Saturday, May 17, 2014

1192 - يُبْعَثُ الناس على نياتهم ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع

 
يُبْعَثُ الناس على نياتهم ، صححه الألبانى فى صحيح الجامع
 
------------------------------------------------
الراوي:  أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8014 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
 المقصد من الحديث أن نية العبد التي يموت عليها الله عز و جل يبعثه عليها، لذلك ينبغي على كل مسلم أن ينوي النية الحسنة في كل وقت ينوي الخير لأنه لا يدي متى يأتيه الموت فإذا أتاه الموت على إضمار سوء و إضمار شر فالله عز و جل يبعثه على ذلك و إذا جاءه الموت على إضمار خير في نيته فالله يبعثه على ذلك
 
و الحديث جزء من حديث اطول ان  رجل قرشي كأنه يدعو إلى الله سبحانه تبارك و تعالى و يكون له الإمامة أو يبايعه الناس للإمامة ثم يقدم أناس أخرون ينازعون في ذلك من أمة النبي صلى الله عليه و سلم فهذا القرشي يعوذ بالبيت، و رجل يعوذ بالبيت أي يلجأ إلى حرم الله سبحانه،  فإذا بهم يقصدونه أي أناس من الأمة يبغون عليه و يقصدونه ليقاتلوه في الحرم فلما يجمعهم الطريق جيوش لتذهب إلى هذا الرجل لقتاله فإذا بالله عز و جل يخسف بهم و هذا بيان على أن هذا القرشي على الحق و أنه إمام هدى و أن هؤلاء على الباطل فإذا بالله عز و جل يرسل عليهم عذابا من عنده فيخسف بالجميع، و ذكرنا أن العذاب لما ينزل لم يفرق بين إنسان و إنسان و لكن نزل على بلد فينزل على جميع من فيها بما فيهم المؤمنون و فيهم الفجار و الكفار، بما فيهم من الصالحين و فيهم من الطالحين ينزل العذاب على الجميع، فهنا النبي صلى الله عليه و سلم يخبر أنهم إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، قال " و مصادرهم شتى " أي أنهم يصدرون يوم القيامة مصادر شتى، إذا فالهلاك واحد على الجميع لأن العذاب جاء فأهلك الجميع و لكن لما يبعثون يوم القيامة يتوجه فريق منهم إلى الجنة و فريق منهم إلى النار، مصادرهم شتى، " يبعثهم الله على نياتهم " قالت عائشة رضي الله عنها: " قلت: و كيف يبعثهم الله عز و جل على نياتهم و مصادرهم شتى؟ " أي هؤلاء مصادرهم مختلفة يختلف بعضهم عن بعض فكيف يبعثهم الله على نياتهم؟ و الله على كل شيء قدير، جاء إنسان يقصد شيء و جاء إنسان يقصد شيء آخر فيبعثهم الله عز و جل يوم القيامة يفرق بين هذا و بين ذلك، فإذا كان الناس في قبورهم أناس كثيرون في قبر واحد على مدى آلاف السنين القبر الواحد امتلأ بآلاف الجثث و أخذت الأرض هذا كله فأذهبته فإذا بالله يوم القيامة يبعث الجميع على ما ماتوا عليه، هذا مات على الإسلام و هذا مات على غيره، هذا الإنسان مات على صلاح و هذا مات على غيره، فيبعث الله الجميع يوم القيامة ثم يصدرون من هذا الموقف إما إلى الجنة و إما إلى النار فبقول صلى الله عليه و سلم: " جمعهم الطريق منهم المستبصر و ابن السبيل و المجبور " إذا هنا الطريق جمع جيش البغاة هؤلاء و جمع معهم إنسان مجبرا، هذا كلمة المجبور معناه مجبر على ذلك، فيقول صلى الله عليه و سلم " منهم المستبصر " أي العارف، إذا منهم المستبصر الذي قد تبين له أنه على باطل و أنه من ضمن هؤلاء البغاة إذا يسير في طريق الخطأ و هو يعلم أنه خطأ فيموت على هذه النية و يبعث على هذه النية أنه من أهل الفساد، قال صلى الله عليه و سلم " منهم المستبصر و ابن السبيل "، ابن السبيل أي شخص كان في الطريق ليس له دخل بجيش هؤلاء و لا بالبغاة و لا غيره ولكن جاء العذاب على الجميع فأهلك الله الجميع إذا يبعث هذا على نيته أنه لم يقصد شرا، و المجبور يعني إنسان أجبروه على الخروج معهم في هذا الجيش و هو لا يريد الخروج و يهلكه الله عز و جل و يبعثه على نيته أنه مكره على ذلك و لا يريد قتالا و لم يقصد الحرم بسوء، قال صلى الله عليه و سلم: " يهلكون مهلكا واحدا " أي يهلكهم الله هلاكا واحدا أنه فجأة الجميع يخسف بهم و الجميع يموتون ثم يبعثون، قال " و يصدرون مصادر شتى " منهم من يصدر إلى الجنة و منهم من يصدر إلى النار
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment