Monday, July 14, 2014

1332 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة ، فقال : مستريح ومستراح منه . قالوا : يا رسول الله ، ما المستريح والمستراح منه ؟ قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد ، والشجر والدواب ، صحيح البخاري

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة ،
فقال : مستريح ومستراح منه .
قالوا : يا رسول الله ، ما المستريح والمستراح منه ؟
قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد ، والشجر والدواب ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6512 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 معنى الحديث أن الموتى قسمان :
مستريح ومستراح منه ،
ونصب الدنيا : تعبها .
وأما استراحة العباد من الفاجر معناه : اندفاع أذاه عنهم ، وأذاه يكون من وجوه منها : ظلمه لهم ، ومنها ارتكابه للمنكرات فإن أنكروها قاسوا مشقة من ذلك ، وربما نالهم ضرره ، وإن سكتوا عنه أثموا . واستراحة الدواب منه كذلك ؛ لأنه كان يؤذيها ويضر بها ويحملها ما لا تطيقه ، ويجيعها في بعض الأوقات وغير ذلك . واستراحة البلاد والشجر ، فقيل : لأنها تمنع القطر بمصيبته ، قاله الداودي . وقال الباخي : لأنه يغصبها ويمنعها حقها من الشرب وغيره
فإن العبد المؤمن المطيع لله المتبع لرسول الله يحبه الله، فإذا أحبه الله وضع له القبول بين عباده
هذا القبول والثناء لهذا العبد المتقي لله المتبع لرسول الله يكون في حياته، وبعد مماته؛ قال القرطبي -رحمه الله-: "وقد شوهد رجال من المسلمين علماء صالحون كثر الثناء عليهم، وصرفت القلوب إليهم في حياتهم وبعد مماتهم، ومنهم من كثر المشيعون لجنازته، وكثر الحاملون لها، والمتشغلون بها، وربما كثر الله الخلق بما شاء من الجن المؤمنين أو غيرهم مما يكون في صور الناس"؛ فهذا أحمد ابن حنبل -رحمه الله عنه- لما مات صلَّى عليه من المسلمين ما لا يحصى، فأمر المتوكل أن يمسح موضع الصلاة عليه من الأرض فوجد موقف ألفي ألف وثلاثمائة ألف أو نحوها، ولما انتشر خبر موته أقبل الناس من البلاد يصلون على قبره، فصلّى عليه ما لا يحصى". ولما مات الأوزاعي -رحمه الله- اجتمع للصلاة عليه من الخلق ما لا يحصى، وروي أنه أسلم في ذلك اليوم من أهل الذمة اليهود والنصارى نحو من ثلاثين ألفا لما رأوا من كثرة الخلق على جنازته، ولما رأوا من العجب في ذلك اليوم
وأما الكافر أو الفاجر أو الفاسق فإن الله يبغضه، ويبغّضه في قلوب عباده المتقين، حتى أنها تبغضه الحيوانات والجمادات، ولا تتأسف عليه إذا مات؛ بل إنها تستريح من شره
وهذه الجنازة التي استراح من شرها البلاد والعباد، والشجر والدواب جاء في الحديث أنها عندما تحمل إلى المقبرة تصيح صياحاً بالغاً، وتقول: "ياويلتي أين تذهبون بي"؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلتي أين تذهبون بي؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق)، فهما ميتان: ميت يستريح من تعب هذه الدار، ويفضي إلى راحة دار القرار، وميت يستريح منه البلاد والعباد، ويفضي إلى سوء المصير وبئس المهاد
نسأل الله السلامة و العافية
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment