Tuesday, July 1, 2014

1309 بئسما لأحدهم أو لأحدكم أن يقول : نَسِيتُ آية كيت وكيت ، بل هو نُسِّيَ ، فاستذكروا القرآن ؛ فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى

بئسما لأحدهم أو لأحدكم أن يقول : نَسِيتُ آية كيت وكيت ، بل هو نُسِّيَ ، فاستذكروا القرآن ؛
فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله ، صححه الألبانى فى صحيح الترمذى
------------------------------------------------
الراوي: عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2942 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُول: ‏قَالَ الْقُرْطُبِيّ : بِئْسَ هِيَ أُخْت نِعْمَ , فَالْأُولَى لِلذَّمِّ وَالْأُخْرَى لِلْمَدْحِ
نَسِيت آيَة كَيْت وَكَيْت: قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كَيْت وَكَيْت يُعَبَّر بِهِمَا عَنْ الْجُمَل الْكَثِيرَة وَالْحَدِيث الطَّوِيل , وَمِثْلهمَا ذَيْت وَذَيْت
بَلْ هُوَ نُسِّيَ: قال القرطبي : التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره , قال : ومعنى التخفيف أن الرجل ترك غير ملتفت إليه , وهو كقوله تعالى
 نسوا الله فنسيهم: أي تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة
 وَاخْتُلِفَ فِي مُتَعَلِّق الذَّمّ مِنْ قَوْله " بِئْسَ " عَلَى أَوْجُه : الْأَوَّل قِيلَ هُوَ عَلَى نِسْبَة الْإِنْسَان إِلَى نَفْسه النِّسْيَان وَهُوَ لَا صُنْعَ لَهُ فِيهِ فَإِذَا نَسَبَهُ إِلَى نَفْسه أَوْهَمَ أَنَّهُ اِنْفَرَدَ بِفِعْلِهِ , فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُول أُنْسِيت أَوْ نُسِّيت بِالتَّثْقِيلِ عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ فِيهِمَا , أَيْ أَنَّ اللَّه هُوَ الَّذِي أَنْسَانِي كَمَا قَالَ ( وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى ) وَقَالَ ( أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) وَبِهَذَا الْوَجْه جَزَمَ اِبْن بَطَّال فَقَالَ : أَرَادَ أَنْ يَجْرِي عَلَى أَلْسُن الْعِبَاد نِسْبَة الْأَفْعَال إِلَى خَالِقهَا لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْإِقْرَار لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ وَالِاسْتِسْلَام لِقُدْرَتِهِ , وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ نِسْبَة الْأَفْعَال إِلَى مُكْتَسِبهَا مَعَ أَنَّ نِسْبَتهَا إِلَى مُكْتَسِبهَا جَائِز بِدَلِيلِ الْكِتَاب وَالسُّنَّة
واستذكروا القرآن: ‏أي واظبوا على تلاوته واطلبوا من أنفسكم المذاكرة به , قال الطيبي : وهو عطف من حيث المعنى على قوله " بئس ما لأحدكم " أي لا تقصروا في معاهدته واستذكروه
فَإِنَّهُ أَشَدّ تَفَصِّيًا: أي تفلتا وتخلصا , تقول تفصيت كذا أي أحطت بتفاصيله
 لأن من شأن الإبل تطلب التفلت ما أمكنها فمتى لم يتعاهدها برباطها تفلتت , فكذلك حافظ القرآن إن لم يتعاهده تفلت بل هو أشد في ذلك .
 وقال ابن بطال : هذا الحديث يوافق الآيتين قوله تعالى:  إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا
 وقوله تعالى: ولقد يسرنا القرآن للذكر , فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسر له , ومن أعرض عنه تفلت منه
الحديث ينهى ان يقول احدنا عندما ينسى شيئاً من القرآن ان يقول "نَسِيتُ" اى انا الذى نسيت ، انما يقول "نُسِّيَت" بضم النون ، اى ان هناك من انساه القرآن
وقال عياض : أول ما يتأول عليه ذم الحال لا ذم القول , أي بئس الحال حال من حفظه ثم غفل عنه حتى نسيه .
وقال النووي : الكراهة فيه للتنزيه
و الحديث يشبه دراسة القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه أن يشرد ، فما دام التعاهد موجودا فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ ، وخص الإبل بالذكر ; لأنها أشد الحيوانات الإنسية نفارا ، وفيه حض على درس القرآن وتعاهده
بئس ما لأحدهم أن يقول: قال القرطبي : بئس هي أخت نِعْمَ , فالأولى للذم والأخرى للمدح
وقال الطيبي : و " ما " نكرة موصوفة و " أن يقول " مخصوص بالذم , أي بئس شيئا كان الرجل يقول
أن يقول نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ: بالتخفيف لما فيه من التشبه لفظا بمن ذمه الله تعالى بقوله كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فالاحتراز عن مثل هذا القول أحسن
بَلْ هُوَ نُسِّيَ: بالتشديد أي الله تعالى قد أزال عن قلبه ما أزال فليقل نسيت بالتشديد لكونه أوفق بالواقع وأبعد من الوقوع في المكروه
استذكروا القرآن: أي اذكروه واحفظوه وذكره بالسين للمبالغة
التفصي : الخروج و التخلص يقال : تفصى فلان من البلية : إذا تخلص منها ، ومنه : تفصى النوى من التمرة : إذا تخلص منها ، أي : إن القرآن أشد تفلتا من الصدور من النعم إذا أرسلت من غير عقال
عُقُلهَا: جمع عِقَال بكسر أوله وهو الحبل
مِنْ النَّعَم مِنْ عُقُله: جمع عِقَال بكسر العين وهو حبل صغير يشد به ساعد البعير إلى فخذه
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment