Sunday, June 22, 2014

1294 - قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، صححه الألبانى فى صحيح ماجه

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى
فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن
إخلاص العمل لله
والنصيحة لولاة المسلمين
ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، صححه الألبانى فى صحيح ماجه
------------------------------------------------
الراوي: جبير بن مطعم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2498 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
نَضَّرَ اللَّهُ اِمْرَأَ: اى دعا له بالنضارة، وهي في الأصل حسن الوجه والبريق
سمع منا مقالتي: ‏أي سمع بلا واسطة أو بواسطة وهي معنى سمع مقالتي ولا يتقيد بالسماع من فيه صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى هذا العلماء
فرب حامل فقه غير فقيه: المراد بحامل الفقه حافظ الأدلة التي يستنبط منها الفقه ‏، و المقصود انه ربما يكون غير قادر على استنباط الفقه من تلك الأدلة إلى من هو أفقه أي هو فقيه أيضا لكنه يحمل الفقه إلى أفقه منه بأن كان الذي يسمع منه أفقه منه وأقدر على استنباطه
ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن : يقال: غَلَى صدره فغلَّ إذا كان ذا غش وضغن وحقد
أي: قلب المسلم لا يغلُّ على هذه الخصال الثلاث، فالمخلص لله إخلاصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيلة جملة، لأن قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ فمن أخلص لربه صرف عنه دواعي السوء والفحشاء فانصرف عنه السوء والفحشاء
والنصيحة لولاة المسلمين: اى نصح من يتولون امور المسلمين بتقوى الله
 وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدين النصيحة ، فهذا يدل على أن النصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان التي ذكرت في حديث جبريل ، وسمى ذلك كله دينا ، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها ، وهو مقام الإحسان ، فلا يكمل النصح لله بدون ذلك ، ولا يتأتى ذلك بدون كمال المحبة الواجبة والمستحبة ، ويستلزم ذلك الاجتهاد في التقرب إليه بنوافل الطاعات على هذا الوجه وترك المحرمات والمكروهات على هذا الوجه أيضا
 قال الخطابي : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، قال : وأصل النصح في اللغة الخلوص ، يقال : نصحت العسل : إذا خلصته من الشمع . فمعنى النصيحة لله سبحانه : صحة الاعتقاد في وحدانيته ، وإخلاص النية [ ص: 220 ] في عبادته ، والنصيحة لكتابه : الإيمان به ، والعمل بما فيه ، والنصيحة لرسوله : التصديق بنبوته ، وبذل الطاعة له فيما أمر به ، ونهى عنه ، والنصيحة لعامة المسلمين : إرشادهم إلى مصالحهم
فإن دعوتهم تحيط من ورائهم: هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبّه دعوة المسلمين بالسُّور والسياج المحيط بهم، المانع من دخول عدوهم عليهم، فتلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام وهم داخلوها، لَمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر أنَّ من لزم جماعة المسلمين؛ أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم. فالدعوة تجمع شمل الأمة، وتلُم شعثها، وتحيط بها، فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment