Sunday, June 29, 2014

1303 - حديث وحشى و قتل حمزة

عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ، فلما قدمنا حمص ، قال لي عبيد الله بن عدي : هل لك في وحشي ، نسأله عن قتله حمزة ؟ قلت : نعم ،
وكان وحشي يسكن حمص ، فسألنا عنه ، فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره ، كأنه حميت ، قال : فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا ، فسلمنا فرد السلام ، قال : عبيد الله معتجر بعمامته ، ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه . فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال : لا والله ، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص ، فولدت له غلاما بمكة ، فكنت أسترضع له ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فلكأني نظرت إلى قدميك ، قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال : نعم ، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر ، فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر ، قال : فلما أن خرج الناس عام عينين ، وعينين جبل بحيال أحد ، بينه وبينه واد ، خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما أن اصطفوا للقتال ، خرج سباع فقال : هل من مبارز ، قال : فخرج إليهحمزة بن عبد المطلب ، فقال : يا سباع ، با ابن أم أنمار مقطعة البظور ، أتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ثم أشد عليه ، فكان كأمس الذاهب ، قال وكمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنا مني رميته بحربتي ، فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به ، فلما رجع الناس رجعت معهم ، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا ، فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ، قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال : ( آنت وحشي ) . قلت : نعم ، قال : ( أنت قتلت حمزة ) . قلت : قد كان من الأمر ما بلغك ، قال : ( فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ) . قال : فخرجت ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب ، قلت لأخرجن إلى مسيلمة ، لعلي أقتله فأكافئ به حمزة ، قال : فخرجت مع الناس ، فكان من أمره ما كان ، قال : فإذا رجل قائم في ثلمة جدار ، كأنه جمل أورق ، ثائر الرأس ، قال : فرميته بحربتي ، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه ، قال : ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته . قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار : أنه سمع عبد الله ابن عمر يقول : فقالت جارية على ظهر بيت ، وا أمير المؤمنين ، قتله العبد الأسود  ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: وحشي بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4072 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
  
كأنه حميت: على وزن رغيف ، أي زق كبير ، وأكثر ما يقال ذلك إذا كان مملوءا
 معتجر: أي لاف عمامته على رأسه من غير تحنيك
أسترضع له: أي أطلب له من يرضعه
فلما أن خرج الناس: أي قريش ومن معهم
 عام عينين: أي سنة أحد
 مقطعة البظور: بالظاء المعجمة جمع بظر وهي اللحمة التي تقطع من فرج المرأة عند الختان ، قال ابن إسحاق : كانت أمه ختانة بمكة تختن النساء ا هـ .
 والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم ، وإلا قالوا : خاتنة
أتحاد:  أي أتعاند
 وكمنت: أي اختفيت
في ثنته: بضم المثلثة وتشديد النون هي العانة ، وقيل : ما بين السرة والعانة
فلما رجع الناس: أي إلى مكة
فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل: أي لا ينالهم منه إزعاج
 فأكافئ به حمزة: بالهمز أي أساويه به
في ثلمة جدار: أي خلل جدار
جمل أورق: أي لونه مثل الرماد ، وكان ذلك من غبار الحرب .
 وقوله : " ثائر الرأس " أي شعره منتفش
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment