Monday, May 12, 2014

1172 - رحم الله من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره ، ثلاثا لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من وراءهم إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ، ويشتت عليه ضيعته ، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ، ويكفيه ضيعته ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

 
رحم الله من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره ،
ثلاثا لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم :
إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من وراءهم
إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ، ويشتت عليه ضيعته ، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له
ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ، ويكفيه ضيعته ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
------------------------------------------------
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3254 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 
رحم الله من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره: ليس من شرط الراوي أن يكون فقيهًا، ولا أن يكونَ عاملاً بما روى:
إذ إن الرواية أداء، وشرْط العمل ليس داخلاً فيها، وإنْ كان مُطْلق العمل داخلاً في العدالة، وإنما الأداء يتطلَّب الضبط والْحِفظ؛ قال المناوي في "فيض القدير" : "ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، بيَّن به أنَّ راوي الحديث ليس الفقه من شرْطه، إنَّما شرْطُه الْحِفظ، أمَّا الفَهم والتدبُّر فعلى الفقيه، وهذا أقوى دليل على ردِّ قَبول مَن اشترط لقَبول الرواية كون الراوي فقيهًا عالِمًا
 
لا يغل عليهن: يغلُّ » – بالفتح – هو المشهور، ويقال: غَلَى صدره فغلَّ إذا كان ذا غش وضغن وحقد
فالمعنى ان المرء لو كان مسلماً لا يبغض هذه الأمور و لا يغش فيها
فإن الله إذا كان يرضاها لنا لم يكن قلب المؤمن الذي يحبُ ما يحبه الله يَغِلُّ عليها ويبغضها ويكرهها، فيكون في قلبه عليها غِلُّ، بل يحبها قلب المؤمن ويرضاها
 
إخلاص العمل لله: فيبتغى بافعاله وجه الله سبحانه و تعالى دون رياء للناس
 ومن أهم شروط العبادات والأعمال الصالحة، فإذا لم تبن العبادة على الإخلاص لله وحده ردت على صاحبها؛ لأن الإخلاص شرط لصلاح العمل، فأي عبادة يقوم بها المسلم تكون مردودة إذا لم يتحقق فيها شرطان هما الإخلاص والمتابعة، ومعنى المتابعة الموافقة للشرع ولما جاء به رسول الله ، فإذا تعبد المسلم بعمل مخلصا فيه ولكنه على غير ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله فهو مردود، وإذا تعبد بعمل على وفق ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله  ولكنه غير مخلص فيه لله تعالى رُد عليه، وهذا ما أشار إليه ربنا عز وجل في كتابه العزيز في قوله سبحانه: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف:110]، فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا أي: عملا موافقا لما أتى به رسول الله ، وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا أي: ليكن عمله خالصا لوجه الله
 
 والنصح لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من وراءهم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في [الفتاوى (1/18)]:
"وهذه الثلاث – يعني: إخلاص العمل، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين – تجمع أصول الدين وقواعده، وتجمع الحقوق التي لله ولعباده، وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة.
وبيان ذلك: أن الحقوق قسمان: حقٌّ لله، وحقٌّ لعباده.
فحق الله: أن نعبده ولا نشرك به شيئاً ...
وحقوق العباد قسمان : خاص وعام.
أما الخاص: فمثل برِّ كل إنسان والديه، وحقِّ زوجته، وجاره فهذه من فروع الدين، لأن المكلف قد يخلوا عن وجوبها عليه، ولأن مصلحتها خاصة فرديه.
وأما الحقوق العامة: فالناس نوعان: رُعاة ورعية.
فحقوق الرعاة: مناصحتهم
وحقوق الرعية: لزوم جماعتهم، فإن مصلحتهم لا تتم إلاّ باجتماعهم، وهم لا يجتمعون على ضلاله، بل مصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل الله جميعاً.
فهذه الخصال تجمع أصول الدين".
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في بيان معنى النصيحة لولاة الأمر:
"وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم – من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي، إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة - فهؤلاء لمّا كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم، والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم، ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كل أحد بحسب حاله، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شرَّاً وضرراً وفساداً كبيراً.
فمن نصيحتهم: الحذر والتحذير من ذلك، وعلى من رأى منهم ما لا يحل، أن ينبههم سراً، لا علناً، بلطف، وعبارة تليق بالمقام، ويحصل بها المقصود، فإن هذا مطلوب في حق كل أحد، وبالأخص ولاة الأمور، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير، وذلك علامة الصدق والإخلاص
 
ويشتت عليه ضيعته:  معناه فرق عليه حاله وصناعته ومعاشه وما هو مهتم به وشعبه عليه ليكثر كده ويعظم تعبه
 
راغمة: مجبرة
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment