Monday, May 5, 2014

1150 - عن سبيع بن خالد: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالا ، فدخلت المسجد ، فإذا صدع من الرجال ، وإذا رجل جالس ، تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز ، قلت : من هذا ؟ فتجهمني القوم ، وقالوا : أما تعرف هذا ؟ هذا حذيفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال حذيفة : إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر . فأحدقه القوم بأبصارهم ، فقال : إني قد أرى الذي تنكرون ! إني قلت : يا رسول الله ! أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله ، أيكون بعده شر ، كما كان قبله ؟ قال : نعم . قلت : فما العصمة من ذلك ؟ قال : السيف . قلت : يا رسول الله ، ثم ماذا ؟ قال : إن كان لله خليفة في الأرض ، فضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة . قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم يخرج الدجال معه نهر ، ونار ، فمن وقع في ناره وجب أجره ، وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره . قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم هي قيام الساعة ، حسنه الألبانى فى صحيح أبي داود

 
عن سبيع بن خالد: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالا ، فدخلت المسجد ، فإذا صدع من الرجال ، وإذا رجل جالس ، تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز ،
 قلت : من هذا ؟ فتجهمني القوم ، وقالوا : أما تعرف هذا ؟ هذا حذيفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقال حذيفة : إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر .
 فأحدقه القوم بأبصارهم ، فقال : إني قد أرى الذي تنكرون ! إني قلت : يا رسول الله ! أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله ، أيكون بعده شر ، كما كان قبله ؟ قال : نعم .
 قلت : فما العصمة من ذلك ؟ قال : السيف .
 قلت : يا رسول الله ، ثم ماذا ؟
قال : إن كان لله خليفة في الأرض ، فضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة .
 قلت : ثم ماذا ؟
 قال : ثم يخرج الدجال معه نهر ، ونار ، فمن وقع في ناره وجب أجره ، وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره .
 قال : قلت : ثم ماذا ؟
قال : ثم هي قيام الساعة ، حسنه الألبانى فى صحيح أبي داود
 
------------------------------------------------
الراوي:  سبيع بن خالد المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4244 خلاصة حكم المحدث: حسن
------------------------------------------------
الشرح:
 
تُسْتَرُ: اسم مدينة بخوزستان
 
منها: أي من الكوفة
 
بغالا: جمع بغل
 
صدع من الرجال:  قال الخطابي : بفتح الدال هو الرجل الشاب المعتدل انتهى .
وفي النهاية : أي رجل بين الرجلين
انتهى
 
فتجهمني القوم: أي أظهروا إلي آثار الكراهة في وجوههم
وفي النهاية : يتجهمني أي يلقاني بالغلظة والوجه الكريه
 
أسأله عن الشر: لعل المراد ما يقع في الناس من الفتن
 
فأحدقه القوم بأبصارهم: أي رموه بأحداقهم . وفي النهاية فحدقني القوم بأبصارهم أي رموني بحدقهم جمع حدقة وهي العين والتحديق شدة النظر
 
هذا الخير: أي الإسلام والنظام التام المشار إليه بقوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم
 
شر كما كان قبله: أي قبل الخير من الإسلام شر وهو زمن الجاهلية
 
فما العصمة: أي فما طريق النجاة من الثبات على الخير والمحافظة عن الوقوع في ذلك الشر
 
السيف: أي تحصل العصمة باستعمال السيف أو طريقها أن تضربهم بالسيف
قال قتادة : المراد بهذه الطائفة هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن خلافة الصديق رضي الله عنه
 
خليفة في الأرض: أي موجودا فيها ولو من صفته أنه كذا وكذا
 
فضرب ظهرك: بالباطل وظلمك في نفسك
 
وأخذ مالك: بالغصب أو مالك بالتعدي
 
فأطعه: أي ولا تخالفه لئلا تثور فتنة
 
وإلا: أي وإن لم يكن لله في الأرض خليفة
 
فمت: أمر من مات يموت كأنه عبر عن الخمول والعزلة بالموت فإن غالب لذة الحياة تكون بالشهرة والخلطة والجلوة
 
وأنت عاض: حالية أي حال كونك آخذا بقوة وماسكا بشدة
 
بجذل شجرة: بكسر الجيم وفتحها أي بأصلها أي اخرج منهم إلى البوادي وكل فيها أصول الشجر واكتف بها
قال في الفتح : والجذل بكسر الجيم وسكون المعجمة بعدها لام ، عود ينصب لتحتك به الإبل
قال البيضاوي : المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان ، وعض أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة كقولهم فلان يعض الحجارة من شدة الألم أو المراد اللزوم كقوله في الحديث الآخر : عضوا عليها بالنواجذ
 
قلت ثم ماذا: أي من الفتن
 
نهر: بسكون الهاء وفتحها أي نهر ماء
 
ونار: أي خندق نار ، قيل إنهما على وجه التخيل من طريق السحر والسيمياء وقيل ماؤه في الحقيقة نار وناره ماء
 
 فمن وقع في ناره: أي من خالفه حتى يلقيه في ناره ، وأضاف النار إليه إيماء إلى أنه ليس بنار حقيقة بل سحر
 
 وجب أجره: أي ثبت وتحقق أجر الواقع
 
 وحط: أي ورفع وسومح
 
 وزره: أي إثمه السابق
 
 ومن وقع في نهره: أي حيث وافقه في أمره
 
 وجب وزره: أي اللاحق
 
 وحط أجره: أي بطل عمله السابق
 
قال الحافظ : في الحديث حكمة الله في عباده كيف أقام كلا منهم فيما شاء فحبب إلى أكثر الصحابة السؤال عن وجوه الخير ليعملوا بها ويبلغوها غيرهم وحبب لحذيفة السؤال عن الشر ليجتنبه ويكون سببا في دفعه عمن أراد الله له النجاة . وفيه سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفته بوجوه الحكم كلها حتى كان يجيب كل من سأله بما يناسبه .
 
ويؤخذ منه أن كل من حبب إليه شيء فإنه يفوق فيه غيره ، ومن ثم كان حذيفة صاحب السر الذي لا يعلمه غيره حتى خص بمعرفة أسماء المنافقين وبكثير من الأمور الآتية
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment