Saturday, June 14, 2014

1276 - اعبد الله كأنك تراه ، واعدد نفسك في الموتى ، واذكر الله عند كل حجر ، وعند كل شجر ، وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة ، السر بالسر ، والعلانية بالعلانية ، حسنه الألبانى فى صحيح الترغيب

اعبد الله كأنك تراه ،
واعدد نفسك في الموتى ،
واذكر الله عند كل حجر ، وعند كل شجر ،
وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة ، السر بالسر ، والعلانية بالعلانية ، حسنه الألبانى فى صحيح الترغيب
------------------------------------------------
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3342 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
------------------------------------------------
الشرح:
اعبد الله كأنك تراه: رؤية معنوية يعني كن عالما متيقظا لا ساهيا ولا غافلا وكن مجدا في العبودية مخلصا في النية آخذا أهبة الحذر فإن من علم أن له حافظا رقيبا شاهدا لحركاته وسكناته فلا يسئ الأدب طرفة عين ولا لمحة خاطر وهذا من جوامع الكلم
واعدد نفسك في الموتى: وترحل عن الدنيا حتى تنزل بالآخرة وتحل فيها حتى تبقى من أهلها وأنك جئت إلى هذه الدار كغريب يأخذ منها حاجته ويعود إلى الوطن الذي هو القبر ؛ وقد قال علي كرم الله وجهه :إن الدنيا قد ترحلت مدبرة ، والآخرة ترحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون ...فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل .انتهى/ فكأنك بالموت وقد سقاك كأسه على غفلة فصرت من عسكر الموتى ، فنزل نفسك منزلة من قضى نحبه ، واترك الحرص ، واغتنم العمل ، وقصر الأمل ، ومن تصور في نفسه أنه يعيش غدا لا يهتم له ولا يسعى لكفايته فيصير حرا من رق الحرص والطمع والذل لأهل الدنيا ...قال ابن الجوزي : إذا رأيت قبرا فتوهمه قبرك وعد باقي الحياة ربحا
واذكر الله عند كل حجر ، وعند كل شجر: أي عند مرورك على كل شئ من ذلك فالمراد ذكره على كل حال قال العارفون : ومن علامات صحة القلب أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره ؛ ولما كان ذلك كله يرجع إلى الأمر بالتقوى والاستقامة وكمال ذلك لا يكون إلا لمن اتصف بالعصمة وحفظ عن كل وصمة ، وأما غيره فلا بد له من سقطة أو هفوة
وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة: تمحها لأن الحسنات يذهبن السيئات
السر بالسر ، والعلانية بالعلانية: أي إن عملت سيئة فقابلها بحسنة سرية وإن عملت سيئة علانية فقابلها بحسنة علانية ، هذا هو الأنسب وليس المراد أن الخطيئة السرية لا يكفرها إلا توبة جهرية وعكسه كما ظن وقيل أراد بتوبة السر الكفارة التي تكون للصغيرة بالعمل الصالح والقسم الثاني بالتوبة
 أخبر أن الشر الذي يعمله على ضربين ، وفي حالين سرا وجهرا ؛ فالسر أفعال القلوب ، والعلانية أفعال الجوارح ، كأنه صلى الله عليه وسلم يقول : إذا عملت شرا بسرك فأحدث توبة بسرك ، وإذا عملت شرا بجوارحك فأحدث توبة بجوارحك ، فأفعال السر من الذنوب فيما بينه وبين الله كالطمع إلى غير الله ، ومخافة من سواه ، والرجاء إلي غيره ، ومعاداة أوليائه ، وموالاة أعدائه ... قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء ) (الممتحنة : 1 ) ؛ وفيما بينه وبين عباد الله كحسدٍ لمؤمن ، وتهمةٍ لبريء ، وبغيٍ على مسلم ، وحقدٍ يضمره ، وسوءٍ يريده به ، وما سوى ذلك من أفعال القلوب ، فعليه أن يحدث توبة منها بسره باكتساب ما يزيلها ويثبت أضدادها ؛ لأن سائر أعمال الجوارح من صلاة وصوم وحج وغزو وأمثالها لا يجدي عليه كثير نفع منها مع فساد السر ونجاسة القلب ، فإن القلب لا يكاد يطهرها بأفعال الجوارح
 وذنوب العلانية فيما بين الله والعبد كترك ما أمر به ، وارتكاب ما نهى عنه من تضييع فرض وإضاعة حق ، ومجاوزة حد ، وقصور عنه ... وفيما بينه وبين خلق الله تعالى : المظالم والجنايات قولا وفعلا ، وتوبة العبد منها علانية من رد المظالم والاستحلال من أربابها ، والخروج إليهم ومحالتهم عليه ، وقضاء ما فات من فرائض الله من صلاة وصوم وزكاة وحج ، والانتهاء عما نهي عنه ، وإخراج ما حصل من مال ، أو متاع كما قال الله تعالى : ( وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ ) (البقرة : 279 ). لأنه لا ينفع العبد ندمه بسره على ما مضى مع إقامته على مثله في الوقت ، وتوبته من ارتكاب المظالم بسره مع تمسكه بما في يديه ... لذلك قال : السر بالسر ، والعلانية بالعلانية
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment