Tuesday, May 13, 2014

1181 - عن عبدالرحمن بن شماسة: كنت عند مسلمة بن مخلد ، وعنده عبدالله بن عمرو بن العاص . فقال عبدالله : لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق . هم شر من أهل الجاهلية . لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم . فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر . فقال له مسلمة : يا عقبة اسمع ما يقول عبدالله . فقال عقبة : هو أعلم . وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ، قاهرين لعدوهم ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى تأتيهم الساعة ، وهم على ذلك فقال عبدالله : أجل . ثم يبعث الله ريحا كريح المسك . مسها مس الحرير . فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته . ثم يبقى شرار الناس ، عليهم تقوم الساعة ، صحيح مسلم

 
عن عبدالرحمن بن شماسة: كنت عند مسلمة بن مخلد ، وعنده عبدالله بن عمرو بن العاص .
فقال عبدالله : لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق . هم شر من أهل الجاهلية . لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم .
فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر . فقال له مسلمة : يا عقبة اسمع ما يقول عبدالله . فقال عقبة : هو أعلم .
وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ، قاهرين لعدوهم ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى تأتيهم الساعة ، وهم على ذلك
فقال عبدالله : أجل . ثم يبعث الله ريحا كريح المسك . مسها مس الحرير . فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته . ثم يبقى شرار الناس ، عليهم تقوم الساعة ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: عبدالرحمن بن شماسة المهري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1924 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
من مشيئة الله وحكمته أن الإيمان في الأمم يضعف بتطاول الزمان، ويبعده عن الرسول المبعوث، فنور الرسول ينتشر بين قومه، وتسري حرارة دعوته في دمائهم، ويمضي الرسول ويمضي عصره فيضعف النور، وتهدأ الحرارة، وتتزعزع التعاليم في النفوس، وكلما مضى عصر زاد الضعف، وكثر التهاون، فخير القرون قرن النبي، ثم الذين يلونهم، تلك سنة الله في خلقه، كلما بعد المؤثر قل الأثر، حتى يكاد ينمحي، ما لم يتعهد بالتغذية والتقوية، تماما كتيار مندفع من قوة، يقل اندفاعه كلما بعد عن مصدر الدفع، ما لم يساعد بين الحين والحين بقوة دافعة أخرى، وتلك القوة في الديانات السابقة كانت تتمثل في الأنبياء والحواريين، وفي ديننا الإسلامي تتمثل في العلماء والصالحين.
 
لكن العلماء الصالحين أنفسهم يصيبهم أو يصيب أكثرهم بمرور الزمان الوهن، تارة بانشغالهم بالدنيا، وتارة بخوفهم من بطش الحكام، وتارة بالإحباط، وضعف الجدوى والتأثير من جهادهم لكثرة الخبث، حين يصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر.
 
تلك الحقيقة للنهاية المظلمة أخبر بها صلى الله عليه وسلم أصحابه، فكان أن انزعجوا، قال لهم يوما: كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف؟ ولم تنهوا عن المنكر؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم. وأشد منه سيكون. كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا؟ والمنكر معروفا؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم. وأشد منه سيكون، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر؟ ونهيتم عن المعروف؟ لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله. الله".
 
إن هذا الانزعاج من آخر الزمان استلزم التخفيف والتهوين، وغرس الأمل في الخير، فقال لهم: اطمئنوا فلن يزال هذا الدين قائما، يدافع عنه جماعة من المسلمين حتى تقوم الساعة، أو حتى تقرب الساعة، ولن تزال طائفة من المسلمين إلى آخر الزمان متمسكين بدينهم، قائمين بشريعتهم، مدافعين عنها، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله.
 
يبعث الله في آخر الزمان بعد الدجال، وبعد نزول عيسى وقتله الدجال، وموت عيسى -عليه السلام- يبعث ريحا، وتهب ريح أطيب رائحة من المسك، وأرق لمسا من الحرير، فتقبض أرواح المؤمنين المخلصين، فلا يبقى على وجه الأرض إلا الحثالة وشرار الناس، ولا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبة من الإيمان، وعليهم تقوم الساعة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment