Thursday, May 15, 2014

1184 - أن أبا سعيد الخدرى لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها ، صححه الألبانى فى صحيح أبي داود

 
أن أبا سعيد الخدرى لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها
ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها ، صححه الألبانى فى صحيح أبي داود
 
------------------------------------------------
الراوي:  أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3114 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
في النهاية قال الخطابي : أما أبو سعيد ، فقد استعمل الحديث في ظاهره ، وقد روي في حديث الكفن أحاديث .
 قال : وقد تأوله بعض العلماء على المعنى ، وأراد به الحالة التي يموت عليها من الخير والشر ، وعمله الذي يختم .
 يقال : فلان ظاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب ، وجاء في تفسير قوله تعالى : وثيابك فطهر أي : عملك فأصلح ، ويقال : فلان دنس الثياب إذا كان خبيث النفس والمذهب ، وهو كالحديث الآخر يبعث العبد على ما مات عليه .
 قال الهروي : وليس قول من ذهب إلى الأكفان بشيء ; لأن الإنسان إنما يكفن بعد الموت .
 قال التوربشتي : وقد كان في الصحابة رضي الله عنهم من يقصر فهمه في بعض الأحيان عن المعنى المراد ، والناس متفاوتون في ذلك ، فلا يعد في أمثال ذلك عليهم ، وقد سمع عدي بن حاتم : " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود فعمد إلى عقالين أسود وأبيض ، فوضعهما تحت وسادته
 
قال الطيبي : وقد رأى بعض أهل العلم الجمع بين الحديثين فقال : البعث غير الحشر ، فإذا كان كذلك ، فقد يجوز أن يكون البعث مع الثياب والحشر على العري والحفاء . قال الشيخ : ولم يصنع هذا القائل شيئا ، فإنه ظن أنه نصر السنة ، وقد ضيع أكثر مما حفظ فإنه سعى في تحريف سنن كثيرة ليسوي كلام أبي سعيد ، وقد روينا عن أفضل الصحابة أنه أوصى أن يكفن في ثوبيه . وقال : إنما هما للمهل والتراب ، ثم إنه عليه الصلاة والسلام قال في هذا الحديث " الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها " ليس لهم أن يحملوها على الأكفان ; لأنها بعد الموت اهـ . وفيه : أنه يمكن حمل كلام الصديق على المهل ابتداء ، وكلام أبي سعيد على خلقه انتهاء فلا منافاة بينهما . قال القاضي : العقل لا يأبى حمله على ظاهره حسب ما فهم منه الراوي ، إذ لا يبعد إعادة ثيابه البالية ، كما لا يبعد إعادة عظامه الناخرة ، فإن الدليل الدال على جواز إعادة المعدوم لا تخصيص له بشيء دون شيء ، غير أن عموم قوله : يحشر الناس عراة حمل جمهور أهل المعاني ، وبعثهم على أن أولوا الثياب بالأعمال التي يموت عليها من الصالحات والسيئات ، فإن الرجل يلابسها كما يلابس الملابس ، فاستعير لها الثياب . قال زين العرب : ويمكن الجمع بأن الحشر غير البعث ، فجاز كون هذا بالثياب ، وذلك بالعري ، أو المراد اكتساؤه به حين فراغه من الحساب اهـ .
 
والأظهر أن يقال : يحشرون عراة أولا ، ثم يلبسون كما ورد : أنه أول من يكسى إبراهيم ، ثم يبعثون إلى موقف الحساب . قال الطيبي : وأما العذرة من جهة الصحابي ، فأن يقال عرف مغزى الكلام ، لكنه سلك مسلك الإبهام ، وحمل الكلام على غير ما يترقب ، ونحوه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم حيث قال : أزيد على السبعين إظهارا لغاية رحمته ورأفته على من بعث إليهم اهـ .
 
ويمكن أن الصحابي أيضا حمل المحل على المعنى ، وجعل تبديل ثيابه الوسخة والعتيقة ، بثيابه النظيفة أو الجديدة من جملة أعماله الحسنة ، فإنه استقبال للملائكة المكرمة ، وتهيؤ للقدوم على أرواح الحضرات المعظمة ، ولذا يستحب أن يكون على الطهارة ، فقد أخرج الطبراني عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتاه ملك الموت وهو على وضوء أعطي الشهادة " فالنظافة الظاهرة لها تأثير بليغ في استجلاب الطهارة الباطنة ، مع أنه لا معنى لقولهم يبعث على عمله الذي يختم به إلا هذا بأن يكون على عمل الطاعة ، والرضا بالقضاء ، والتسليم بين يدي الرب الكريم ، وحسن الظن بفضله العظيم ، ومما يؤيده أنهما ما وصى أن تجعل تلك الثياب أكفانا له ، مع أن كثيرا من العلماء قالوا : إن الملبوس أولى .
 
قال ابن حجر : وهو المعتمد من مذهبنا ; لأن مآله للبلى ، ويؤيده ما صح عن أبي بكر رضي الله عنه : أنه اختار الخلق . وقال : الحي أولى بالجديد من الميت ، ثم علل ذلك بأن الكفن إنما هو لدم الميت وصديده ، والظاهر أن هذا تواضع منه ، وأنه أشار إلى جواز كفن الخلق أيضا
 
والله تعالى أعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment