عن عبدالله بن مسعود: لما كان يوم حنين ، آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا في القسمة ،
فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل ، وأعطى عيينة مثل ذلك ،
وأعطى أناسا من أشراف العرب ، فآثرهم يومئذ في القسمة ،
قال رجل : والله إن هذه القسمة ما عدل فيها ، وما أريد بها وجه الله .
فقلت : والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيته فأخبرته ،
فقال : فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ، رحم الله موسى ، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3150 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
قسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة: مثل تقسيم الغنائم و الفىء و غيرها من الأموال و المتاع
وهذا من أعظم مظاهر الحلم في الدعوة إلى الله - تعالى - وقد اقتضت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم تلك الغنائم بين هؤلاء المؤلفة قلوبهم ، ويوكل من قلبه ممتلئ بالإيمان إلى إيمانه
وأراد البخاري بالترجمة بيان جواز النقل على وجه النصيحة ، لكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر على ابن مسعود نقله ما نقل ، بل غضب من قول المنقول عنه ، ثم حلم عنه وصبر على أذاه ائتساء بموسى - عليه السلام - وامتثالا لقوله - تعالى - : فبهداهم اقتده
و المذموم من نقلة الأخبار من يقصد الإفساد ، وأما من يقصد النصيحة ويتحرى الصدق ويجتنب الأذى فلا ، وقل من يفرق بين البابين ، فطريق السلامة في ذلك لمن يخشى عدم الوقوف على ما يباح من ذلك مما لا يباح الإمساك عن ذلك
و الله تعالى اعلم
للمزيد
No comments :
Post a Comment