Sunday, June 15, 2014

1279 ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ، ثم يقدرون أن يغيروا ثم لا يغيروا ؛ ألا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب

 ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ، ثم يقدرون أن يغيروا ثم لا يغيروا ؛
ألا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب ، صححه الألبانى فى صحيح الترغيب
------------------------------------------------
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2317 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
اى إنه لم يظهر المنكر في قوم قط ثم لم ينههم أهل الصلاح بينهم إلا أصابهم الله بعذاب من عنده أو بأيدي من يشاء من عباده، ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قُمع أهل الباطل واستخفي فيهم المحارم
و في قصص الأنبياء عبرة للمعتبرين قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى) [يوسف: من الآية111]، ومن العبر المستفادة من قصة نبي الله صالح -عليه السلام- وقومه ثمود الذين كانت تتحكم فيهم طغمة فاسدة، تدير بهواها دفة أمورهم، أن المجتمع متى ما استسلم لما يهوى أولئك السفهاء المفسدين فإن مصيره مصيرهم سواء بسواء.
خططت تلك الفئة الباغية لقتل الناقة ثم لقتل صالح -عليه السلام- ونفذت نصف الجريمة ثم لم يكن من المجتمع حراك قبل ولا بعد الجريمة، كان مجتمعا سلبيا تقوم بتدبير دفة أموره فئة قليلة متنفذة فاسدة وتظل الأكثرية فيه صامتة متواطئة.
إن السلبية ليست عذراً للمجتمع، فلا بد للمجتمع من دور رائد في تنحية الظالمين وعدم تمكينهم من النطق باسمهم وتولي زمام الأمور، فإذا تخلى المجتمع عن هذا الدور فلا يلومن إلا نفسه يوم ينزل العذاب الشامل وتحل النقمة العامة كتلك التي نزلت على ثمود، نعم لم يكن المتآمرون غير تسعة ولم يكن المنفذ للجريمة المؤامرة إلا واحداً ولكن المجتمع تغافل عن دور أولئك الطغاة وتركهم يمرحون ويسرحون ويتصرفون في مصيره وفي مستقبله، إن هؤلاء المجرمين لم يجروا البلاء على أنفسهم فحسب بل كان بلاء عاماً نال المقترف بيده والساكت ذا الموقف السلبي، ولم ينج إلا من لحق بركب صالح -عليه السلام-.
ولذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشريعة بمثابة صمام الأمان للمجتمع
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment