألة ما شاء ) فيه استحباب الدعاء في آخر الصلاة قبل السلام ، وفيه أنه يجوز الدعاء بما شاء من أمور الآخرة والدنيا ما لم يكن إثما ، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور ، وقال أبو حنيفة - رحمه الله تعالى - : لا يجوز إلا بالدعوات الواردة في القرآن والسنة ، واستدل به جمهور العلماء على أن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد الأخير ليست واجبة ، ومذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وبعض أصحاب مالك - رحمه الله تعالى - وجوبها في التشهد الأخير ، فمن تركها بطلت صلاته
للمزيد

No comments :

Post a Comment