Monday, May 12, 2014

1179 - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أُعْطِيت خمسا ، لم يعطهن أحد قبلي : نُصِرْت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة ، صحيح البخاري

 
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أُعْطِيت خمسا ، لم يعطهن أحد قبلي : نُصِرْت بالرعب مسيرة شهر ،
وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،
فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ،
وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي ،
وأعطيت الشفاعة ،
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 335 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
أُعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي:
مفهوم الحديث أنه لم يختص بغير الخمس المذكورة،
وقد عدد الحافظ ابن حجر في فتح الباري: خصائص أخرى غيرها فبلغت بها سبع عشرة،وقال: يمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع.
وقال الحافظ ابن حجر في الجمع بين هذا المفهوم وبين الأدلة الدالة على الخصائص الأخرى:
وطريق الجمع أن يقال: لعله اطلع أولا على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي، ومن لا يرى مفهوم العدد حجة يدفع هذا الإشكال من أصله.
قال الحافظ ابن حجر :وظاهر الحديث يقتضي أن كل واحدة من الخمس المذكورات لم تكن لأحد قبله وهو كذلك،ولا يعترض بأن نوحا عليه السلام كان مبعوثا إلى أهل الأرض بعد الطوفان، لأنه لم يبق إلا من كان مؤمنا معه وقد كان مرسلا إليهم، لأن هذا العموم لم يكن من أصل بعثته، وإنما اتفق بالحادث الذي وقع، وهو انحصار الخلق بالموجودين بعد هلاك سائر الناس، وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فعموم رسالته من أصل البعثة فثبت اختصاصه بذلك
 
نُصرت بالرعب مسيرة شهر: أي أن العدو يُلقى في قلوبهم الرعب من مسافة شهر
و الرعب: الوجل والخوف والفزع،
قال الحافظ ابن حجر: مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة، ولا في أكثر منها، أما ما دونها فلا
 
وجُعلت لي الأرض مسجدا: أي موضع سجود، ويخص من هذا العموم ما تيقنت نجاسته، وما دل على منع الصلاة فيه كالمقبرة
و  الأرض في الأصل طاهرة مُطهّرة ، فمن أدركته الصلاة ولا مسجد ولا جماعة عنده فإنه يُصلّي كالمسافر أو الرجل في البادية .
فالأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
ومن أدركته الصلاة ولم يجد الماء مع التحرّي أو عجز عن استعمال الماء فإنه يتيمم .
 
وطهوراً: الطهور ـ بفتح الطاء ـ أي المطهر لغيره، لأن الطهور لو كان المراد به الطاهر لم تثبت الخصوصية، والحديث إنما سيق لإثباتها، وهو يدل على أن التيمم جائز بجميع أجزاء الأرض
 
وأُحلّت لي الغنائم ، ولم تُحلّ لأحد قبلي: هذا من رحمة الله بهذه الأمة
فإن الأمم السابقة كانوا يجمعون الغنائم ثم تأتي نار من السماء فتحرقها
 
وأعطيت الشفاعة: وشفاعته صلى الله عليه وسلم أنواع :
1 - الشفاعة العُظمى لأهل الموقف أي أنها لجميع أهل المحشر كما في حديث الشفاعة الطويل .
2 - شفاعته في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة .
3 - شفاعته في أقوام آخرين قد أُمِر بهم الى النار ان لا يدخلونها ، وهم من أهل التوحيد .
4 - شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم .
5 - شفاعتة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب .
6 - شفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه ،كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذابه .
7 - شفاعته أن يُؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة .
8 - شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن يدخل النار فيخرجون منها وقد تواترت بهذا النوع الاحاديث .
وهذه الأنواع ذكرها ابن أبي العز في شرح الطحاوية
 
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس كافة: كان النبي من الأنبياء يُبعث إلى قومه خاصة ؛ لأن بعده أنبياء ، أما نبينا صلى الله عليه وسلم فبُعث إلى الناس عامة بل إلى الثقلين إذ هو خاتم الأنبياء فلا نبي بعده .
قال سبحانه وتعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )
وقال تبارك وتعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )
وقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار . رواه مسلم
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment