Thursday, May 22, 2014

1215 - مثل المسلمين واليهود والنصارى ، كمثل رجل استأجر قوما ، يعملون له عملا يوما إلى الليل ، على أجر معلوم ، فعملوا له إلى نصف النهار ، فقالوا : لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا ، وما عملنا باطل ، فقال لهم : لا تفعلوا ، أكملوا بقية عملكم ، وخذوا أجركم كاملا ، فأبوا وتركوا ، واستأجر أجيرين بعدهم ، فقال لهما : أكملا بقية يومكما هذا ، ولكما الذي شرطت لهم من الأجر ، فعملوا ، حتى إذا كان حين صلاة العصر قالا : لك ما عملنا باطل ، ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه . فقال لهما : أكملا بقية عملكما ، ما بقي من النهار شيء يسير ، فأبيا ، واستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم ، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس ، واستكملوا أجر الفريقين كليهما ، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور ، صحيح البخاري

مثل المسلمين واليهود والنصارى ، كمثل رجل استأجر قوما ، يعملون له عملا يوما إلى الليل ، على أجر معلوم ،
فعملوا له إلى نصف النهار ، فقالوا : لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا ، وما عملنا باطل ،
فقال لهم : لا تفعلوا ، أكملوا بقية عملكم ، وخذوا أجركم كاملا ، فأبوا وتركوا ،
واستأجر أجيرين بعدهم ، فقال لهما : أكملا بقية يومكما هذا ، ولكما الذي شرطت لهم من الأجر ، فعملوا ، حتى إذا كان حين صلاة العصر قالا : لك ما عملنا باطل ، ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه .
فقال لهما : أكملا بقية عملكما ، ما بقي من النهار شيء يسير ، فأبيا ،
واستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم ، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس ، واستكملوا أجر الفريقين كليهما ،
فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2271 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
لا حاجة لنا إلى أجرك: إشارة إلى أنهم كفروا وتولوا واستغنى الله عنهم ، وهذا هو إطلاق القول لإرادة لازمه ؛ لأن لازمه ترك العمل المعبر به عن ترك الإيمان
 وما عملنا باطل: إشارة إلى إحباط عملهم بكفرهم بعيسى ، إذ لا ينفعهم الإيمان بموسى وحده بعد بعثة عيسى ، وكذلك القول في النصارى إلا أن فيه إشارة إلى أن مدتهم كانت قدر نصف المدة فاقتصروا على نحو الربع من جميع النهار
 فإنما بقي من النهار شيء يسير: أي بالنسبة لما مضى منه والمراد ما بقي من الدنيا
واستكملوا أجر الفريقين: أي بإيمانهم بالأنبياء الثلاثة ، وتضمن الحديث الإشارة إلى قصر المدة التي بقيت من الدنيا
 وتضمن الحديث أن أجر النصارى كان أكثر من أجر اليهود ؛ لأن اليهود عملوا نصف النهار بقيراط والنصارى نحو ربع النهار بقيراط ، ولعل ذلك باعتبار ما حصل لمن آمن من النصارى بموسى وعيسى فحصل لهم تضعيف الأجر مرتين ، بخلاف اليهود فإنهم لما بعث عيسى كفروا به
وفي الحديث تفضيل هذه الأمة وتوفير أجرها مع قلة عملها . وفيه جواز استدامة صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس ، وفي قوله : " فإنما بقي من النهار شيء يسير " إشارة إلى قصر مدة المسلمين بالنسبة إلى مدة غيرهم ، وفيه إشارة إلى أن العمل من الطوائف كان مساويا في المقدار
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment