Monday, May 19, 2014

1206 - كان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف شيء . فسبه خالد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أحدا من أصحابي . فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ، صحيح مسلم

 
كان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف شيء . فسبه خالد .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أحدا من أصحابي .
فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ، صحيح مسلم
 
------------------------------------------------
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2541 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
 فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه: معناه لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحد ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أحد أصحابي مُدا ، ولا نصف مُد ، و المُد هى مكيال قديم لقياس الحجم.
وسمي مدا لانه قدر ما تمتد به اليد من العطاء.
ويرتبط به بعض الأحكام الإسلامية مثل زكاة الفطر والكفارات ومقدار الماءللوضوء والاغتسال.
والمُد يقدر بأنه أربع حفنات بحفنة الرجل الوسط، أو بملء كفي الإنسان المعتدل إذا مدَّ يديه بهما.
ويساوي وفق الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس 628 مليلتر تقريباً
 
واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم وغيره ; لأنهم مجتهدون في تلك الحروب ، متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة منهذا الشرح . قال القاضي : وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ، ولا يقتل . وقال بعض المالكية : يقتل
 
 قال القاضي : ويؤيد هذا ما قدمناه في أول باب فضائل الصحابة عن الجمهور من تفضيل الصحابة كلهم على جميع من بعدهم .
وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة وضيق الحال ، بخلاف غيرهم ، ولأن إنفاقهم كان في نصرته صلى الله عليه وسلم وحمايته ، وذلك معدوم بعده ، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم ،
وقد قال الله تعالى : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة الآية ، هذا كله مع ما كان في أنفسهم من الشفقة والتودد والخشوع والتواضع والإيثار والجهاد في الله حق جهاده ، وفضيلة الصحبة ، ولو لحظة لا يوازيها عمل ، ولا تنال درجتها بشيء ،
والفضائل لا تؤخذ بقياس ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ،
قال القاضي : ومن أصحاب الحديث من يقول : هذه الفضيلة مختصة بمن طالت صحبته ، وقاتل معه ، وأنفق وهاجر ونصر ، لا لمن رآه مرة كوفود الأعراب أو صحبه آخرا بعد الفتح ، وبعد إعزاز الدين ممن لم يوجد له هجرة ، ولا أثر في الدين ومنفعة المسلمين .
قال : والصحيح هو الأول ، وعليه الأكثرون .
 
والله تعالى أعلم
 
للمزيد
 
 

No comments :

Post a Comment