Monday, February 3, 2014

970 - ابو بكر الصديق و فترة ما قبل الهجرة

 
عن عائشة رضى الله عنها: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار ، بكرة وعشية ، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة ، حتى إذا برك الغماد لقيه ابن الدغنة ، وهو سيد القارة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي .
 قال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك .
 فرجع وارتحل معه ابن الدغنة ، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش ، فقال لهم : إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق .
 فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، فليصل فيها وليقرأ ما شاء ، ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا .
 فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر ، فلبث بذلك يعبد ربه في داره ، ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، وكان يصلي فيه ، ويقرأ القرآن ، فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم ، وهم يعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رجلا بكاء ، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن ، وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم ، فقالوا : إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك ، على أن يعبد ربه في داره ، فقد جاوز ذلك ، فابتنى مسجدا بفناء داره ، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا ، فانهه ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك ، فسله أن يرد إليك ذمتك ، فإنا قد كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان .
 قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر فقال : قد علمت الذي عاقدت لك عليه ، فإما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له .
 فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله عز وجل ، والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين :
 إني أريت دار هجرتكم ، ذات نخل بين لابتين: .
 وهما الحرتان ، فهاجر من هاجر قبل المدينة ، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة ، وتجهز أبو بكر قبل المدينة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي: .
فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت ؟ قال  نعم: .
 فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه ، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر ، وهو الخبط ، أربعة أشهر .
 قال ابن شهاب : قال عروة : قالت عائشة : فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة ، قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداء له أبي وأمي ، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر .
 قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن ، فأذن له فدخل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر :
 أخرج من عندك: .
 فقال أبو بكر : إنما هم أهلك ، بأبي أنت يا رسول الله ، قال :
 فإني قد أذن لي في الخروج: .
 فقال أبو بكر : الصحابة بأبي أنت يا رسول الله ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 نعم: .
 قال أبو بكر : فخذ - بأبي أنت يا رسول الله - إحدى راحلتي هاتين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 بالثمن: .
 قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز ، وصنعنا لهما سفرة في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها ، فربطت به على فم الجراب ، فبذلك سميت ذات النطاقين ، قالت ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل ثور ، فكمنا فيه ثلاث ليال ، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ، وهو غلام شاب ، ثقف لقن ، فيدلج من عندهما بسحر ، فيصبح مع قريش بمكة كبائت ، فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه ، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم ، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء ، فيبيتان في رسل ، وهو لبن منحتهما ورضيفهما ، حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث ، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني الديل ، وهو من بني عبد بن عدي ، هاديا خريتا ، والخريت الماهر بالهداية ، قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي ، وهو على دين كفار قريش ، فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما ، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال ، فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث ، وانطلق معهما عامر بن فهيرة ، والدليل ، فأخذ بهم طريق السواحل ، صحيح البخاري
 
------------------------------------------------
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3905 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 
لم أعقل أبوي: أي أبا بكر وأم رومان
 
إلا وهما يدينان الدين: بكسر الدال أي دين الإسلام
 
 فلما ابتلي المسلمون: بأذى الكفار من قريش بحصرهم بني هاشم والمطلب في شعب أبي طالب وأذن - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه في الهجرة إلى الحبشة
 
 برك الغماد: بفتح الموحدة وسكون الراء بعدها كاف .
 والغماد بكسر الغين المعجمة وتخفيف الميم وبعد الألف دال مهملة موضع على خمس ليال من مكة إلى جهة اليمن
 
 ابن الدغنة: وهو اسم أمه ، واسمه الحرث بن يزيد كما عند البلاذري من طريق الواقدي عن معمر عن الزهري وليس هو ربيعة بن رفيع ، ووهم الكرماني قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله
 
وهو سيد القارة: بالقاف وتخفيف الراء قبيلة مشهورة من بني الهون بالضم والتخفيف ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
 
 أبو بكر أخرجني قومي: أي تسببوا في إخراجي قريش
 
فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي: ولم يذكر له وجه مقصده لأنه كان كافرا
 
فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج: بفتح أوله وضم ثالثه
 
 ولا يخرج: بضم ثم فتح من الإخراج
 
 تكسب المعدوم: بفتح تاء تكسب أي تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك
 
وتصل الرحم: أي القرابة
 
وتحمل الكل: بفتح الكاف وتشديد اللام الذي لا يستقل بأمره أو الثقل
 
وتقري الضيف: اى تستضيفه و تكرمه
 
وتعين على نوائب الحق: أي حوادثه
 
فأنا لك جار: أي مجير أمنع من يؤذيك
 
فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يخرج مثله: من وطنه باختياره على نية الإقامة مع ما فيه من النفع المتعدي لأهل بلده
 
ولا يخرج: بضم أوله وفتح ثالثه لا يخرجه أحد بغير اختياره لما ذكر
 
قالت عائشة : (وآمنوا أبا بكر ، وقالوا لـابن الدَّغِنَة : مُرْ أبا بكر فليعبُد ربه في داره، فليصلِّ وليقرأ ما شاء، ولا يؤذنا بذلك، ولا يستعلن به) أي: ليس عندنا مانع أن نبقي أبا بكر ؛ بشرط أن يخفي دينه في بيته ولا يظهره، ولا يتكلم بشيء من دينه جهراً (فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فقال ذلك ابن الدَّغِنَة لـأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره فترة، ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير ذلك، ثم بدا لـأبي بكر فابتنى مسجداً بفناء داره وبرز، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقَصَّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم؛ يعجبون منه، وينظرون إليه، وفي رواية: فيتقذَّف إليه) ومعنى ذلك: أنهم يزدحمون عليه حتى يسقط بعضهم على بعض فينكسر، ومعنى يتقصفون: يجتمعون اجتماعاً عظيماً حتى إنهم يتساقطون من الزحام والرغبة في السماع، قالت عائشة : (وكان أبو بكر رجلاً بكَّاءً، لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين) وذلك لما يعلمونه من رقة قلوب النساء والشباب من أولادهم، وقد يميلون إلى دين الإسلام (فأرسلوا إلى ابن الدَّغِنَة ، فقدم عليهم، فقالوا له: إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره، وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجداً بفناء داره، وأعلن الصلاة والقراءة، وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فائته، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فَعَلَ، وإن أبى إلا أن يُعلن ذلك فسَلْه أن يرد إليك ذمتك، فإنا كرهنا أن نخفرك ...).
 
أي: إذا رضي أن يعود إلى داخل الدار فله ذلك، وإذا رفض وأصر على الجهر بدينه فاطلب منه أن يرد الأمان الذي أعطيناه بسببك. (... فإنا كرهنا أن نخفرك ...) أي: نحن لا نريد أن نغدر وقد أعطيناه الأمان بسببك، لا نريد أن نغدر به ونخفر الذمة، فاطلب من أبي بكر أن يرد إليك الجوار إذا كان يريد أن يستمر على هذا الإعلان. ()... فإنا كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لـأبي بكر الاستعلان. قالت عائشة : فأتى ابن الدَّغِنَة أبا بكر فقال: قد علمتَ الذي عقدتُ لك عليه -أي: الشرط بيني وبينك- فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إليَّ ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أُخفرت في رجلٍ عقدتُ له ...) أي: لا أحب أن يكون صيتي بين العرب وسمعتي أنني أعطيت إنساناً جواراً ثم إن هذا الإنسان غُدِر به، وأن جواري لا قيمة له، فإنني أكره ذلك، فماذا كان جواب الصِّدِّيق رضي الله عنه؟
 
قال أبو بكر : (... إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بـمكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أُرِيت دار هجرتكم، رأيت سبخة ذات نخلٍ بين لابَتين) أي: أرض مالحة لا تكاد تنبت، وبين لابتين: هما الحرتان، فهاجر مَن هاجر قِبَل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجع إلى المدينة بعض مَن كان هاجر إلى أرض الحبشة ، وتجهز أبو بكر مهاجراً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على رسلك! فإني أرجو أن يؤذن لي، قال أبو بكر : هل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمُر أربعة أشهر)
 
 
فالحديث يتكلم عن الفترة لما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد ، فلقيه ابن الدغنة ، وهو سيد القارة ، فقال له : أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي ، فأريد أن أسيح في أرض الله ، وأعبد ربي عز وجل ، قال له ابن الدغنة : يا أبا بكر إن مثلك لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق - رجل بهذه الصفات لا يخرج من بلده ، ولا ينبغي أن يخرج ، وأمة تلفظ أمثال هؤلاء الكبراء ، الفضلاء ، أهل التقوى ، والعلم ، والمجد ، والإيثار ، أمة قد تودع منها ، ولهذا أدرك هذا الجاهلي بحسه أن مثل ذلك غلط ، لا يجوز أن يكون ، فمثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج - ارجع واعبد ربك ببلدك ، وأنا لك جار ، أحميك ممن أراد بك سوءا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وارتحل معه ابن الدغنة ، فطاف في أشراف قريش وفي نواديهم يقول لهم : إن أبا بكر لا يخرج! أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق؟! أنا له جار ، فلم تكذب قريش بجواره ، وقالوا له : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره - فليصل في بيته - ويقرأ ما شاء من القرآن ، ولكن لا يؤذينا بذلك ، ولا يستعلن به ، فإنا نخاف أن يفتن نساءنا وأبناءنا } .
لقد رجعت قريش خطوة واحدة إلى الوراء ، وقالوا : نقبل الآن مضطرين أن يسلم أبو بكر ، وأن يظل مقيما في قريش ، ولكننا لا نريده أن يدعو إلى دينه ، ولا أن يستعلن به ، والخوف ما هو؟ الفتنة ( نخشى أن يفتن نساءنا ، وأبناءنا ) فقال ذلك ابن الدغنة لـ أبي بكر رضى الله عنه { فلبث أبو بكر مستخفيا يعبد ربه عز وجل في داره ، ولا يستعلن بصلاته ، ولا يقرأ في غير بيته ، ثم بدا لـ أبي بكر فابتنى مسجدا في فناء الدار بالساحة المحيطة بمنزله ، وكان يصلي فيه ، ويقرأ القرآن ويجهر به ، فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم ، وهم يعجبون منه ، وينظرون إليه ، وكان أبو بكر رضي الله عنه رجلا بكاء لا يملك عينه إذا قرأ القرآن } كأنما كانت قريش تقرأ الذي سيقع ويحدث فعلا ، كان الناس ينقذفون إلى أبي بكر ، لأن لهذا القرآن سلطانا على القلوب ، ولأن لدعوة الحق سلطانا على النفوس ، والفطرة تستجيب لها ، وتتجاوب معها ، فحصل ما خافوا وخشوا ، ولذلك أفزعهم هذا : { فذهبوا إلى ابن الدغنة ، وقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره ، فقد تجاوز ذلك ، وابتنى مسجدا بفناء داره ، فأعلن الصلاة والقراءة فيه ، وإنا قد خشينا على نسائنا وأبنائنا فانهه عن ذلك ، فإن أحب أن يعبد ربه في داره فعل ، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك ، فاسأله أن يرد إليك ذمتك ، فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لـ أبي بكر الاستعلان ، قالت عائشة رضي الله عنها : فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر ، فقال : لقد علمت الذي عاقدت لك عليه - أنت تعرف يا أبا بكر ما هو العقد والعهد الذي بيني وبينك - فإما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فقال له : أبو بكر - رضى الله عنه - : إني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار ربي عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ كان مقيما بمكة ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام يوما لأصحابه : إني رأيت دار هجرتكم - وقد يكون رآها في المنام ، عليه الصلاة والسلام ، أو في غير ذلك - هي أرض ذات نخل بين لا بتين } أي : حرتين وهي الحجارة السود التي تحيط بالمدينة فهاجر من هاجر قبل المدينة ، ورجع عامة الصحابة الذين كانوا هاجروا إلى الحبشة إلى المدينة ، وتجهز أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - للرحيل ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { على رسلك - انتظر - فإني أرجو أن يؤذن لي ، فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال : نعم .
قال : فحبس أبو بكر نفسه على ذلك ، حتى يصحب النبي صلى الله عليه وسلم وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر - وهو الخبط - وهو علف معروف للمواشي ، أربعة أشهر وهو يعلفها
 
و الله تعالى اعلم
 
للمزيد
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

No comments :

Post a Comment