Monday, May 5, 2014

1149 - قال لنا ابن عباس : ألا أخبركم بإسلام أبي ذر ؟ قلنا : بلى ، قال : قال أبو ذر : كنت رجلا من غفار ، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي ، فقلت لأخي : انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره ، فانطلق فلقيه ثم رجع ، فقلت : ما عندك ؟ فقال : والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر ، فقلت له : لم تشفني من الخبر ، فأخذت جرابا وعصا ، ثم أقبلت إلى مكة ، فجعلت لا أعرفه ، وأكره أن أسأل عنه ، واشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد ، فمر بي علي فقال : كأن الرجل غريب ؟ قلت : نعم ، قال : فانطلق إلى المنزل ، فانطلقت معه ، لا يسألني عن شيء ولا أخبره ، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه ، وليس أحد يخبرني عنه بشيء ، فمر بي علي ، فقال : أما نال للرجل يعرف منزله بعد ؟ قلت : لا ، قال : انطلق معي ، فقال : ما أمرك ، وما أقدمك هذه البلدة ؟ قلت له : إن كتمت علي أخبرتك ، قال : فإني أفعل ، قلت له : بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي ، فأرسلت أخي ليكلمه ، فرجع ولم يشفني من الخبر ، فأردت أن ألقاه ، فقال له : أما إنك قد رشدت ، هذا وجهي إليه فاتبعني ، ادخل حيث ادخل ، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك ، قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت ، فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : اعرض علي الإسلام ، فعرضه فأسلمت مكاني ، فقال لي : يا أبا ذر ، اكتم هذا الأمر ، وارجع إلى بلدك ، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل . فقلت : والذي بعثك بالحق ، لأصرخن بها بين أظهرهم ، فجاء إلى المسجد وقريش فيه ، فقال : يا معشر قريش ، إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فقاموا فضربت لأموت ، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم ، فقال : ويلكم ، تقتلون رجلا من غفار ، ومتجركم وممركم على غفار ، فأقلعوا عني ، فلما أن أصبحت الغد رجعت ، فقلت مثل ما قلت بالأمس ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس ، وأدركني العباس فأكب علي ، وقال مثل مقالته بالأمس . فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله ، صحيح البخاري

 
قال لنا ابن عباس : ألا أخبركم بإسلام أبي ذر ؟
قلنا : بلى ،
قال : قال أبو ذر : كنت رجلا من غفار ، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي ،
فقلت لأخي : انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره ، فانطلق فلقيه ثم رجع ، فقلت : ما عندك ؟
فقال : والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر ،
فقلت له : لم تشفني من الخبر ، فأخذت جرابا وعصا ، ثم أقبلت إلى مكة ، فجعلت لا أعرفه ، وأكره أن أسأل عنه ، واشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد ،
فمر بي علي فقال : كأن الرجل غريب ؟
قلت : نعم ، قال : فانطلق إلى المنزل ،
فانطلقت معه ، لا يسألني عن شيء ولا أخبره ، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه ، وليس أحد يخبرني عنه بشيء ،
فمر بي علي ، فقال : أما نال للرجل يعرف منزله بعد ؟
قلت : لا ، قال : انطلق معي ،
فقال : ما أمرك ، وما أقدمك هذه البلدة ؟
قلت له : إن كتمت علي أخبرتك ، قال : فإني أفعل ،
قلت له : بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي ، فأرسلت أخي ليكلمه ، فرجع ولم يشفني من الخبر ، فأردت أن ألقاه ،
فقال له : أما إنك قد رشدت ، هذا وجهي إليه فاتبعني ، ادخل حيث ادخل ، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك ، قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت ،
فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقلت له : اعرض علي الإسلام ، فعرضه فأسلمت مكاني ،
فقال لي : يا أبا ذر ، اكتم هذا الأمر ، وارجع إلى بلدك ، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل .
فقلت : والذي بعثك بالحق ، لأصرخن بها بين أظهرهم ،
فجاء إلى المسجد وقريش فيه ،
فقال : يا معشر قريش ، إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فقاموا فضربت لأموت ، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم ،
فقال : ويلكم ، تقتلون رجلا من غفار ، ومتجركم وممركم على غفار ،
فأقلعوا عني ، فلما أن أصبحت الغد رجعت ، فقلت مثل ما قلت بالأمس ،
فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس ، وأدركني العباس فأكب علي ، وقال مثل مقالته بالأمس .
فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3522 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]  
------------------------------------------------
الشرح:
 
كان أبو ذر - رضي الله عنه ـ من قبيلة غفار الواقعة بين مكة والمدينة، وقد اشتهرت هذه القبيلة بالسطو، وقطع الطريق على المسافرين والتجار وأخذ أموالهم بالقوة . وكان ـ رضي الله عنه ـ قبل إسلامه يأبى عبادة الأصنام، وينكر على من يشرك بالله، ولما سمع بأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرسل أخاه، ليعلم له علم ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ ويسمع من قوله ثم يأتيه، فانطلق الأخ حتى أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له : " رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما هو بالشعر "، فقال أبو ذر: ما شفيتني مما أردت، وعزم على الذهاب بنفسه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
 
فرحل الى مكة ، و جلس بجوار المسجد الحرام يشرب من ماء زمزم ، و ينتظر ان يسمع عن اخبار النبى صلى الله عليه وسلم و مكانه ، دون ان يرغب فى سؤال احد حتى لا يفتضح امره
فمر به على بن ابى طالب رضى الله عنه فعرف من حاله و شكله انه غريب ، فطلب منه ان يلحقه الى منزله ليستضيفه دون ان يسأله عن شىء و دون ان يطلب منه ابا ذر شيئأً
حتى اذا اقبل الصباح رجع ابو ذر الى المسجد ففعل مثلما فعل فى اليوم السابق ، فمر به على بن ابى طالب رضى الله عنه فسأله ان كان انجز ما قدم الى مكة لينجزه
فلما علم انه لم يهتدى بعد الى ما يريد ، استضافه ليلة اخرى فى منزلة و ساله عن مراده فاخبره ابو ذر عن رغبته فى مقابلة رسول الله صلى الله عليه و سلم و ان يسمع عن الأسلام منه
فجعله يمشى خلفه حتى اذا احس ان هناك من يراقبهم او يريد بهم شراً تظاهر على بانه يصلح حذائه بجوار جدار ، و ان يكمل ابو ذر السير
فلما وصلا الى رسول الله صلى الله عليه و سلم و عرض عليه الأسلام ، قبل به و اسلم
فامره رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يرجع الى قومه و يخفى اسلامه ، حتى اذا سمع بان امر الأسلام انتشر و ظهر رجع اليه
فاقسم له ابا ذر انه لن يصبر حتى يصرخ بشهادتى الأسلام بين كفار مكة ، فلما فعل ذلك اخذ كفار مكة فى ضربه حتى يموت ، فدافع عنه العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه مقنعاً كفار مكة بعدم ضربه حتى لا تتعرض قوافلهم للهجوم بواسطة قبيلة ابا ذر التى تدعى غفار
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment