Saturday, February 1, 2014

961 - تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فأما النار : فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا ، وأما الجنة : فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا ، صحيح البخاري

تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ،
وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم .
قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ،
وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ،
فأما النار : فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا ،
وأما الجنة : فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا ، صحيح البخاري
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4850 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
تحاجت: تخاصمت
المتكبرين والمتجبرين: ‏قيل هما بمعنى , وقيل المتكبر المتعاظم بما ليس فيه والمتجبر الممنوع الذي لا يوصل إليه وقيل الذي لا يكترث بأمر
ضعفاء الناس وسقطهم: أي المحتقرون بينهم الساقطون من أعينهم , هذا بالنسبة إلى ما عند الأكثر من الناس , وبالنسبة إلى ما عند الله هم عظماء رفعاء الدرجات , لكنهم بالنسبة إلى ما عند أنفسهم لعظمة الله عندهم وخضوعهم له في غاية التواضع لله والذلة في عباده , فوصفهم بالضعف والسقط بهذا المعنى صحيح
فيضع قدمه عليها: هذا الحديث من مشاهير أحاديث الصفات , وقد سبق مرات بيان اختلاف العلماء فيها على مذهبين : ‏
‏أحدهما : وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين : أنه لا يتكلم في تأويلها بل نؤمن أنها حق على ما أراد الله , ولها معنى يليق بها , وظاهرها غير مراد . ‏
‏والثاني : وهو قول جمهور المتكلمين أنها تتأول بحسب ما يليق بها , فعلى هذا اختلفوا في تأويل هذا الحديث , فقيل : المراد بالقدم هنا المتقدم , وهو شائع في اللغة ومعناه : حتى يضع الله تعالى فيها من قدمه لها من أهل العذاب , قال المازري والقاضي : هذا تأويل النضر بن شميل , ونحوه عن ابن الأعرابي .
 الثاني : أن المراد قدم بعض المخلوقين , فيعود الضمير في قدمه إلى ذلك المخلوق المعلوم .
 الثالث : أنه يحتمل أن في المخلوقات ما يسمى بهذه التسمية , وأما الرواية التي فيها
 يضع الله فيها رجله: فقد زعم الإمام أبو بكر بن فورك أنها غير ثابتة عند أهل النقل , ولكن قد رواها مسلم وغيره فهي صحيحة وتأويلها كما سبق في القدم , ويجوز أيضا أن يراد بالرجل الجماعة من الناس , كما يقال : رجل من جراد , أي : قطعة منه , قال القاضي : أظهر التأويلات أنهم قوم استحقوها , وخلقوا لها , قالوا : ولا بد من صرفه عن ظاهره ; لقيام الدليل القطعي العقلي على استحالة الجارحة على الله تعالى
ولا يظلم الله من خلقه أحدا: ‏‏قد سبق مرات بيان أن الظلم مستحيل في حق الله تعالى , فمن عذبه بذنب أو بلا ذنب فذلك عدل منه سبحانه وتعالى
 وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا: ‏‏هذا دليل لأهل السنة أن الثواب ليس متوقفا على الأعمال , فإن هؤلاء يخلقون حينئذ , ويعطون في الجنة ما يعطون بغير عمل , ومثله أمر الأطفال والمجانين الذين لم يعملوا طاعة قط , فكلهم في الجنة برحمة الله تعالى وفضله .
 ‏
‏وفي هذا الحديث : دليل على عظم سعة الجنة , فقد جاء في الصحيح : أن للواحد فيها مثل الدنيا وعشرة أمثالها , ثم يبقى فيها شيء لخلق ينشئهم الله تعالى
و الله تعالى اعلم
للمزيد

No comments :

Post a Comment